الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
العراق اليوم لديه برلمان منتخب، وقبل تسعين عاماً أيضاً كان عنده برلمان منتخب؛ أي من بين أقدم الدول معاشرة للديمقراطية الحديثة في العالم. ونظرياً؛ من المتوقع أن يتطور وعي المجتمعات مع مرور الزمن، لكن ليس هذا ما يحدث دائماً. اليوم برلمانيو العراق يتدارسون تعديل قانون الأحوال الشخصية، حتى يسمح بجملة تشريعات؛ منها السماح بتزويج البنات القاصرات إلى سن التاسعة، والسماح بالاحتكام إلى الأعراف القبلية بين العشائر... وغيرهما. تقريباً، لا يبعد كثيراً عن فكر تنظيم داعش وممارساته! تكررت إشكالية تطبيق الديمقراطية في المجتمعات «البسيطة»، الأقل تطوراً ووعياً. فالبرلمان يعكس وضع المجتمع وثقافته، والبرلمانيون يتعاطون مع الديمقراطية بمفاهيمها الأساسية بتطبيق ما يريده الشعب، بإرضاء ناخبيهم وتلبية مطالبهم. ومعدل انتشار الثقافة والوعي في المجتمع العراقي يماثل معظم المجتمعات العربية؛ بسيط ومحدود وتغلب عليه العادات والتقاليد الريفية القديمة، رغم أن العراق بلد الحضارات العظيمة القديمة، وبلد وصلت إليه الحضارة الجديدة منذ أوائل القرن الماضي. مصر أيضاً بلد الحضارات القديمة، وأول الدول الشرق أوسطية استجابة…
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
نصف كلام حسن نصر الله البارحة كان عن إسرائيل، وكل استشهاداته كانت بمصادر إسرائيلية وتصريحات مسؤولين إسرائيليين فقط ليدين السعودية والعرب، في حين أنه يدعي أنه يحارب إسرائيل، فإذا كانت إسرائيل عدواً، فكيف يصدق نصر الله كلامها، بل ويروّج لذلك الكلام ويستشهد به؟!! وردد نصرالله ما قاله المسؤول في الخارجية الإيرانية صباحاً في تعليقه على اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث وصف ما خرج به الوزراء بأنه «تافه»، وزاد على ذلك نصر الله بأنه «تافه وسخيف وضعيف»، وفي موضوع آخر قال نصرالله: «ما الذي عند العرب حتى ليتفاخروا بأنفسهم» وليس غريباً على من يتبع طهران ويخدم أجندتها أن يقول ذلك، ولكن الغريب أن يصمت من يعيشون معه وحوله»! قال نصر الله في كلمته إن العرب لم يجتمعوا لفلسطين، وإنما اجتمعوا لأن صاروخاً انفجر فوق الرياض، وبالنسبة لنصر الله فإن إطلاق صاروخ على عاصمة عربية أمر عادي، ويبدو أنه مستغرب من الانزعاج السعودي والعربي، وكيف لا يراه عادياً وهو شريك في إطلاقه،…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
هل المشكلة مع إيران محصورة بالسعودية؟ ربما يبدو السؤال غريباً للبعض. غير أن واقع الحال الذي نراه في أغلب الإعلام العربي يوحي بذلك. الأغرب أنه لا يوجد غزو إيراني مباشر وظاهر للسعودية. أصلا هذه مغامرة انتحارية. لكن الموجود هو غزو لليمن والعراق وسوريا. وشبه احتلال وحكم وصاية على لبنان، من خلال الوكيل المحلي حزب الله. ما يوجد في السعودية هو نشاط إيراني تخريبي على شكل خلايا إرهابية في القطيف والأحساء شرق البلاد. ودعم خبيث تحت الأرض لشبكات «القاعدة»، تلاميذ أسامة بن لادن والظواهري. وما خبر إقامة أبناء أسامة وبناته في كنف الحرس الثوري بإيران عنا ببعيد. على سبيل المثال العابر فقط. من حذر من الهلال الشيعي قبل عدة سنوات هو ملك الأردن عبد الله الثاني. ومن غضب من مشاريع التشييع على النهج الخميني في داخل البلاد، هي دول مثل الجزائر وتونس والمغرب والسودان والسنغال. ومن قطع العلاقات قبل الجميع مع النظام الخميني هي دولة مصر. و البلاد التي تم فيها…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
