الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠١٨
ضريبة القيمة المضافة ليست معضلة، وتأثيراتها الإيجابية كثيرة، فهي من الشعب وإليه، وهي تأتي لتواكب جهود حكومة الإمارات المستمرة، لتطبيق أفضل السياسات والممارسات العالمية، بما يخدم الاقتصاد الوطني، واستخدام الإيرادات الضريبية سيصب في دعم المشروعات التنموية، التي تخدم وتلبي احتياجات المجتمع. لا قلق من بدء تنفيذ الضريبة، والقلق الوحيد كان من استغلال هذه الضريبة لتحقيق أرباح غير قانونية من خلال رفع الأسعار، أو من خلال تحصيل الضريبة دون التسجيل فيها، أو من فرض نسبة أعلى من النسبة القانونية المحددة بـ5%، لكن كل هذا القلق انتهى أمس بتصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، الذي ترأس مجلس الوزراء، وناقش معهم كل التفاصيل الخاصة ببدء تطبيق الضريبة. لقد أخذت المناقشات الحيز الأكبر من اجتماعات الحكومة، وتساءل سموه عن كل شيء، كل ما يهم المواطنين، وكل ما يقيهم طمع بعض التجار، وجشع بعض المستغلين. لقد قالها سموه بكل وضوح، وبشكل لا يقبل التأويل: «هدفنا تحقيق دفعة كبيرة للمشروعات التنموية…
الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠١٨
إيران تتقلب على صفيح ساخن منذ أكثر من أسبوع حتى الآن، وهي ليست الثورة الشعبية الأولى منذ نجاح انقلاب 1979، الذي قاده الخميني من مقره الفرنسي في نوفيل لو شاتو، وهي لن تكون الأخيرة، إن نجح نظام الملالي في قمعها وإخمادها، ذلك أن الأسباب، التي قامت من أجلها هذه الثورة ذات عمق موضوعي يصل إلى الجذور، التي قام نظام ولاية الفقيه على أساسها، ويقول أحد المحللين الإيرانيين إن هذه الثورة تختلف عن الثورة الخضراء، التي قامت عام 2009، بأن الأولى قامت لأسباب سياسية تتعلق بالانتخابات في الصراع بين من يسمون الإصلاحيين والمحافظين، أما هذه المرة فإن الناس خرجوا لأسباب معيشية كانت شرارتها عملية نصب قامت بها البنوك الإيرانية للاستيلاء على مدخرات البسطاء، ووقودها سياسة تصدير الثورة، التي صرفت مقدرات الشعب الإيراني في حروب عبثية للتوسع والهيمنة في المنطقة، فلم يفهم الإيرانيون كيف يمكن أن يتبجح حسن نصرالله في لبنان بأن راتبه ورواتب مقاتلي حزبه وتسليحهم يأتي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية،…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
كثيرة هي الأمور التي لم يكن أحد يتوقع الحديث عنها فضلاً عن تنفيذها، إذ تم منذ بداية عهد الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان منذ كان ولي ولي العهد، فتح ملفات لم يسبق فتحها، ظن الكثير أنها ستستمر كما هي ولا يمكن لأحد المطالبة أو حتى الإشارة إلى مراجعتها. في مقابلة مع الأمير محمد عام 2016 قال إن الإجراءات التي ستتخذها الدولة ستطبق على الجميع دون استثناء، وأراد محاوره الأستاذ تركي الدخيل توضيح الأمور أكثر والتأكد مما يعنيه الأمير، فسأله هل ستطبق على الأمراء والوزراء، وألا سيغضبهم ذلك، فكان جوابه نعم ستطبق على الكل، ومن يغضب سوف يصطدم مع الشارع، وكانت هذه العبارة الأخيرة من أهم العبارات التي قيلت في تأريخنا السياسي الحديث. نعم أصبح للشارع صوت مهم، ونعني به الصوت العاقل المتزن الحريص على وطن يستظل بالعدل والمساواة بين الجميع، فلا يعيش أحد في برج عاجي دون مجهود بذله سوى أنه ينتمي إلى فئة معينة، ولا يتمتع أحد بمزايا…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
