الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦
لائحة أعمال «حزب الله» السيئة في لبنان طويلة ونتائجها مأسوية على البلد. إذا توقفنا عندها لرأينا أنها تجر البلد الى مجهول كارثي وكأنها ترغب في انتحار جماعي للوطن. والمصيبة الأولى هي إجبار شريحة من أبناء الطائفة الشيعية على الذهاب للقتال في سورية لحماية نظام قمعي يقتل شعبه. أعداد من شباب لبنان يضحون بحياتهم لأن السيد حسن نصرالله أمر بذلك وحوّل المقاومة ضد إسرائيل الى قتل الشباب، بناء على توجيهات راعيه الإيراني. وأمهات لبنانيات يبكين أولادهن في صمت بسبب قرار انتزاعهم لقتال أمثالهم من شباب سورية في سبيل حماية نظام استبدادي لن يدوم مهما حاول فلاديمير بوتين وقاسم سليماني إبقاءه. أما على الصعيد السياسي في لبنان، فقد نجح «حزب الله» باستمرار منذ عام ٢٠٠٥ في تحقيق المصاعب والمآسي والاغتيالات خدمة للنظام الذي يقاتل اليوم من أجله. ومنذ حوالى سنتين، يستمر الحزب في أخذ لبنان الى الأخطر مع إبقائه في فراغ مؤسساتي. فلا رئيس جمهورية في لبنان لأن «حزب الله» يمنع نوابه…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦
اتصل بي قارئ كريم، صاحب خبرة عميقة في مجال عمله، إضافة إلى أنه يمتلك ذاكرة غنية، وهي ممتدة في الزمان والمكان والأشخاص، كان حديثه لطيفاً فيما يخص التعليق على مقال أمس، فهمت من خلال الحوار معه أن مضمون المقال حرضه باتجاه الاستمرار في الكتابة، وبما أن عنوانه كان «إلى الشباب الذين يريدون أن يكتبوا» فقد سأل بطريقة ظريفة: وماذا عن غير الشباب؟ هذا السؤال فتح أمامي نافذة أخرى فيما يخص الحديث في الكتابة وعن الكتابة، فنحن حين نفعل ما في وسعنا لنقل تجربتنا للشباب - وهذا حقهم على أية حال وخيارهم إن أرادوا الأخذ بها أو أعرضوا عنها - إنما نحاول أن نسلمهم بعض المفاتيح لا أكثر، الكتاب الكبار والعباقرة أمثال باراغاس يوسا وميلان كونديرا وغارسيا ماركيز وغيرهم ممن كتب في هذا الموضوع، كانوا يحاولون الشيء نفسه: تسليم مفاتيح الإبداع للشباب من أصحاب الرغبة والموهبة والرؤى الخلاقة المؤهلة لاستلام تلك المفاتيح ومواصلة الجهد لفتح المزيد من الأبواب! فيما يتعلق بالكتابة…
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦
فوق أسنان الجبال، وعلى سنام الجمال، تصل هيئة الهلال الأحمر إلى حضرموت، وتغالب التضاريس الوعرة، بإرادة مستعرة تكسر عقبات التعب، وتحطم أشواك السغب بقلوب آمنت أن إسعاد الإنسان في أي مكان، هو المطلب وهو الهدف، ولا شيء غير إدخال الابتسامة على وجوه الذين أنهكهم الفقر، وقضَّ مضاجعهم ألم الحاجة.. الإمارات هناك في حضرموت، في حضن الجبال المكفهرة، والتضاريس المتهورة، ورجال هيئة الهلال يجازفون ويحذفون من بالهم السأم والملل، لأن المهمة وطنية بالدرجة الأولى ولأن القضية قضية حياة أو موت لشعب حاصرته الظروف القاسية من كل الجهات، وأصبح لا حول ولا قوة، شعب غدر به الأهل، واقتنص حقوقه الغريب، ولولا رحمة الله، وفزعة أهل الشرف الرفيع، لأصبحت حضرموت ومعها اليمن برمتها وحذافيرها بين الأيدي الآثمة، ولكن هبَّة الرجال الأفذاذ أوقفت النزيف، وأهدرت التحريض، ولجمت التخريف، وعادت الأمور إلى نصابها، وإلى صوابها، ولكن المواجهة الصعبة كانت لها الثمن الباهظ حيث نخر الحوثي عظام الشعب اليمني، وامتص دماءه، وأنهك اقتصاده، ودمر البنية التحتية…
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦
تابعت - قبل أيام - برنامجاً دينياً بثته قناة فضائية، تكررت الأسئلة المعتادة، مثل حكم استخدام معجون الأسنان وقت الصيام، وأكلت قبل الغروب أو بعد الأذان.. الأسئلة والأجوبة نفسها، نجدها في الإذاعات والصحف ومواقع الفُتيا على الإنترنت، وكم تمنيت أن يتطوع أحد الباحثين النفسانيين، ويجمع تلكم الأسئلة، ثم يبدأ في دراسة وتحليل المسائل العالقة باستمرار بذهن الفرد المسلم، وفهم طبيعة الأمور التي تؤرقه، وتشغل حيز تفكيره. المعضلة الحقيقية تكمن، اليوم، في عدم قدرة العقل على طرح الأسئلة الجديدة، فالفتاوى القديمة مدونة بإجاباتها الوافية، وحول هذا الأمر أسوق مجموعة من المقولات التي تبين عمق هذه المعضلة وأبعادها، حيث يقول ألبرت أينشتاين: «إن طرح الأسئلة الجديدة يعني الفهم الجديد لفكرة قديمة ثابتة، ومحاولة فهمها من زاوية أخرى»، ويرى أحد المفكرين أن التوقف عند الأسئلة القديمة دلالة على توقف الإنسان عن التعلم، وفي السياق نفسه تقول أستاذة علم النفس، أليسون غوبنيك، إن طرح الأسئلة هو الوظيفة الأولى للعقل، فبعد ولادتنا تبدأ عقولنا في…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
لم يتوقع كثيرون أن يتحول الاستفتاء المزمع عقده بعد عشرة أيام٬ حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه٬ إلى كابوس! كانت التوقعات السابقة أن أغلبية كبيرة راضية بعضوية الاتحاد الأوروبي٬ في حين فاجأت الاستطلاعات الأخيرة بأن ميلاً أكبر عند الشعب البريطاني برفضها. وقد تحولت حملات الاستفتاء إلى كرة قدميتقاذفها السياسيون. الاتحاد الأوروبي نفسه نموذج معقد من التعاون الإقليمي٬ يتألف من 28 دولة٬ يتحدث أهله 24 لغة٬ مما يجعل الترجمة في عاصمة الاتحاد٬ بروكسل٬ مهنة رائجة حيث يتعين ترجمة كل ما يدور. مواطنو الاتحاد الأوروبي خمسمائة مليون نسمة٬ ومساحته أكثر قليلاً من أربعة ملايين كيلومتر مربع٬ أي ما يعادل تقريًبا مساحة بلدين عربيين فقط٬ الجزائر والسعودية٬ لكنه يعتبر من أغنى اقتصادات مناطق العالم ومستوى دخل الفرد مرتفع. تاريخًيا٬ علاقة بريطانيا بالاتحاد غير مستقرة منذ البداية٬ ونظرة إلى الخريطة كفيلة بشرح الأسباب٬ كونها جزيرة منفصلة عن اليابسة الأوروبية٬ وتعتبر نفسها في حال دفاع مستمر عن كيانها. عندما تقدمت بريطانيا لعضوية الاتحاد…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
لا شك في أن الصورة النمطية للمملكة، دولة ومجتمعاً، تتعرض لهجمات وتشويه، بعضها لا شك في أنه متعمد، ويدخل في باب الابتزاز السياسي، وبخاصة أننا نجد التركيز على القضايا السعودية وتقديمها بصورة سلبية ترتبط في كثير من الأحيان باستحقاقات سياسية على المسرح الإقليمي والدولي، والحقيقة أن المملكة تتعرض لهجمات ممنهجة من بعض وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة في أميركا وبريطانيا، ولكن في المقابل نجد غياباً واضحاً للصوت السعودي المدافع عمّا تقدمه تلك الوسائل، وهذا يثير الاستغراب عن أسباب هذا الغياب السعودي في تلك الفضاءات الإعلامية المنفتحة على الكل، وكلنا مثلاً يشهد وجود الصوت الإيراني حاضراً بقوة في الإعلام الغربي، على رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين مرت وتمر بأزمات عدة. فلماذا نجد هذا التقوقع السعودي في الإعلام ومراكز الأبحاث الغربية، على رغم الإمكانات البشرية والمادية وعدالة القضايا السعودية؟ لا شك في أن كثيراً من القضايا التي يتلقفها الإعلام الغربي عن واقعنا المحلي تحتاج إلى قرارات تصحيحية ممن يملك القرار فيها، فقضية…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