خلال اليومين الماضيين تداول الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قصاصات صحف لبنانية محسوبة على إعلام حزب الله وحلفائه تحتوي على تشكيلة متنوعة من الشتائم للسعودية حكومة وشعبا، ومن المتوقع أن تشجع هذه القصاصات البائسة بعضا على القيام بالواجب العربي الأصيل المتمثل في الرد على الشتيمة بأقذع منها، فلا يردحن من أحد علينا فنردح فوق ردح الرادحينا. ولكنني أظن أننا هذه المرة بالذات سوف نضيع وقتا ثمينا إذا ما شاركنا بحماسة في حفلة الردح التي لا تقدم ولا تؤخر، فكرتنا الْيَوْمَ تنتصر بقوة وقد حددنا الهدف و(حشرنا القط) كما نقول بالعامية، وأصبح حزب الله وأنصاره وحلفاؤه وخلاياه النائمة والقائمة في كل الوطن العربي تحت ضغط مسبوق. قضيتنا واضحة وبسيطة جدا، فحزب الله يضر بأمننا القومي من خلال تدخله السافر في اليمن ومن خلال تحركاته المشبوهة المتمثّلة في مساعدة جماعات تخريبية داخل المملكة وبقية دول مجلس التعاون، ولأن الدولة اللبنانية عاجزة تماما عن وقف هذا الحزب الإرهابي الذي يتخذ من الأراضي…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
لا مانع أبداً من أن تسعى الشركات العقارية، سواء كانت شبه حكومية أو خاصة لتحقيق الأرباح، لا عيب في ذلك فهي شركات ربحية قائمة على هذا الأساس، لذلك فإن جميع المشروعات التي تنفذها هذه الشركات مبنية على العمليات الحسابية والأرقام المجردة، بمعنى سعر التكلفة الذي يحدد سعر البيع للوصول إلى معادلة الربح، وبالتأكيد لا توجد أية حسابات أخرى خارج فلك الأرقام! هذه الشركات تتنافس بشدة لتسويق منتجاتها من الوحدات السكنية، وتتنافس في الفخامة والرفاهية والتصاميم المميزة والخدمات والمرافق لاستقطاب المستثمرين والزبائن، وهذا حق مشروع لها، لا يمكننا إنكاره، كما لا يمكننا إنكار ظهور الكثير والكثير من المجمعات السكنية والأبراج السكنية الراقية جداً، والمميزة جداً، التي أسهمت في رفع مستوى التصاميم المعمارية في الدولة، وجعلت دبي واحدة من أجمل مدن العالم، وهذا إنجاز إيجابي جيد يُحسب لهذه الشركات. ويبدو أن التنافس بين الشركات جعلها تحصر نشاطاتها لاستهداف فئة معينة، هذه الفئة هي المستثمرون ورجال الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة القادرون على الحصول…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
أتأمل في العدد الكبير من الروايات والقصص التي كتبها كثير من الشباب الإماراتيين المجتهدين في الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة، والتي أنتجتها بكل حماس دور النشر الإماراتية المختلفة، وقد تابعت بعضها فوجدتها تعبر عن محاولات جادة باتجاه حركة تأليف حقيقية، بينما الكثير منها لم ينضج بما يكفي، كما أنه غير قادر على إقناع النقاد ومحكمي الجوائز الأدبية، لذلك فإن بذل المزيد من الجهد والمحاولة أمر حتمي لهؤلاء ليصبحوا أصواتاً أدبية واضحة وقوية في ساحة لا تفتقد المنافسة الشرسة! هناك أقلام واعدة ومحاولات محترمة، وأسماء تمتلك نفساً وصوتاً روائياً واضحاً من بين روائيي شباب الإمارات، يبقى الأمر المهم، أن تجد هذه الأعمال الجيدة طريقها لأيدي النقاد أولاً، النقاد الحقيقيين الذين يحتكمون لأدوات النقد الأدبي المنهجي، لا هؤلاء الذين يكتبون عن الأعمال الأدبية بطريقة الانطباعات العاطفية الوصفية التي لا تقود لأي حكم صحيح خالٍ من المبالغة والمزايدة أو من التحامل والثرثرة المجانية، وللأسف فإن هذا ما يقع فيه معظم من يكتب حول…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
