الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥
ا أظن أن أحدا لديه الاستعداد لاستيعاب حقيقة: "حياة بلا إنترنت"، فحين تنظر حولك تجد نفسك مرتبطا تماما بهذه الشبكة، حتى أصبحت من وسائل العمل وكسب الرزق، خلافا لدورها الكبير في تسهيل حركة الحياة المعقدة والترفيه الذي يأتي أولا عند الشريحة الأكبر من مستخدمي الإنترنت. تخيل أنك تصحو يوما لتجد حياتك بلا إنترنت، لا شبكات تواصل، لا بريد إلكتروني، لا يوتيوب، لا تطبيقات ذكية، لا شيء مما كنت معتادا على التعامل معه والقيام به عبر شبكة الإنترنت. حتما إنه شعور صادم وكارثي، لكن إذا عرفت أنك واحد من 3 مليارات ونصف المليار مستخدم من أصل 7 مليارات هم سكان الأرض، ربما سيكون الأمر عليك هينا. نهاية شبكة الإنترنت أمر وارد ولن يكون من المستحيلات، لكنك ستكون أمام أكثر من خيار، إما أن يتسبب حدث ما بضرب الشبكات أو إخراجها من الخدمة، وبالتالي فقدانها ولو موقتا، أو أن تتسبب الفيروسات وديدان الإنترنت في كسب المعركة مع دخول الشبكة عصرها الجديد أو…
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥
في مثل هذا اليوم قبل 46 عاماً صدر في أبوظبي العدد الأول من صحيفة «الاتحاد»، لتكون أول صحيفة على هذه الأرض الطيبة، وكان صدورها فأل خير، فقد حملت اسم حلم رجال هذا الوطن العظماء، حلم تشكيل وطن كبير يجمع سبع إمارات - وقبل ذلك تسع إمارات - في اتحاد عربي جديد يحقق أمنية ظلت تداعب فكر وطموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وجعل الجنة مثواه، فهو الذي أطلق على الصحيفة اسم «الاتحاد» تفاؤلاً بقيام دولة الاتحاد التي أصبحت واقعاً في عام 1971، وكتبت صحيفة «الاتحاد» في هذا العام خبر قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر. لقد ولدت صحيفة «الاتحاد» لتكون رائدة في كل شيء، وولدت كبيرة، لأنها تأسست على يد رجل كبير، ولأنها على مر السنوات حملت قضايا الوطن والأمة بكل صدقية وشفافية، فاستحقت أن تكون المصدر الأول للقارئ في الإمارات، وتكون مصدراً لمعرفة أخبار الإمارات في العالم. اليوم تستكمل…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
بعد جولة استمرت لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، تفقّد فيها معظم أجنحة المشاركين في فعاليات الدورة الـ35 لـ«أسبوع جيتكس للتقنية 2015»، الذي يُقام بمشاركة عريضة من 62 دولة حول العالم، سألتُ سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي افتتح المعرض، «بعد هذه الجولة الطويلة والمتعبة كيف تقيّم مستوى الأجهزة والتقنيات المعروضة؟». أجاب سموه إجابة لم تكن تقليدية، وبصراحة لم أتوقع أن أسمعها، لكنني أدركت ما يقصده سموه، بعد أن استرجعت تلك الساعات التي مرت علينا صباح أمس، منذ افتتاح المعرض وحتى انتهاء جولة الشيخ حمدان بن محمد، مروراً بكل الأجنحة التي تعرض آخر ما توصلت إليه التقنية في عالم الأجهزة والتطبيقات و«إنترنت الأشياء»، الذي سيكتسح العالم قريباً، ليُشكل ثورة جديدة تُعادل في صدمتها للبشرية ثورة القطار البخاري قديماً، وثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة. يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد في معرض إجابته عن السؤال: «المعرض متميز كالعادة، لكني لا أنظر فقط للمعروض من الأجهزة، بل أنظر إلى…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
