الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
كان المرحوم الأديب غازي القصيبي أبرز من تصدى لتيار الكراهية في مطلع التسعينات، وكتابه «حتى لا تكون فتنة» مرجع تاريخي وفكري مهم في تلك الحقبة السعودية التي ابتليت بتيار «الصحوة» المتطرف. ولا يزال التعبير علانية عن البغض والكراهية والتحريض المجتمعي من على المنابر وفي الإعلام المفتوح ثقافته متداولة، إنما تحت ذريعة مختلفة. ففي السابق، كان خطاب الكراهية والاستعداء ضد الآخر يقال عن مبادئ دينية تم اختزالها، كعادة الحركيين، ضد خصومهم. أما اليوم، فالبعض يبررها باسم حرية التعبير، لكن حرية التعبير مقيدة بالمكان والزمان، وضد التحريض الجمعي الذي يصبح جريمة، ويختلف التعبير بالتصريح والتحريض عن حرية النقاش الذي يمكن التسامح معه، حتى وإن تضمن طروحات عنصرية. ظهر خطاب الكراهية في المملكة والخليج في التسعينات، مترافقاً مع الاضطراب السياسي الإقليمي، وتطور التقنية، واستيراد أفكار الصحوة، وتزامن مع الحراك الذي استخدم الدين، وسُمي بـ«الصحوة» في السعودية، منقولاً عن ثقافة جماعة الإخوان المسلمين التي جلبت معها من خارج الحدود أجندات سياسية. للحرية مقاييس تختلف…
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
هناك الكثير من الآفات المجتمعية، التي تؤثر سلباً في حياتنا، وتعيقنا عن الاستمرار والتقدم، ومن أسوأ تلك الآفات، الحكم على الآخرين دون علم، ودون أدنى فكرة عنهم وعن حياتهم، والمتابع لأي «بوست» على وسائل التواصل، سيجد أن معظم الناس لديها أحكام جاهزة ومعدة للإطلاق فوراً، بل يصل الأمر إلى أن يتحدث الناس في ما إذا كان شخص ما (مثل أحد جراحي القلب العالميين) سيدخل الجنة أم النار! • لو ترك كل إنسان ما لا يعنيه، واهتم بشؤونه وما يجب عليه الاهتمام به، لتغيرت أمور كثيرة، ولتخلصنا من الطاقة السلبية التي أصبحت تملأ حياتنا. سبحان الله! مَنْ نحن حتى نحكم على الآخرين؟! وما مدى علمنا وقوتنا لأن يصل بنا الأمر للحكم على الآخرين، حتى لو كانوا أقرب الناس إلينا؟! فما بالك بالحكم على من لا نعرفهم، إن إطلاق الأحكام على الآخرين له آثار مدمرة في «الضحية»، الذي قد يتأثر سلباً طوال حياته نتيجة تلك الأحكام غير الدقيقة، كما أن ذلك مخالف…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
يحاولون أن يدّعوا الشطارة إلى الدرجة التي تبدو شطارتهم معها نوعاً من «البزنس» الرخيص والتدليس، فقد استطاع المتاجرون بقضايا الأمة وآلامها في قناة «الجزيرة» القطرية استثمار كل المواقف التي مرت بها القناة حتى الآن، ومنها مقتل واختطاف بعض طواقمها، واستغلالها في الترويج لبضاعتهم، وتجيير هذه الحوادث لصالح القناة، تحت بند استهدافها بدعوى أنها القناة التلفزيونية العربية الوحيدة التي تتمتع بالحرية والمهنية. وآخر هذه المواقف وضع إغلاقها بنداً من بنود المطالب التي قدمتها الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، كما تدّعي القناة التي أطلقت سلسلة من البكاء والعويل، جرياً على عادتها، متهمة هذه الدول بالعمل على مصادرة الآراء، وقمع المنابر الإعلامية الحرة، ووجهت العاملين بها للعزف على هذه النغمة في حساباتهم الخاصة، فكانوا أسوأ عازفين لأسخف سيمفونية. ولأننا في لحظة مكاشفة، فنحن نعترف أننا قد انخدعنا بالقناة عندما انطلقت، وذهبنا إلى تصديق كل ما كانت تبثه، مدفوعين إلى ذلك بشحنة الانبهار بالسقف العالي الذي بدأت به، والذي تجاوزت من خلاله خطوطاً حمراء، لم…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
