الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠١٧
لم يكن أغرب من خبر إغلاق دولة تشاد بعثتها الدبلوماسية في الدوحة، ومطالبتها مغادرة البعثة الدبلوماسية القطرية العاصمة التشادية نجامينا خلال عشرة أيام، إلا إعلان المسؤولين التشاديين أن قطر متورطة في تمويل جماعة بوكوحرام الإرهابية التي ارتكبت العديد من الجرائم الإرهابية الفظيعة في القارة السمراء، والمتبنية لفكر القاعدة، فهي النسخة الأفريقية لإرهاب القاعدة، وقال وزير خارجية تشاد إن الجماعة المسلحة التي تقوض الاستقرار في منطقتنا مدعومة من قطر، وقياداتها موجودة في فنادق الدوحة! أما في العراق، فقد كشف مصدر عراقي رفيع المستوى لـ«الاتحاد»، أمس، أن قطر متورطة أيضاً في دعم «داعش» في العراق، وقالت المصادر إنه بعد إلقاء القبض على عدد من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم تلقوا تمويلاً من قطر، وأفادت المعلومات المتوافرة لدى السلطات العراقية، بعد التحقيقات، أن ملايين الدولارات دخلت إلى العراق بطرق غير مشروعة، خلال السنوات الماضية، ووصلت إلى «داعش»، أما عن طريقة تسليمها، فقد تبين أنها تمت من خلال منظمات إنسانية…
الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠١٧
هلّت علينا عشر ذي الحجة العظيمة عند الله تعالى، والكثيرة البركة، لما فيها من خير وفير، وأجر كبير، يشترك فيه الحجاج والقاطنون، فهذه مِنَّة كبيرة على الموفقين من العباد، وقد نبه الله تعالى عباده لفضلها بأن أقسم بها تفخيماً لشأنها، وإشادة بذكرها، فقال سبحانه: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾، والفجر هو فجر كل يوم، حيث ينشق عن نور النهار ليصحو العباد من سباتهم، ويقبلوا على ربهم، وينتشروا في أرضه، والعشر هي عشر ذي الحجة، والشفع هو يوم العيد، والوتر يوم عرفة. • سُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الأضاحي فقال: «سنّة أبيكم إبراهيم عليه السلام»، قالوا: ما لنا فيها من الأجر؟ قال: «بكل قطرة حسنة». وبيّن سبحانه أن هذه الأيام أيام ذكر وشكر لله تعالى، فقال جل شأنه: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾. كل ذلك ليجتهد العباد باستغلالها بما ينفعهم فيما خلقوا لأجله من الإيمان به وعبادته سبحانه، وقد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠١٧
في مقابلة أجرتها الأميركية المتألقة أوبرا وينفري مع الملكة الأردنية رانيا العبد الله، وجهت إليها هذا السؤال: «كيف ينظر العرب إلينا نحن الأميركيين؟»، أجابت رانيا العبد الله بلباقة وسعة أفق سياسي كانا واضحين في كل حوارها: «هناك سوء فهم وعدم ثقة بين الناس في الشرق والغرب، العرب لا يثقون بمواقف أميركا، ويعتقدون أنها لا تقف إلى جانبهم، والغرب يرى في العرب متطرفين وإرهابيين يسعون للقضاء عليهم وعلى حضارتهم، كلا الطرفين يفتقد الفهم العميق للآخر، لدوافعه وطريقة تفكيره ونظرته إلى مجمل الظرف المعقّد في الشرق الأوسط! المشكلة أن التربية والرسائل الإعلامية اليومية التي يتلقاها الناس في الشرق والغرب معاً لا تعمل على تجسير الهوة بينهما، ولا تساعد على إيجاد أرضية تفاهم إنساني، لأن السياسة قد وظفت كل الأدوات: الإعلام، التعليم، المناهج، الفن.. لمصلحة غاياتها وغايات أصحاب المصالح الكبرى فيها، إن الذين يتخذون القرارات ليسوا هم أولئك البسطاء من الناس، إنهم البرلمانيون والسياسيون الكبار والمستشارون الذين تدعمهم شركات ضخمة وأصحاب المصالح ورؤوس…
