الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧
لا تصدقوا أولئك الذي ينعقون في «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي، ويدعون أن الشعب السعودي يرفض قيادة المرأة للسيارة، ولا تصدقوهم أكثر إذا ما ربطوا رفضهم بالدِّين والشرع، واتركوهم واذهبوا عنهم بعيداً إذا تحججوا بالعادات والتقاليد والأعراف، فهذا كله كذب وكل تلك الأمور ادعاءات ومبررات واهية لرفض أمر عادي قبلته كل الأمم والشعوب بمختلف أديانها وأعراقها وثقافتها، بل وحتى في عاداتنا وديننا لم يكن هناك من ينكر امتطاء النساء للإبل، أو الخيول، أو غيرها من الدواب قبل اختراع السيارات. لا ينكر حق المرأة في قيادة السيارة إلا جاهل، أو أحد المتطرفين والمتشددين والمتشدقين والمدعين على الدين وأتباع جماعات الإسلام السياسي، الذين يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم، وهذا ما بدا واضحاً منذ يوم أمس، فبمجرد أن أعلن الملك سلمان قرار السماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارات، سمعنا أصواتاً نشازاً تستهزئ بالقرار، وأخرى تقلل من أهميته، وأصواتاً أخرى تعلن رفضها له، وهذا ليس بمستغرب، فانفتاح المملكة يكشف نوايا البعض ويفقد أعداءها الأوراق التي يستخدمونها…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧
ستنظر السعوديات أولاً والسعوديون بشكل عام إلى تاريخ 30 يونيو 2018 باعتباره علامة فارقة في تاريخ المملكة، فالأمر السامي الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات اعتباراً من يونيو 2018، يعتبر بكل المقاييس أحد أهم القرارات السياسية في مسيرة المرأة السعودية . وبلا شك، فإن هذا القرار لم يكن مفاجئاً لكل متابعي خطوات التطوير والتغيير في المملكة منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، لكن هذه الخطوة الجريئة، وإن كانت متوقعة ومنتظرة، فإنها ستعيد تشكيل الكثير من الصور النمطية حول واقع المرأة، وجدية المشروع التطويري الذي يقوده الملك، ورؤية 2030 التي تحدّث عنها ولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، الذي جعل المرأة واحدة من أهم ركائز مشروع التطوير والتنمية بشكل جدّي وحقيقي وملموس. سيتم تداول الأمر وفق جدليات معروفة خلال الأيام المقبلة، وسيُذكر الكثير عن أن قيادة السيارة ليست دلالة حقيقية على التطور والتخلف، وإنما هي نتاج أو إفراز حركة واحتياجات الإنسان…
الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧
لم يحدث أن تناقلت وسائل الإعلام العالمية أو احتفت دول ومنظمات حقوقية بخبر اجتماعي داخلي في أي دولة مثلما حدث مع قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة مساء الثلاثاء الماضي، وسبب ذلك واضح وبديهي ومباشر، هو أنه لم يسبق في أي دولة حدوث أزمة كبيرة مزمنة وجدل مستمر محتدم حول قضية بسيطة كهذه، ولأنه لا توجد دولة في العالم تحفظت على هذا الحق، أو أصبحت نخبها وتياراتها تستخدمه في خلافاتها ومواجهاتها. كان العالم يراقب هذه القضية التي انفردنا بها وينتظر متى وكيف سيتم حسمها، وعندما حدث ذلك كان مفهوماً جدا أن يصبح الخبر حديث العالم فور صدوره، وأن نصفه نحن بالقرار التأريخي ونسهر ليلتها احتفاءً به. السؤال المهم هو لماذا وكيف تحول موضوع عادي إلى قضية ثم أزمة، ولماذا تأخر حسمه، ولماذا حسمته الدولة الآن عبر أكبر وأقوى سلطة فيها. هنا يمكن القول أن موضوع المرأة بكل جوانبه كان إشكالياً لزمن طويل، وتكثفت الإشكالية عندما سيطر عليه تيار مبالغ في…
