الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
الأول مقطع هوليوودي من الفيلم الشهير «القناص الأميركي» المقتبس عن شخصية حقيقية هي الجندي «كريس كايل»، وهو يصوب طلقاته في بغداد باتجاه طفل عراقي وأمه لأنهما يحملان متفجرات، وفعلاً يطلق النار في معالجة سينمائية تظهر الأم وولدها كأشرار بالفطرة وأن قتلهما كان اضطراريًا لحماية الوطن الأميركي. المشهد الثاني مقسوم نصفين وفيه ممثل ينبطح مقبلاً حذاء جندي سوري، وإعلامية تقدم على الفعلة نفسها فتقبل حذاء جندي سوري آخر، على الهواء، في مشهدين يفترضان بتقبيل الحذاء رمزية وطنية بالغة الدلالة حيال جيش يُقْدم نهارًا جهارًا على قتل مواطنيه بحجج دحر الأعداء وحماية البلد من المؤامرة الكبرى. صحيح أن المسافة شاسعة بين الحالتين الأميركية والسورية وقياسا عليهما حالات كثيرة أخرى عربية وعالمية، لكن المقاربة هنا تحاول الإحاطة بأزمة واحدة تجتاحنا في زمن الحروب وهذا القتل؛ أعني ذاك الوله الأعمى بالجيش وتعميم الاعتقاد بأن المحارب العسكري يحمل مهمة مقدسة، وذو قوة لا تقهر، ويمتلك الحق في القضاء على أشخاص يعتقد أنهم دونيون على الأرض…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
قمة كامب ديفيد المرتقبة قد تكون أهم لقاء خليجي أميركي في الخمسين عامًا الأخيرة، ليس لأنها المرة الأولى التي يلتقي رئيس أميركي مع قادة دول الخليج العربي، بيد أن واشنطن تعي، وهذا ليس سرًا، أن الحلف الأميركي الخليجي يمرّ بحالة من التوتر وأزمة عدم الثقة، من يدري قد تكون القمة الفرصة السانحة لإعادة قطار التحالف التاريخي لمساره الذي خرج عنه في السنوات الأخيرة، القمة ستكون فرصة لأن تنتقل الإدارة الأميركية من خانة الأقوال إلى مملكة الأفعال، فرصة لأن تبدد كل الشكوك في مصداقيتها في المنطقة التي أضحت على المحك، بدءا من الأزمة السورية مرورًا بمواقفها المهزوزة في البحرين ومصر والعراق، وانتهاء باتفاقها المنتظر والغامض والسري مع إيران. يحسب للولايات المتحدة أنها دولة مؤسسات وليست دولة البيت الأبيض وحده، فلا يكفي أن يتخذ الرئيس مواقف مهما كانت، فهناك البنتاغون الذي له مواقفه، وهناك الاستخبارات التي لا يمكن استبعادها من دائرة اتخاذ القرار، وهناك أيضا الكونغرس باعتباره المؤسسة التشريعية القادرة على تعطيل…
الإثنين ١١ مايو ٢٠١٥
«إننا نعتبر أمن اليمن من أمن المنطقة وإيران ولن نسمح للآخرين بالتلاعب والمغامرة بأمن المنطقة». ما تقدم هو ما طالعنا به مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. ويأتي ضمن سلسلة من التصريحات المتواترة من مسؤولي النظام الإيراني. وهو ما دفع إلى اعتبار ذلك التصريح، من قبل العديد من المحللين، بوصفه أبرز تصريح يؤكد التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، وواقع الحال يقول إن هذا التصريح ما هو إلا جزء من تلك المنظومة من التصريحات التي تسعى إلى ممارسة مزيد من الضغوط على التحالف العربي والسعي إلى وقف العمليات على التمرد الحوثي ومن يسير في فلكه. نسير مع القارئ في هذا المقال لنمحص هذا التصريح ونرى واقعيته وحقيقته. وأستأذن القارئ هنا أن نفترض جدلاً أن ما جاء به السيد مساعد وزير الخارجية صحيح، وأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ عن الأمن القومي الإيراني ومن هذا المنطلق فإن النظام الإيراني يسعى جاهداً لتحقيق ذلك الاستقرار في اليمن، وبالتالي ينعكس إيجاباً على الأمن…
الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥
منذ أيام معدودة، أصبحت الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية يُعفى مواطنوها من تأشيرة الاتحاد الأوروبي «شنغن» وذلك في إنجازٍ جديد حققته الدبلوماسية الإماراتية على الساحة الدولية متوجةً مسيرةً زاخرة بالنجاحات في إطار السعي المتواصل نحو التميز والارتقاء بالخدمات المقدمة لمواطنيها. هذا الإنجاز أرست دعائمه قيادتنا من خلال رؤيتها المستقبلية بعيدة الأمد، حيث وضعت أمامها هدفاً رئيساً لا تحيد عنه بأن تكون دولة الإمارات وشعبها دوماً في المراتب الأولى في شتّى المجالات والقطاعات. وسخَّرت في سبيل ذلك كافة الإمكانات، وذلّلت كل العقبات كي تتحول الطموحات إلى واقع ملموس يعيشه كل أبناء الوطن. وكلنا ثقة بأن هذا الإنجاز الدبلوماسي، على أهميته الكبيرة، لن يكون الأخير لدولة فتية في عمرها وكبيرة في طموحاتها، دولة نجحت في تحويل التحديات إلى فرص والعقبات إلى إنجازات. وينضم هذا السبق إلى الإنجازات المتتالية للدبلوماسية الإماراتية التي تجسّد نموذجاً للأداء المتميز الذي مكنّها من القيام بدور حيوي مشهود له في المحافل الدولية. فمنذ سنوات، حازت الدبلوماسية الإماراتية…
الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥
بما أن القمة الخليجية - الأميركية الأربعاء المقبل عن كل شيء يتعلق بإيران والخليج العربي، وامتداد ذلك في المشرق العربي، فلماذا أصبحت واشنطن، وليس الخليج العربي الرياض مثلاً، هي مكان انعقادها؟ انعقادها في واشنطن ينطوي على الرسالة التقليدية إياها: ليس من السهل ألا تكون الدولة الأعظم، صاحبة المظلة التي تحاول أن تجمع تحتها آمال ومخاوف دول المنطقة، بما في ذلك إيران، هي مكان لقمة. أما انعقادها في الرياض فكان سينطوي على رسالة مختلفة توازي في رمزيتها وآثارها التغيير الكبير الذي يطمح الرئيس باراك أوباما إلى إحداثه في السياسة الأميركية تجاه المنطقة. أترك هذه الملاحظة لأنتقل إلى موضوع القمة وقد تقرر انعقادها في العاصمة الأميركية. الرئيس أوباما هو الذي دعا إليها. ما الذي يطمح إلى تحقيقه منها؟ أن يبيع إلى دول الخليج اتفاقه النووي المتوقع مع إيران. لهذا السبب طغى على التغطية الإعلامية تركيز إدارة أوباما على أن القمة هي لطمأنة دول الخليج. لا ينبغي أن ينحصر الموقف الخليجي في القمة…
الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥
لا أفضّل استباق الأحداث، لكن الخطوة الخليجية المقبلة، بعد لطم إيران في اليمن وإعادة الهيبة العربية، يجب أن تدار الرؤوس نحو سورية والعراق، لإنقاذهما من براثن التدخل الإيراني المقيت، عبر تشكيل «ناتو» عربي للعمل مع المعارضة الوطنية والعشائر التي ضاقت ذرعاً بتدخلات «الملالي». لقد تنازلت الدول العربية عن العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، حتى تمكّنت منه إيران، كما تمكّن «حزب الله» الإيراني في لبنان، وشطح ونطح في سورية، ليقتل الأطفال والنساء، مدافعاً بلا خجل عن عربدة نظام مجرم. يبدو واضحاً لكل من له رؤية سياسية، أن السياسة الأميركية الخارجية تشهد تحولات كبيرة يمكن الإحساس بذبذباتها من واشنطن إلى بكين وطهران. وليس من شك في أن اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة 5+1 الإطاري، الذي كانت الولايات المتحدة عرَّابته، والشقيقة سلطنة عُمان حامية سريته، هو أبرز عناوين تلك التحولات الجيو - استراتيجية. وبغض النظر عما يقوله البيت الأبيض من استمرار تمسك واشنطن بحلفائها التقليديين، فإن الحقيقة الساطعة تؤكد أن الولايات المتحدة…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥
في مؤتمر صحافي عقد صباح الخميس الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استعداد المملكة لهدنة إنسانية لخمسة أيام، وزاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنها قابلة للتمديد إذا التزم الحوثيون بها، وعلى افتراض التقيد الكامل من جميع الأطراف فإن الأبواب ستكون حينها مشرعة للدخول في حديث السياسة وأتمنى أن يكون انعقاد مؤتمر الرياض بمن يحضره فرصة ترتفع فيه أصوات المنادين بالتصالح والمطالبة بالعودة إلى روح المواطنة المتساوية والتوقف عن إطلاق العنان لرغبات الانتقام ومواصلة صرخات الحرب ودق طبولها، فلا اليمن قادر على تحمل المزيد من الأحقاد والدمار ولا طاقة اليمنيين ستتمكن من تجاوزها بسهولة. إن ما حدث بالذات في مدينة عدن لا يمكن قياسه بما حدث في غيرها من مدن اليمن الأخرى، فخلال الأسابيع الستة الماضية تمزق النسيج الاجتماعي الواهي الذي كان يربط الجنوب بالشمال منذ حرب صيف 1994 التي تراكمت آثارها السلبية حتى بلغت حد المطالبة بالانفصال الذي أراه أضحى أمرا نفسيا واقعا في وجدان وضمير أغلب الجنوبيين…
الأحد ١٠ مايو ٢٠١٥
ضد صيغة الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني مع الغرب يقف فريقان؛ دول الخليج العربية وإسرائيل. ومن المؤكد أن يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقديم ما يطمئن كل فريق، وقد خصصت زاوية أمس عن الاعتراضات الخليجية. لكن ماذا عن إسرائيل، الدولة الأكثر تأثيرًا على القرار الأميركي؟ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فاز قبل أيام برئاسة الحكومة للمرة الثالثة، وأصبح على الرئيس الأميركي أن يتعامل معه بجدية أكثر، بعد أن جرب أوباما حظه ووقف ضده قبل الانتخابات. ولن يستطيع البيت الأبيض تمرير الاتفاق النووي الإيراني في الكونغرس الأميركي بسهولة دون أن يأخذ في الاعتبار التحفظات الإسرائيلية. وفي بازار السياسة لكل شيء ثمن، وعلى أوباما أن يرضي إسرائيل، وقائمة المشتريات والهدايا تتوقعها ثمنًا. هناك وعود من الإدارة الأميركية لإسرائيل بأنها ستعزز دفاعاتها، لتضمن استمرار تفوقها على إيران والمنطقة. المطالب الأكثر حيوية وأهمية للإسرائيليين من الأسلحة، ستكون إعادة ترتيب المحيط الجيوسياسي، الذي يمس أمن الدولة العبرية، المرتبط بإيران. لنتذكر أن استراتيجية إيران منذ الثمانينات…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
أيها الشاب الشيعي، هل ترغب في نصرة دولة القائم والإمام المنتظر وحمايتها من بني أمية والتكفيريين السنّة؟ إذاً توجّه إلى مكتب «عصائب الحق» بباب الشوصة بكاظمية بغداد، فلديهم وظائف شاغرة لمجاهدين شيعة يقاتلون في سورية، أما إن كنت ترى نفسك تستحق شرف الخدمة مع «فيلق القدس» الذي يشرف عليه قائده قاسم سليماني شخصياً، فتوجّه إلى مكتب التطوع بمنطقة الشعلة قرب ساحة بيع الأغنام غرب العاصمة بغداد. نعم، لقد بلغت الوقاحة بإيران وميليشياتها أن فتحت مكاتب تجنيد علنية في بغداد، وربما القلق أيضاً من «عاصفة الحزم»، التي انطلقت من اليمن وباتوا يرونها مهددة لمشروعهم الطائفي، دفعهم إلى أن يزجّوا بمزيد من شباب العراق في صراع القرن بين مسلمين ومسلمين، لا بد أن هناك مكاتب مماثلة في أفغانستان وإيران نفسها. لا يجوز النظر إلى هؤلاء أنهم مجرد مرتزقة، إنهم عقائديون مؤمنون بقضية ومشروع، مرّوا بتدريب عسكري وإيماني، لا يهم أننا نرى قضيتهم ومشروعهم جملة مع الخرافات الغيبية، فبالنسبة لهم هي حقائق كافية…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
