محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
ماكينة ما يسمي نفسه «محور الممانعة» المكونة من عدة رؤوس، من طهران إلى «حزب الله» مروراً بدمشق، تعلن «الانتصار» في مهمتها التاريخية لمحازبيها وأنصارها، وتبيع تلك الفكرة على مناصريها الذين فقد كثير منهم أي منعة أو تحكيم عقل فيما يسمعونه، يعتقدون بما يُقال لهم دون تساؤل أو اعتراض، ماكينة الانتشار الإعلامي التي تقع على مجمل متلقين ضعيفي المناعة، تروج أن المشروع الإيراني قد ساد في المنطقة العربية وانتهى الأمر، وأن نظام الأسد باقٍ لن يغير، وأن إسرائيل ترتعد خوفاً من القادم إليها، ولم يبقَ إلا اجتياح الدول العربية الأخرى وتخريبها وإشاعة الفوضى فيها، كي يعلن الانتصار التاريخي، لمشروع الخميني الخرافي. بالفحص الأكثر قرباً إلى المنطق السليم، نرى أن حزب الممانعة، كما يسمي نفسه، بفروعه المختلفة، هو في خسران. دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية ما يحدث على الأرض. الفكرة الرئيسية لتسمية ذلك المحور نفسه بـ«الممانعة» هو حرب ضد إسرائيل، والعالم يعرف أن إسرائيل هي التي تفرض أجندتها عليه اليوم، إن…
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
«غاية الحكومة هي إسعاد الناس، ورسالتها جعل الوطن مقاماً طيباً، وهدفها توفير بيئة حاضنة للآمال وسياسات راعية للأحلام ومشروعات محققة لأعلى الطموحات وأفعال يستشعرها المواطن أمناً ورعاية ووظيفةً وسكناً ومدرسةً»، هكذا يرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسؤوليات الحكومة ونحن نحتفل بالذكرى الـ 46 لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ويدعو للتركيز بقوة على دعم التميز والابتكار والارتقاء بقدرات القوى البشرية المواطنة ومهاراتها.. كل ما حدث ويحدث على هذه الأرض خلال العقود الخمسة الماضية هو أن الإنسان الإماراتي أصبح يتقدم يوماً بعد يوم، وكل من يعيش على أرض الإمارات أصبح يشعر بالأمن والأمان والاستقرار، وبعد أن أصبح هذا الوطن سائراً بثبات على طريق البناء والتقدم والازدهار، أصبحت الإمارات ترى في خضم التحديات التي تمر بها المنطقة أنها مسؤولة تجاه شقيقاتها من الدول العربية، وهذا ما عكسته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عندما قال إننا «نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى…
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
تتجدد ذكريات الأحداث العظام بتجدد الزمان وتكرر الأيام والليالي، فما من زمن إلا فيه حدث عظيم، قد يكون ذلكم الحدث معلوماً بالدقة تواتراً، وقد يكون ظنياً، والحدث العظيم المشهور بين الناس في هذا التاريخ هو بروز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوجود وعالم الشهود، فإن الشهرة التي طبّقت الدنيا المستندة إلى كثير من الروايات تغني عن دقة تاريخه تواتراً، إذ معرفته على سبيل الدقة ليس أمراً تعبدياً، لكون المحتفى به فيه ليس نفس الزمان بل الحدث ذاته وهو ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإذا كان المسلمون يرون أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي أُسُّ إيمانهم؛ فإنهم قد يعبرون عن هذه المحبة بالاحتفاء المشهور بينهم قديماً وحديثاً، بقراءة سيرته، واستذكار شمائله، والصلاة والسلام عليه، وذكر شيء من الثناء عليه نثراً وشعراً، من باب الشيء بالشيء يذكر. ومثل ذلك أمر محمود بحد ذاته سواء كان في ربيع الأول أو في غيره، فإن المسلم متعبد بمعرفة رسول…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