تبدو الدعوة الأخيرة لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للمشاركة في جولة مشاورات جديدة مع الحوثیین وصالح غريبة، فصحيح أن لا أحد يرفض السلام والحل السياسي، لكن الحديث عن التفاوض المفتوح بلا سقف وبلا شروط مسبقة، بلا شك أنه عبث مرفوض.. ترفضه الانتصارات الساحقة للمقاومة والتحالف، وترفضه دماء الشهداء الأبرار، ويرفضه الشعب اليمني، الذي لفظ الحوثي وعفاش إلى الأبد، ويرفض أن يكون لهم مكان في مستقبل اليمن، إلا إذا عادوا جزءاً من هذا الشعب والتزموا بالشرعية التي اختارها. وإذا اتفقنا أن أحداً لا يرفض السلام والحل السياسي للأزمة اليمنية، فإننا لا بد أن نتساءل، هل يوجد شريك للسلام في اليمن؟ ما نراه أن هناك فقط انقلابيين متآمرين ومخلوعاً ومقاولاً فارسياً لا يمكن الوثوق بأي طرف منهم، ومن الصعب التفاوض معهم، فقد جرب اليمنيون جلسات التفاوض العقيمة، وكانت النتيجة صفراً كبيراً، والخطأ الفادح دوماً هو التفاوض بين الشرعي وغير الشرعي، بين الوطني والعميل…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
تنظيم «داعش» تبنّى الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة سيهات ونشر صورة منفذ العملية.. ما الجديد؟ لا جديد غير أن الحالة الفكرية السلبية لا تزال موجودة ومنتعشة بالأوهام العقدية في مخيلة كثير من الشباب الذين يذهبون ضحايا للخطاب الديني المتعسف، ما يعزز أن التطرف والطائفية وجهان لعملة واحدة في استباحة الأرواح وإزهاقها حتى لو كانت في نجوى مع ربها وخالقها. الإرهابي الذي استهدف المصلين بعد خروجهم من حسينية الحيدرية في المدينة بواسطة سلاح رشاش، قتل 5 أشخاص بينهم امرأة، وأصاب 9 آخرين، انعكاس لحالة متطرفة لا تزال تنمو في العقل الاجتماعي، وحينما نتناول ذلك من خلال وصف «الحالة» فإن الفكرة الأساسية هي أنها ذات أبعاد فكرية وثقافية ودينية تسهم في تركيب صورة بانورامية في عقول تم تفريغها وتسطيحها واستغلال أنفس تبحث عن مفقودات إيمانية ووضع وهم ديني فيها، وذلك يحدث في مساحات خلفية سواء عبر المواقع الاجتماعية أو وسائل التواصل الإلكترونية بمعزل عن كل شيء. ووفقا لذلك من الصعب أن يكون…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
قبل أيام قليلة احتفلت الجماهير الهلالية بالذكرى الـ58 لتأسيس ناديهم، حين قرر حينها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- أن يضع حجر الأساس لناد جديد في الرياض، ولم يكن يدر بخلده أن يكون هذا الغرس الجديد في قلب الرياضة السعودية عنوانا دائما وصديقا أبديا للبطولات والألقاب. إلا أن التفاف وتكاتف رجال أكفاء مخلصين تولوا رئاسة الهلال من بعده، كالأمراء هذلول بن عبدالعزيز، وعبدالله بن سعد -رحمهما الله- وبندر بن محمد وسعود بن تركي وغيرهم من الرؤساء وأعضاء الشرف الفاعلين الذين ساهموا في رفع سقف الطموح وتجاوز مرحلة التأسيس نحو آفاق رياضية جديدة جعلا من الهلال اسما كبيرا، ليس في سماء الكرة السعودية فحسب، بل توجاه زعيما على أكبر قارات الأرض كأكثر فريق حقق بطولات القارة بمختلف مسمياتها. ولأنه الزعيم فهو لا يتوقف عن السعي نحو الألقاب في موعد جديد حين يلاقي غدا الأهلي الإماراتي الذي ينتظر منه تجاوزه في استكماله لرحلة العودة للقب القاري بعد أن سلبه منه في الموسم…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥
لم يتغير شيء في النيات الإماراتية تجاه الآخرين منذ تأسيسها وحتى اليوم. فهي قوةخير دائما، لمن على أرضها من مواطنينها، والعاملين فيها، أو للآخرين ممنتضعهم الصراعات والكوارث الانسانية والطبيعية في وضع المحتاج. السلام هو أساس العلاقة بين الإمارات واليمن. وهذه العلاقة نموذج يقتدى به، سواءمن خلال كمية المساعدات التى تدخلها إلى اليمن، وجهودها الجبارة لاعادة الحياة إلىالبلد الشقيق أو على مستوى ما قدمته من نجاحات وجهود فى اعادة الكهرباء للمناطقاليمنية المحررة، وأيضا شبكة المياه والمدارس، كذلك جهودها التى لا يمكن مقارنتهاحجما وكيفا فى عملية اعادة البناء التى تقوم بها داخل اليمن، من أجل تطبيع الحياةوالمحافظة على الأمن، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية والرئاسية. كان الهلال الأحمر سباقا في نجدة اليمنيين، حين كان الوضع يسمح بذلك، وكانتمواكب الاغاثة تصل إلي المدنيين فى صعدة في زمن حرب الحوثيين مع صالح. لكنالحوثيين بعدوانهم لم يتَرَكُوا طريقا لوصول المساعدات الانسانية وتوزيعها إلا بحمايةقوة عسكرية قادرة ومحترفة تردعهم وتقف حامية للمتضررين من العدوان. وأقدمت الإمارات على…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠١٥
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لروسيا الاتحادية كانت زيارة مهمة، حيث تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس الروسي بوتين الملفات الاستراتيجية الموجودة على الساحة مثل اليمن وسوريا وقضايا الإرهاب والعلاقات الثنائية بين البلدين. والمعروف أن روسيا الاتحادية لها مصالح متعددة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لا تقل عن مصالح الولايات المتحدة الأميركية. ومن الطبيعي أن تتجه دول الخليج لتنويع التحالفات حتى تضمن مصالح بلدانها. وفي التطورات الأخيرة، التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط أصبح لروسيا دور متعاظم في الحرب ضد الإرهاب خاصة في سوريا، بعد أن خولت أممياً لضرب معاقل داعش في داخل الأراضي السورية، كما أن روسيا لاعب سياسي مهم في التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، نظراً لعلاقاتها مع إيران وعدد من الأطراف الفاعلة الأخرى في المنطقة. وفي ما يتعلق برؤية الجانبين الإماراتي والروسي فإن هناك اتفاقاً في وجهات النظر بين الطرفين، فكلاهما مهتمين…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠١٥
تقول العرب في أمثالها "باب النجار مخلع" - أو مخلوع - قصة المثل معروفة، والمعنى أن الإنسان الذي يقدم الخدمة للآخرين لا يستطيع تقديمها لنفسه، أو كالذي يقدم النصيحة لغيره وهو أحوج لها! الكل يتحدث عن التغيير بداية كل عام.. معلومات ورسائل ومواعظ وأدعية كثيرة وصلتني من أشخاص لم تتغيّر حياتهم منذ أن عرفتهم.. باقون في ذات المربع، "على طمام المرحوم"! مجرد رسائل.. من شريحة "نسخ ولصق".. مع بداية كل عام.. تتحدث عن التغيير، كشف حساب، تقييم وتقويم، رسائل فاخرة مجهولة المصدر، تتلاشى.. كأنها لم تكن.. تدور عقارب الساعة، تمر عليهم الأعوام متشابهة، لا تغيير يستحق الذكر.. مزيد من الترهل، مزيد من الأخطاء والإخفاقات المتكررة، صحيا وعمليا ومعرفيا واقتصاديا.. "حياتيا" بشكل عام! خذ العامل الاقتصادي في حياة كثير من الناس.. نحن في عصر يشهد العالم العديد من الأزمات الاقتصادية، تنعكس على حياة البشر في كل مكان، يبقى هؤلاء فاشلين بامتياز في إدارة حياتهم اقتصاديا.. هذا ليس كلامي.. كلام المختصين، والدراسات…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠١٥