هذه زيارتي الأولى لكيرالا، هذه المدينة التي أسمع عنها منذ الطفولة، وأسمع عن المدينة الأخرى كاليكوت، وتعاملت مع كثير من الهنود الذين يعملون في الإمارات، وعلمت أنهم من هذه المدينة، وأول ما يشد انتباه أي زائر لهذه المدينة هو طيبة وسماحة أهلها وكرمهم وهذا شيء لمسته منذ اللحظة الأولى حتى مغادرتي تلك المدينة، أما الأمر الآخر الذي يشد انتباه أي خليجي، وأي إماراتي بالتحديد هو مدى تقارب أبناء هذه المدينة في ملابس وحديث الشباب والفتيات مع طريقة أهل الإمارات والخليج. حضرت في كيرالا «مؤتمر الشيخ زايد العالمي للسلام» والذي تنظمه جامعة مركز الثقافة الإسلامية، هذا المركز الذي رأيته يمثل الإسلام في اعتداله وفي تسامحه وهو ينشر قيم الإسلام ويقدم التعليم الديني البعيد عن التشدد والأيديولوجيا والأفكار الدخيلة على الإسلام، وهذا بفضل رئيس المركز ومؤسسه فضيلة الشيخ أبوبكر أحمد الذي بدأ هذا المشروع قبل أربعين عاماً برعايته للأيتام في بلده والتكفل بإعاشتهم وتعليمهم إلى أن وصل عدد من تخرجوا على يديه…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
هذه الأيام تنتشر في منصة «تويتر» السعودية حملة، أو بلغة «تويتر»: «هاشتاغ»، لحظر متابعة مشاهير «السوشيال ميديا»، أو بلغة «تويتر» أيضاً: «تبليك» المشاهير. والحجة هي تفاهة ومنفعية واستهتار هؤلاء المشاهير بعقول وأخلاق الناس. هذه هي الحجة العامة والخطوط العريضة، وتحتها طبعاً تفاصيل وحاجات أخرى، و: في النفس حاجات وفيك فطانة... كما قال بيطار النفوس، المتنبي. نعم هناك فقاعات بشرية وظواهر شوهاء تفشت مثل وباء طارئ ماحق، انزلقت مثل حبات الماء المتطاير من مستنقع موبوء ساخن، مذ احتلت هذه المنصات شطراً كبيراً من وقتنا وأعصابنا، وأصابت أكثر الناس بالهوس، وصارت مما «عمت به البلوى» حسب لغة الفقهاء؛ بل وصار لأفراد من البشر ليس لهم سابق كدح في دنيا الصحافة أو سالف قدح في أسهم الاقتصاد وعلومه، رأي وأثر واجتهاد واقتراح؛ بل وصلت العنجهية الجوفاء بهؤلاء الأفراد إلى دعوى أنه لولا «دردشاتهم» على «تويتر» لما تغيرت حياة الناس للأفضل! «يقولون هذا عندنا غير جائز... ومن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ؟!». وبصراحة يتحمل…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
ليس مستبعداً أن يكون «صراع الأجنحة» سبباً في اندلاع الاحتجاجات الإيرانية، ولكن النتيجة تظهر أن الشعب الإيراني بدأ يرفض أسلوب حكم الملالي. أحمدي نجاد لا يختلف عن حسن روحاني، ليس هناك شخصيات إصلاحية وأخرى محافظة في منظومة الحكم الإيرانية، هناك فقط «مرشد» يأمر والجميع يطيع، وهناك يد فولاذية تسكت كل الأصوات التي تحاول أن ترتفع وسط الصمت والخضوع السائد منذ أن تمكن الخميني من الانفراد بالحكم سنة 1980، ووسط كل ذلك ليس مسموحاً لأي شخص بعد المرشد أن يعتقد بأنه مؤثر أو يشكل رمزاً في جمهورية البطش، رئيس قاد الحرب ضد العراق، كان اسمه أبو الحسن بني صدر. ووقف على الجبهة ليقود معارك استرجاع الأراضي التي احتلها صدام حسين في بدايات الحرب، فلم يشفع له ذلك، بل لفت الأنظار إليه، فتم عزله من برلمان الملالي مع إلقاء القبض عليه ومحاكمته، اعتبر خائناً لأنه أصبح نجماً ورمزاً. فهرب من الجبهة على مشارف «خرمشهر» عابراً جبال كردستان ليتحول إلى لاجئ في أوروبا،…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
