الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
المتابعون للشأن الرياضي بشكل عام، ولنادي النصر على وجه الخصوص، تابعوا - بالتأكيد - تركي العجمة، مقدم برنامج «كورة» على «روتانا خليجية»، وهو يشرح الخطأ الوارد في ترجمة خطاب «الاتحاد الآسيوي» حول عقوبة «فابيان» لاعب النصر، بعدما حول الاتحاد مدة ال6 مباريات إلى 6 شهور.. وغضبوا! الحقيقة، وهذا ليس تبريرا، أن أخطاء الترجمة لم تكن وليدة اليوم، وإنما وجدت منذ سنوات طويلة، وقد تسببت بمشكلات وحروب، وخلافات سياسية بين الدول، بسبب اجتهادات - غير متعمدة - أحيانا، ومتعمدة لتحوير قضية ما (غالبا). وفي فضاء أخطاء الترجمة، لا بد من التطرق لاتفاقية «ويتانغي»، المترجمة بشكل خاطئ - مع سبق الإصرار-، «والتي تمثل اتفاقا مكتوبا بين التاج البريطاني وبين شعب «ماوري»، السكان الأصليين في نيوزيلندا، والذي تم توقيعه عام 1840 من قبل 400 من زعماء القبائل.. حيث إن عبارات متعارضة في النصين الإنجليزي «والماوري»؛ أدت إلى نشوب نزاعات، عبرت عن نفسها في الشعار الذي يرفعه «الماوريون» في نيوزيلندا أثناء احتجاجاتهم، ويقول: «الاتفاقية…
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
كتب المغرد عبدالله السبيل تغريدة ساخرة في "تويتر" تقول: "وقت اللياقة لو يتحمس فتح بحوشنا"، في إشارة إلى أحد المراكز الرياضية الشهيرة التي توسعت شبكتها بشكل ملحوظ، فجاء رد طريف منها يطلب تزويده بموقع ومساحة الحوش. تبعه ردود تسويقية من شركات ومطاعم ومواقع إخبارية، إضافة إلى وزارات ومراكز حكومية عبر حساباتها الرسمية! فـ"قطار الرياض" طلب موقع الحوش لفتح محطة مترو، ووزارة العمل ناشدت صاحبه إبلاغها عند وجود مخالفات لأنظمة الإقامة والعمل بالحوش، أما "موبايلي" فحجزت واجهته الشرقية لفتح فرع لها، بينما طلبت شركة "الغاز" مساحة من الحوش لخزان الغاز، وأشار "طيران ناس" على "السبيل" السفر عبره حتى ينتهي تجهيز بيته.. هذا عدا المطاعم التي حجز بعضها المطبخ من أجل تقديم وجباتها لمرتادي الحوش! اللافت رد وزارة الإسكان الذي جاء متأخرا كحال مشاريعها، إذ أعلنت استعدادها طرح الحوش للتطوير العقاري، لكنها "ما عيّنت خير" بعد هذا الرد، إذ نالت "غسيل شراع معتبر" ممن ينتظرون مشاريعها الإسكانية! كلنا يعلم أن ما قدم…
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
كان غريباً عنوان وغلاف كتاب ثروت الخرباوي، القيادي السابق في جماعة «الإخوان»، فقد حمل الكتاب اسم «أئمة الشر.. الإخوان والشيعة أمة تلعب في الخفاء»، وتقاسم الغلاف مع حسن البنّا، مؤسس «الإخوان»، الخميني، المرشد السابق للثورة الإيرانية، في ترسيخ لفكرة أن التشيع تنظيم سياسي يتدثر بحب آل البيت، كتنظيم «الإخوان» الذي يستغل الدين لمآرب سياسية. وفي الاتهامات المتبادلة في مواقع التواصل بين بعض السُنة والشيعة بشأن ما يجري في سوريا والعراق، يمكن ملاحظة عبارة «جرائم الشيعة» في مقابل عبارة «جرائم داعش». وعند الحديث عن النظام الإيراني، يستبدل بعضهم الشيعة بملالي طهران، فيتحدث مثلاً عن «التقارب الأميركي الشيعي»، وهو في الحقيقة يقصد التقارب مع نظام ولاية الفقيه في إيران. ورغم أن التشيع مذهب إسلامي، فإنه يتم ترسيخ فكرة أنه تنظيم أو دولة، وليس مذهباً تعبدياً يمكن أن يعتقد به أي شخص ولا يكون له أية صلة بأي تنظيم أو دولة، ليكون حتى المسيحي الذي تحوّل إلى الإسلام على مذهب التشيع، داخلاً تحت…
