مهرة سعيد المهيري
مهرة سعيد المهيري
كاتبة إماراتية

قوات التحالف وحماية السلام فى اليمن

آراء

لم يتغير شيء في النيات الإماراتية تجاه الآخرين منذ تأسيسها وحتى اليوم. فهي قوةخير دائما، لمن على أرضها من مواطنينها، والعاملين فيها، أو للآخرين ممنتضعهم الصراعات والكوارث الانسانية والطبيعية في وضع المحتاج.

السلام هو أساس العلاقة بين الإمارات واليمن. وهذه العلاقة نموذج يقتدى به، سواءمن خلال كمية المساعدات التى تدخلها إلى اليمن، وجهودها الجبارة لاعادة الحياة إلىالبلد الشقيق أو على مستوى ما قدمته من نجاحات وجهود فى اعادة الكهرباء للمناطقاليمنية المحررة، وأيضا شبكة المياه والمدارس، كذلك جهودها التى لا يمكن مقارنتهاحجما وكيفا فى عملية اعادة البناء التى تقوم بها داخل اليمن، من أجل تطبيع الحياةوالمحافظة على الأمن، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية والرئاسية.

كان الهلال الأحمر سباقا في نجدة اليمنيين، حين كان الوضع يسمح بذلك، وكانتمواكب الاغاثة تصل إلي المدنيين فى صعدة في زمن حرب الحوثيين مع صالح. لكنالحوثيين بعدوانهم لم يتَرَكُوا طريقا لوصول المساعدات الانسانية وتوزيعها إلا بحمايةقوة عسكرية قادرة ومحترفة تردعهم وتقف حامية للمتضررين من العدوان.

وأقدمت الإمارات على مد اليد وهي مدركة مخاطر الحرب وواثقة من قدرات أبناءالقوات المسلحة الذين أحسن تدريبهم وكانوا أهلا للواجب ومواجهة مصاعبه.

نحن شعب الامارات نعتز ونفخر بشهدائنا البواسل الذين سقطوا فى اليمن شمالاوجنوبا. وهي خسارة حقيقية لبلدنا ولأهالي الشهداء، لكن كل يوم يمر في دولةالامارات يزداد عزمنا وإصرارنا مع فقد كل بطل من أبطالنا البواسل بضرورة أن نستمرفي تحقيق الهدف وتحرير شعب اليمن السعيد من قبضة المتمردين.

إن الانتصارات التى تحققت فى اليمن حتى اليوم، هي تأكيد جديد على حكمة القيادةفي دولة الامارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج فىالتحالف. كما تؤكد الانتصارات في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل والسهمالذهبي، أن دعم الشرعية فى اليمن لم يكن مجرد قرار عابر، لكنه تأكيد على وعيالقيادة في السعودية والامارات في التحسب والاستعداد لمواجهة المغامرين ومطامعهم.وقد كانت الفترة السابقة مهمة في عملية بناء القدرات العسكرية ضمن برنامج يستقرئالمستقبل وحال المنطقة، وأثبت كم كان صحيحا وسليما. ويؤكد ما تحققه الاماراتوالسعودية فى اليمن وباقي دول الخليج فى التحالف، أن من كان يشكك فى قدراتجيوشها كان مجافيا للحقيقة، وأن تجربة اليمن أثبتت وتثبت كل يوم عكس ذلك.

لقد نجح شعب الامارات والسعودية ودول الخليج فى التحالف، في الامتحان، وعلينا أننفتخر بعد أن أثبتت التجربة أن أبناء الخليج قادرون على الدفاع عن أمن دولهم داخلياوخارجيا.

ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار التحالف العربي بقيادة المملكةالعربية السعودية من نصرة لليمن وشعبه، ينطلق من إيمان عميق بأهمية التضامنوالتعاون العربي المشترك لحماية المنطقة العربية، وتحصينها تجاه الأطماعوالمخاطر والتدخلات الخارجية في شئونها، والتصدي بكل قوة وحزم لكل ما من شأنهأن يقوض أمنها ويهدد استقرارها.

ولعل الانتصارات العسكرية المتوالية لقوات التحالف على الحوثيين وصالح الأخيرة،هي بشائر خير لتحرير اليمن، ومقدمة لكي يعم الخير والسلام في اليمن، وينعم شعبهبالأمن والاستقرار ليواصل طريقه نحو البناء والنماء.

طرد المتمردين من مفاصل الحياة في اليمن هو الطريق لوحدة البلاد، ومن الواجبعلى اخوتنا في اليمن حماية هذا الانتصار بمزيد من التلاحم وتفويت الفرصة علىالنظام السابق بكل أدواته الهدامة في العودة مرة أخرى، وعدم العبث بأمن واستقراراليمن.

المصدر: صحيفة الأهرام