كان تفجير جامع الروضة هو الأفظع من حيث عدد الضحايا. بيد أن فظاعته تتجاوز الأعداد إلى أمورٍ أُخرى لا تقل عن ذلك فظاعة. فهو مسجدٌ، والضحايا، كباراً وصغاراً، حضروا لصلاة الجمعة والجماعة. والهجوم لا يستهدف الجيش وقوات الأمن مَثَلاً، بل هم مدنيون لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. وهذا أدى إلى استقصاد القتل أكبر عددٍ ممكن. كما هو المعروف عن إدارة التوحش لدى «داعش» وأشباهه من مجموعات الإجرام الهمجية. مضت على مصر قرابة السنوات الأربع في العاصفة الأخيرة من عواصف الاستهداف للدولة المصرية والمجتمع المصري. وهي الفترة ذاتها التي هبّت خلالها عواصف مشابهة على سوريا والعراق وليبيا والجزائر ومالي ونيجيريا. والتشبيه يتعدّى الأعداد الغفيرة من الضحايا، وطرائق الهجمات، إلى محاولة الاستيلاء على مناطق والتحصن بها. وفي كل مرة بعد إحدى الهجمات المتوحشة، تنطلق جوائح اللوم على القوى الأمنية لأنها لم تتوقع الهجوم فلم تستعد له. كما ينطلق الهجوم على الأزهر، لأنه لا يكفّر قوى الإجرام هذه التي تكفّر الجميع، وتقتلهم. لا…
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
كنت أتابع إجابات الصحافي البريطاني المخضرم مايكل بنيون عن أسئلة الإعلامية منتهى الرمحي، على شاشة «العربية» في البرنامج الشهير «بانوراما»، حول موقف الغرب، تحديداً أوروبا، من تشبيه السعودية الخطر الإيراني بخطر هتلر في منتصف القرن الماضي. لم يرق التشبيه للصحافي البريطاني، أو على الأقل نقل أن هناك من لم يوافق عليه في الغرب، ولا يعتقد أن الخطر الإيراني يشبه الخطر النازي، ولا أن خطر مرشد الجمهورية الخمينية الإيرانية، هو بمثابة خطر الزعيم النازي، قائد الرايخ الثالث. لم يفهم مايكل بنيون، أو نقل عن آخرين غربيين، تحذير السعودية من خرافية النظام الخميني المسلحة، وأنه يصعب؛ إن لم يكن محالاً، التفاهم من نظام يعتقد في نظريات ولاية الفقيه وتمهيد العالم لظهور المهدي المنتظر، كما حذّر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. الحجة، كما «تجلّى» صحافي الـ«تايمز» البريطانية، هي أن الخطر الإرهابي هو كما يراه الغرب؛ من السنّة وليس من الشيعة. هذه هي الخلاصة، وهي في الوقت نفسه الأزمة التي يعاني منها…
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
بالأمس صدر تقرير في بريطانيا يتكلم عن ازدهار الدول في المنطقة، وكانت دولة الإمارات أكثر الدول ازدهاراً في المنطقة العربية فقد احتلت المركز الأول كأكثر الدول ازدهاراً في العالم العربي، بحسب مؤشر الازدهار العالمي الصادر عن مؤسسة ليجاتوم البريطانية، العريقة في مجال رصد رخاء الدول وازدهارها، وجاءت في هذا الترتيب متقدمة مرتبتين عن السنة الماضية. في هذا اليوم ونحن نستعد للاحتفال بالعيد الوطني السادس والأربعين لقيام الاتحاد نشعر بالفخر بأن دولة الإمارات تحقق هذه المرتبة، بل وتتقدم عن العام الماضي، وربما المشهد الذي عشناه بالأمس ونحن نحتفي بجنودنا البواسل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الوطن يجعلنا نشعر بالفخر المضاعف، حيث إن هذا الازدهار لم يأت من فراغ، ولم يأت بالصدفة، وإنما جاء بشيئين مهمين وبعد مسألتين مهمتين، الأولى العمل، والأخرى التضحية. فدولة الإمارات قيادة وشعباً مؤمنة بأن لا تقدم ولا ازدهار إلا بالعمل الجاد والمستمر، ولن يكون هذا العمل ناجحاً، إلا إذا كان بتكاتف جميع أفراد المجتمع وبخطة…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
