الجمعة ١٢ أغسطس ٢٠١٦
الإرهاب يضرب في كل مكان وكل أوان، وينخر عظم المجتمعات بالمخالب والأنياب والأسنان.. فماذا ينتظر العالم؟ وهذا الطوفان الهائج يطوف المحيطات والبحار والصحاري، ويعبر الأتون بكل جنون ومجون. ماذا ينتظر العالم، والعبث الأيديولوجي يدمي ويرمي أقواس اللهب، بكل صلف وصخب، ويرهب ويرعب ويكذب، ويصب الحقائق على ألواح التدليس، ويتأبط شراً، وما يخفيه أشد وأعظم. ماذا ينتظر العالم والبشرية جمعاء تعاني هذا الطاعون العصري، وتواجه أشد أنواع التنكيل والتضليل على أيدي من شدوا العزم، وتواروا خلف حجب، وسحب وأمطروا الناس بالعذاب المرير. ماذا ينتظر العالم؟ وإلى متى تستمر الدول في خلاف الأجندات والسياسات العشوائية، والانحياز إلى الأنانية والذاتية الفجة. إلى متى تعيش بعض الدول الخداع البصري، وتعتقد أنها في منأى عن هذا المرض الأخلاقي والوباء الفكري الذي أصيبت به مجموعة من البشرية، وظنت أنها تمتلك الحقيقة، وتختص بصكوك الغفران، فجارت وفارت، وخارت وسارت في دروب الموت مكتظة بالأفكار العشوائية والقيم البوهيمية، والمبادئ المنحدرة من سجايا الغاب وأشياء من شراسة الحيوانات المفترسة.…
الجمعة ١٢ أغسطس ٢٠١٦
انتشرت مقاطع فيديو، في وسائل التواصل الاجتماعي، عن أحكام القصر والجمع في السفر، تفيد بأن من يسافر لبلد، له أن يقصر ويجمع ما دام في نيته الرجوع إلى وطنه، وإن أقام سنين؛ أو تقسيم السفر تقسيماً غير مسبوق إلى سفر عارض وسفر استيطان؛ ما جعل الناس يضطربون في ما يعرفونه من أحكام فقهية في باب القصر والجمع في السفر؛ وهي مقاطع حقيقةً تدعو إلى الاستغراب لعدد من الأسباب: أولها: أنها صادرة من غير متخصصين في الفتوى خاصة، والفقه عامة. ثانيها: أنها نحت منحى الترخيص غير المنضبط. ثالثها: أنها في أهم أمور الدين وهي الصلاة، التي هي عماده وأحد أركانه وأسهمه، والتي يجب فيها سلوك الاحتياط والورع؛ لخطورة أمرها في دين المرء المسلم عامة والمفتي خاصة. رابعها: خروجها عن فقه الأئمة الأربعة، الذي عليه أُمَّةُ الإسلام قديماً وحديثاً. ذلك أن الخلاف الفقهي بين الجمهور، والسادة الأحناف، ينحصر في مدة الإقامة التي ينقطع بها حكم السفر، فالجمهور من السادة المالكية والشافعية والحنابلة…
الجمعة ١٢ أغسطس ٢٠١٦
كثير من العادات الاجتماعية وعبر عقود من الزمن تحولت من عادة إلى جزء أصيل من الدين وبني عليها أحكام فقهية ثم أصبحت من قواعد الشريعة؛ قطعية الدلالة قطعية الثبوت لا يمكن مناقشتها بأي شكل من الأشكال كما أن الاقتراب منها ومحاولة المساس بها أو التساؤل حولها سيجعلك تستحق وشاح (المحارب للدين) و(عميل الغرب) من الدرجة الأولى ولعل أبرز تلك العادات التي تحولت بقدرة قادر إلى مسلمات ما يسمى بالولاية على المرأة والتي بني عليها مجموعة من الأحكام المدنية التي سلبت من المرأة قدرتها على التحرك كإنسان راشد مكلف عن أعماله فلا يجوز لها السفر إلا بإذن السيد الولي ولا تلتحق بوظيفة إلا بإمضاء السيد الولي حتى التعليم لا يمكن أن تلتحق بمقاعده إلا بعد أن يأذن ولي المرأة وإن كان مزاجه متعكرا في ذلك الوقت فستمضي حياتها في ظلمة الجهل لأن وليها أراد ذلك، حتى أعضاؤها وجسدها مرتبط بالولي فلا يمكن أن تتعالج إلا بعد بصمة يمهرها السيد الولي على…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
