الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
من أكثر الملامح التي تفتقر إليها المتاجر في المملكة، هو وعيها بأهمية أن يكون العميل هو محركها الأول. فقد لاحظت خلال أسبوع واحد من التجوال في أسواق مدينة جدة، أن المبيعات هي المحرك الوحيد الذي تنتهجه معظمها، ابتداء من شركات الاتصالات مرورا بمحلات بيع الأجهزة الإلكترونية، وانتهاء بمحلات بيع الأدوات الصحية، فمن اللحظة التي تنتهي فيها عملية البيع تبدأ أزمة في عملية خدمات ما بعد البيع الموعودة. فمثلا تقوم إحدى شركات الاتصالات بالطلب بتسديد فاتورة متأخرة لرقم جوال، وذلك من أجل أن يتم إعادة الخدمة، إلا أنه بعد أن يتم السداد يتم اكتشاف أن الرقم لم يعد يظهر في نظام هذه الشركة ولا يمكن إعادة الخدمة، وبالتالي تبدأ عملية تقديم تظلم مضنية بهدف استعادة الرقم التائه في نظام هذه الشركة الكبيرة، ما يذكرنا بقصة عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة "يا تدفع يا نشيل العدة"! في جانب آخر، نجد أن الشركات الكبيرة المتخصصة في بيع الأثاث، تقوم بإغراء…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
العالم ينوء بالعنصرية. لا يمكن استثناء أي مجتمع. النظرة إلى الآخر بانتقاص بسبب اللون أو الجنس أو الخلفية العرقية أو الثقافية أو الدينية مسألة أفضت إلى سلسلة من الحروب والفتن. في القرن الماضي، كان المشهد السائد حروبا بشعة في إفريقيا وأوروبا بسبب العنصرية المرتبطة بالدين أو العرق. البوسنة والهرسك شاهد حي، على الجور الذي تعرضوا له، هذا الجور يزعم مرتكبوه أنه جاء ردا على إرث تاريخي أليم صنعه العثمانيون عندما سيطروا على البلقان. كانت محاكمات مجرمي الحرب في البوسنة عنوانا مهما، حاول العالم من خلاله أن يرمم ضميره المثقوب. وبالصدفة فقد استعادت ذاكرة العالم خلال الأيام الماضية عملية الإفناء الممنهج لنحو مليون ونصف المليون من الأرمن، تلك جريمة ارتكبتها تركيا، وهي لا تزال ترفض الاعتذار عنها. ونحن في عالمنا العربي نشهد أكبر جريمة عنصرية في العصر الحديث، تمثلت في إقصاء الشعب الفلسطيني عن وطنه، وتحويله إلى مجرد هامش يرى أرضه يحتلها غرباء قادمون من كل مكان، بينما هو لا يكاد…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
إحدى أشهر الناشطات الكويتيات في مواقع التواصل الاجتماعي، فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً، قالت وبكل صراحة: «لا توجد قدوة حقيقية للجيل القادم في مواقع التواصل الاجتماعي، أنا مثلاً لديّ عدد من المتابعين قريب من المليون، لكني لا يمكن أن أكون قدوة، فأنا تعلمت من والدي حب القراءة، وتعلمت وتثقفت وقرأت لكتّاب كبار، ولذا أشعر اليوم بغصةٍ وأنا أرى الشباب والجيل المقبل ترك القراءة، وترك الكتاب، وترك كبار الكتّاب، ويركض لاهثاً وراء نماذج هي في الغالب سطحية، ولا يمكن أن تشكل له قدوة!». كلام منطقي جميل، وغيره كثير قاله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في جلسة ثرية ومميزة، ضمن جلسات الملتقى الإعلامي العربي، الذي كان موفقاً للغاية في طرح موضوعات النقاش واختيار الشخصيات المتحدثة، وجاءت جلسة «المسؤولية الأخلاقية في التواصل الاجتماعي» لتطرح أسئلة وأجوبة، وتجارب مهمة جداً كان أبطالها هم شخصيات مشهورة جداً على مواقع التواصل، وهم اليوم يحذرون من سلبيات هذه المواقع على ثقافة وأخلاقيات الجيل المقبل! دكتورة كويتية…
الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥
يدخل شخص المقهى فيسبب نوعاً من الضجيج الداخلي، وملامح الحزن تبدو واضحة على تعابير وجه خالد، ليفاجأ الجميع بأن من دخل المكان، هو صديقه السابق. أصبح وجود هذا الصديق يدق القلق والارتباك لدى خالد في كل مرة يصادفه فيها، لأن وجوده يذكره بماض مؤلم، اضطر فيه أن يمثل دور الضحية طوعاً وكرهاً. لقد كان هذا الصديق مصدر إحباط ومحاربة لنجاحه، ما جعل علاقته معه تضمحل شيئاً فشيئاً، فلم يعد يجالسه، كما كان في الماضي، فرصاصته المحبطة التي هوت به يوماً إلى الأرض صريعاً، كانت كفيلة أن تدق ناقوس الوداع، ليعلن نهاية هذه الصداقة. عند إعادة النظر بسلوكيات وأصناف بعض الأصدقاء من حولنا، نجد أن وجودهم مصدر هموم وإزعاج، ولكن البعض يستمر في هذه العلاقة، خشية أن يتم جرحهم لعدم معرفة كيفية إبعادهم أو لعدم الرغبة في الشعور بالوحدة لقلة الأصدقاء، فتستمر العلاقة معهم، بالرغم من الجهد البدني والنفسي اللذين يسببانه. في عالم الصداقة، لا بد من مواجهة بعض الأصناف في…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥
يدفع اليمنيون البسطاء وحدهم أثمانا باهظة لتسديد فواتير جشع ورغبات سياسييهم شمالا وجنوبا، وتتوالى عليهم مشاهد القتل والدمار التي شملت كل بيت في اليمن، وما الحرب الدائرة الآن والموت المستمر إلا نتيجة حتمية لممارسات أدعياء الوطنية وأنانيتهم، وتتكرر الحروب شمالا وجنوبا، وتتناثر جثث الضحايا أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا، ويحل الحزن والغضب في كل بيت، وبعدها يعودون إلى هدنة يتناسون فيها ما حل بهم وبديارهم، لكنهم هذه المرة سيصحون على فاجعة لم يسبق أن شهدتها أرضهم. كانت الحروب الداخلية السابقة، وما أكثرها، تنتهي باتفاقات تتحدث عن جروح الماضي، وتمعن التنظير في مشكلات الحاضر، وترسم خطط المستقبل بأحلام لا تمت إلى الواقع المجرد من العواطف، فتكون بذرة الحرب التالية قد سكنت أحشاء الاتفاق الأخير، ولعل أفضح الأمثلة هو ما جرى في ردهات «موفنبيك» خلال عام كامل، استنزف خلاله المشاركون المال والوقت والجهد ليخرجوا على اليمنيين بوثيقة بدت تهيئة للحرب الدائرة اليوم التي تلتهم آمال اليمنيين في مستقبل أقل دمارا وتعاسة. اليوم، يتبارى…
الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥
هناك تنظيمات سلفية جهادية مثل تنظيم الدولة (داعش) تتبنى نهج التكفير، وتعلن ذلك جهاراً نهاراً في حق المخالفين لها، سنة وشيعة. هذا بات معروفاً. ما ليس معروفاً تماماً هو ادعاء إيران أنها تحارب هؤلاء التكفيريين، ومعها يردد الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، أن حزبه منخرط في الحرب ذاتها. السؤال: ماذا لو أن الذي يدعي محاربة التكفيريين هو تكفيري أيضاً، وربما أشد وأغلظ في نهجه التكفيري، ويدير الحرب بآلية التفكير ذاتها؟ إيران وأذرعها، مثل نصر الله، تريد إقناع الرأي العام بعكس ذلك، لكن كل المعطيات المتوافرة تؤكد أنه إلى جانب تنظيمات السلفية الجهادية وغيرها من التنظيمات السنية، هناك في المقابل في ساحات الصراع ذاتها، مثل العراق وسورية ولبنان، تنظيمات شيعية، وكل منها يواجه الآخر من منطلقات مذهبية. ومن المعطيات أيضاً أن الدولة الإيرانية هي التي تتبنى الميليشيات الشيعية رسمياً، توجهها عقائدياً، وتديرها سياسياً، وتمولها مالياً، وتمدها وتدربها عسكرياً. وإذا كانت المذهبية والاصطفاف المذهبي الناجم عنها، إنما يعبران…
الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥
مات متأثرًا بجراحه، واحد من أسوأ الوجوه السورية التي ظهرت في العشرين سنة الماضية. اللواء رستم غزالة، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري. وهو مثل كثيرين سبقوه، نادرًا ما نسمع عن وفاة طبيعية لقيادات النظام، فقد قتل غازي كنعان، الذي سبق غزالة في المنصب، وزعمت الحكومة السورية أنه انتحر، وقبل عامين قتل جامع جامع رئيس الأمن العسكري أحد المتهمين بقتل رفيق الحريري، أيضا. سوريا الدولة الوحيدة في العالم التي يختفي فيها المسؤولون، بدعوى الانتحار، أو في ظروف غامضة. وفي حال اللواء غزالة فإن معظم الروايات، بما فيها شبه الرسمية، تجمع على أنه قتل بالضرب المبرح. وروجت مصادر مختلفة للحكومة روايات متناقضة، أكثرها مدعاة للسخرية أنه تعرض للضرب المميت بسبب خلافه مع مسؤول أمن عسكري آخر، رفيق شحاتة، لأنه أصر على المشاركة في القتال في بلدته درعا ضد «الإرهابيين». لا أدري إن كان يوجد مغفلون لهذه الدرجة أن يصدقوا مثل هذه الرواية، الاقتتال على البطولة والوطنية. والأكثر سخرية، أن…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
أول ما يجب علينا فعله هو الابتعاد عن التركيز على الذيل إلى التركيز على الرأس. الذيل هنا يمثله المدافعون العرب عن المشروع الإيراني الذين باعوا أنفسهم له، لأنه يحقق لهم شيئا من الزعامة، وشيئا من رغد العيش، ويصيب أوطانهم بخلل بالغ العمق وطويل التأثير. أعجبني كثيرا تعبير من أحد الكتاب اللبنانيين، الذي وصف تلك الزعامات بتعبير لبناني، فهم بالنسبة إليه ليس أكثر من «دُكانجية». مناقشة «الدُكانجية» عبث ما بعده عبث، لأن المهم هو «مُورد البضاعة»، وهو الذي لم يستطع أن يبيعها في الداخل الإيراني لدى الشعوب الإيرانية، فأراد تسويقها من خلال الدُكانجية وهي بضاعة فاسدة انتهت صلاحيتها. إيران اليوم بجميع قومياتها تحت وطأة قيادة أقل ما يمكن توصيفها به أنها فاقدة الإدراك لما يدور حولها أو ما يحدث في العالم. سلمت الشعوب الإيرانية للفقر والحاجة والمخدرات، وأفقدت تلك الشعوب حتى الحد الأدنى من الحريات. قادة المؤسسة الدينية مع قادة المؤسسة العسكرية، مع يساريين سابقين خبروا العيش والعمل أيام الشاه وبعده…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
وسط رمال جبل علي، هناك منطقة متطرفة نوعاً ما، بعيدة نسبياً عن أي عمران، هناك في خيمة مؤقتة، استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع مجموعة من كبار رجال الأعمال في الدولة، الخطوات التنفيذية لتنظيم «إكسبو 2020»، وذلك خلال حفل نظمته اللجنة العليا الوطنية المنظمة لـ«إكسبو 2020»، بالموقع الرئيس للحدث في جبل علي. منطقة شاسعة لا يكاد يرى الإنسان فيها سوى رمال الصحراء في كل اتجاه، وهذا ما أجبنا به سؤال الشيخ محمد، عندما أشار إلى المنطقة، ونظر إلينا قائلاً: «ماذا ترون؟»، لكنه عقّب على ذلك، وقال: «أنتم ترونها صحراء، وأنا أراها جنة خضراء، وأراها محاطة بالمباني الحديثة، العامرة بالبشر من كل الأجناس، أراها بعين المستقبل كما رأيت دبي في الماضي مدينة عالمية وهي صحراء، وترونها أنتم اليوم كذلك». إنه الإبداع، وهو الخيال الذي ينتهي بواقع، وهي رؤية بعيدة الأمد تتجاوز الزمان والمكان، إنه التفوق على المستحيل، وصُنع المستقبل،…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
