آراء

علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

السعودية ومصر

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

ظلت العلاقة المتماسكة بين السعودية ومصر تقاوم محاولات "التأزيم" التي شنتها دول وجماعات مختلفة على مدى سنين طويلة. لعل أهم أسباب استمرار العلاقة المصيرية بين البلدين هو الاتفاق الأساسي على أن مصالح الدولتين ومواطنيهما وحمايتهم من المخاطر سواء فكرية أو محسوسة هو الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه العلاقة القويمة. في بداية الثورة، حذرت المملكة ونبهت وحاولت أن تفهم الجميع أن بقاء الرئيس حسني مبارك مؤقت، وأن خروجه من "القصر" لا بد أن يسبقه ترتيب للأمور وإعادة تنظيم لإدارة البلاد، وأن استباق ذلك سيؤدي للدخول في نفق يفقد مصر قدرا كبيرا من وزنها السياسي، والفرص الاستثمارية، بل سيؤثر في اقتصاد البلاد. لكن أحدا لم يكن مستعدا للسماع أو الاتباع أو البوح بقناعاته، فدارت عجلة الأحداث سريعا، وأوصلتنا إلى حالة من الفصام في الشارع وفساد كبير سواء في المجال الأمني أو السياسي أو الاقتصادي بفعل من استغلوا الثورة لتحقيق مصالح ضيقة. عندما هاجمت مجموعة "مسيسة" السفارة السعودية في مصر، وثار البعض…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

ابنة نيوتن

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

عندما تسلم رئيس دار نشر بلومزبري مسودة رواية هاري بوتر الأولى لم يكلف نفسه عناء قراءة جملة واحدة منها. فور أن حصل عليها وضعها على طاولة مكتبه وفوقها مفاتيح سيارته، حتى يتذكرها عندما يغادر المكتب ويحملها معه إلى المنزل. حينما وصل إلى منزله دعا ابنته، أليس (ثماني سنوات) لقراءتها. بعد مرور ساعات عدة اندفعت ابنته نحوه قائلة: "أرجوك، أعطني بقية الرواية". هنا أدرك نايجل نيوتن، رئيس دار نشر بلومزبري، أنه أمام عمل مثير للأطفال. فوافق بلا تردد على نشره رغم أنه يعلم أن هذا العمل رُفض من أكثر من دار نشر منافسة. لقد تخلى نيوتن بسبب هذا العمل عن قناعته بأن تكون داره متخصصة في الروايات الواقعية والأعمال الوثائقية. فتح أبواب داره، التي أُُُُسست عام 1986، لكتب الأطفال والروايات الخيالية إيمانا منه بأهمية العمل مهما كان جنسه وصنفه الأدبي. نجحت هذه السلسلة الروائية للكاتبة جي كي رولينج نجاحا باهرا في كل أرجاء المعمورة، وحققت لمؤلفتها المغمورة ثروة تقدر بأكثر من…

محمد السلمي
محمد السلمي
كاتب سعودي متخصص في الشؤون الإيرانية

الملك سلمان ومستقبل العلاقات السعودية – الإيرانية

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

مثل بقية دول العالم، تفاعلت إيران مع نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما تفاعلت أيضاً مع وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سُدة الحكم في السعودية. هذا التفاعل برز من خلال عدة برقيات تعزية وتهنئة للسعودية قيادة وشعباً. فقد قدم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تعازيه في وفاة الملك عبدالله، كما هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبايعته ملكاً جديداً للمملكة العربية السعودية. وبحسب "إيرنا"، فقد أعرب الرئيس روحاني في رسالته عن أمله بمزيد من تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك نظراً إلى الأواصر الدينية والتاريخية بين إيران والسعودية، كما نعت وزارة الخارجية الإيرانية الملك الراحل وتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرياض لتقديم التعازي للأسرة السعودية المالكة. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإيراني للمملكة العربية السعودية. من جانب آخر، وجه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني رسالة للملك سلمان،…

د. عبدالله المدني
د. عبدالله المدني
أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين

رائد النهضة التعليمية وحركة التنوير في الكويت

الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥

انتقل إلى جوار ربه في مستشفى الصباح في التاسع من يونيو 1996 وتمّ دفنه في مقبرة الصليبيخات، ومنذ ذلك اليوم الحزين وذكرى وفاته السنوية تمر دون أنْ يتذكره أحد ــ بمن فيهم تلامذته ورفاقه الأحياء ــ بمقال أو كلمة، وكأنه لم يكن يوما شاغل دنيا الأدب والثقافة والدبلوماسية في الكويت، وحامل شعلة التنوير والتعليم فيها، هو الذي عاش ماضي بلده وحاضره، وعاصر حقبة ما قبل الاستقلال وبعدها، وكان فيها مواطنا مشهودا له بالوطنية والاخلاص، ومعلما فاضلا، وأديبا لايشق له غبار، وسفيرا ذا حضور وأفضال ومواقف، ووزيرا وقياديا لم تؤلف حكومة في الكويت المستقلة إلا وكان ضمن تشكيلتها بحسب ما كتبه عنه الاستاذ يوسف شهاب صاحب كتاب «من قديم الكويت» الذي وصفه بصاحب «السيرة العطرة» و «الانجازات الحافلة». شخصيا كنت دائم التساؤل عن جذوره منذ سنوات الصبا حينما كنت أفتش في الصحف لإختيار بعض الأخبار للإذاعة المدرسية. فكلما وقعت عيناي على صورته ضمن تشيكلة الحكومات الكويتية الأولى في حقبة ما بعد…

خالد الفريان
خالد الفريان
كاتب سعودي

متى يكون الاقتصاد السعودي «متيناً»؟

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

بدأت المملكة خلال السنوات الماضية، عدة برامج إصلاحية ومشاريع تنموية، في غاية الأهمية، وحققت نجاحات في عدة مسارات، وحدث نمو اقتصادي كبير مع ارتفاعات قياسية في العديد من المؤشرات الاقتصادية، ومن ذلك الارتفاع اللافت في الناتج المحلي الإجمالي، مع تناقص حجم الدين العام، وزيادة احتياطات الدولة بنسب قياسية، قد لا تكون حدثت في أي دولة في العالم. وفي ذات الوقت هناك بعض المسارات كان العمل يتم فيها ببطء شديد، مع وجود تحديات كبيرة، تستوجب قرارات تنموية شجاعة على المستوى الوطني، وبخاصة فيما يتعلق بهدفين تكرر ذكرهما في خطط التنمية منذ 45 سنة، وهما تخفيف الاعتماد على النفط، والتنمية الإقليمية المتوازنة، وقد انتهت الخطة التاسعة الشهر الماضي، ولم يتحقق بعد هذين الهدفين بالشكل المأمول. لتحقيق هذه الهدفين وغيرها من الأهداف التنموية والاقتصادية فإنه من المؤمل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، القيام بالعديد من الخطوات وتنسيق الجهود المتناثرة حاليا لتبني سياسات فعالة وشاملة تقوم كافة أجهزة الدول بتنفيذها بجدية كل فيما يخصه…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

عشر سنوات على اغتياله الحريري

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

لو سألنا اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، ماذا لو عاد به الزمن إلى الوراء، هل كان سيرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو يشارك فيها؟ في مثل هذه الأيام، وقبل عشر سنوات، قُتل الحريري. كانت جريمة سياسية هزت المنطقة، وعلامة تاريخية فارقة. قلبت المعادلات، وسالت بعدها، وبسببها، أنهار من الدماء، ولا تزال تصبغ تراب لبنان وسوريا. لا أدري ما رأي الرئيس السوري، لكن صولجانه وحكمه تغيرا كثيرا، فهل كان اغتيال الحريري مجرد نزوة شاب صعد على كرسي الحكم، يرفض أن يسمع كلمة «لا» من أحد، أم أنه مشروع إيراني سوري مع حزب الله، قرروا فيه التخلص من الزعامات المنافسة ولجم الخصوم؟ لا أستطيع أن أجزم إن كانت نزوة أم مشروع هيمنة، لولا أن سلسلة الاغتيالات التي تلت قتل الحريري توحي بأن الأسد، مع حزب الله، كانا يعملان ضمن مشروع لتصفية المعسكر الآخر، وربما حكم لبنان. إلا أنه في المسألة اللبنانية، تبقى الفئوية والطائفية والقوى المتصارعة، غير قابلة للترويض التام، ومتقلبة الولاءات…

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
كاتبة و إعلامية

بخصوص قناة «العرب»

