الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
في عام ٢٠١٢ و ضمن فعاليات قمة أبوظبي للإعلام ، وفِي إحدى جلسات المؤتمر ذكر السيد مارك ثومسون الرئيس التنفيذي لنيويورك تايمز بأن خلال عقد من الزمن سيُصبِح بإمكاننا بث الفعاليات و الأحداث عبر الهاتف الذكي بدلاً من أطنان من التجهيزات الفنية المعقدة من كاميرات متخصصة و كيلومترات طويلة من الكوابل الملونة و المترامية الأطراف و إضاءة تكفي لإشعاع النور في قرية كاملة في أحد ضواحي افريقيا بالإضافة إلى غرفة نقل تحكم تشبه مركبة الفضاء و عشرات من الكوادر هنا و هناك ولا ننسى طبعاً التجهيزات الخاصة بالأقمار الصناعية وأجهزة الحقن الفضائي! كان بجانبي أحد الزملاء الإعلامين أصحاب الخبرة الطويلة يبتسم و يهز برأسه نكراناً وقال لي ما رأيك بفنجان قهوة إسبرسو بدلاً من هذه المبالغات، فأشرت إلى إذني بأني مستمتع بالجلسة والقهوة علي ولكن بعد الجلسة ! ، بالطبع لست من الأشخاص الذين يقولون ( لا ) للقهوة فنحن ندين لها الكثير و تكفي أنها عذر الحياة لنا !…
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
أدت نتائج حرب الخليج الثانية إلى تصدعات جيواستراتيجية في نظام المصالح التركية إقليمياً ودولياً، انعكست ارتداداتها السلبية على ما كانت تعدّه مراكز صناعة القرار في أنقرة من ثوابت الأمن القومي التركي، فقد كشف الارتباك التركي في التعامل مع نتائج «عاصفة الصحراء»، وإضعاف الحكومة المركزية في بغداد، وغياب سلطة العاصمة السياسية عن الأقاليم، خصوصاً في مناطق كردستان العراق المحاذية للحدود التركية، عن خلل عميق في تعامل الدولة المُسَيرَة وريثة الدولة العثمانية العميقة مع القضية الكردية وتحولاتها، وظهر ذلك بعد تمسك الدولة بجناحيها السياسي والعسكري بالقراءة الأمنية لمعالجة الملف الكردي، الذي تحول خلال ثلاث محطات مفصلية مرّت بها المنطقة بداية من حرب 1991 وحرب 2003 حتى الثورة السورية 2011، إلى معضلة اجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية خسرت فيها أنقرة كثيراً من امتيازاتها الإقليمية والدولية، وفي المقابل أضاع الأكراد فرصاً كثيرة لا تعوض، بعدما أساءوا التصرف بحق قضيتهم وتعاملهم السلبي مع محيطهم، مما أدى إلى خسارتهم جزءاً من التعاطف الدولي، ودخولهم في مواجهات إقليمية…
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
كارثة حقيقية تلك التي حدثت في الفجيرة، فُجع لها المجتمع الإماراتي بأسره، صغيره وكبيره، الجميع تألّم لوفاة الأطفال السبعة اختناقاً إثر احتراق المنزل الذي يعيشون فيه، ليلاً، إنها الحادثة الأكثر إيلاماً رغم وقوع حوادث أخرى شبيهة، وكل ما نتمناه الآن أن تكون هذه الحادثة هي الأخيرة من نوعها، خصوصاً بعد صدور توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، الفورية إلى الدفاع المدني بالتأكد من وجود أنظمة للحماية من الحرائق في كل بيوت المواطنين، على أن تتحمل الحكومة كلفتها لمن لا يستطيع. أهمية توجيهات الشيخ محمد بن راشد أنها فورية التطبيق، منذ اللحظة الأولى لإطلاقها، وهذا حتماً سيقضي على مشكلة أزلية موجودة في مؤسساتنا وكثير من الجهات المعنية، وموجودة عند كثير من المواطنين أيضاً، وهي التفاعل بشدة مع الكارثة وقت حدوثها، ثم نسيانها تماماً وتقليل الاهتمام بها بمجرد مرور الزمن، فتخبو وينتهي أمرها، دون اتخاذ الإجراءات والاحتياطات التي تضمن عدم تكرارها، وهذا الأمر اتضح جلياً في حوادث…
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