ليس هناك أدنى شك بأن هدف أي عملية عسكرية هو الحل السياسي للمشكلة، أو الأزمة التي اندلع النزاع المسلح من أجلها، وهذا معروف في السياسة الدولية، بأن العمل العسكري لا بد من أن يخدم الأهداف السياسية ويحققها وينتهي بحل سياسي، لذلك ما قامت به قيادة التحالف العربي من خلال عاصفة الحزم هو لتحقيق أهداف وضعت لتلك العملية، ويبدو أن قيادة التحالف قدرت أن هذه الأهداف التي وضعتها تحققت، وبدأ الانتقال من مرحلة عاصفة الحزم إلى مرحلة إعادة الأمل، إذ أعلنت بشكل رسمي وعبر المتحدث الرسمي للعاصفة العميد أحمد عسيري انتهاء العملية العسكرية، التي استمرت 27 يوماً، بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والذي كان قرار بدء «عاصفة الحزم» جاء بناءً على طلبه أيضاً؛ من أجل حماية الشرعية في اليمن، بعد سيطرة جماعة الحوثي وقوات علي عبدالله صالح على السلطة في صنعاء، وملاحقته في عدن، كما أضاف المتحدث الرسمي أن قرار انتهاء عاصفة الحزم جاء كذلك بعد القضاء…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
قال تعالى: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم". تنفيذا لأمر الله فقد أعدت حكومتنا الرشيدة لعدو الله وعدونا جنودا بواسل، لا يهابون الموت ويفدون بأرواحهم تراب هذه الأرض ومن عليها، تركوا أبناءهم وزوجاتهم ومنازلهم ليجابهوا العدو وجها لوجه في الحدود الجنوبية، لا يأبهون بعدوهم أكثر ما يشغلهم ابتعادهم عن أبنائهم وأسرهم. في هذه الأزمة وجب علينا أن نقف معهم بكل ما أوتينا من استطاعة وقدرة، نضحي لهم كما ضحوا لنا، ندعمهم كما دعموا أعمدة هذا الوطن وحموه. ومن هنا أدعم الفكرة المتداولة بين الناس التي تشير إلى مساندتهم من باب تسريع إنهاء الدراسة لهذه السنة، ولنرسل لبواسلنا رسالة اطمئنان على ذويهم الطلاب، فنسبة كبيرة جدا من الجنود المرابطين لهم أبناء وبنات في مختلف مراحل الدراسة، وخبر مفرح باقتراب إجازتهم سيدعم نفسية الجنود، فكثير منهم ستتوجه عائلته إلى أقاربهم في القرى وبقية أخرى كطلاب المرحلة الثانوية سيتفرغون لأمهاتهم وأخواتهم وإخوانهم الصغار. يا دكتور…
السبت ٢٥ أبريل ٢٠١٥
يسألني: هل نستطيع إكمال ورشة بنائنا التنموية الهائلة بسعر نفط ما بين الخمسين والستين؟ قلت له: لست خبيرا بعوالم الاقتصاد ولكنني سأرد واثقا: نعم ويمكننا هذا بشرط جوهري أن نبدأ حرب أفكار البناء والتنمية وأن نقبر للأبد فكرة المجتمع "الرعوي" الذي لا يعرف الرضاعة سوى من ثدي الحكومة. لدينا اليوم قاعدة وزارية شابة يحملون أفكارا عصرية، ولكنهم بحاجة ماسة إلى "تحطيم" السقف المتماسك من نوابهم ووكلائهم ومديري عمومهم من "المحنطين" الذين عاشوا لعقود في الوزارات ذاتها على ترقيات نظام الخدمة المدنية ونظريات الإدارة العامة وروتين الأنظمة والأوامر. نحن بحاجة إلى جيش جديد في جهازنا التنفيذي العالي يأتي إلينا من عالم "إدارة الأعمال" وقلب "البيزنس". خذوا هذه الأمثلة: يذهب 30% من هذا الشعب للعلاج في المشافي الخاصة وقد لا يعلم الكثر أن أكثر من 70% من هذه النسبة يدفعون الفواتير إما عبر وزارة الصحة أو عن طريق شركات التأمين. تقول ثورة الأفكار أيضا إن بناء مستشفى حكومي جديد بـ"500" سرير يحتاج…