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
لم أقلل أبداً من جهد ودور لجنة التظلمات المركزية في حكومة دبي، فهي تؤدي واجبها على أكمل وجه في شأن تلقي شكاوى الموظفين والتحقق منها، ومن ثم حمايتهم وإرجاع حقوقهم ضد أية قرارات تعسفية، فاللجنة دون شك تطبّق القانون، وهي تستمد قوانينها من قانون الموارد البشرية لحكومة دبي، وتالياً فإن الملاحظات التي ذكرتُها في المقالين السابقين هي عن وجود حاجة ماسة لتعديل قانون الموارد البشرية، لا عن طريقة عمل أو أهمية وجود لجنة التظلمات! لا أنكر أبداً أن هناك قرارات تعسفية يتخذها بعض المديرين ضد الموظفين، لذا فلا مجال أبداً للتشكيك في عمل لجنة التظلمات وأهمية وجودها، لكن في الوقت ذاته لابد من إعادة النظر في بنود قانون الموارد البشرية الذي يحمي الموظف، المواطن وغير المواطن، وإن كان غير منتج أو كسولاً أو متباطئاً في عمله، فالإجراءات الطويلة الواجب اتخاذها ضده من قبل دائرته يصل مداها الزمني إلى أكثر من سنتين، يستطيع خلالها الموظف أن يجلس ويضع رجلاً على رجل،…
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
يقول المسيح عليه السلام، إنه يحب المذنبين، لأنهم يحتاجون إلى المزيد من الحب. قد نستغرب هذا القول، لأننا لم نتعلم كيف نحب، وكيف ننشر الحب، وكيف نتعاطى الحب مع الآخر. لو تخيلنا أن شخصاً ارتكب خطأ ما ووقفنا في وجهه، مؤنبين، موبخين مقرعين، لائمين، ماذا ستكون النتيجة؟ هذا الشخص قد يمتنع عن تكرار ما فعله على العلن، لكنه في الخفاء، وتحت لحاف الخوف سوف يمارس الفعل نفسه، وبتماد، لماذا؟ لأننا في التوبيخ لمسنا الأنا، واستفززنا الشخص، إلى درجة أننا أحسسناه بأننا لا نلومه لأنه أخطأ، بل لأننا أردنا أن نقول له إننا الأحسن منه، وإنه الدوني، والناقص. كما أننا أوصلنا له رسالة مبطنة، فحواها، أننا نكرهه. هذا الإحساس يؤدي بكل مخطئ لأن يشمر عن ذات حمقاء، وعنيفة، وضدية، تنذر نفسها للدفاع والحماية، وردع العدو. نجد مثل هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون مثل هذه الظروف، أشداء في العناد، فقد يذعنون ظاهرياً، لكنهم في الخفاء يحاولون معاقبة من أنبهم بكل صرامة وجسارة، مقتنعين…
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
سيظل التعليم هو حجر الأساس والقاعدة التي تنطلق من خلالها وتبنى على قاعدتها كافة عمليات التحضر الإنساني، وهو الضمانة الحقيقية للإدارة الرشيدة للثروات والمقدرات، وهو الثروة الحقيقية التي لا تنضب، والاستثمار الأمثل للشعوب، والتخطيط الحصيف للمستقبل، والقيمة الكبرى للفرد والدولة، وهو البوابة التي تفتح آفاقاً لا حدود لها للانطلاق نحو المستقبل. ولكن من ناحية أخرى السؤال الذي يجب أن نطرحه دائماً ماذا نتعلم؟ وكيف نتعلم؟ ولماذا نتعلم؟ وأين نحن من الآخرين؟ هذه الأسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا بشجاعة، هذا إن أردنا تعليماً حقيقياً، وأن يكون أولادنا ليسوا حملة شهادات تعليمية ولكن متعلمين بحق لديهم علم قادرين على أن يحولوه إلى عمل. من هنا كان مشروع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي صيحة لإيقاظ الوعي العربي الذي لا مناص له للعودة إلى الجادة واعتلاء القمم إلا بالتعليم، وإن مسارات المستقبل تتأسس على ما نقوم به الآن، من هنا كانت المبادرة الكبيرة. والتي بالفعل تسمى «تحدي الترجمة» كأكبر…
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
