محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
السيد الرئيس نشكرك على شعورك الطيب تجاه منطقتنا، ولكنْ في ثقافتنا هناك مثل يقول إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الطيبة، كما أن هناك فرقا شاسعا بين «النشاط» و«الإنجاز»، وما تشهده المنطقة منذ سنوات لحقت وصولك إلى الحكم هو نشاط بعيد عن الإنجاز. فالمنطقة جهنم مشتعلة نارها حتى اليوم. بعد ستة أشهر سوف تبدأ عجلة الانتخابات عندكم في التدحرج، ففي يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن خلال بدء الانتخابات الأولية في هامبشاير، يبدأ العد التنازلي لعهدكم، وهذا يعني أنكم خلال سنة ونصف السنة من الآن ستكونون في التقاعد، الذي نتمنى أن يكون تقاعدا مريحا لكم. ما تتركونه للتاريخ من أفعال، وليس من أقوال، هو الذي سيبقى عنوان الحقيقة لمدة حكمكم التي امتدت لفترتين. في بداية حكمكم اعترفتم في خطاب القاهرة 2009 بأن هناك «توترا يشوب العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي»، وتتركون المنصب والتوتر أكثر حدة وفي أعلى مستوى، فقد أورثت سياستكم شعوبا تنزف تحت وطأة آلام بشرية غير مسبوقة إلا…
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
أعلنت هيئة السوق المالية منتصف حزيران (يونيو) المقبل موعداً لبدء تداول المؤسسات الأجنبية مباشرة في سوق الأسهم السعودية، على أن تصدر الهيئة اللائحة النهائية المنظمة لدخول الاستثمار الأجنبي في الرابع من أيار (مايو)، الذي يبدأ اليوم، وتكون نافذة ويعمل بها اعتباراً من الأول من يونيو 2015. بالتأكيد فتح السوق المالية للاستثمار الأجنبي خطوة مهمة في الطريق الصحيح لتحولها للتداول المؤسساتي وتقليل سيطرة التداول الفردي، الذي يشكل ما يزيد على 90 في المئة من حجم تعاملاتها اليوم، وما يتبعه وينشأ عنه من سلوك مضاربي غير مبرر، وظاهرة «سلوك القطيع» Herd behavior، وسيطرة عديمي الخبرة Noise Traders على مفاصل السوق بما يجعل «تطايرية» Volatility السوق مرتفعة، واستقرار أسعارها أمراً غير وارد. وسيطرة الاستثمار الفردي في المملكة ظاهرة سلبية، ومتجاوزة لحدود المنطق، ولا يمكن مقارنتها بأية سوق أخرى (في الهند يمثل التداول الفردي 34 في المئة، وفي أميركا اثنين في المئة فقط، تقرير جدوى - أبريل 2015). أيضاً فتح السوق للاستثمار الأجنبي سيرفع…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
في 15 شباط (فبراير) 1989 عبر قائد القوات السوفياتية بأفغانستان الجنرال بوريس غروموف على قدميه جسر الصداقة الفاصل بين أفغانستان وأوزبكستان السوفياتية آنذاك، ليكون آخر جندي روسي يغادر أفغانستان بعد غزو وحرب دامية استمرت عقداً كاملاً انتهى بهزيمة السوفيات ومؤذناً بتغيرات هائلة في بلاده والمنطقة. في أفغانستان كانت الأجواء احتفالية، بدا لهم أن جهادهم على وشك أن يكمل انتصاره، وأنها مسألة وقت وتسقط حكومة كابول الشيوعية التي تركها الروس مثخنة بالجراح وسط محيط شعبي يرفضها وثائر عليها، أجواء الانتصار امتدت إلى حلفاء المجاهدين الأفغان في الرياض وإسلام آباد، أيام وندخل جميعاً كابول نحتفل بالانتصار على تلك الدولة العظمى التي طالما هددتنا جميعاً. اجتمع قادة المجاهدين، وحولهم مئات الأفغان، قضاة وسياسيين، قادة ميدانيين، تجاراً ومهاجرين في روالبندي في أكبر «لويا جيركا» شهدها تاريخ أفغانستان، يحلمون ببناء أفغانستان جديدة قوامها الإسلام والحرية، كنت يومها واحداً بين عشرات الصحافيين الذين جذبهم هذا المنظر السينمائي، وكأنه من فيلم «لورانس العرب» الشهير، وخصوصاً لقطات اجتماع…