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
رَمَت الرياض بالكرة في ملعب قطر، بعدما وافقت على إرسال سبع طائرات سعودية لنقل الحجاج القطريين مباشرة من الدوحة، وفتحت حدودها البرية استثناءً لمرور الراغبين في أداء الحج. أغلقت السعودية الباب جيداً أمام الرغبة العارمة للسلطات القطرية في عدم السماح لمواطنيها بالذهاب للأماكن المقدسة. تعلم الرياض جيداً أن الدوحة تبحث عن الأعذار منذ بداية أزمة قطع العلاقات لمنع حجاجها من تأدية الركن الخامس، ومع ذلك منَحَتْهم ما لم يُمنَح لغيرهم من الحجاج، حتى للسعوديين أنفسهم؛ بعدم مطالبتهم بتصاريح إلكترونية، واستضافَتْهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي يُستضاف فيه زعماء سياسيون ووزراء وعلماء ومثقفون من مختلف أنحاء العالم، ولم يكن ذلك مردّه إلا لعلم الرياض أن الحجاج القطريين لا ذنب لهم في استخدام حكومتهم لهذه الشعيرة الدينية الخالصة في أزمة سياسية، ومساعيها لاستخدام أداء القطريين للحج والعمرة كورقة في الخلاف السياسي بينها وبين السعودية. لكن ما الذي يجعل الدوحة تستميت في منع حجاجها البالغ عددهم 1600 حاج؟ ولماذا…
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
هناك شخصية خليجية تحب أن يطلق عليه «مفكر» وللأسف اكتشفنا أن في عالمنا العربي كلما زادت وكبرت الألقاب التي تسبق اسم الشخص زادت علامات الاستفهام والتعجب على مواقفه! كل ما يريده «مفكر زمانه» الذي نتحدث عنه اليوم هو أن يطعن في دولة الإمارات ويسيء لقيادة الإمارات وحكامها ويشوّه صورة شعب الإمارات، ولا نستغرب أن يكون أحد أتباع الإخوان بهذا المستوى من العداء لدولة الإمارات، لأنه أكثر من يعرف أن الإمارات قيادة وشعباً هي التي وأدت حلم «الإخونج» وقمعت نواياهم السيئة في تخريب الدول العربية بحجة الإصلاح والتغيير ومن خلال استغلال الدين أسوأ استغلال، لذا فإن صراخهم على قدر الألم الذي يشعرون به، والمشكلة التي لا يعرفونها أن القادم سيكون أسوأ عليهم، والقادم لن يكون من الإمارات، وإنما من الشعوب العربية والمسلمة التي كشفت عصابة الإخوان الإرهابية على حقيقتها، واكتشف الجميع أن كل علاقة هذه الجماعة بالإسلام هو استغلال الإسلام بما يخدم مصالحهم وأهدافهم الخفية، وممارسة العنف والإرهاب باسمه. هذا المفكر…
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
لا بأس أن نسلي أنفسنا ببعض النكات حتى لو كانت سمجة أو حتى سخيفة، والنظام الحاكم في قطر تكفل بتسليتنا منذ بداية مقاطعته وما زال مستمرا، رغم حزننا على ما يتعرض له الشعب القطري الشقيق من معاناة بسببه. وإحدى أهم أيقونات التسلية في هذا النظام هو وزير خارجيته الذي تمتلئ مواقع التواصل بمقاطع من أحاديثه وحواراته وتصريحاته، ومنها ما قاله ذات يوم إن نظامه قلق على سلامة الحجاج القطريين لو قدموا إلى المملكة. بودنا لو يغلق معالي الوزير المستجد على السياسة والدبلوماسية الباب على نفسه بعيداً عن الحمدين حتى لا يعاقبانه، ثم يدير أزرار الريموت كنترول بعيداً عن قناة الجزيرة ويختار إحدى الفضائيات النزيهة التي لم يتم شراؤها في بازار الذمم القطري، لا نريد أن نقترح عليه إحدى القنوات السعودية حتى لا يصاب بالرعب من جواسيس نظامه ويتم إرساله في مهمة أو يذهب في إجازة قصيرة مع حلول عيد الأضحى ثم لا يعود أبداً، كما هي إستراتيجية الأمير الوالد التي…
