الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٧
لم تعرف الحركة الفنية والمسرحية في دولة الكويت، بل وأيضًا في منطقة الخليج، فنانًا ومؤلفًا وأديبًا ومخرجًا مسرحيًا مثله، لجهة تعدد مواهبه، وعشقه لعمله وتفانيه فيه، وحرصه على اكتشاف أصحاب المواهب الفنية ودعمهم والأخذ بيدهم، ورقي تعامله مع زملائه. فقد حفر المبدع الكويتي المعروف صقر الرشود اسمه في سجل الخالدين كأحد رواد المسرح الذي يعتبر أبو الفنون وأولها منذ زمن الإغريق والرومان. كما أنه يعتبر الجنس الأدبي الأحدث نسبيًا مقارنة بالشعر في المجتمعات العربية. لم يكن «صقر سلمان صقر سلمان الرشود الفضلي» مجرد اسم ضمن الأسماء الكويتية الكثيرة التي عشقت التمثيل والتأليف المسرحي منذ ستينات القرن العشرين أي حينما حصلت الكويت على استقلالها وبدأت الدولة بتنظيم إداراتها وتقديم الدعم والتشجيع لأبنائها المبدعين، وإنما كان شخصية مثقفة ذات تجربة فريدة في التنقل من مكان آخر، وبالتالي الاختلاط بمجتمعات وبيئات وثقافات مختلفة داخل منطقة الخليج وخارجها. ولد صقر في 11 حزيران/ يونيو سنة 1941 في منطقة شرق بالكويت ابنًا لأسرة من الرشود…
الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٧
كلما جمعتني الصدف أو المناسبات برجال أعمال، أو بأهل الثراء والمال، المعنيين بالأسهم وتقلبات السوق وحسابات الخسائر والأرباح، كما حدث لي مؤخرًا، بل كلما دخلت بنكًا وتحدثت إلى موظف فيه، شعرت بغربة وجودية تقريبًا؛ غربة تحمل كل إيحاءات اللامعنى، نوعًا من اليتم واللاانتماء، ليس لي شخصيًا بقدر ما هو لما تعلمت أنه ذا قيمة في هذا العالم. تخطر ببالي أعمال فنية وقصائد وروايات تبدو مثلي بلا معنى في مجالس «البزنس» واتجاهات السوق وأسعار البورصة. تعبر إلى ذاكرتي، مثل لاجئ أغلقت أمامه الحدود، فلم يجد سوى ذاكرته وطنًا، قصيدة للشاعر الإنجليزي «و. هـ. أودن» التي رثى فيها شاعرًا كبيرًا آخر هو الآيرلندي وليم ييتس. في تلك القصيدة تأمل أودن معنى الشعر ودوره في عالم يموج بالأحداث الجسام، بالمال والثراء وبهجات الحس، وأيضًا وحشة التكالب على المكاسب، فجاءت المرثية تأسيًا على شاعر كبير رحل بقدر ما هي تحسر على مصائر العالم، لا سيما أن ييتس عاش حياته على قناعة بأن للشعر دورًا…
عبدالله المطيريكاتب سعودي مهتم بقضايا الفكر والفلسفة والحريات وحقوق الإنسان
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
تعقد حلقة الرياض الفلسفية هذه الأيام «سمنارا» عن التفكير النقدي، لذا أجدها مناسبة لنقل النقاش لمساحات عمومية أوسع هنا. الصديق شتيوي الغيثي كان قد افتتح هذا النقاش عمليا هنا في «الوطن» في مقالته الأسبوع الماضي بعنوان «التفكير النقدي والتفكير الخطابي». أحد الأسئلة المتوقعة والمهمة هو سؤال لماذا التفكير النقدي؟ أو ما الذي يجعل من التفكير النقدي مهارة تستحق الاكتساب؟ يمكن الجواب على هذا السؤال من وجهات نظر مختلفة، يمكن مثلا أن نوضح الضرورة «الأبستمولوجيا» للتفكير النقدي، باعتباره شرطا ضروريا لاكتساب وإنتاج المعرفة. كذلك يمكن أن نقدم الأطروحة الأخلاقية من خلال التركيز على العلاقة الضرورية بين التفكير النقدي والعدالة. نلاحظ هنا أن أمل العدالة كله مرتبط بقدرة صاحب القرار، المشرّع أو القاضي على التمييز بين الحجة الصحيحة والحجة غير الصحيحة. هذه المهارة تحديدا هي ما يعتني به التفكير النقدي أو المنطق التطبيقي، وما سأتحدث عنه اليوم هو محاولة وصف للواقع الذي نعيشه اليوم، والذي يجعل من التفكير النقدي أكثر أهمية. هذا…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