جديرٌ بنا قبل الحديث عن الابتكار ومحاولة قراءة المقال الشهير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «الحكومات بين الابتكار والاندثار» الاستهلال بقول سموه: «الحكومات المبتكرة هي حكومات جاذبة للمواهب، فعّالة في الأداء، متجددة في الأنظمة والسياسات والخدمات. الحكومات المبتكرة هي القاطرة الأساسية لنهضة الشعوب وتقدّم الدول وارتفاع شأنها. الحكومات المبتكرة تطلق طاقات الشعوب، وترفع من قيمة عقل الإنسان، وتحقق الحكمة الربانية في أن نكون خلفاء الله في أرضه». نتفق على أن لكل عصر سماته، ويمكن التأكيد أننا نعيش عصر الحاضنات الابتكارية بامتياز، فالمؤسسات الحكومية تحررت من مركزياتها، ولم تعد أولوياتها مقدسة تسبق مصالح الأفراد، بل إنها دخلت عالم المنافسة مع القطاع الخاص، وصارت مهمتها رعاية حاضنات الابتكار، كظاهرة حديثة في جميع أنحاء العالم، وصارت وظيفتها أقرب إلى مؤسسات إنتاج المعارف (مؤسسات تعتمد على البحوث) كالجامعات أو غيرها من مراكز التميز الحكومية، وتهدف إلى توجيه المعرفة المتولدة نحو تطبيق نتائج الابتكار، من أجل تحفيز الأنشطة الإقليمية للارتقاء بالنمو الاقتصادي الوطني. وهذا…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
يدخل الأب سعيداً إلى المنزل، وهو يعتقد فعلياً أنه أب صالح، طالما أنه يقوم بمجموعة من «الأكتيفيتيز» العائلية في نهاية كل أسبوع، يصرخ في صغاره: هيا يا أحبائي، أروني من منكم البطل الذي يستطيع أن يصلح أكبر عدد من اللمبات العاطلة على سور المنزل.. يتنافس الصغار، ويدير الأب نظراته فيهم بفخر.. وبالطبع يفوز أحدهم.. الأسرع أو الأقوى أو الأخبث في كثير من الأحيان، يصفق الأب ويمنح قبلاته للفائز ومجموعة من النصائح للبقية.. ينام سعيداً بالإضاءة الجديدة لسور منزله، وهو لا يعرف أن في المنزل ذاته عدداً من القلوب الصغيرة المكسورة يجافيها النوم، لأنها خسرت في شرف المنافسة. في الثقافة العربية الاجتماعية كل الأمور غالباً تجري حول مبدأ «المنافسة»، لن تعثر بسهولة على ذلك الأب الذي يريد أن يقيم الفعالية ذاتها، وهو يقول للصغار ذاتهم حينما يدخل المنزل: هيا يا أحبائي، لنتعاون اليوم جميعاً على أن ننهي إصلاح اللمبات العاطلة على سور المنزل قبل الغروب، مهارات أن تجعل عدوك هو الزمن…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
هذا البلد الصغير مساحة، الكويت أكبر من لبنان مرتين تقريباً، له تأثير يتجاوز المقاييس السكانية والجغرافية. وبسبب أزماته ومشكلاته الكثيرة لم ينجح قادته، ولا أحزابه ولا القوى الإقليمية أو الدولية في إخراجه من سكة الأزمات في المنطقة. من النماذج التصعيد الذي مارسه بعض سياسيي الحكومة الحالية، وزير الخارجية إضافة إلى رئيس الجمهورية نفسه، في التعامل مع استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء. ولأنه يبدو غريباً أنَّ من يرفع قميص الحريري بحجة الدفاع عنه هم أعداؤه، أكثر السياسيين خصومة له، فالأرجح أنهم مدفوعون من قبل جهة على خلاف مع السعودية مثل الحكومة القطرية، أو الإيرانية. وإيران عازمة على السيطرة الكاملة على لبنان، بعد أن فرضت وجودها بالقوة على سوريا. لبنان، دائماً، كان مسرحاً إقليمياً، تتصارع فيه القوى، وسبق لكل القوى والزعامات العربية أن تواجهت على أرضه. وقد اضطر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى استخدامه بعد أن وجد أنه مركز التحدي لمشروعه ضد خصومه في سوريا والخليج. إيران الخميني استخدمت…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