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
استقرار السعودية، ركن أساس في تحقيق الأمن العربي. هي عمود الخيمة، وهي الملاذ بفضل الله، بعد أن تأرجحت أوتاد الخيمة العربية بانحسار دور العراق وتعثر سورية وتأزم الأحوال في ليبيا واليمن وسواهما. إن الصورة العربية تبدو في منتهى السوء، ولكن التفاؤل بدأ يسود مع استعادة مصر لدورها، وانخراطها مع السعودية ودول الخليج العربي ضمن تحالف “عاصفة الحزم” التي وقفت بالمرصاد للمصيدة الفارسية التي تستشري في الوطن العربي المنهك بالخلافات بين أبناء الوطن الواحد. لقد كان قدر السعودية، باعتبارها بلد الحرمين الشريفين، أن تكون محط أفئدة وقلوب العرب والمسلمين. وهي كانت ولا تزال، تمارس دورها بمسؤولية وجسارة. وهذا حتما لا يعجب من في قلبه مرض، فيفجر في خصومته، ولكن هذا الفجور يرتد عليه. ولقد كانت القرارات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله -، منذ توليه أمانة الحكم، تستحضر روح المسؤولية تجاه الداخل والخارج. ومن هنا فقد أطلق خادم الحرمين عملية “إعادة الأمل” إلى اليمن، التي…
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
منذ أن خلق الله الدنيا وما عليها وكل شيء يتغير فيها ما عدا التغيير نفسه. ولذلك فالتغيير سنة الحياة وسمتها الأزلية، ومن لا يتغير فيها فقط هم الأموات لا غير. ومن أشنع مثالب الإنسان التي قد يقع فيها؛ عدم قدرته على التغيير، حيث يتشبث بصفة من صفات الأموات وهو بين الأحياء. لا تطور في الحياة دون تغيير، ولا تغيير دون تطور. إذا فالتغيير محمود بذاته، ومن أجل ذاته؛ حتى لو لم تتجلّ نتائجه للناس ساعة إحداث التغيير. وعلى هذا الأساس؛ فالتغييرات الجديدة التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، تعد مفتاحا للتطور والتقدم وضمان مكان لنا في المستقبل. إن الغالبية العظمى من الشعب السعودي، هم من الشباب والشابات. فمجتمعنا مجتمع شاب بامتياز؛ ولذلك فاختيار الملك سلمان، قيادات شابة، لتقود الدولة والمجتمع هو عين الصواب والحكمة. عندما تجتمع حكمة التجربة والدراية، بحيوية الشباب وطموحه؛ يكون غدنا بإذن الله آمنا، كما هو اليوم آمن. تولى الأمير سلمان…
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
بينما تقود السعودية حربًا تتاخم حدودها، حربًا تؤرق أي دولة في العالم، تواصل المملكة المستقرة ثباتها وتواصل استراتيجيتها في نقل الحكم إلى الجيل الثاني، بل والثالث. لا يهم ماذا يحدث خارج حدودها حتى ولو بلغت تلك الاضطرابات حروبًا وليس قلاقل فقط، فالجبهة الداخلية السعودية تثبت يومًا تلو آخر أنها أكثر ما تعوّل عليه الدولة؛ جبهة تتناغم في إيقاع متوازن كلما استدعت الحاجة لأن تتماسك بشكل أكثر قوة. هكذا كانت قرارات الدولة السعودية على مر تاريخها، وكذلك كانت القرارات التي أصدرها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان على رأسها تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد. لم تكن قرارات فجر أمس قرارات عادية أو روتينية، بل من نوعية القرارات التي لا تصدر إلا مرة كل بضعة عقود. يعيد الملك هيكلة الدولة وينظم عمل الحكومة. يعفي ولي العهد بناءً على طلبه. يعين ولي عهد وولي ولي عهد، ناهيك عن جملة من…