«سنعزز تحالفاتنا القديمة وسنشكل أخرى جديدة». كانت هذه كلمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) في مراسم تنصيبه. هذا المبدأ الحاكم في سياسة ترمب الدولية، هو المفتاح الذي ندخل به دهاليز السياسة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط؛ موقفه الصلب من النفوذ الإيراني، موقفه الضاغط على الأوروبيين بخصوص مراجعة الاتفاق «السيئ» كما يصفه دوماً مع إيران بخصوص برنامجها النووي (5+1)، كما يلاحظ الجميع. ضمن هذا السياق أتت الخطوة الأميركية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال فريق دبلوماسي إلى أوروبا، والفريق سيبحث «كيف يتسنى لنا التعاون بصورة أكبر بشأن مواجهة الأنشطة الإيرانية التي لا علاقة لها بالبرنامج النووي»، من ذلك صادرات إيران من الأسلحة «إلى اليمن وأماكن أخرى». في هذا السياق أيضاً نفهم المقالة الكاشفة للباحث الأميركي جاي سولومون، الزميل الزائر بـ«زمالة سيغال» معهد واشنطن، ومؤلف «حروب إيران: ألعاب التجسس، معارك المصارف، والاتفاقات السرية التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط». المقالة…
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
عندما تحلق فوق رأسك حمامة، وتخفق بجناحين أشف من أهداب الغيمة. عندما تقف هرة أمامك تموء بصوت عذب شجي، أرق من خرير الماء. عندما يقابلك كلب يهز ذيله مثل مروحة خرافية. عندما يناغيك طفل في شهوره الأولى. كل هذا يشعرك بوحدة الوجود، وكل هذا يدعوك للاشمئزاز من أولئك الذين يسخرون من الروح ويهزأون من الحياة ويستخفون بمكوناتها، ويذهبون بالكائنات إلى العبثية والعدم. عندما يسكنك هذا الإحساس، تفكر كيف يمكن للحياة أن تصير بلا روح. الأشياء من حولك مثل خيوط القماشة، تكمل بعضها بعضاً، والاستغناء عن خيط واحد يفلفل القماشة، ويحولها إلى خيوط متناثرة سريعة التلف. لم يأت شيء إلى العالم من دون هدف، وهدف الأشياء هو تكاملها، ليصبح الوجود كائناً واحداً، عناصره وحدة القاسم المشترك، ولا شيء في هذا الكون يعيش خارج حسابات الاندماج والانغماس في بوتقة الكل المنسجم والمدعم لبقية أعضاء الجسد. لا يستقيم الكون، ولا يستمر الوجود صاحياً صحيحاً، من دون تشابك الأغصان وتعانقها وتداخلها، لأن في ولوج…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
ألغت هيئة الإذاعة والتلفزيون التعاقد مع موظفة قيادية بسبب لقطات مصورة لها نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت انتقادات واسعة، الأمر الذي أثار السؤال الجدلي المتكرر في معظم المجتمعات في مثل هذه الحالات حول الخط الفاصل بين العام والخاص في حياة الإنسان ! فهل أصبحت حياة الإنسان الخاصة رهينة لحياة وظيفته العامة ؟! سؤال إشكالي ستتباين الردود عليه من زوايا مختلفة، ورغم أنني من أميل لمقولة «دعوا الخلق للخالق» ما دام الإنسان لا يخالف قانونا ولا يرتكب جرما في تصرفات حياته الخاصة أو العامة، إلا أن هناك من يرى أن السلوكيات والتصرفات في الأماكن العامة ليست حياة خاصة ما دامت تتصل بالآخرين وتتفاعل مع ذائقة المجتمع وتتقاطع مع ثقافة هويته السائدة ! والحقيقة أن شاغل الوظيفة العامة يتحمل مسؤولية تتجاوز حدود مكتب عمله، عندما يصبح كشخصية عامة أنموذجا لا يمثل نفسه وحسب، بل يصبح مقيدا بحدود قالب هذا النموذج وتأثيراته على المجتمع، لذلك ينتظر دائما من شاغلي الوظائف القيادية ومشاهير…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