لم نرتبط نحن أهل الخليج بفنان خليجي كما فعلنا مع عبد الحسين عبد الرضا، كنا ولا زلنا نسميه (بو عليوي) الدور الذي ارتبط به مع الفنان الراحل (عبد العزيز النمش الشهير بشخصية أم عليوي) بو عليوي يكاد يكون الفنان الوحيد الذي لم يختلف عليه أحد في كل الخليج ومن قبل كل الأجيال، بما امتلكه الراحل من قدرة فائقة على تجسير المسافات بينه وبين كل القلوب الذي تتابعه في كل أعماله المسرحية والتلفزيونية، لقد ولد ليكون فناناً محبوباً وقادراً على امتلاك القلوب وكاريزما الممثل الحقيقي! يكاد بو عليوي أيضاً أن يكون الوحيد من بين الممثلين العرب الذين لم نسمع منهم أو عنهم أو حولهم أي جدالات وخلافات وقصص تملأ الصحف والمجلات الفنية، كبقية الفنانين الذين اعتبروا الشائعات والفضائح والحروب فيما بينهم طريقهم الشرعي نحو الشهرة، هذا الرجل عاش فناناً مخلصاً لفنه، ومات بمنتهى الهدوء، حتى في أقسى لحظات ألمه كان يضحكنا، حتى حين كانت تخنقه العبرة كان يغني ويقطع نقطة الألم…
الأحد ١٣ أغسطس ٢٠١٧
وكأن الخليجيين في حاجة لمزيد من الأخبار السيئة التي تحاصرهم من كل مكان، حتى يرحل عنهم من زرع الابتسامة طويلاً، ورسم السعادة زمناً، ونقش في ذاكرتهم مشاهد فنية لا تمحى، لكنه القدر المحتوم ولو أوجعنا، هاهو عملاق الكوميديا الخليجية عبد الحسين عبد الرضا يفارق دنياه، بعد أن ترك موروثاً منقوشاً في ذاكرة أجيال تابعته وأحبته، وتعلقت بفضل فنه بالشاشة الصغيرة عندما كان لا يوجد غيرها. لم يكن «أبو عدنان» فناناً كوميدياً فحسب، وإنما مثل ظاهرة فنية فريدة عاش معها متابعوه، وهم بعشرات الملايين من أجيال تعاقبت، تراوح فيها مستوى الفن من الجيد إلى الرديء، وظهر فيها الغث والسمين، وظل الراحل يغرد بعيداً برسالة فنية ناصعة البياض، لم تلوثها لا الآيديولوجيا ولا الطائفية البغيضة، لم يغضب منه إلا المتطرفون، ولم يخاصمه إلا الموتورون، أما الغالبية العظمى من الجمهور فوضعته في مكانة خاصة صنعها بموهبة متميزة وأداء نادر ورسالة فنية راقية لم تتلوث، منذ وقوفه على المسرح للمرة الأولى في مسرحية…
الأحد ١٣ أغسطس ٢٠١٧
«حشد العقلاء أمرٌ معقّد للغاية أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى راعٍ وكلب» هذا ما قاله ويليام شيكسبير وهوما تعيه حكومة قطر جيداً وتنفّذه بما عُهِد عنها من البراعة في التآمر والاحترافية في التلاعب بالمصطلحات والميكافيلية الفجّة في تبنّي أي فكرة ونقيضتها والمسار وضدّه، فهم يعلمون أنّ العقلاء لن تنطلي عليهم أكاذيبهم التي كشفتها الحقائق الدامغة، لذلك يراهنون على الغوغاء، ولأنّهم لا يملكون قدرة على التخويف فإنهم يستبدلونها بالريالات التي تتناثر شرقاً وغرباً على كل صعاليك الدنيا ومرتزقة الإعلام. هذه الأيام يبدو أن ميزانية الحكومة الكرتونية بالكامل تم توجيهها لمحاولة النيل من ذاك «الرجل» الذي هزّ مشروعهم العابر للحدود من أساسه ونسف أحلام تنظيم حزبي استمر لقرابة الثمانين عاماً وهو «يُطبَخ» على نار مكرٍ هادئة حتى زلزلهم وأتاهم من حيث لم يحتسبوا فجُنَّ جنونهم هم وداعموهم من حكومة قطر وأبانوا عن رداءة منبتهم وانعدام قيمهم، وهم لم يتركوا أكذوبة إلا وحاولوا تلفيقها لهذا الرجل الذي لم يرضَ أن يرى بلاد…
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