قرأت، كما قرأ العالم كله وتابع، خبر انتحار مجرم الحرب الكرواتي أمام المحكمة بتجرعه السم حين ثبّتت المحكمة ضده حكماً بالسجن عشرين عاماً، وكأنه كان ينتظر وساماً أو حكماً بالبراءة مثلاً، ثم شاهدت لقاءً مصوراً أجري مع مجرم حرب لبناني سابق، ممن تورطوا في جرائم الحرب الأهلية اللبنانية، كما اعترف بنفسه، وكما صوّر ذلك الاعتراف وتمت إذاعته على وسائل التواصل: «لقد قمت بأعمال قتل وقنص وتفخيخ سيارات وتسميم أشخاص، وكل ما يمكن تصوره وما يمكن ارتكابه في الحرب»، هكذا اعترف، والغريب أن يجد هذا السفاح من يدافع عنه ويمنحه مظلة أخلاقية ضد الهجوم، لأنه «تاب واعترف بذنوبه، وهذا بحد ذاته عمل عظيم، قليلون من يقدرون عليه»! ما الفائدة من إجراء لقاءات كهذه، لمنح السفاح فرصة ممارسة فعل التطهر أمام الملأ بضمير مرتاح، لمن يقدم بعض الإعلاميين هذه الخدمة بالضبط؟ السؤال الأهم: ماذا عن الضحايا الذين ذهبوا دون أن يعرف لهم أحد مكاناً، دون أن يجدوا قبراً يقرأ عليهم ذووهم آيات…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
اقتربت عملة بتكوين الرقمية من سعر 10 آلاف دولار، في صعود سريع لهذه العملة الافتراضية، في ظل الطلب المرتفع عليها منذ بداية العام الحالي. وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بهذه العملة وفرضت الضرائب على الشركات التي تتعامل بها، وبرغم أن الاعتراف بهذه العملة يضفي عليها شرعية أكبر إلا أنه يفقدها أهم ميزة بها وهي أنها غير خاضعة لأي جهة في العالم. وقد ينصب اهتمام المحللين الاقتصاديين على المخاطر التي يمكن أن تنجم عن التعامل بهكذا عملة واحتمال انهيار قيمتها لأي سبب، ولكن في الجانب الآخر ثمة أمر يستحق مساحة أكبر من الاهتمام، وهو هذا العالم الذي تحول كل شيء فيه إلى افتراضي: عملته، ألعابه، وسائل التواصل بين الناس، حتى الصداقات والزيارات الاجتماعية ولحظات التضامن في الفرح والحزن أصبحت افتراضية أيضا، لم يعد ثمة وقت ولا مزاج رائق للتعامل مع الحقيقة. إنه ليس عالمنا الذي عشناه من قبل، بل نحن اليوم أشبه ما نكون بالمخلوقات الفضائية التائهة في هذا…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
حين تعلن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كل عامين، عن أسماء الظافرين بجائزتها، فنحن ندرك أننا أمام جائزة مختلفة من نوعها، لكونها ليست تقديراً لعمل فكري أو إبداعي واحد، بل هي لمجمل أعمال الفائز، وهذا ما يميز المؤسسة في جائزتها عن الجوائز الأخرى. ليأخذنا الإعلان إلى قراءة المنتج الكامل لهؤلاء المبدعين من المفكرين والأدباء، لا وهج عمل جزئي واحد، كبقية الجوائز. ولأن من أهداف الجائزة، النهوض بالفكر من خلال الأدب والعلوم والمجالات الأخرى، فإن الشاعر اللبناني شوقي بزيغ، كان جديراً بجائزة العويس في حقل الشعر، فمن يقرأ له، يجد بين نصوصه، كيف يغرس التراث المسيحي والإسلامي في بستان شعره، وبأسلوب صوفيٍ شفاف، لاقتناعه بأن الصوفية في الشرق، هي الطريقة الأسلم لنجاة هذا الإنسان للوصول إلى ربه دون شوائب، فنشهد مقته الطائفي إلى أبعد مدى، فيما يكرس بقية أعماله باقتفائه أثر الحقيقة عن طريق الأنثى والجمال والنباتات والأصوات... بشاعرية ساحرة، يستحق أن نقرأهُ جميعاً، إن أردنا أن نُهذب أرواحنا. أما…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