حسناً أن الوسط الثقافي الإماراتي احتفى، في أبوظبي، أمس الأول، بالذكرى الخامسة لرحيل الشاعر والباحث أحمد راشد ثاني. وتمنيتُ لو كان بوسعي أن أكون حاضراً هذا الحفل، لولا بعض التزاماتي هنا في البحرين. أحمد راشد بالنسبة لي، وبالنسبة لكل من عرفه، ليس مجرد صديق عابر نلتقيه على أحد منعطفات الحياة، وإنما هو، على حياته القصيرة، كان إنساناً ملهماً، في الشعر وفي الكتابة المسرحية، وفي البحث الثقافي. رجل مثل هذا جدير بالاحتفاء الدائم به. مثله لا يجب أن يُنسى أو يغيب. وأحسب أن أجيالاً من مثقفي الإمارات وبلدان الخليج الأخرى ستظل تتذكره وتعود إلى كتاباته، وهذا ما ألمسه شخصياً من اهتمام الجيل الجديد من أبناء وبنات الإمارات به وبتراثه الذي خلفه لنا وللمستقبل. في ظاهر الأمر، يبدو أن أحمد راشد ثاني عاش على الهامش، بمعنى أنه اختار لنفسه حياة بسيطة، متقشفة، بعيدة عن الأضواء، ولكن نظرة نافدة على إبداعه متعدد الأوجه ترينا أن أحمد كان في قلب الحياة، هو الذي ذهب…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
عاد الجنرال الأميركي السابق وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس إلى العراق، إلى البلد الذي خاض فيه أشرس المعارك ضد «القاعدة» والميليشيات المسلحة، وعلى الرغم من خلعه لبزته العسكرية، فإن زيارته إلى بغداد تتخذ طابعًا استراتيجيًا يمهد من خلالها لإعادة خلط الأوراق في العراق والمنطقة، بهدف إعادة ترتيبها وفقًا لأولويات واشنطن العائدة بقوة إلى هذا البلد. فخطوات ماتيس السريعة تجاه العراق، هي أقرب إلى رسالة أميركية موجهة لجهات إقليمية حاولت بسط نفوذها على المنطقة، بأن الولايات المتحدة منذ أن قررت توسيع نفوذها الدولي بعد الحرب العالمية الأولى حتى احتلال العراق، لم ولن تكون جمعية خيرية أو منظمة حقوقية ساعدت العراقيين على التخلص من نظام صدام حسين، الذي كانت تكلفة إسقاطه خسائر بالأرواح وصلت إلى قرابة 4 آلاف جندي، وأعباء مالية تجاوزت 4 مليارات دولار، ستقبل بسهولة التنازل عن مصالحها السياسية والاقتصادية في دولة مهمة في موقعها الجغرافي وغنية في ثروتها مثل العراق، لذلك من الطبيعي جدًا أن يرفض جنرال بمستوى ماتيس…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
في القمة العالمية للحكومات (12-14 فبراير الجاري) بدبي، بحضور أكثر من 4000 شخصية إقليمية وعالمية من 138 دولة، وبمشاركة الهيئات العالمية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، والمنظمة العالمية للأغذية والزراعة (الفاو)، والمنتدى الاقتصادي العالمي، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.. إلخ، تم طرح أهم أسئلة القرن الـ21 المتعلقة بالتحديات المقبلة: العولمة والصحة والتعليم والتنمية والتغير المناخي والأمن الغذائي وتحصين المجتمعات من وباء التطرف وقضايا الشباب والتسامح والتعايش المشترك.. وكانت الرؤية المستقبلية هي المهيمنة على الطروحات المقدمة كافة، اتساقاً مع العنوان الاستشرافي: أسئلة الغد نجيب عليها اليوم. وكان المنظمون موفقين حين استبقوا هذا الحدث العالمي، بتنظيمهم مؤتمر «الحوار العالمي للسعادة» كحدث فريد شارك فيه أكثر من 300 خبير دولي.. فما دلالة ذلك؟ لقد تطور مفهوم السعادة من مفهوم شخصي، خاص بسعي الفرد، إلى مفهوم جماعي يتعلق بوظيفة أساسية للدولة الحريصة على تحقيق السعادة لشعبها. وكانت أدبيات التنمية، في الماضي،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