استطاع عون أن يحب ألد أعدائه، سورية وحزب الله، اللذين أسقطا حكومته العسكرية ودفعاه للهرب من قصر بعبدا عام 1990م بشكل مهين لشرفه العسكري ومذل لرجولته وهو يخلف وراءه أسرته، لكنه لم يستطع أن يحب السعودية التي لم تمس يدها شعرة واحدة من رأسه، أو تؤذي أذنه بكلمة واحدة، وحققت له حلم الرئاسة بمباركتها لاتفاق التسوية الذي أخرج لبنان من فراغها الرئاسي ! لماذا يكرهنا «عون»؟! سؤال يبحث له السعوديون عن إجابة، فإذا كان بعض اللبنانيين يكرهون السعودية بسبب ارتباطهم الطائفي بإيران أو السياسي بسورية، فما الذي يدفع سياسيا لبنانيا مسيحيا كانت الخصومة مع النظام السوري وحزب الله الإيراني التبعية عقيدته السياسية طيلة حياته لكراهيتنا؟! ولو سألت أي مواطن سعودي سواء كان شيخا كبيرا أو طفلا صغيرا عن علاقة السعودية بلبنان، لأجاب بأنها علاقة عطاء سخية قدمت فيها السعودية للبنانيين كل شيء لدعم استقرار بلادهم السياسي ونمائه الاقتصادي، وفتحت لهم أبواب الرزق في المجتمع السعودي كما لم تفتحه لأي جنسية…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
ونحن نعيش الأزمات التي تشهدها المنطقة، والتي أصبح لبنان جزءاً منها، نستطيع أن نؤكد نقطتين مهمتين في دول الخليج، الأولى أننا ندرك أن من يسيئون للخليج من أفراد هم قلة قليلة، ولا يمثلون الشعب اللبناني، فهم يمثلون أنفسهم وأطرافاً أخرى، ربما لا تكون حتى عربية، لذا فإننا نقول مهما حاول أولئك أن يسيئوا للعلاقة بين الدول الخليجية ولبنان، فإنهم لن ينجحوا أبداً، فكل ما تقوم به دول الخليج، وما قامت به من قبل للبنان، كان من أجل خير واستقرار وأمن وأمان هذا البلد الشقيق وشعبه. أما النقطة الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن النقطة الأولى، فهي أن كل لبناني يعيش في دولة الإمارات، أو في بقية دول الخليج هو في حماية القانون وفي رعاية شعوب تحبه، ولن يتعرض إلا للخير، ولن تمسه يد الأذى، كما حدث في لبنان لبعض الخليجيين من تصرفات ندرك تماماً أنها لا تأتي إلا من جهات وأشخاص يتعمدون خلق الأزمات بين لبنان ودول الخليج، بل ويسعون…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
وصل رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري أمس إلى باريس مكذبًا قبل مغادرته كل الشائعات عن احتجازه في المملكة، سواءً صدرت هذه الشائعات من موظف حزب الله ميشال عون، أو من أبواق الحزب وأبواق النظامين السوري والقطري. وطبعا هو في باريس، مهما طالت إقامته، لن يكون محتجزًا لأن عين الرضا عن فرنسا، كما هي عين الرضا عن إيران، واسعة. تضيق هذه العين فقط وتصاب بالرمد حين يكون في بلد عربي مثل المملكة. لا أظن أن زمنًا عربيًا سابقًا شهد مثل هذه الخيانات و(الانبطاحات) العربية التي نشهدها الآن، إذ يسر كثير من العرب من المحيط إلى الخليج، أن يروا إيران تبرطع وتحتل عواصم عربية وتطلق صواريخ على الرياض وهم يتحدثون عن الحوار والجوار، أو يمتنعون عن التصويت على انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان كما حدث مؤخرًا. الأدهى والأمر أن عون، مثل جاره بشار، يصر على جر لبنان إلى المحرقة وإلى الحرب الأهلية من جديد ليبقى في كرسي الرئاسة، الذي منّ به…