ظهر مسلسل ليالي الحلمية في عام 1987، واستمر في خمسة أجزاء مع المؤلف المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة، والعام الماضي ظهر الجزء السادس، إلا أنه كان متأخراً، وأخشى أن أقول باهتاً بصراحة إذ تغير المؤلف والمخرج القدير الراحل إسماعيل عبدالحافظ، كما توفي قبل بدايته بأيام الممثل الكبير ممدوح عبدالعليم، وهو الركن الثالث بجانب يحيى الفخراني وصلاح السعدني اللذين انتهت أدوارهم من الأساس. كنا تلك الأيام نتبادل أشرطة المسلسل كما لو أنه سوق سوداء، إذ كانت تعرض على الشاشة المصرية بينما كنا نشاهدها مسجلة على أشرطة فيديو لاحقاً، لكنها كانت متعة ما بعدها متعة عندما نتسمر أمام الشاشة وننسى أنفسنا بحق طوال الحلقة، وعندما تنتهي نضع الأخرى وهكذا، أحياناً يتجمد بعضنا بالساعات الممتدة وهو ينتظر الحلقة بعد الحلقة. أعتقد أن أسامة عكاشة كان يحاكي «الثلاثية» لنجيب محفوظ مع فارقين رئيسين، هما: أن نجيب محفوظ كتب روايته «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية» بالترتيب الزمني المعروف المتسلسل، بينما كان من الواضح أن عكاشة…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
في الفضاء الكتابي (الورقي، وخصوصاً الافتراضي) تندلع بين عدد من أبناء دول مجلس التعاون، وآخرون يبدون الود الظاهري، موجة من «العنف اللفظي» من مناصرين لهذا الطرف في الأزمة، أو ذلك الطرف، فيما عرف الآن بـ«الأزمة القطرية»، وكلما طالت الأزمة، زاد ذلك العنف اللفظي، واستخدمت فيه أدوات وتعابير ومفردات، في رأي كثيرين، غير مطلوبة ولا مرغوبة بين الأشقاء. بعد الفترة الماضية التي تسير في شهرها الثالث، من الواجب الدخول اليوم في نقاش يرمي إلى تطوير أفكار تضيء العتمة في مساحات تفكيرنا في هذه الأزمة بروية، وبعيداً عن الانفعال، وقد تؤهل لهبوط آمن. ليس من العدل أبداً، أن نعتبر أن تلك الموجة من الحوار الحاد (الورقي والافتراضي) غير مبررة في البداية، وقد لفت الجميع آثار الانفجار الفجائي للأزمة، فالبعض كان يرى أن ما يدافع عنه قضية لا يحتمل التنازل عنها أو تركها دون التعبير عن وجهة نظر قاطعة، إلا أن تلك الموجة من النقد أن تبقى وتستمر بعد المفاجأة الأولى وتحمل الكثير…
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
من واجبنا كشعب سعودي أن نتقدم بالمواساة لكثير من الجهات والكيانات والمنظمات والأفراد نظير خيبة الأمل الكبيرة التي أصابتهم والحسرة التي حلت بهم والحزن الذي غشاهم بسبب نجاح قوى الأمن السعودية في تطهير بلدة العوامية من أوكار الإرهابيين الذين تعاطفوا معهم وتبنوا تخريبهم إعلامياً ومعنوياً ومالياً وتسليحياً. نود الإعراب عن تفهمنا لمرارة الفشل التي تتجرعها دويلة راهنت على قدرة تلك العصابات على مشاغلة وإشغال دولة كبيرة قوية متماسكة، ومنظمات حقوقية كانت تعمل وفق نظام النائحة المستأجرة لتصدير مزاعم الاضطهاد والمظلومية لتلك العصابات بدعم سخي من الدويلة التي تتبنى الدفاع عن الإرهابيين بوصفهم طالبي حرية في ناموسها وقاموسها الفريد في تلوثه الأخلاقي، الدويلة التي فاقت في علنية عدائها لنا كل الأعداء السابقين، وربما اللاحقين. حي المسورة الذي استمر فترةً كخرّاج متقيح في بلدة العوامية، ينزّ بالصديد بين وقت وآخر، كان بالإمكان مسحه تماما وكلياً في أيام معدودة، ولكن لم يكن هدف الدولة إزالته لمجرد الإزالة فحسب، وإنما لفرز الأشقياء الذين يتمترسون…