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نهاية هذا الأسبوع تؤكد حرص القيادة السعودية على قضايا متعددة مهمة للوطن في حاضره ومستقبله؛ فالتغيرات التي حدثت في قمة الهرم السياسي بتعيين الأميرين محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد تؤسس لمرحلة استقرار سياسي في عملية انتقال السلطة لفترة مستقبلية طويلة، وهذا في الحقيقة ما يحتاج إليه وطننا الذي يعيش مرحلة بناء من النواحي التنموية على صعد كثيرة، وقد شاهدنا في دول كثيرة أن مكتسبات الشعوب في تلك الدول تتعرض للدمار والفوضى؛ بسبب الصراعات السياسية وعدم مواكبة تلك الأنظمة السياسية لمتغيرات العصر أو لمطالب شعوبها المشروعة. القيادة الحكيمة في المملكة، تقرأ المستقبل بشكل واقعي، يجنبنا مثل هذه الصراعات التي قد لا تبقي ولا تذر من منجزاتنا الوطنية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وكما أكد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- أن الأصلح للحكم هو من يتمتع بالكفاءة في إدارة البلاد، أتى الملك سلمان…
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
تصر طهران على تكريس مبدأ خرق القرار الدولي الرقم 2216 المتعلق باليمن، وعدم الالتزام به. فهي تعتبره «بلا قيمة»، كما قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. وهي لن تمل من سعيها إلى نسفه لأنه يتبنى خريطة طريق لمعالجة الأزمة تنطلق من المبادرة الخليجية وشرعية عبد ربه منصور هادي. فمحاولتها إنزال طائرة قالت إنها مدنية محملة بـ «المساعدات الإنسانية» في مطار صنعاء واقتياد بحريتها سفينة ترفع علم جزر مارشال إلى الشواطئ الإيرانية، لمجرد أنها متعاقدة مع الجيش الأميركي على نقل معدات له، دليلان على ذلك مهما كانت التبريرات. في الحادثة الأولى أرادت خرق القرار لجهة حظره توريد السلاح وما يتصل به من معدات ومقاتلين أو خبراء إلى اليمن. وحتى لو لم تكن الطائرة تقل الممنوعات التي وردت في القرار، فإن الجانب الإيراني أراد تكريس مبدأ عدم الامتثال لتوقيت الهبوط، وللأذن المسبق، وللتفتيش في أحد مطارات دول تحالف «عاصفة الحزم» (السعودية)، للاستعاضة عنه بالتفتيش في مطار صنعاء الذي…
أكرم خوجةطالب إعلام في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠١٥
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مكوناً مهما من مكونات حياتنا الاجتماعية والأسرية لا يستطيع معظمنا - إن لم يكن جميعنا - الاستغناء عنها. وأدمنت جميع الفئات الاجتماعية تقريباً، بصورة أو بأخرى تلك الوسائل مثل "تويتر " و"فيسبوك" و"إنستقرام" وغيرها من التطبيقات التي يطلق عليها "اجتماعية" ولكنهم نسوا الاجتماعيات الحقيقية مثل تبادل الزيارات واللقاءات العائلية والأسرية، فأصبح كل فرد من أفراد الأسرة منهمكاً في ذلك العالم الافتراضي، مشغولاً بالتواصل مع أشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم، يرصد لهم أنشطته اليوميه، ويبدي آراءه في مختلف القضايا التي تهمه بالدرجة الأولى، حيث يعتبر الكثير من الناس هذه المواقع منبراً للتنفيس عن الضغوطات اليومية التي يتعرضون لها. وبسبب هذه المواقع، أصبح الفرد إنطوائياً منعزلاً عن المجتمع لايتواصل مع أسرته أو أقاربه. وإن تواصل معهم، يكون ذلك أيضاً عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وبسببها أيضاً غابت قواعد وأصول الحوار الجيد، وانتشر النقد الهدام، والسباب، والكثير من السلوكيات السلبية الأخرى التي تدخل في نطاق الشتيمة والخوض في أعراض الآخرين،…