أربعيني يحمل بين حنايا ضلوعه قلب عشريني تعجبه فتاه في سن المراهقة (15 عاماً) وهي تتجول في أحد مراكز التسوق مع صديقتها، فقد كان يطغى على مظهرها الخارجي عدم الحشمة مما أثارت فيه شهوة الصيد، يقترب منها بنظرات إعجاب فيقول »اعذريني، بس والله انج آية من الجمال« فترد عليه بارتباك »احترم نفسك« وأخذت تمشي بخطى متسارعة، ولكن لم تكن أسرع من دقات قلبها الذي كاد ينفجر بين حناياها.. ولكن هل انتهت هذه القصة، أم هذه بداية التمرد؟ بعض الأهالي وتحديداً الأم قد تجبر طفلتها بالتصرف كراشدة في زينتها ولبسها فيتم إحراق مرحلة الطفولة بحجة »عادي لازم تتعلم« فتنتقل هذه الطفلة إلى مرحلة البلوغ في غمضة عين من دون أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي. فبعض الأمهات يجبرن الأطفال أن يتصرفوا كراشدين في مرحلة الطفولة حتى يفقدوا أجمل الأيام التي يفعل فيها الطفل ما يريد، وليس عليه عتب، فلا تهمه المظاهر بقدر ما يهمه أن يعيش يوماً بيوم. والفتاة بالأخص غالباً ما…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
العلماء هم السد والرد والصد، وهم الكلمة الفصل في العلاقة مع الآخر، وكذلك في مواجهة الجهل والتطرف. العلماء وحدهم المخولون، لحمل الراية ورفع الحوار إلى مستوياته السامية، من أجل صياغة ثقافة حقيقية قائمة على الإقناع لا على القناع، ثقافة تنتمي إلى الواقع، وتتجه نحوه، وتقوم على السهر من أجله، لأن ترك الأمور على علاتها وعواهنها، يفتح الباب واسعاً، لدخول الهواء الفاسد، والغبار والحشرات والفيروسات، أما أن نضع حداً للفوضى، وأن يتصدى أهل العلم، لكل معتدٍ أثيم، فهذه هي الطريقة التي يجب أن يسلكها أي مجتمع يريد سلامة وضعه وحماية منجزاته، ورعاية مشروعاته من دون تشويش أو تهويش، ولا يستطيع بلد من بلدان العالم، أن يعيش في معزل عن أدواته الدفاعية التي تطوقه بقلائد النجاة والحياة الكريمة، وأهم هذه الأدوات هم العلماء، علماء الدين بالتحديد لأنهم يملكون ناصية الكلام، ومتسلحون بالعلم الكافي الذي يجعلهم في مواجهة الأضداد، كباراً لا ينحنون، ولا ينثنون ولا يخنعون، ولا يخضعون إلا للوطن وحقوقه وفروضه. ولا…
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦
أثناء الدراسة الجامعية، ابتلينا بأستاذ جامعي ينفر منه معظم الطلبة، يتعامل مع الجميع بأسلوب جاف، يعتقد أن شخصية الأستاذ يجب أن تكون حازمة، لم نسمعه يوماً يلطف الجو بكلمات خفيفة، يكسر بها الكآبة في محاضراته، التي كانت تمتد لساعتين بالتمام والكمال. حتى في المرات القليلة التي كان يتحدث فيها، فإنه يتحدث عن نفسه وإنجازاته وتفوقه، ولا شيء آخر، يشعرك بأنه «فلتة» زمانه، والعبقري الذي ستستفيد البشرية من نظرياته العلمية. عندما يكون لدينا امتحان، فإنه يُلقي بالرعب في نفوسنا، يأتي بأسئلة اختبارات عجيبة، لم نرَ مثلها قط، يرفض أن نطرح الاستفسارات عن الأسئلة التي تثير الجنون، وترفع الضغط، وتربك الطلبة، ويجلس منزوياً يوزع نظراته على الطلبة، حتى لا يغش أحدهم من الآخر. يبتسم أربع مرات فقط في الفصل الواحد، يكون ذلك في الامتحانات الأربعة، وبينها منتصف الفصل والنهائي، يبتسم أكثر كلما لاحظ الشكاوى من صعوبة الامتحان، نشعر حينها بأن صعوبة الامتحان تعطيه سعادة لا مثيل لها، كأنه يتلذذ بمشاهدة المعاناة على…
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦
ما الذي يمكن أن تكتبه عن الطعام في رمضان الذي لم تتناوله الكليشيهات من قبل؟ أعتقد أن البداية تكون في وضع الطعام في سياقه الأوسع، وعلاقة الطعام خارج المسألة الفردية الخاصة بموضوع الجوع وربطه بالسياق الأوسع الحضاري، ومن هذا السياق تنفتح بوابات فهم الطعام في رمضان. (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ).. الآية، فأساس الطعام محبة ونفَس. بداية، الطعام لغة ودلالات، ويحمل رمزيات اجتماعية تحدد الموقع الاجتماعي والثقافي أحيانا، وكذلك درجات الدخول من بوابة الطبيعة إلى عتبات الحضارة، فبينما يكون المشوي طعام الرجال وطعام الخارج والخلاء، يكون المقلي طعام المرأة وطعام الداخل في البيوت، وتلك تقسيمات بدائية تدخلنا إلى فهم الطعام والمجتمع، وربما الطعام والسياسة والطعام ومفاهيم أخرى كالمحبة والتراحم. فلسفة الطعام تدخلنا في مساحات التفاصيل التي تميز البلدان عن بعضها بعضا، وربما الحضارات وبعضها بعضا، حيث نتحرك في مساحة (spectrum) أطرافها الملح والسكر كونها محددات ثقافية وحضارية، حيث يكون إضافة الملح والسكر أو الزيت نوعا من التحضر ومدخلا تفسيريا لقراءة المجتمعات.…
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦
لا تطرق باب التاريخ إن لم تصطحب ضحاياك معك. لا البراءة سلاح. ولا النزاهة سلاح. رصيدك ارتكاباتك. غابات الجثث. بحيرات الدم. قوافل الأرامل والأيتام والمنفيين. التاريخ مستودع قساة. في الفندق البعيد حركة غير عادية. اتخذ جوزف ستالين مقعده على رأس الطاولة. قبل الانتقال إلى النقطة التي استدعت عقد الاجتماع، طلب ستالين من يوري أندروبوف إطلاع الحاضرين على آخر التطورات في العالم. قال أندروبوف:» الوضع الدولي شائك ومعقّد والمشكلات كثيرة. للأسف شارفت ولاية باراك أوباما على الانتهاء. استفدنا كثيراً من وجوده وسياسته الانسحابية. وعلى رغم كل ما يجري، أريد أن أطمئنكم إلى أن أوراقنا قوية وتتعزّز. لا أريد ان أخفي عليكم أن الرفيق فلاديمير بوتين لا يزال عضواً عاملاً وفاعلاً في الـ «كي. جي. بي». لا أذيع سراً إذا قلت إنه مازال يرفع تقاريره إليّ شخصياً». وأضاف: «يتابع الرفيق بوتين بثبات واقتدار عملية الثأر التي أطلقها رداً على انهيار الاتحاد السوفياتي، وقيام ما سُمِّي القوة العظمى الوحيدة. يبذل الرفيق سيرغي لافروف…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦
حتى بعد هذا العمر من الكتابة والكتب، والقراء وآلاف المقالات، لا يزال هناك من يسأل: كيف تكتبون كل يوم؟ سؤال يبدو مغرياً وفاتحاً لشهية الكلام، وكثيرون ممن يطرحونه يريدون أن يعرفوا فعلاً من أين تأتي الكتابة أو كيف تتخلق الكتابة في عقل الكاتب، تماماً مثلما انتابنا ذلك الفضول المبهم حول وجودنا ونحن صغار، من أين أتينا وكيف جاء إخوتنا الصغار؟ إنه الفضول الملازم والقلق حول فكرة الخلق، وتمثل الفكرة في أشكالها العبقرية كالقصيدة واللوحة وكالرواية والقصة والمقال والكتابة الإبداعية بالمطلق! حين سئل عبقري الرواية اللاتينية غارسيا ماركيز: كيف تكتب الرواية؟ كتب كثيراً وطويلاً وأخرج كتاباً عنونه بـ(كيف تُكتب الرواية؟) لكنه لم يقل فيه شيئاً عن الطريقة الفضلى أو المثلى لكتابة رواية عبقرية كـ«الحب في زمن الكوليرا»، لقد تحدث عن الظروف التي قادته لكتابة هذه الرواية، وهي ظروف وأسباب وإن بدت عادية لنا أو بسيطة، إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة لرجل كانت مهمته في هذه الحياة كتابة الروايات، فقد جاء…