قرار اتحاد الكرة بتشكيل لجنة للتحقيق في صحة «سهر» بعض لاعبي المنتخب، في الليلة التي سبقت المباراة النهائية لـ«كأس الخليج 23»، صائب وسليم، بالتأكيد هو لا يعني ثبوت الواقعة، لكنه إجراء لابد منه للتأكد من كل شيء. وبما أن هناك لغطاً وجدلاً شديدين على الساحة الرياضية حول هذا الموضوع، فالتحقيق أمر ضروري لابد منه، شريطة أن يكون الهدف هو إجراء تحقيق فعلي، واتخاذ الإجراءات، أو بالأحرى العقوبات اللازمة ضد هؤلاء اللاعبين «إذا ثبت تورطهم»، وبغض النظر عن أسمائهم، ومستوياتهم، وأهميتهم في المنتخب، لا أن يكون هدف التحقيق هو مجرد تهدئة وإخماد غضب الشارع الرياضي على المستوى الفني الضعيف الذي ظهر به بعض اللاعبين، ما أدى إلى خسارة بطولة غالية على قلوبنا جميعاً! إن حدث وثبتت هذه المخالفة الجسيمة، فهي ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها لاعبون كبار القوانين والأنظمة الرياضية أثناء البطولات والمعسكرات الخارجية، وهي ليست المرة الأولى التي يتسرّب فيها اللاعبون من الفنادق ليلاً، جميعنا يعلم ذلك، فقد ثبت…
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
خاص لـ هات بوست : يعتبر التنزيل الحكيم كتاب "المسلمين" الذي أرسله الله لهم، ولا يقبلون بالطبع ما يشكك بقدسيته، ويعادون أي طرح يضعه تحت مجهر التمحيص أو البحث، حتى أنهم لا يمسون الورق الذي طبع عليه ما لم يكونوا بكامل طهرهم، ويزينون بنسخه مكتبات بيوتهم، ويتفاخرون بتوزيعه في الأفراح والأحزان، وقد تبدو هذه الأمور كلها محمودة، علماً أن وضعه موضع التمحيص لا يقلل من شأنه بل على العكس يثبت مصداقيته، لكن كل هذا التكريم الشكلي الذي يعبر عن احترامهم لهذا الكتاب،يتناقض مع اعتمادهم قواعد وعلوم تشكل الحجر الأساس للفقه الموروث برمته، كأطروحة الناسخ والمنسوخ مثلاً، أو "علم أسباب النزول". فالمسلمون لا يجدون حرجاً في اعتبار أن الله تعالى قد بدل رأيه (حاشاه) وأعطاهم في كتاب واحد حكم ونقيضه، إذ يرون مثلاً أن قوله تعالى {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام 106) أو قوله {وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ…
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
الدعم الذي وفرته القرارات الملكية الأخيرة، سيخفف من أثر ضغوط تكاليف المعيشة على المواطن، بعد رفع أسعار الوقود، وضريبة القيمة المضافة، فمن تحمل الدولة الضريبة في التعليم الأهلي، والقطاع الصحي الخاص عن المواطن، إلى عودة صرف العلاوة السنوية للموظفين، ومبالغ مقطوعة للعسكريين والمدنيين والمتقاعدين. وفرض ضريبة القيمة المضافة على التعليم الأهلي والقطاع الصحي الخاص كان مستغرباً إلا أن وزير المالية أجاب عن السبب بقوله إن «المؤسسات الدولية» توصي بعدم استثناء قطاع تلافياً لحدوث تشوهات اقتصادية في التطبيق، حسب ما فهمت من حديثه التلفزيوني مع الصديق المتألق خالد مدخلي، واعتقد أن توصيات المؤسسات الدولية ليست كلاماً منزلاً، فيمكن أن نختار منها ما يناسبنا ونترك ما تم تجربته في بلدان أخرى، وثبت أثره السلبي. لذلك فإن استمرار مراجعة القرارات والتأكد من آثارها الإيجابية لتعظيمها، وآثارها السلبية لتلافيها، ضرورة في هذه المرحلة أكثر من غيرها. بقي على المستهلك، ما ليس منه مفر، أي ضرورة الترشيد في مصروفاته كلما أمكن ذلك بتنظيمها، فلا تشتري…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