مؤخرا نشر موقع "بريتبارت نيوز" مقابلة أجراها مع حاكم ولاية فيرمونت السابق هاورد دين وتمت ترجمة أجزاء منها على موقع مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية. تحدث هاورد دين في تلك المقابلة عن النظام الإيراني الحالي بصورة شفافة ومباشرة. فقد قال دين إن إيران "دولة بعيدة كل البعد عما يعنيه اسم الجمهورية الإسلامية، وأنها ليست دولة إسلامية، بل هي دولة تم اختطافها من قبل البلطجية والقتلة، وأنه لا يعرف من بين المسلمين الذين يُكنّ لهم كل الاحترام من لديه ذات السلوك الذي يبرع به النظام الإيراني". كما وصف إيران بأنها أكبر الدول الراعية للإرهاب على مستوى العالم، وأنها تشكل تهديداً في المنطقة. وفيما يتعلق باستخدام إيران الدّين وسيلة لإعدام مواطنيها، قال هاورد إن إيران في ظل النسب المرتفعة لحالات الإعدام على مستوى العالم، وامتلاكها للسجلّ الأسوأ في مجال حقوق الإنسان وتعذيب السجناء السياسيين، بعيدة كل البعد عما تعنيه عبارة "الجمهورية الإسلامية". الواقع أن هذا الأميركي لم يأتِ بجديد، إلا من حيث…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
استنكر كثير ممن قرأوا مقالي (قيادة السيارة بوصفها فعلا ذكوريا) وذهبوا فيما كشفت عنه مواقع التواصل إلى أنني تعسفت الربط بين منع قيادة المرأة السيارة وارتفاع نسبة الحوادث لدينا على نحو جعل المملكة تحتل المرتبة الأولى عالميا في حجم الخسائر وعدد الضحايا. ولعل ما حملهم على اعتقاد التعسف في الرد تصورهم أنني ربطت ربطا مباشرا بين الظاهرتين، إضافة إلى أن الكثيرين ممن رموني بالتعسف هم ممن يرفضون أصلا تقبل قيادة المرأة للسيارة. قلت في مقالي: إن انفراد الرجل بقيادة السيارة حول عملية القيادة على بساطتها وتلقائيتها إلى فعل ذكوري، بمعنى أن الرجال وحدهم هم من يقدرون على ذلك، ورغم أنهم يعرفون أن باستطاعة المرأة قيادة السيارة والطائرة والدبابة كذلك إذا تم تمكينها من ذلك، إلا أنهم يستسلمون لوهمهم على اعتبار أن قيادة السيارة تزيدهم إحساسا برجولتهم، وهذا الأمر ملاحظ خاصة عند المراهقين وصغار السن حين يكون يرون في السماح لهم بقيادة السيارة اعترافا ببلوغهم سن الرجولة، وعلى الرغم من تجاوزهم…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
من يعرف ماذا يدور برأس جيمس كاميرون؟ يقول إنه منذ كان طفلا وهو يحلم بفيلم خيال علمي يقلب فيه فكرة الحرب "أفاتار"، لكن تصوره عما يريد تقديمه لم يكتمل حتى عام 1997 حينها كتب القصة في ثمانين ورقة، وأيضا لم يبدأ العمل، إذ لم تكن تقنيات التصوير السينمائي حينها تفي بما يطمح إليه. بعد أن رأى فيلم "ملك الخواتم" عام 2002 وجد أن الوقت حان، فحضر للفيلم في 2005، وبدأ تصويره في 2006 وتم عرضه في عام 2009 وماذا؟ حقق الفيلم إيرادات تجاوزت المليارين دولار، ورشح لتسع جوائز أوسكار، أحرز منها ثلاثا. الحلم الذي راود الطفل جيمس كاميرون، وهو يتابع أفلام الخيال العالمي، أصبح واقعا في الفيلم، وسيصبح واقعا آخر، خارج الشاشات وصالات السينما، في عام 2017، حيث تعاقدت شركة ديزني العملاقة مع المخرج، لتصميم كوكب "باندورا" مماثل في مدينة الألعاب الشهيرة، وهو نفسه سيشرف على بناء الكوكب، ليكون مطابقا لما بدا عليه في الفيلم، وسيتمكن أي أحد من زيارة…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