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
تفجير المصلين في مسجد الإمام علي بالقديح قد يكون مجرد مبادرة جنونية معزولة، وقد يكون جزءًا من مخطط واسع النطاق. ثمة كلام كثير يشير إلى الاحتمال الثاني، لكن ليس لدينا معطيات مادية تؤكده. في الوقت ذاته، يصعب تخيل أن هذه الجريمة فورة غضب محدودة أو منفصلة. اكتشاف حقيقة الهجوم ومغزاه الفوري مهم دون شك، لكن الأكثر أهمية هو التفكير في انعكاساته الموضوعية؛ أي تلك الآثار التي تترتب بشكل طبيعي على مثل هذا العمل، سواء كانت مقصودة بذاتها أو غير مقصودة. يقولون عادة إن الحرب تستخرج أسوأ ما في الإنسان. ذلك أنها – على خلاف الصراعات السلمية المعتادة – تثير الخوف الغريزي على الوجود. وليس في الغرائز ما هو أقوى من غريزة البقاء، عند البشر والحيوان على السواء. إذا شعر الإنسان بأن وجوده مهدد فسوف يفعل أي شيء لمقاومة هذا التهديد، ولن يفرق آنذاك بين الأفعال العاقلة وتلك الجاهلة التي لا تليق بالإنسان. الخوف على الوجود يبدأ كحالة شعورية، فإذا صادف…
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
كل ما بان لنا حتى الآن مقتضب، ومذيل بكلمة «من حيث المبدأ»، ومع هذا هو تطور مثير ولأول مرة في معادلة الصراع في سوريا. فقد اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة على أن يقدم سلاح الجو التركي الحماية لقوات المعارضة السورية في داخل سوريا. لم يقدّم وزير الخارجية التركي بعد توضيحا كافيا حول الاتفاق مع الأميركيين، لكن يبدو أن حكومة أنقرة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم المعارضة السورية التي دُربت على أراضيها، وسيتم إرسالها لتعبر الحدود لتحرير مناطقها التي استولى عليها تنظيم داعش، وسيقوم سلاح الجو التركي بتقديم الغطاء وربما دعمها في القتال. وقد يفهمها البعض بأن الهدف ليس نظام بشار الأسد، ولا المناطق التي تحت سيطرته، وهذا صحيح حتى الآن، وستصيب البعض بالخيبة على اعتبار أن صورة المعارضة في ذهن الكثيرين تختصر في القتال ضد نظام دمشق. إنما لو وضعنا التطور الجديد في إطار الواقع السوري كما هو اليوم يبقى مهما لصالح المعارضة. من دون هذه الخطوة سيأكل الأشرار المعارضة…
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
الظروف المحيطة بنا، تفرض أشد حالات اليقظة والمسؤولية على كل إنسان يحب هذه الأرض. هذه مسألة مهمة جدا، وتستحق أن تأخذ جزءا من اهتمام الناس رجالا ونساء. أبرز الأمور التي تفرض استحقاقاتها عدم الانسياق خلف الشائعات. إن هناك كما مهولا من المعرفات على “تويتر” وسواه، تمارس حرب شائعات مستمرة. وهي أحيانا تستغل صورا ذات مظهر إيجابي من أجل تمرير ودس معلومات مغلوطة. قد يجد المرء نفسه، وهو يسير في الشارع، أمام ظاهرة مريبة تستلفت انتباهه، ولكنه يؤثر أن يتجاهلها، وهذا خطأ، فالأجدى تنبيه الأجهزة الأمنية للمسألة. الأمر لن يكلف المرء سوى مكالمة صغيرة ومجانية من هاتفه للإبلاغ عن هذه الحالة. إن الإرهابي، الذي يتوسل بالدين، يضع في ذهنه أهدافا متعددة، فقد طالت أياديهم الغادرة مواطنين ومقيمين، ورجال أمن، وأماكن عبادة. إن فكرة الاصطفاء التي تم تسويقها بدأب في أذهان بعض غلمان “داعش” و”القاعدة” وما سواهما من محاضن التطرف، هي الفكرة ذاتها التي تستخدمها حشود الشيعة في العراق. لقد قتلت “داعش”…
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