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
قبل أسبوع تحدى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الجميع حول مؤتمر دولي لسوريا وأصر على دعوة إيران: «الأمم المتحدة وأنا بنفسي نملك كامل الحق في دعوة الجميع، بما في ذلك إيران». لماذا يا سعادة المبعوث الدولي تدعو إيران وهي ترفض مقررات لقاءي جنيف السابقين؟ يبرر حرصه على إيران بحجة أن لها تأثيرا في سوريا! ونحن نقول له ما دام أن الدعوات توزع بناء على التأثير، ربما على الأمم المتحدة أن تدعو كذلك «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين، فهذان التنظيمان يملكان من التأثير على الأرض أكثر من إيران وحلفائها! بعد كل هذه الأشهر من الانتظار منذ تعيينه في سبتمبر (أيلول) الماضي، قرر المبعوث الدولي أن يفرض إيران على السوريين في جنيف، إنما رياح الحرب على الأرض لا تسير كما يشتهي وإيران والأسد. فقد حقق الثوار هذه الأيام سلسلة انتصارات لم يُعرف مثلها منذ عامين تقريبا، حيث هُزمت قوات الأسد في إدلب، وجسر الشغور، ومعسكر معمل القرميد، وصار القتال على بعد أربعين كيلومترا…
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
بين ملايين البشر الذين عايشوا تجربة اصطراع الهويات في حياتهم، ثمة عدد ضئيل جدا حوّل هذه التجربة إلى مختبر للتفكير والتأمل العلمي والإبداعي. كان أمين معلوف واحدا من هذه الأقلية. ولد معلوف في جبل لبنان، وحين اندلعت الحرب الأهلية هاجر إلى فرنسا، حيث أصبح واحدا من أعلام الأدب فيها. «كثيرا ما سألني الناس: هل تشعر أنك فرنسي أم لبناني، وكنت أجيب: هذا وذاك». هكذا افتتح معلوف كتابه الشهير «الهويات القاتلة». لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد. بالنسبة لمفكر وأديب مثل معلوف، فالقضية تتجاوز وصف الذات أو تحديد المكان الاجتماعي، إلى التأمل العميق في معنى أن تكون اثنين في واحد، أو أن تنتمي لاثنين في آن واحد. ذلك أن الاثنين مجرد عنوان لسلسلة من التنوعات تختفي أحيانا تحت عباءة الثنائية المدعاة، لكنها تصارعها في أحيان أخرى. وجد معلوف صراعا كامنا في داخل عائلته، التي انقسمت بين من يتبع الديانة الكاثوليكية، ومن اختار نقيضها البروتستانتي، في ظرف الصراع الشديد بين الفريقين.…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
استلم هاتفي على نحو متكرر تسجيلاً مصوراً لمدرس في بلد عربي يصفع تلاميذ صغاراً من الأولاد والبنات، ما بين السادسة والسابعة من العمر، على وجوههم، ويضرب بعضهم بعصا في ساحة مدرسة. لقد بدا الأطفال الذين كانوا ينتظمون في صف طويل مستسلمين، ينتظرون دورهم لتلقي صفعة أو ضربة من العصا من يد هذا المدرس. وبدا هذا (أتردد في وصفه بالمدرس)، وقد شد قناع الجدية على وجهه بقسمات لا تلين، وهو يصفع الصغار والصغيرات واحداً تلو الآخر، وكأنه يفرغ شحنات غضب بداخله. وقبل حوالي شهور، تلقى هاتفي أيضاً، تسجيلاً قصيراً أيضاً لمدرسة في بلد من أميركا الجنوبية يصطف فيه المعلمون لتحية التلاميذ والتلميذات الصغار وهم يصلون إلى المدرسة صباحاً بطريقة «المخاشمة» الشائعة لدينا. ليس غرضي هنا أن أفتح نقاشاً أو مقارنةً بيننا وبينهم (على جاري العادة)، حول أفضل الوسائل في التربية وتنشئة الأطفال. لا ليس هذا غرضي، بل: «رصد اللبنات الأولى للفاشية في مجتمعاتنا». ما الذي يمكن أن يعنيه ذلك المشهد المقزز؟…