عندما تكون العلاقات بين الدول فوق المصالح الوقتية وأبعد من المواقف اللحظية يكتب لها البقاء والاستمرار، بل والتطور يوماً بعد يوم، خصوصاً عندما تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، وعندما نتكلم عن هذا النوع من العلاقات فإننا نتكلم عن العلاقة التي تجمع وتربط بين دولة الإمارات وشقيقتها العربية الكبرى جمهورية مصر، فهذه العلاقة التي تأسست قبل نصف قرن تقريباً بقيت في مستواها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي والاجتماعي وزادتها الأيام والأحداث والتحديات قوةً ورسوخاً وعمقاً، وهذا ما أكدته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في دبي أمس. تلك العلاقة النوعية والنموذجية بين البلدين تجعل اللقاءات والزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين مستمرة لا تنقطع، فبالأمس سعدت الإمارات بوصول فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والذي كان في مقدمة مستقبليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولخصت لحظة لقائهما قصة هذه العلاقة التي تربط القيادتين والشعبين والبلدين، فعلامات المودة والاحترام والتقدير كانت واضحة…
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
في ربيعه الخامس عشر.. بدا مبتهجاً مسروراً، قال لي: «هذا أحسن وأجمل يوم لوطني شفته»، قلت له: «هو كذلك.. هي القفزة الكبرى بيوم وطن، لم يسبق لنا أن احتفلنا في مراهقتنا وحتى شبابنا بالفرح والابتهاج والحياة والوطن ، هكذا دون خوف، أكثر الأشياء كانت محرمة وممنوعة!». كان مستغرباً من حالة التصحر التي عشناها، كانت حواجبه من الدهشة تصل إلى أطراف شعر رأسه! * مواطن خليجي أو إعلامي -إذا يهمك أن تعرف- من عقد الستين يقترب، قال لي: «أهنئكم على هذا الوطن الاستثنائي، على الفرحة الكبرى، على اللوحة الوطنية المبهرة والمدهشة، تستاهلون الفرح، تستاهلكم العزة». - «الحمد لله، ولعل الفرح السعودي الأجمل في القادم دائماً بإذن الله» علقت. - أين مظاهر الفرح هذي من زمان؟ سألني « يا صاحبي كان فرحاً خجولاً جداً جداً ، أو كان ممنوعاً في ثقافة الخوف وخطابات الصحويين الدينية» أجبته باقتضاب. والحقيقة أنا لا أحد يصدق أنه وإلى سنوات قليلة ماضية لم يكن مسموحاً لنا بإجازة…
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
تعتبر المذاكرة مع الأبناء من أهم التحديات التي تواجه أغلب أولياء الأمور في بداية موسم العام الدراسي الجديد، وخصوصاً عندما لا يتقبل أو يرفض الأطفال المذاكرة وأداء فروضهم اليومية، وذلك لأنهم يشعرون أنّها تقييد لحرياتهم وحرمانهم من وقتهم في اللعب. فكيف نجعلهم أكثر حباً للمذاكرة وتقبلاً للدراسة والمدرسة؟ قبل كل شيء يجب التعرف على الأسلوب الأمثل للتعلم عند الطفل بالبحث عن نمط الطفل الدراسي في تقبل المعلومة والذي سيساعده على اكتساب المهارات بشكل سريع وسيقلل من توتره وشعوره السلبي بأن المذاكرة ليست إلا عبئاً ثقيلاً. فنمط الأطفال الدراسي قد يكون بصرياً أو سمعياً أو حسياً، وصحيح أن معظم الأطفال قد يكون لديهم خليط من هذه الأنماط، ولكن من المهم معرفة ما هو النمط الذي يميل إليه الطفل أكثر حتى يتم التركيز عليه. فأحياناً قد يكون الطفل بصرياً حيث يتطلب منه رؤية الأشياء حتى يستوعبها ويتعلمها مثل الكتب المصورة ومشاهدة الأفلام التعليمية التي تشد انتباهه بصرياً، ويكون دقيقاً في ملاحظة الألوان…
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