بينما كان وزير الدولة للشؤون الخارجية، في جنيف، لإعلان تقرير دولة الإمارات حول حقوق الإنسان، كان الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، في أبوظبي، يستقبل عاملاً بسيطاً من الجنسية الآسيوية، يعمل في ديوان ولي عهد أبوظبي منذ أكثر من أربعين عاماً، فعندما قرر هذا العامل العودة إلى بلده، كان هذا المشهد الإماراتي بامتياز، حيث استقبله ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلسه، وبين عشرات من ضيوف الدولة، وكبار المسؤولين، ليشكره ويثني عليه، ويكرمه نظير عمله وإخلاصه وتفانيه.. وكل ضيوف مجلس سموه تساءلوا: من يكون هذا الرجل البسيط؟ فعرفوا بعد ثوانٍ أنه عامل في الديوان، جاء برفقة أكبر مسؤولين في الديوان، وهما سعادة محمد مبارك المزروعي، وكيل الديوان، وسعادة جبر السويدي، مدير عام الديوان، ليلتقي الشيخ محمد بن زايد، هذا التكريم مستحق لهذا الرجل، ولكن التقدير الأكبر للشيخ محمد بن زايد الذي أصرّ كما يصر دائماً على احترام الجميع، وتقدير كل من يعمل ويبذل أن يقابله ويشكره شخصياً،…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
رغم كثرة الانتقادات الموجهة لسياسة الإدارة الأميركية الحالية في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يجب أن نعترف أنها أكثر وضوحاً والتزاماً من السياسات السابقة. وقد اختارت سوريا لتكون مركز اختبار استراتيجيتها الجديدة في مواجهة «داعش» وروسيا وإيران؛ لكن لا ندري إن كانت قادرة على إكمال الطريق الذي رسمته وأعلنت عنه أخيراً. بانهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات انتهت الحرب الباردة، ولم تعد هناك سياسات أميركية خارجية سوى مواجهة الإرهاب. صارت السياسة ردود فعل على هجمات سبتمبر (أيلول) 2001، للرد على الجماعات الإرهابية في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا. ودامت تلك المرحلة عقداً ونصف عقد من الزمن. الآن، في سوريا وأوكرانيا وإيران، وبدرجة أقل في شبه الجزيرة الكورية، نرى ملامح مواجهات بين واشنطن وموسكو. هذا التنازع بين القوتين الروسية والأميركية يعيد للأذهان حالة الحرب الباردة، وجرى التأكيد عليها الأسبوع الماضي في كلمة وزير الخارجية الأميركي عن الاستراتيجية الجديدة لبلاده، أنها تعتمد بشكل أساسي مواجهة القوى المنافسة، روسيا بدرجة أساسية، والصين بدرجة أقل.…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
قبل يومين نشرت الصحف أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ألزمت الشركات المزودة لخدمة الإنترنت بتصحيح مخالفات رصدتها في بعض الباقات والعروض الترويجية، كما أحالت بعضها للجنة النظر في المخالفات. هذا الخبر يمكن اعتباره فاتحة خير في علاقة شركات الاتصالات عموما بعملائها، وهي علاقة استمرت منذ بدايتها لصالح طرف واحد فقط هو الشركات، بينما العميل لا حول له ولا قوة، رغم وجود وزارة للاتصالات بقضها وقضيضها، أضيفت لها لاحقا هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ورغم وجود هذين الجهازين الحكوميين، إلا أن الشركات تفعل ما يحلو لها وما على العميل سوى الاستسلام للأمر الواقع. حكايتنا مع شركات الاتصالات، وفي مقدمتها شركتنا الرئيسية حكاية مزعجة من نواح عديدة، فلو تحدثنا عن أسعارها سنجدها من الأكثر ارتفاعا في محيطنا، بل هي أغلى من كثير من الدول المعروفة بارتفاع أسعار خدماتها وضرائبها في كل شيء، ولو بحثنا في «تويتر» مثلا، سنجد مقارنات كثيرة موثقة بين أسعارنا والآخرين وضعها عدد كبير من المغردين، كلها ليست لصالح شركاتنا،…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