أن تكتب يعني أن تدخل عملية مخاض، وهذا التعبير استخدم دوماً لوصف عملية الكتابة، وهو توصيف دقيق جداً. هي بالفعل عملية مخاض، لا تعرف متى تأتي تقلصاتها في الليل أو في النهار، وكم قد تستمر حتى تولد الفكرة ملفوفة بقماشة الأسلوب الخاصة بكل كاتب. هذا المولود لاحقاً يتسمى باسمك، ويظل يحمله، وتظل متحملاً لمسؤوليته؛ مسؤولية كل كلمة فيه؛ للأبد. لذلك أجد أن تطبيق سياسة تفرغ الكتاب ضرورية بل وجوهرية في سبيل دعم الإبداع الأدبي. فكيف بمن قضى ليله في عملية مخاض إبداعي عسيرة أن يذهب في السابعة والنصف صباحاً ليجلس على مقعد الوظيفة، ويبصم بصمة الحضور التي يلام لو تأخر فيها وتتخذ ضده الإجراءات الإدارية المعتادة. هذه ليست دعوة للتسيب من العمل ولكن غالباً جلوس الكاتب الموظف في مقر العمل ليست بتلك الضرورة أو الإنتاجية حقاً إذ المطلوب منه فقط حضوره بغض النظر عن إنتاجه في مجال الوظيفة التي يكون لها حسابات مختلفه لا تصب بالضرورة في سبيل الاستفادة من…
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦
فتاة صغيرة اختطفها رجال «داعش» مع أفراد أهلها وبنات قريتها والقرى الإيزيدية العراقية، وقادوهم كالحيوانات، وارتكبوا بحق النساء عمليات اغتصاب جماعية. كل هذا يتم باسم الإسلام وشعاراته، في وقت لا تزال بيننا حفنة من المتطرفين تردد علانية المديح والأغاني لهؤلاء المجرمين تحت مبررات مزورة، مثل «الجهاد» و«نصرة المسلمين»! من ضحاياهم نادية مراد، فتاة عراقية شجاعة تجرأت على رواية قصتها وأهلها. أبكت من كان في قاعة مجلس الأمن وهم يستمعون إلى التفاصيل المروعة لما حدث لها، ولنحو خمسة آلاف عراقية اختطفهن «داعش» العام الماضي، ولا تزال بعضهن، الأحياء منهن، إلى اليوم في مناطق تحت سيطرة هذه الجماعات. وشاهدت أيضًا مقابلتها مع الأستاذ حسن معوض، على «العربية»، تتحدث فيها ليس عن مأساتها شخصيًا، والأهوال التي مرت بها، بل عن مأساتنا جميعًا، عن كيف تتحول هذه الأفكار القبيحة إلى أعمال وأمجاد، وتجد شبابًا ينضمون إليها وشيوخًا يبررونها! قتلوا سبعمائة رجل أعزل من قريتها، أعدموهم في ساعة واحدة، دون سبب، كلهم قرويون فلاحون. تروي…
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
الراصد للمشهد العربي بطول هذه المنطقة وعرضها لابد أن ينتابه إحساس بالإحباط وشيء من اليأس؛ فنحن نرى مشاكل ولا نرى حلولاً، ونرى مآسي ولا نرى منها مخرجاً.. والأهم والأخطر أننا نرى العرب قد خرجوا تماماً من إدارة أزماتهم، وأن الأمر لم يعد بأيديهم، وأن مفاتيح البيت العربي لم تعد في يد العرب، بل إنها في يد الأجنبي الإقليمي أو الدولي.. وأن القوى الدولية الإقليمية ليست معنية بالحلول، ولكنها معنية بإدارة أزمات العرب وإطالة أمدها لأكبر فترة ممكنة، وبعقد الصفقات السياسية معاً على حساب هذه الأزمات. في اليمن فقط تدارك العرب الموقف، وتسلموا زمام المبادرة، وأقاموا تحالفاً عسكرياً قوياً استطاع أن يلجم الطموحات الإيرانية، ويهزم مشروع الملالي، لكن للأسف لم يستطع العرب تكرار هذه التجربة في ليبيا أو سوريا أو العراق. وكل التحليلات والقراءات للأوضاع تؤكد أن سوريا لن تعود كما كانت قبل الحرب، وكذلك ليبيا والعراق، وأن القوى الإقليمية والدولية تبرم صفقاتها وتحالفاتها وهي تستدفئ باسترخاء على النار العربية المشتعلة…
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