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
ما أكثر شيء تستخدمه في حياتك اليومية؟ الهاتف الذكي. ما أكثر شيء تعتمد عليه في العمل بعد الكمبيوتر؟ الهاتف الذكي . وأحياناً نستخدمه بشكل كامل للعمل. ما أكثر أداة تستخدمها في التواصل العائلي؟ الهاتف الذكي. ومع الأصدقاء؟ أيضاً الهاتف الذكي. أين تحفظ نسخاً من مستنداتك الشخصية؟ على الهاتف الذكي. إذن هو أداة تواصل وكمبيوتر مصغر لإنجاز العمل، وأداة لاستخدام الإنترنت، هو فعلياً بمثابة سكرتير شخصي لكل فرد، يتكوّن من عنصر واحد هو الذكاء الاصطناعي. هذا المقال ليس باتجاه التخويف من الذكاء الاصطناعي، لكن سأوجه سؤالاً أخيراً: هل يستطيع أحد منا الجلوس في المنزل أو المكتب واضعاً هاتفه في جيبه أو على المكتب، وقلب الجهاز لحجب الشاشة مدة ساعة؟ الجواب على الأرجح هو: لا. إذن نحن نتحدث عن حالة إدمان. جربت أن أضع هاتفي الذكي بعيداً أثناء الشحن، وجلست وحدي أقرأ جريدة كانت أمامي، متناسياً أن الجهاز بعيد عني، وجدت نفسي أحياناً وبصورة لا إرادية أضع يدي في جيبي بحثاً عن…
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
لو طُلِبَ من فرد ومجموعة مكونة من ألف شخص أن يخمنوا عُمر شخص آخر أو وزنه لا شك أن معدل إجابة الجماعة ستكون أقرب للدقة من مجازفة تبني رأي واحد. هذه الفكرة التقريبية التي بني عليها «العقل أو الذكاء الجمعي» موجودة حاليًا في جيبك وفي قطاعات أخرى. فكل هاتف نحمله هو في الواقع يضم تطبيقات ومواقع تقيس مدى ترددنا على خبر أو سلعة أو خدمة معينة، فيحفظ في ذاكرته ملايين السلوكيات التي يمكن أن تتنبأ إلكترونيًا بما ينشده أو يفضله المستخدم. ومن أمثلته موقع «غوغل»، وموسوعة «ويكيبيديا»، وأسئلة «ياهو»، والأحزاب السياسية، والشركات الناجحة، والنقابات، ومدارس الموهوبين، ومجالس الإدارة، والهيئات الاستشارية. هذا يعني أن الذكاء الجمعي collective intelligence هو تعاون تكافلي للقدرات الذهنية في مسعى لتجنب القصور أو الانحراف الإدراكي الفردي، مقارنة بالتفكير الجماعي للعقول. وهذا ما لا يدركه من يؤثر الانفراد بالرأي على حسن الإصغاء لآراء من حوله. ولا يختلف عاقلان على أن هناك قوة بشرية هائلة تبزغ حينما نجمع…
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧
يمكن لمن شاء أن يكيل المدائح للعلمانية أو يرميها بكل الموبقات. هذا لا يغير أي شيء في أي موضوع. العلمانية محايدة تجاه المعتقدات التي تسكن في ضمير البشر. ومن هنا فهي ليست داعماً للمقدسات والجوانب الغيبية في العقائد والأديان. لكن هذا لا يجعلها عدواً للأديان، ولا يجعلها بالتأكيد ديناً بديلاً عن أي دين أو منافساً للدين. المتحدثون في العلمانية فريقان، يفهمها كل منهما في إطار مختلف. الفريق الأول يؤمن بها كآيديولوجيا أو شبه آيديولوجيا، يريد تمكينها كمبدأ معياري في الحياة العامة. أما الفريق الثاني فيفهمها كمسار تحول في الإفهام والتعاملات، التي يطور البشر من خلالها حياتهم. لكنه لا يتبناها معياراً أو قيمة مستقلة. بالنسبة للفريق الأول، فإن الحياة ليست سوى مجال لتبادل المنافع المادية، وإن التبادل المفيد هو ما ينتج قيمة مادية، أو يقبل التحويل إلى قيمة قابلة للاحتساب، وفق معايير الدنيا الحاضرة. القيم المعنوية والأخلاقيات مفيدة طالما أمكن ترجمتها إلى قيم مادية. فإذا اقتصرت عوائدها على منافع غير منظورة…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧
الحراك الشعبي الذي بدأ في قطر قبل أيام لوقف تخبطات السلطة الحاكمة وكبح تلاعبها بمقدرات البلاد ومستقبل شعبها يمكن تسميته بـ«الربيع القطري»، وهو على ما يبدو موجة أخيرة من موجات «الربيع العربي» تحط في الدوحة لتطلق بعد انتصارها صافرة نهاية هذه المرحلة المضطربة من عمر العالم العربي. من حق المواطن القطري أن يعبر عن رأيه ويصرخ بأعلى صوته للحفاظ على مقدرات وطنه وإنقاذ مستقبل أبنائه من المصير الأسود الذي تقاد إليه قطر على يد نظام مختل عقلياً حوّل الدولة إلى أكبر صندوق عالمي لرعاية وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وليته اكتفى بذلك بل قسم معظم أراضي شعبه إلى مجموعة قواعد عسكرية لدول أخرى، ما جعل البلاد فعليا تحت الاحتلال العسكري، أما القرار السياسي فتم تسليمه علانية لنظام طهران أكبر عدو للشعب العربي القطري الحر الذي لا يمكن أن يقبل بأن يُحكم بسياط الصفويين. هناك واجب إنساني وأخلاقي اليوم على العالم أجمع النهوض به لدعم حق الشعب القطري في تقرير مصيره وحماية…
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧
ارتباك قطري كبير في التعامل مع ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وبداية انقسام في الأسرة الحاكمة في قطر، فهذا الظهور لا يبدو عشوائياً، وإنما هو مقصود ومؤثر والبعض يرى أنه إيجابي، فالشخص الوحيد الذي يمكن التحدث إليه في قطر اليوم هو الشيخ عبدالله بن علي، ففي حالة العناد والتعنّت التي تعيشها الحكومة القطرية لم يعد يمكن الجلوس مع أحد من المسؤولين في قطر والحديث إليه والتفاهم معه، فكل شيء يُفهم بالعكس، وكل اتفاق يتم نقضه، وكل تفاهم يتم الانقلاب عليه، بل وأصبحت القيادة القطرية تستقوي بالغريب الإيراني والتركي، وتطلب وساطة الأميركي والألماني، وتطلب مساعدة الإسرائيلي ليس لحل أزمتها، وإنما للضغط على الدول الأربع المقاطعة للتراجع. لذا وبغض النظر عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الشيخ عبدالله في المستقبل، يعتبر صوت العقل والحكمة، وهو الشخصية الوحيدة التي يمكن الجلوس معها والوثوق بها، خصوصاً أن أصل المشكلة هو انعدام الثقة في القيادة القطرية. ثمانون يوماً والعرب ينتظرون كلاماً منطقياً وحواراً…
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧
يبدو واضحاً أن الإخوان يقفون وراء الحملة المنظمة لإثارة الرعب في أوروبا. عمليات الدهس المتكررة والمتنقلة من دولة إلى أخرى تستهدف زعزعة ثقة الأوروبيين في أنفسهم، حكومات وأفراداً. وحوادث الطعن العشوائي للآمنين في أماكن غير متوقعة يراد منها بث حالة من الشك في كل خطوة يخطوها الأوروبي الذي اعتاد على قضاء أغلب وقته خارج المنزل. أبو يعقوب ومشكاح وغيرهما تخرجوا من المدرسة الإخوانية، سواء تلك الموجودة في بلدانهم الأصلية أو في الدول الأوروبية التي يقيمون بها، ولا علاقة لهم بداعش، والبيانات التي تصدر باسم هذا التنظيم مزورة، فالآلة الإعلامية الإخوانية في الدوحة وإسطنبول ولندن وعواصم ومدن أوروبا هي التي تكتب تلك البيانات وتنشرها باسم داعش. منذ السبعينيات تمركز قادة الإخوان هناك، واتخذوا من عدة مدن رئيسة مقرات لهم، ومن تجارة العقارات وإدارتها انطلقوا، وسيطروا على التجمعات العربية والإسلامية، ومارسوا الأسلوب نفسه الذي اتبعوه في الدول العربية. واستقطبوا أعوانهم من المدرسين وافتتحوا المدارس، وزرعوا الفكر المتطرف في عقول الأطفال والشباب، وبعدها…