لقد كان يوم أمس مبهراً ومثيراً للذكريات... فعلى أرض مدينة زايد العسكرية في منطقة سويحان بأبوظبي وقبل سبعة وعشرين عاماً عشت المشهد مع آلاف الشباب من أبناء الإمارات، ومشهد ذلك اليوم تكرر أمام عيني يوم أمس في حفل تخريج دفعة من مجندي الخدمة الوطنية، والذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ففي الميدان نفسه شهد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في أكتوبر من عام 1990 حفل تخريج الدفعة الأولى من المتطوعين، وكان لي الشرف أن أكون أحد أولئك الشباب الذين لبوا نداء الوطن عندما بدأت واحدة من أسوأ الحروب في المنطقة، وذلك بعد غزو صدام حسين للكويت في الثاني من أغسطس من العام نفسه. لقد اصطف أبناء الإمارات صفاً واحداً خلف القيادة قبل ثلاثة عقود، واليوم يتكرر المشهد من جديد ليعيدوا مشهد التلاحم بين القيادة والشعب، وليؤكد أبناء الإمارات أنهم رجال يعتمد عليهم في جميع الأوقات، سواء…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
يقال إنه لا يمكنُ لباحث في الفيزياء أن يغفل ألبرت أينشتاين أو إسحاق نيوتن. هذا صحيح تماماً، لأن أعمال الرجلين ليست مجرد إضافة إلى حقل الفيزياء، بل فاتحة لعصر علمي مختلف عما سبقه. الحقيقة أن لكل حقل علمي أشخاصاً يشكلون ما يمكن اعتباره نقطة انعطاف في مسيرة العلم. أظن أن الفيلسوف البريطاني، الروسي المولد، أيزايا برلين، هو واحد من أولئك الأعلام الذين كانت أعمالهم نقطة انعطاف في الفكر السياسي. وأشير خصوصاً إلى مقالته المسماة «مفهومان للحرية» التي قدمها كمحاضرة في العام 1958، وتحولت لاحقاً إلى مرجع كلاسيكي، لا يمكن إغفاله في أي بحث حول الحرية. اشتهر برلين بقدرة هائلة على الربط بين المفاهيم والحوادث والتعبيرات الرمزية والعبور بين الثقافات. وكانت هذه بالتأكيد ثمرة لثقافته الواسعة التي جمعت الأدب إلى الفلسفة والسياسة. ولعل اطلاعه المتنوع هو الذي قاده للاهتمام بتعريف وتحديد المفاهيم. والحق أن هذا من أبرز ما برع فيه، رغم أنه قدّم أيضاً مساهمات جليلة في نقد الفكر السياسي وتاريخ…
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
يُعرف الرئيس ثيودور روزفلت، رئيس الولايات المتحدة الأسبق، بأنه الرئيس الأكثر قراءة في التاريخ، ويشاع بأنه كان يقرأ يومياً كتاباً قبل وجبة الإفطار، ويقرأ كتابين أو ثلاثة كتب أخرى في المساء، وتشير تقديرات المؤرخين إلى أنه قرأ عشرات الآلاف من الكتب على مدار حياته. التواصل في الأفكار هو الأداة الأكثر أهمية التي يمكن أن تنشئ نتيجة فعل القراءة. مفهوم القراءة كصنعة مستقلة يتجلى بوضوح مع روزفلت القارئ، وهو عكس الاعتقاد السائد بيننا بأن الثقافة تنحصر في الكتابة والإنتاج الفكري، ويذهب البعض إلى أن القراءة ترتبط مباشرة بالكتابة، والصحيح أن كليهما فعلان مستقلان يؤثر أحدهما في الآخر، وبذلك لا يشترط أن يختص القارئ في مطالعة ما يرتبط بتخصصه حصراً، وفي ذلك يقول بيتر فردناند دراكر - كاتب اقتصادي أميركي - لقد قرأت في كتب التاريخ والسير الذاتية والعلوم والروايات أكثر بكثير مما قرأت في الإدارة أو الاقتصاد. خلال السنوات الماضيات ظهرت تجربة إماراتية جديدة، تمثلت في إنشاء صالونات ونوادي قراءة افتراضية،…