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
بث الناعقون في منصات التحريض والفتن من الدوحة، تقريراً متلفزاً تساءلوا فيه «ماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟»، وأن البلد الذي يضم وزارة للسعادة في قبضة أمنية. التقرير يكشف في المقام الأول حجم تردي وانحطاط وإسفاف إعلام نظام الحمدين في قطر، الذي أدخل بلاده في نفق مظلم بتحالفه مع قوى الشر والعدوان وشذاذ الآفاق من المتطرفين والإرهابيين الذين تقاطروا على الدوحة من كل مكان، ومضى يحرك أذنابه « الإخونجية» لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفتن المذهبية والطائفية في بلدان عدة، وبالأخص دول الجوار الخليجي كالمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت واليمن وغيرها. كما أن توقيت بث التقرير يكشف ضحالة دبلوماسية الانهيار والهاوية التي قوضت بتصعيدها وإسفافها الإعلامي كل الجهود والمبادرات للإشقاء والأصدقاء، وبالذات التي قادتها الكويت الشقيقة رغم شظايا «تنظيم الحمدين» التي أصابتها. نعود للتقرير لنجيب على تساؤله، فنقول إن وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات شعباً سعيداً ينعم بمتانة لحمته الوطنية، متلاحماً خلف قيادة مخلصة وفية وضعته في صدارة أسعد شعوب العالم،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
كنت في اجتماع رسمي مع اثنين من موظفي شركة تقدم خدمات عبر بطاقات الائتمان، كان الشابان لطيفين بما يكفي لأي شخصين مهمتهما إقناعك بمزايا البضاعة التي يقدمانها! حتى هنا فالأمر عادي جداً، ويحدث لجميعنا، وفي كل مكان، ففي بيئات التنافس على الزبائن، وفي حالة وجود عارضين كثر للبضاعة نفسها يتبارى هؤلاء في التودد وبيع الأوهام، ومحاولة تقديم الخدمة بأكثر الطرق أناقة، وطبعاً بوعود لا تحصى، القصة بدأت بعد أن انتهى وقت الحوار حول الخدمات المعروضة، فحين قدم لي الشابان بطاقتيهما التعريفيتين قرأت اسم أولهما. فبدا لي أنه حمّال معاني، اتضح أنه يجيد العربية فصار يشرح لي معنى اسمه، لكنني فاجأته حين ذكرت له أن أصل الاسم ليس عربياً ولا علاقة له بثقافته، وأنه ينتمي لثقافة هو وطائفته في صراع دائم معها، وأن حمله اسماً كهذا دليل قوي على بدايات تسامح، ربما يجعل الأمل يلوح ثانية في احتمالات تقارب وتعايش إنساني. كان حواراً عادياً جداً، خاصة أن الشابين بدا عليهما أنهما…
الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧
يرتبط اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بالخير، فلا يلقب إلا بزايد الخير؛ لكثرة ما كان يحرص على فعله من الخير، وهذا أسلوب عربي شهير، فليس ادعاء ولا تقولاً عليه، وكما قالوا: الناس أكيسُ من أن يحمَدوا رجلاً ... حتى يروا عنده آثار إحسانِ فقد أجرى الله تعالى ألسنة الخلق بالثناء عليه، وهم شهداء الله في الأرض، فمن أثنوا عليه خيراً وجبت له الجنة، كما صح في الحديث. وقد أراد ابنه البار وخليفته المبارك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة - أمد الله في عمره بلطف وعافية - أراد أن يزيد أباه خلوداً بالذكر، ووفرة بالأجر، بجعل العام المقبل 2018 عام زايد الخير، كما كان قد جعل هذا العام 2017 عام الخير، ليكون الخير صفة راسخة في شعب الإمارات، كما كان صفة ثابتة في المغفور له بإذن الله الشيخ زايد. وبناءً على هذا التوجه فإن الخير سيتفعَّل بالبرامج المتنوعة، وليس فقط بالعطاء - مع أهميته…