شكاوى المتقاعدين نكاد نسمعها بشكل يومي، فهم من أكثر الفئات تضرراً بارتفاعات الأسعار، وهم إحدى فئات الدخل المحدود، المثقلون بالالتزامات، وهم يشعرون دائماً بأنهم فئة منسية، مع أن الأمر ليس كذلك بمطلقه، فحكومة الإمارات لا ولن تنسى يوماً أي فئة من أبنائها، ونحن على قناعة تامة بأن الجهات المعنية تتابع وترصد باستمرار جميع الملاحظات، وتهتم بكل الشكاوى، كما أننا على قناعة أخرى بأن الحكومة حتماً ستتدخل بشكل إيجابي في الوقت المناسب. لكن إلى أن يحين ذلك الوقت، فإن الأمر يتطلب جهوداً موازية من كل الوزارات والدوائر المحلية لخدمة المتقاعدين، واستحداث المبادرات الاجتماعية المساندة لهم، فهم في نهاية الأمر جزء من هذه الوزارات والمؤسسات، خدموا فيها سنين طويلة، وبذلوا جهداً كبيراً، وعاشوا سنين مديدة بين جدرانها، فمن غير المنطقي أن ترفع هذه الوزارات والدوائر يدها، وتفك ارتباطها بالموظفين بعد تقاعدهم، وتلقي بالأمر بكل تبعاته على عاتق الحكومة! بالتأكيد لن أطالب الوزارات والمؤسسات والدوائر بصرف رواتب موازية، أو مكافآت مالية شهرية للموظفين…
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
في تصريح لافت قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، نقلته عنه شبكة CNN الأمريكية ما نصه «إن على الولايات المتحدة الحفاظ على وجودها العسكري والدبلوماسي في سورية من أجل حماية مصالح أمنها القومي، وذلك في موقف يأتي بعد تحذيرات من دمشق لواشنطن ودعوتها للانسحاب الفوري من أراضيها». سؤال كبير بعرض الشرق الأوسط وطوله، ماالذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية للتأكيد على بقائها العسكري في سورية، وإن ذلك يمثل لها مصلحة قومية عليا. إنها الأنظمة العميلة التي لطالما ادعت كذبا عبر المكرفونات والتصريحات الرنانة تبنيها موقفا مضادا للتواجد الأجنبي في الشرق الأوسط، وإن البلاد العربية يجب أن تبقى خالصة لأهلها. كم سمعنا خلال 50 سنة أو أكثر قصائد وخطب وعنتريات تشتم وتتهم عرب الصحراء بأنهم عملاء الغرب، ليتضح اليوم أنهم الشرفاء. عرب الصحراء وعلى رأسهم السعودية هم الذين رفضوا الوجود الأجنبي، وهم من حافظ على استقلالية قراراتهم، بينما الدول التي انخرطت في محور الممانعة هي من فتح الباب على مصراعيه وأعطى الغرب…
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
من أطلق على رجب طيب أردوغان لقب «أسد السنّة» لا يملك حساسية أخلاقية حيال «أسد سورية»، لا بل هو معجب إلى حدٍ بعيد بـ «أسد» بلاده، بصفته نموذجاً يجب إطاحته لإحلال «أسدٍ» مشابه مكانه. ومناسبة هذا الكلام استئناف جماعات سورية موالية لأردوغان هذه العبارة في سياق حربه على أكراد بلادهم. والحال أن المرء يعجب من قلة اكتراث أردوغان بالحسابات السورية في سياق تقلباته من موقع إلى موقع، ومن حرب إلى حرب. بالأمس القريب ذهب في خطابه ضد بشار الأسد إلى حدود وصف «صديقه القديم» بالشيطان الرجيم، وها هو اليوم يعود أدراجه إلى موسكو وإلى طهران غير مكترث بما تجرّه هذه العودة من تداعيات على حلفائه من الجماعات السورية المعارضة. وإذا كان من الطبيعي أن يتقدم الحساب التركي حسابات الرجل في سورية، فإن الحساب السوري لا يتقدّم على ما يبدو حسابات أتباعه السوريين. وهذا شأن الجماعات المستتبعة في كل حروبنا الأهلية. وأردوغان غير المكترث للحسابات السورية وما تجر تقلباته عليها من…