قالت صديقتي إنني أدمنت التنقل كل خمس أو ست سنوات من بيت لآخر، أشعر بأن نداء خفياً يناديني لأذهب إلى هناك، إلى مكان مختلف، وشوارع مختلفة وجيران مختلفين، أصادق التغيير والمختلف، ولا أجعل الذكريات والأمكنة تسيطر علي أكثر مما ينبغي، أو تتحكم في مسار حياتي، قالت أيضاً إن بقية أفراد عائلتها عارضوها في ذلك واختلفوا معها، لأنهم يحبون الارتباط بمكان سكن محدد، ابنتها قالت لها: أتمنى أن أنام في غرفة النوم نفسها لخمس سنوات متتالية، هي مبتهجة بهذا، وتجده أمراً صحياً ورائعاً، سألتني بتلقائية، هل هذا السلوك جيد؟، قلت لها الأمر لا علاقة له بالسيئ والجيد، ولكنها طبائع الناس وتركيباتهم النفسية، وفي هذا يختلفون في ما يحبون، وكيف ينظرون للعالم والحياة والأمكنة! قلت لها إن الناس - وهذه قناعة خاصة - ينقسمون في نظرتهم ومنطق تعاملهم مع كل أمورهم إلى نوعين: نوع يفكر بمنطق الأشجار، ونوع يفكر بمنطق الطيور، وهنا لا يمكننا أن نقول أيهما أفضل، أو أيهما أسوأ، لكنها…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
حين ظهر وسم على موقع تويتر يتحدث من أنشأه ومن شاركوا فيه باسم الشعب مطالبين بمنع حفلات الغناء والموسيقى رد عليه أكثر من وسم يتحدث كل واحد منها باسم الشعب كذلك مطالبين باستمرار حفلات الغناء والموسيقى، وإذا لم يكن لدى أي من المشاركين في هذا الوسم أو ذاك ما يبرهنون به على أن «الشعب» قد فوضهم للحديث باسمه فإن ما شهدته الحفلات التي أقيمت من إقبال جماهيري كبير والتذاكر التي نفدت للحفلات المزمع إقامتها مبكرا يمكن لها أن تعد مؤشرا واضحا على الرغبة الحقيقية للشعب. تلك مسألة غير أن ما هذا المقال بصدده مسألة أخرى تتعلق بإرادة الشعب كذلك، ذلك أن الشعب الذي يحترم الفن ويؤمن بدوره في تطوير الذائقة العامة وتنمية الوعي وتعزيز قيمة الجمال، هذا الشعب نفسه من حقه أن تُحترم رغبته تلك ولا تصبح وسيلة لابتزازه وتحويل برامج الترفيه إلى سوق استثمارية يجني من يشرفون عليها ويديرون شؤونها الأموال الطائلة على حساب عشق الشعب للفن، سوق للفن…
الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧
الدين عنصر مهم في الدراما. لا يكاد يخلو فيلم ولا مسلسل من حضور الكنيسة وأثرها في الدراما الغربية. الأمر نفسه ينسحب على الفنون الأخرى، إذ غالبا ما تكون الرموز الدينية حاضرة من خلال مشهد أو أكثر. هذه المسألة البدهية، يبدو أنها محل استشكال لدى فئة من الشباب العربي، الذين يتغلغل في وعيهم تفسير التدين من خلال الشخوص الضالة الذين تسللت صورتهم من الواقع إلى الدراما، حتى صار من النادر أن تجد ملمحا إيجابيا، يعرض لك صورة الإنسان الطبيعي الذي يتوازن في حياته بين معيشته لدنياه وأخراه. وهذه الصورة هي الصورة الحقيقية الغالبة في مجتمعاتنا. فالدين مكون رئيس ومهم، لا يمكن الاستغناء عنه عند بناء دراما تعكس صورة أي مجتمع. والحقيقة أن هناك صورة مغلوطة لدى طرفين: الأول: يتمثل في أولئك الذين يتصورون أن التطور والمعاصرة تفرضان عليك ألا تؤدي واجباتك الدينية. والثاني: يزعم أن التدين لا بد أن يكون من خلال نظرة متشددة، ومقاطعة وعداء لكل تفاصيل الحياة. وبين هؤلاء…
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧
تعرض أحد منتسبي العمليات الخاصة للقوات المسلحة، لحادث سير تسبب في إعاقته، لكنه لم يقف، فاليوم يعمل في وزارة الخارجية والتعاون الدولي؛ يساعد كبار السن وذوي الإعاقة، رغم صعوبات العمل. وقد كلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،، متسوقاً سرياً لاختبار سلوكه مع المتعاملين، بوضع بعض العراقيل أمامه، لكن لم تزده التحديات إلا رقياً، فتم تكريمه من قبل سموه، لأنه قدم نموذجاً مشرفاً للأخلاقيات والقيم الإماراتية. الدعوة إلى الأخلاق، هي دعوة إلى الإسلام في أعظم نتائجه، وفي أطيب ما أثمرته تعاليمه. وقد تمثلت أعظم المكارم وأسماها في الرسول صلى الله عليه وسلم، فانبعثت من نفسه الشريفة عظمة الأخلاق، ووصفه ربه بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». فديننا يحثنا على الأخلاق، لعظمة أثرها. الأمم تندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، فتسقط وتذبل زهرتها، والأخلاق هي التي تؤدّي إلى التّكاتف والتّعاضد. في جلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الحوارية التي…
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧
في مفاجأة مدوية من العيار الثقيل عادت «الجماعة الأم» إلى الواجهة مجددًا، وكذلك فعل الدكتور يوسف القرضاوي، الرمز الأول للإسلام السياسي اليوم من زاوية حادة وضيقة ستسبب كثيرًا من العواصف على مستوى الأحاديث المتفرقة عن مستقبل الإسلام السياسي وجماعة الإخوان، بين دعوات حل التنظيم في أكثر من بلد وتحوله إلى حزب مدني سياسي، وبين تكهنات بدخوله مرحلة العنف الكامن، وإعادة البناء ومحاولة استفزاز الفضاء الإسلامي العام عبر تصريحات مثيرة للجدل، كان آخرها نعي «عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي والحركي للجماعة الإسلامية» الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لتورطه في هجمات نيويورك 1993. في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت نعت «الجماعة» رمز التطرف المسلح في مصر السبعينات، وأحد أهم منظّري التكفير والخروج على الأنظمة؛ من نظام عبد الناصر وحتى مبارك، وصولاً إلى تكفيره للحكام المسلمين والعرب؛ بدعوى ترك فريضة الجهاد وعدم تحكيم الشريعة، وجاء في نص النعي أن الجماعة «تتقدم بخالص التعازي إلى أسرة وطلاب ومحبي الشيخ الدكتور عمر عبد…
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧
يمثل عدم اعتراف إيران بعروبة الخليج العربي، والإصرار على مسمى الخليج الفارسي، التهديد الدائم للأمن الاستراتيجي والاستقرار في دول مجلس التعاون، وهي النقطة الأهم في فحوى الصراع قبل أن يكون صراعاً طائفياً أو تنافساً اقتصادياً أو حدودياً، أو تنافساً مفتوحاً على الموارد وغيرها من الأمور التي في مجملها واقع لا ينكره أحد، ولكن الصراع الوجودي على هوية المنطقة هو الصراع الأهم.. فإيران تعتبر معظم مناطق الخليج العربي مناطق تابعة لها تاريخياً، وتطالب بها عبر تصريحات رسمية من كبار مسؤوليها، والمناطق الأخرى تريد وضع اليد عليها بحكم البعد الديني، وهو هدف غير معلن، وفي الوقت نفسه غير قابل للنقاش في الاستراتيجية الإيرانية الأمنية الكبرى في مشروع نظام أمة الولي الفقيه! وأهم التحديات الاستراتيجية بطبيعة الحال التقليدية المتفق عليها مثل التسليح الإيراني النووي، وتنامي العداء العسكري ومضيق هرمز والتوغل الإيراني في الدول العربية سياسياً ومذهبياً وتحديات أخرى أشبعت نقاشاً وتحليلاً، ولكن من أهم التحديات التي لا يتم الحديث عنها لحساسيتها، هو تحدي…