عندما يقع اختيار وزراء الإعلام العرب على، فكرة طرحتها دولة الإمارات العربية المتحدة تتعلق بدور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، فإن المعنى الذي ينبغي أن نفكر فيه، أن هناك علاقة ببن ما يتم اختياره على الأرض الإماراتية وبين اختيار وزراء الإعلام للمشروع الإماراتي. وهذا الأمر ليس حالة افتراضية أو خيالاً ولكنه حقيقة، فدولة الإمارات تعتبر واحدة من أكثر دول العالم التي تتمتع بالتسامح والتعايش السلمي بين الناس. وبالتالي، يمكننا أن ننظر إلى اختيار المقترح الإماراتي على أنه بمنزلة شهادة عربية لكفاءة الوضع القائم في الإمارات، من حيث التسامح بين مختلف الأعراق والديانات، بل «الطوائف»، التي قد يعيش بعضها حالة صراع في بلادها، ولكنها تعيش بسلام على أرض الإمارات. بل يمكننا النظر لهذا الاختيار، على أنه اعتراف بأن الرسالة الإعلامية في الإمارات هي الأكثر نزاهة وخدمة للتسامح بين الناس، ولاسيما أن هذه الوسيلة في الدول العربية الأخرى أخذت منحى آخر غير خدمة فكرة التعايش السلمي بين أبناء الدولة الواحدة،…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
إن الأعداء -بلا شك- متربصون ببلادنا من كل جهة، سواءً على المستوى الإقليمي أم الدولي، فدولنا الخليجية، وعلى رأسها المملكة، تعيش استقراراً سياسياً، وحركة تنموية مستمرة؛ فالإنسان وتطويره تنميته هو عمادها، والشواهد على ذلك كثيرة، ولعل من أوضحها ما يُخصص للتعليم من نسبة كبيرة موازنات ضخمة في هذه الدول. نحن نعيش نهضة حقيقية، تزامن ذلك مع أمن مستتب في عالم عربي غارق في الفوضى منذ بدء «الربيع العربي»، والذي استبشرت به الشعوب العربية، ولكن النتيجة هي دمار وفوضى وقتل للإنسان على أيدي تنظيمات تدَّعي الإسلام. وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هذا «الربيع العربي» هو تجسيد لمشروع بشر به الغرب لمشروع شرق أوسط جديد، إذ بدأت تظهر أشكاله البشعة بتفكيك الدول العربية على أساس دويلات إثنية ودينية ومذهبية، وهذا المشروع أدخل دول المنطقة في حروب طوائف يلعب الدين والمذهب الأداة الرئيسة فيها. الشرق منطقة عاشت التعايش بين الأديان منذ آلاف السنين، مقارنة بما حدث في أوروبا من حروب دينية…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
احتلت «داعش»، على طريقتها، مدينة الرمادي وبهاء تدمر. وفي شرح ذلك، بلغتها، أنها أصبحت على بعد ساعة من بغداد، وأخرى من الغوطة. ومن الآن إلى أن «يدرس» باراك أوباما استراتيجيّته الجديدة، فإن خريطة المنطقة قد تغيرت ولم تعد فقط قيد التغيير. وكردستان التي كانت تُتهم بالإعداد للانفصال، أصبحت مأوى لمئات الآلاف من العراقيين، تسأل من يقف وراءها. ولا يزال أوباما يعيد النظر في استراتيجيته. وهناك جبهة، لا نعرف إذا كان قد لحظ وجودها، تمتد من جرود عرسال في لبنان إلى مرسى سفن «المساعدات الإنسانية» الإيرانية في جيبوتي. ما يجري على مدن سوريا ومدن العراق والآن في حملة الحوثيين على اليمن، هو حرب لا بد أن ثمة من يخوضها. حرب لها من يموِّلها ومن يخطط لها ومن يخوضها، والآن من يخسرها. وسوف تكون الكارثة في تقاسم الفوز. أي في أن تأخذ «داعش» الجزء الأكبر من سوريا والعراق، ويبقى الباقي بلا دولة أو جيش رابع أو فرقة رابعة. ويقتضي المنطق أن تتأمل…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