قانون الموارد البشرية لحكومة دبي يساعد الموظف غير المنتج ويحميه، بغض النظر عن كون هذا الموظف مواطناً أو غير مواطن، ويكبل الدائرة في حال رغبتها في التخلص منه وتعيين موظف آخر أكثر إنتاجاً، وفي الوقت ذاته فهو قانون يبعث الإحباط ولا يحفز أبداً الموظف المتميز، لذلك فهو يسير عكس تيار توجهات دبي، التي شكلت علامة فارقة في عالم الجودة والتميز على المستوى العالمي، وليس المحلي أو الإقليمي! ليس في ذلك تحامل على القانون، ولكنها حقائق أثبتتها الممارسة العملية في جميع الدوائر المحلية، فعلى سبيل المثال هناك مدير عام في دائرة محلية أراد إلغاء وظيفة لعدم فاعليتها وجدواها، لذا من الطبيعي أن ينهي خدمات الموظف -غير المواطن- الذي كان يشغل الوظيفة، ولكن ذلك المدير فوجئ بأن الموظف قدّم شكوى للجنة التظلمات، التي بدورها قبلت الشكوى، وأعادت الموظف إلى تلك الوظيفة غير المرغوب فيها، رغم أنف المدير العام، وكان من الأجدر أن تقوم اللجنة بالتحقق من جدوى وجود الوظيفة، وصحة قرار الدائرة…
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
جماعة الإخوان المسلمين من أمهر التنظيمات السياسية في اختيار كوادرها، خصوصاً من طلاب مراحل التعليم الثانوي والجامعي، فهي تركز على مواصفات شخصية لهذه الكوادر، يكون لها القدرة على جذب الأتباع في محيطها التعليمي والمجتمعي وتنتقي المميزين تعليمياً في تخصصاتهم. نجحت هذه الجماعة ومنذ تأسيسها في التغلغل والسيطرة على الاتحادات والجمعيات في الجامعات العربية، وكلنا يذكر فوز القوائم الإخوانية في انتخابات تلك الاتحادات في الدول التي تسمح قوانينها بالانتخاب في جامعاتها، وكانت تلك القوائم الإخوانية في تنافس وصراع مع القوائم اليسارية في الجامعات العربية التي ضعف تأثيرها بعد هزيمة 76، مما فتح الفضاء الطلابي أمام جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على الجامعات العربية، وكلنا يذكر استخدام الرئيس المصري الراحل أنور السادات في سبعينات القرن الماضي لهذه الجماعة في صراعه مع القوى الناصرية، إذ أطلق قياداتها من السجون وسمح لكوادرها الطلابية بالعمل السياسي هناك، وكانت نتيجة ذلك سيطرتهم على الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية في تلك الفترة. في حالتنا السعودية ولظروف تاريخية وسياسية…
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧
ما ميز كلمة دولة الإمارات في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 72 والتي ألقاها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في الساعات الأولى من صباح يوم أمس السبت، أنها كانت واضحة ومباشرة وصادقة، تكلم فيها سموه بكل شفافية ووضوح، فدولة الإمارات اختارت أن تقوم بدور فعّال من أجل استقرار دول المنطقة وتنميتها.. وهذا ما يجب أن تعمل عليه جميع الدول، ودولة الإمارات اختارت بشكل واضح الوقوف في وجه من يدعم الإرهاب ويزعزع أمن واستقرار المنطقة، وقررت عدم التسامح مع من يدعم الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يكون واضحاً في خياراته، وكما قال الشيخ عبدالله في كلمته، إننا نمر بمنعطف تاريخي بين من يتطلعون للسلام والتنمية وبين قوى الظلام والهدم، ولتجاوز هذا المنعطف بسلام ولما فيه خير البشرية، فإنه لا بد من تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب وتعزيز التنمية. لم تحمل الكلمة أي ادعاءات، كما فعل البعض، ولم يكن فيها لف أو دوران، وتلك…