«كل الناس أتصور النخل، لا تسوين شي مثل باقي الناس، إذا بتصورين النخلة صوريها وخلي اللي يشوفها ما ينساها».. كلمات فطرية قالتها شيخة بنت زعل حفظها الله لابنتها عفراء، قبل أن تقيم أول معرض فوتوغرافي لها في 2008، علمها هذا الموقف كيف «تتميز» عن البقية. عفراء ابنة المنطقة الغربية، وبحكم العادات والتقاليد وقلة المرافق الترفيهية، عاشت وترعرعت بين بيئتين لا ثالثة لهما (البيت والمدرسة)، فأحبت الحرف والكلمة والكتاب، تقول عفراء: المكتبة كانت «عرابي» الأول، منها استمددت المعرفة وطرق النجاح. تكمل عفراء: اكتشفت في مراحل حياتي شغفي بالصحافة والتصوير، حتى إنني راسلت مجلة «ماجد» في حينها لأكون لها «مراسلة صحافية» من منطقتي. كبر هذا الحب، وودَّت دراسته، لكنها وجدت صعوبة في ذلك بحكم عدم وجود هذا التخصص في «الغربية»، فدرست مجبرة «الموارد البشرية»، فهل مات الحلم عند عفراء؟ بالتأكيد لا! في 2011 عرضت فكرة «مركز الجواء الثقافي» (الجواء هو الاسم القديم لمدينة ليوا) على الأستاذ محمد المبارك، رحب في البداية وطلب…
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
من ينظر إلى خريطة الشرق الأوسط الآن يشاهد الحرائق في معظم الدول العربية، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب والأردن، فمن العراق وسورية وليبيا وتونس ومصر واليمن، وصولاً إلى لبنان، تبدو الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية غير مستقرة، ناهيك عن الصومال الذي أصبح منسياً. فمنذ اندلاع الاحتجاجات في تونس عام 2010، وانتقالها إلى مصر وليبيا وسورية، والمنطقة العربية لم تستقر، بل تحولت إلى مناطق نزاع شبه دائم ومتنقل بين دوله المختلفة، وبدأت العديد من التنظيمات المسلحة تبرز في المنطقة، حتى إن بعضها سيطر على أجزاء كبيرة جداً من أراضي بعض الدول، كما فعل تنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وحركة الشباب في الصومال، لذلك أصبحت العديد من الدول تحت تهديد هذه المنظمات المسلحة، ناهيك عن التنظيمات الأخرى التي تنشئها بعض الحكومات مثل قوات الدفاع الوطني في سورية وقوات الحشد الشعبي في العراق، والتي تحمل أهدافاً وفكراً طائفياً أدى إلى تفتيت هذه الدول، ووقوع شعوبها بين رحمة المليشيات الطائفية التي ترعاها…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٩ مايو ٢٠١٥
تصاحب «عاصفة الحزم» وما تبعها من إعادة الأمل عاصفة أخرى هي العاصفة الإعلامية. تدور الحرب الأخيرة (الإعلامية) على عقل وعاطفة المتلقي العربي، وهي في كلياتها تدخل في ملف «الإعلام المضلل»، وهو واحد من الأسلحة التي كثيرا ما تستخدم في الصراعات للتشتيت والخداع، وقد زاد من شراسة الحرب تلك وجود وانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي من جهة، وضعف في الوعي لبعض المتلقين من جهة أخرى، أو قلة مناعة بعضهم في تمحيص ما يعرض عليهم من أخبار أو معلومات، وتظهر هذه الحرب الإعلامية على أشكال مختلفة، بعضها مفضوح يجانبه الذكاء والفطنة، والآخر مدمج إلى حد كبير في إطار شبه مقنع على طريقة «لا تقربوا الصلاة». ولعلي هنا أوصّف سبع ظواهر للادعاءات الملتبسة، التي تُظهر غير ما تبطن. أولا: إظهار المجهود الحربي والدبلوماسي والسياسي الحالي تجاه اليمن وكأنه يجري بدفع طائفي، خرافة الدفع الطائفي تقول بها إيران وثلة من محازبيها، والحقيقة أن كل المجهود موجه من أجل إنقاذ اليمن من احتلال إيراني، وهناك شواهد…