< منذ زمن وأنا أتساءل عن سبب خوف العالم ونفوره من المارد الصيني، وقراءتهم الداكنة له، وتقديمها لنا في قوالب مبالغ فيها أحياناً، وتقديمها لنا وكأن عيونهم الضيقة تحجب كل رؤية صالحة عنهم. صادف أنه في إحدى زيارتي لمدينة ميونيخ الألمانية أن كانت العاملة التي تتولى التنظيف بالسكن الذي أسكن فيه من الجنسية الصينية، فقررت أن أجلس مع هذه السيدة التي تنظف لنا الغرفة، تفاجأت بأنها تمتلك مؤهلاً عالياً في الصناعات الكيماوية، ولكن بسبب عدم الاعتراف بشهادتها في ألمانيا، تقوم من النوم الساعة 5,00 صباحاً، لتمارس رياضة الصباح ثم تفطر، بعدها تنظف سلالم إحدى العمارات، ثم تذهب إلى العمل في السوق المركزية من 10,00 صباحاً وحتى 6,30، ثم تعود لتنظيف أحد المنازل أو المتاجر، ثم تستريح، لتذهب عند منتصف الليل إلى جارة لها في الـ80 من عمرها، لتجهزها للنوم، أي تأخذها للحمام وتغير لها ملابسها، وبذلك تعمل يومياً حوالى 15 ساعة. قالت لي: «إن الصيني يعرف أن سعادته ومستقبله مرتبطان…
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
أظن أن معظم العرب قد فرحوا بفشل الانقلاب العسكري ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. بعضهم فرح لأنه في الأساس ضد الانقلابات. وبعضهم فرح لأنه مع الديمقراطية، بغض النظر عن موقفه الخاص من الحزب الحاكم أو قادته. لكن المؤكد أن تيار الإسلام الحركي كان أسعد الناس بما جرى، للأسباب السابقة، ولأسباب أخرى يعرفها الجميع. ما وجدته مهما في المسألة كلها، هو معنى الفرح العربي بما جرى. وأستذكر هنا حلقة نقاش عميق عقدت قبل عقد من الزمن، حول سؤال: هل سيكون وصول الإسلاميين إلى السلطة عاملاً في تجديد الدين، أم سببًا لتلويثه بعيوب السياسة؟ لفت نظري في تلك الحلقة حديث حماسي لأحد زعماء الإخوان الخليجيين حول خطورة ما سماه الإسلام الأميركي، الذي قال إن مؤسسة «راند» البحثية المعروفة تعمل على تسويقه. وفحوى تلك الفكرة أن واشنطن وضعت خطة كلفتها نصف مليار دولار، تستهدف فرز الجماعات الإسلامية القادرة على التكيف مع النظام الدولي من تلك المعادية له. ثم فتح أبواب السياسة أمام…
د. حنيف حسنرئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦
هكذا العظماء، أينما كانوا، تسبقهم سمعتهم الطيبة، وسماتهم الرائعة وأخلاقهم النبيلة. وفي وطني الإمارات، عديدون تخرّجوا من مدرسة زايد الخير، طيّب الله ثراه. رافقوا القائد المؤسس قبل ميلاد هذا الوطن العزيز وبعده. ولك أن تتصور مدى التأثير المذهل الذي يمكن أن تحدثه ملازمة قادة مثل الشيخ زايد، وكذلك أولئك الذين شاء القدر أن تقترن مسيرتهم بالشيخ راشد، طيّب الله ثراه. شخصيتنا الفذة، أحمد خليفة السويدي، حظي بما لم يحظ به كثيرون من أبناء جيله؛ حيث الرُفقة الدائمة للقائد المؤسس، والمشاركة الفعلية في بناء مؤسسات إمارة أبوظبي قبل الاتحاد، وكذلك الإسهام بفاعلية في تأسيس كيان الاتحاد عام 1971 وبناء مؤسساته بعد ذلك التاريخ. في مقابل تلك الحظوة الفريدة للسويدي، والدور الرائد الذي أدّاه، كانت هناك -بلا شك- تضحيات جسام، وتحديات كبيرة، واجهته، وواجهت جيل المؤسسين لبناء هذا الصرح الشامخ الذي نستظل به اليوم بكل عز وفخر. عندما سعدت بزيارته والتقيته منذ أيام في مجلسه في العاصمة البريطانية لندن، كان مجلسه -…