صالح الشيحي
صالح الشيحي
كاتب سعودي

عام جديد.. ولا جديد

آراء

تقول العرب في أمثالها “باب النجار مخلع” – أو مخلوع – قصة المثل معروفة، والمعنى أن الإنسان الذي يقدم الخدمة للآخرين لا يستطيع تقديمها لنفسه، أو كالذي يقدم النصيحة لغيره وهو أحوج لها!
الكل يتحدث عن التغيير بداية كل عام.. معلومات ورسائل ومواعظ وأدعية كثيرة وصلتني من أشخاص لم تتغيّر حياتهم منذ أن عرفتهم.. باقون في ذات المربع، “على طمام المرحوم”!
مجرد رسائل.. من شريحة “نسخ ولصق”.. مع بداية كل عام.. تتحدث عن التغيير، كشف حساب، تقييم وتقويم، رسائل فاخرة مجهولة المصدر، تتلاشى.. كأنها لم تكن.. تدور عقارب الساعة، تمر عليهم الأعوام متشابهة، لا تغيير يستحق الذكر.. مزيد من الترهل، مزيد من الأخطاء والإخفاقات المتكررة، صحيا وعمليا ومعرفيا واقتصاديا.. “حياتيا” بشكل عام!
خذ العامل الاقتصادي في حياة كثير من الناس.. نحن في عصر يشهد العالم العديد من الأزمات الاقتصادية، تنعكس على حياة البشر في كل مكان، يبقى هؤلاء فاشلين بامتياز في إدارة حياتهم اقتصاديا.. هذا ليس كلامي.. كلام المختصين، والدراسات التي تُعنى بهذا الشأن..
هناك دراسة اقتصادية حديثة، أجراها “مركز المعرفة”، المتخصص في الدراسات والبحوث وبرامج التأهيل المعرفي، تقول إن حوالى ثلثي السعوديين يعانون من أجل تحقيق التوازن بين نفقاتهم ودخلهم المالي ويجدون صعوبة بالغة في توفير المدخرات – ما السبب؟! نتيجة لضعف مهارات إدارة الأموال لديهم، إضافة لأن الضغوط الاجتماعية -لاحظ معي- ساهمت في جعل بعض الأشخاص ينفقون أكثر مما يكسبون وبالتالي تتراكم عليهم الديون!
المجتمع يأكل نفسه بنفسه!
48% من الذين خضعوا للدراسة -في الرياض وجدة والدمام- يفتقرون إلى القدرة على التحكم في مصروفاتهم ولا يعلمون الكثير عما يملكون أو كم قد يحتاجون في المستقبل -ما هي النتيجة؟!- غالبا ما يقترضون المال لتلبية احتياجاتهم المالية ومصروفاتهم، وفي الوقت نفسه.. لا يعلمون كيف يحققون التوازن بين الدخل والمصروفات!
لغة الأرقام والدراسات تقطع قول كل خطيب..
هؤلاء -وهذه من عندي- هم أكثر الذين يتبادلون النصائح بداية كل عام.. “وواعظٌ ينصح الناس بالتقى.. طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ”!

المصدر: صحيفة الوطن السعودية