صدمة شديدة أخرى يتلقاها المستثمرون والمتعاملون في أسواق المال العالمية، وذلك بعد سلسلة من الفضائح والتلاعب من قبل مؤسسات مالية كبرى، مما يضع على المحك سمعة هذه المؤسسات ويطرح بدائل أضحت أكثر إلحاحاً من ذي قبل. الفضيحة الجديدة تشمل ستة بنوك كبيرة تتحكم في الكثير من المعاملات وتدير استثمارات هائلة، بما فيها استثمارات بعض الصناديق السياسية، حيث أدان القضاء الأميركي وسلطة المراقبة المالية البريطانية كلا من «جي بي مورجن» وبنك باركليز وسيتي غروب ورويال بنك أوف سكوتلاند وتغريمها بمبلغ 5.7 مليار دولار جزاء تلاعبها بأسعار الصرف الأجنبي وتحقيق أرباح خيالية على حساب أطراف أخرى، حيث أقرت هذه البنوك جميعا بالتجاوزات، علماً بأنه تم في أوقات سابقة فرض غرامات أخرى ليتجاوز إجمالي هذه الغرامات 10 مليارات دولار. لقد قامت تلك البنوك والمؤسسات المالية بين عامي 2007 و2013، إلى جانب بنك «يو بي أس» السويسري والذي غرم هو أيضاً بمبلغ 547 مليون دولار على دفعتين، بتقاسم معلومات سرية عن أوامر الشراء والبيع…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
كان يجب على حسن نصرالله وهو يطلق مصطلح «شيعة السفارة» أن ينسب الابتكار إلى المد الصحوي عربياً، الذي ابتدع مصطلح «زوار السفارات» قبل سنوات، وحاول الترويج له بقصد التخوين والتشكيك وتأليب السلطات. المفارقة هي التطابق في الرؤية واستنساخ الفكرة وتداولها، على رغم التباين المذهبي، لأن جوهر البنية هو التحشيد والتحريض على المخالف مهما كانت درجة الابتعاد. حسن نصرالله يدعو علانية إلى استهداف من سماهم «شيعة السفارة»، وهو إذ خلص إلى اصطناع وتزييف صراع سني - شيعي يرفضه شيعة لبنان، ويؤكدون أن الفكرة في منشأها إيرانية تريد تمزيق النسيج، وإشعال الاحتقان وصولاً إلى السيطرة على المجتمعات، عاد إلى الشيعة ليدخلهم دائرة الأعداء. رسالة نصرالله ستشعل بعض المتحمسين الذين كان الحزب حاضنتهم، خصوصاً من الشباب الذين سيرصدون الداخلين إلى السفارة الأميركية والخارجين منها لاقتناصهم بتهمة الخيانة والعداء للمقاومة. هذا خطأ لأن أمين الحزب يقصد تحديداً الشيعة العرب الذين يرفضون الانسلاخ من عروبتهم وأوطانهم ليكونوا قتلة إخوانهم، وسلاحاً أعمى تحركه طهران حتى دماء…
الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠١٥
في 2005، يوم 14 آذار، نزل إلى الشارع لبنانيون بمئات الآلاف رداً على جريمة اغتيال رفيق الحريري. هؤلاء تظاهروا ضد الأمر الواقع، وطالبوا بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وبسقوط «النظام الأمني اللبناني السوري المشترك». كان بينهم سنة ومسيحيون ودروز تنسجم مواقفهم مع مواقف طوائفهم وزعمائها، ذاك أن أمين الجميل وميشال عون وسمير جعجع ووليد جنبلاط كانوا، مباشرةً أو عبر ممثليهم، يقفون في هذا الموقع المحدد. وبالطبع كانت القيادات السنية، التي اغتيل رمزها الأول، تقف على الأرض ذاتها. لكن قطاعاً آخر من المتظاهرين كان هناك، ضداً من موقف طائفته الممثل بـ «حزب الله» وحركة «أمل». إنهم الأفراد الشيعة الذين أرادوا ما أراده الآخرون، لا بوصفهم شيعة، بل بوصفهم مواطنين لبنانيين. هؤلاء، للسبب هذا، كانوا أكثر اللبنانيين لبنانية، وسلوكهم كان له ما قبل تاريخه إن صح القول، فعلى مدى عقود وُجد أفراد كثيرون من الشيعة اللبنانيين يبحثون عن ضائع، مرةً ظنوا الأحزاب العلمانية بدلاً منه، ومرةً رأوه في النقابات، وثالثةً في المقاومات،…