القهوة تلك المجنونة التي تصيبنا بالعقل تنوعت ولكنها تبقى متوجه على عرش الأُنس كل حين. لن اكتب عن تاريخها وكيف اكتشفت لأن الله سخرها لعلمه أنها ستكون أكثر الأشياء سعادة لنا. في بداية علاقتي بها لم تكن صديقتي كما يجب بل كانت عبارة عن تحدي لمراهقة عربية تشرب القهوة السوداء بمرارتها دون أن تنتشي لرائحة الهيل وتأكل الدونات بدل التمر..! كبرت وكبرت قهوتي معي ولكنها هذة المرة غلبتني شوقاً وحباً فهي عندما تغيب عن فكري يرتعد كلي خوفاً من فقدانها وخسارتها. لم أتخيل يوماً أن نتحول إلى عشاق يفتقد كل منا الأخر ويحكي بلا خجل عن كل مايدور في نفسه . قد يتهمني البعض بالجنون وهو -اتهام لذيذ- أن كان يخص حبي للقهوة ولكنها الحقيقة فهي تتحدث إليك عندما تشعر أنك ترشفها حباً وإيماناً بها وبقدرتها على نقلك إلى عالمها الأبيض رغم كل سوادها. هي القادرة على الوشوشة لك بكل ماهو مباح ومالا يجرؤ البشر على قوله خجلاً وخوفاً لذلك كانت…
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥
أيهما يسبق الآخر العربة أم الحصان؟ مصالح الوطن أم الفكرة الأيدلوجية؟ المزايدات بين التيارات والمدارس الفكرية لن تتوقف، يقول أحدهم: الدول المستقلة بقرارها والساعية لتحقيق مصالحها الوطنية، لا تقبل أن تستمد شرعيتها من أشخاص يحملون توجهات أيدلوجية، فشرعية الدولة وقوة مؤسساتها تضعف متى وُضع بينها وبين شعبها وسيط يحفل التاريخ بقصص انهيار الدول ذات الأيدلوجية الحزبية الواحدة، التي صنعت الفراغ بين الحاكم والمحكوم، ومثال ذلك حزب البعث، حيث رُبط بين الولاء للوطن والإيمان بمعتقدات الحزب، واشترطت العضوية في الحزب كمهر صداق بين الدولة وأفرادها، ومثال آخر من الثورة الإيرانية، فالسنوات التي سبقت 1979 شهدت تطوير رجال الدين قدراتهم على التعبئة الشعبية بدرجة تفوق قدرة الدولة، ثم سُيس المذهب الشيعي ليملك رجال الدين السلطة المطلقة. أما في الجزيرة العربية، فمازلنا نذكر حادثة جهيمان الإرهابية، التي أرادت أن تنسل الأمة من وطنيتها بادعائها ظهور المهدي المنتظر، نعم الحادثة انتهت لكن السؤال هنا: كيف ستتعامل الدول الدينية لو تكرر الادعاء بظهور المهدي بصورة…
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥
لا شك في أن هستيريا أبواق طهران في الفضائيات الإيرانية المأجورة من مؤشرات الاطمئنان على النجاح في ضرب مفاصلهم في اليمن، ودلالة على قلقهم من المرحلة القادمة في سورية قبل بضعة أيام كنت أشاهد قناة فضائية مستعربة، بها ضيف يقدم نفسه على أنه من محور الممانعة، وليته كان ذكيا بما يكفي، لنواصل الاستماع لأقواله ومبرراته وفبركاته الرخيصة ضد المملكة ودول الخليج. كنت أتمنى من الضيف المقابل أو المذيع أن يسأله، كم قتل "حزب الله" من إسرائيل خلال ثلاثين عاما؟ وكم قتل في ثلاث سنوات من السوريين؟! ذهب هذا "الممانع" زورا وعبطا إلى مقارنة تدخل الروس في سورية بتدخل السعودية في اليمن! اليمن، جار وشقيق للسعودية، وعندما تدخلت الأخيرة، ليس ترفا ولا رغبة في حرب، وإنما فعلت الكثير لتفادي ذلك عبر المبادرة الخليجية، وعندما قررت مساعدته كان ذلك استجابة لطلب رسمي من نظام شرعي انتخبه اليمنيون ويعترف به العالم. هذا النظام لم يسفك الدماء ولم يعذب الشعب، بل اعتدت عليه ميليشيا…