يستحق المواطن السعودي الوفي تلك اللفتة الحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، المتمثلة في صرف بدل غلاء معيشة لكافة موظفي الدولة لتخفيف أثر الإصلاحات الاقتصادية الموجعة مرحليا، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى معالجة اقتصاد الدولة واستمرار عجلة التنمية بما يحمي مستقبل الأبناء والأحفاد. قد لا يعلم البعض أن الأمر الملكي الكريم الذي صدر فجر الأمس، ليزيح عن كاهل المواطن عبء غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة سوف يكلف الدولة في السنة الواحدة نحو 50 مليار ريال، وهو رقم كبير إذا أضيف إلى بند مصروفات الموازنة لهذا العام التي تبلغ 978 مليار ريال، فذلك يعني أن مصروفات المملكة خلال عام 1439هـ ستبلغ نحو تريليون و28 مليار ريال، وتصبح بذلك أكبر مصروفات في تاريخ الدولة منذ تأسيسها. أيضا من شأن هذه السيولة التي ستضخ في البلاد أن تحرك ركود الأسواق بشكل ملحوظ، وتنعش القطاع الخاص الذي ينبغي أن يتفاعل مع هذه الأوامر إيجابيا ويخصص بدل غلاء معيشة…
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
إدعاء الشيء ونقيضه معضلة يقع فيها البعض أحياناً بوعي محسوب. هناك من يتورط في المعضلة من دون وعي بحالة التناقض، التي تنطوي عليها. أصحاب الحسابات غالباً من رجال السياسة. والبعض الثاني أناس لا علاقة لهم بالسياسة. الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله، من البعض الأول. الرجل ذكي جداً. يوظّف ذكاءه بشكل فاقع أحياناً. يملك كاريزما، ومعها مهارة في الخطابة، يحسده عليها كثيرون. مأزق نصرالله أن انتماءه وظروفه لا تسمح له بأن يكون أكثر من رئيس تنظيم مسلح. دوره ووظيفته، وتوقيتهما، لم يسعفاه كثيراً في الاستفادة من صفاته القيادية أبعد من ذلك. هو رجل دين يقود تنظيماً يجمع بين صفة الحزب وصفة الميليشيا. ودوره هذا ليس لحسابه، ولا لحساب بلده، وإنما لحساب بلد آخر. يؤمن بالمذهبية، والحزب الذي يقوده يكاد أن يكون نموذجاً مثالياً في المذهبية. ولأنه كذلك ربط دوره الديني والسياسي مبكراً بإيران التي تعرف نفسها وتحدد هويتها على أساس مذهبي بنصوص دستورية حاكمة، وتنهج في سياستها الإقليمية، انطلاقاً…
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨
انتفاضة إيران تنتشر ولا تتقلص، تتوسع ولا تضيق، تقوى ولا تضعف، وكأن الجميع في لحظة انتظارٍ، فالمرشد الإيراني الأعلى يتحدث عن أنه سيتحرك «عندما يحين الأوان» والرئيس الأميركي الرافض لكل سياسات سلفه أوباما تحدث أيضاً عن أن الشعب الإيراني سيحظى بدعمٍ أميركي عظيمٍ «حين يحين الأوان». وقد تحدثت تركيا بدعمٍ صريحٍ للنظام الإيراني ضد شعبه، وقدمت قطر دعماً مادياً كبيراً للنظام ضد الشعب، وقد اتخذت فرنسا خطواتٍ لتفادي دعم النظام، وعبرت بعض الدول الأوروبية عن مواقف تنفي عن نفسها دعم النظام، وقد اضطرت بعض وسائل الإعلام الغربية إلى الانحياز إلى الشعب الإيراني بعد فترة انتظارٍ لعدة أيامٍ، ما يوحي بأن الكثيرين قد اختاروا الانتظار لرؤية ما سيحدث، ولمعرفة التطورات التي ستجري، والمواقف تتطور بتطور الأحداث. بعيداً عن المقارنات بين 2009 و2018 فإن النظام الإيراني يخالف كل التطور الدولي الذي يشهده العالم، ويبدو نشازاً في الحراك الحضاري والتاريخي للبشرية، ويبدو غريباً عن المنطق الطبيعي لتطور الدول، ودون استحضارٍ لدرجة تنوع الشعب…