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

قناة العرب لم تكن مشروعاً إعلامياً أو مشروعاً استثمارياً حتى نتباكى على خسائر الإعلام والاستثمار فيها حين تقرر وقف بثها، قناة العرب كانت أداة لمشروع سياسي صرف يخدم طموح صاحبهـا ومشروعــه السياســي بالدرجــة الأولــى، ووجدت مملكة البحرين نفسها «فجأة» بأنها ستكون مقراً لهذا المشروع الخاص جداً والطموح جداً تتحمل مع صاحبه تبعاته الخطيرة دون أن تستشار ودون أن يكون لها صالح فيه، فقررت أن تقطع العرق من بدايته وتغلق هذا الباب الذي سيأتي منه الريح عاصفاً لا يبقي ولا يذر، هكذا علينا أن ننظر إلى قرار وقف القناة ونكف عن هذا الجدل العبثي الذي نضحك فيه على بعضنا البعض ونستغفل فيه العقول، علينا إيقاف لعبة التذاكي السمجة والمكشوفة التي تضع قرار الوقف في ساحة الاستثمار أو ساحة الإعلام، لنسم الأشياء بأسمائها، القناة كانت مشروعاً سياسياً صرفاً ولا علاقة له لا بالإعلام ولا بالاستثمار. بداية لا ننكر على صاحب القناة الذي نكن له كل التقدير والاحترام حقه المشروع في أن يكون…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

قمة الابتكار والازدهار والانتصار..

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

هي قمة حقيقية، ليست فقط في موضوعها المتخصص في تطوير الخدمات الحكومية، بل هي قمة في كل شيء، في الإبداع، والتحفيز، والولاء، وحب الوطن، هي قمة الهمم والابتكار، وقمة في القامات التي تحدثت فيها، وقمة في إعطاء الدروس والعبر لكل من أراد السير في طريق المجد والرفعة، وقمة في تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات ورسم مستقبل أفضل. القمة الحكومية التي اختتمت أعمالها أمس، ولدت كبيرة قبل ثلاث سنوات، وهي تزداد ضخامة وأهمية وابتكاراً عاماً بعد عام، هي في حد ذاتها قصة نجاح كبيرة، إذ أصبحت في ظرف هذه المدة القصيرة أحد أهم الأحداث والفعاليات التي تستضيفها الدولة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، من جهة المتحدثين والحضور والمبادرات التي تطلقها، واستطاعت القمة هذا العام أن تتحول إلى قمة عالمية بمعنى الكلمة بعد أن حظيت بمشاركة أربعة شركاء رئيسين هم: الأمم المتحدة، والمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية، كما حظيت بمشاركة فاعلة من بان كي مون الأمين العام للأمم…

د. محمد العسومي
د. محمد العسومي
كاتب إماراتي

الاستثمارات وقائمة الإرهاب الإماراتية

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

استحوذت قائمة المنظمات الإرهابية التي أعلنتها دولة الإمارات العام الماضي، والتي ضمت أكثر من 80 منظمة، على اهتمام إقليمي وعالمي كبيرين عكسا مدى الأهمية التي أضحت تحتلها الإمارات في العلاقات الدولية، إذ جاءت متقاربة مع القائمتين المعتمدتين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى الجوانب السياسية والأمنية، فإن لهذه القوائم الثلاث جوانب اقتصادية لا تقل أهمية، إذ لا توجد دول أو مؤسسات يمكنها أن تستغني في عالم اليوم عن التعاملات المالية والتجارية المترابطة والمعولمة، حيث تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً في هذه التعاملات. ومن هنا جاء الاهتمام الدولي بالقائمة المعلنة، وبالأخص من تلك المنظمات التي أدرجت فيها، حيث أتاحت الدولة إمكانية التظلم من خلال القضاء المحلي، مما دفع ببعض المنظمات الأميركية لطلب إعادة النظر في إدراجها، وكذلك فعلت بعض الجهات العربية، كالمنظمات العراقية. ونظراً للتقدم الذي حققته الدولة والفرص الكبيرة التي تتيحها للاستثمارات الأجنبية أضحى من الصعب الاستغناء عن السوق الإماراتي والخدمات الراقية التي تقدمها، فالبيانات تشير إلى أن دولة…

د. توفيق السيف
د. توفيق السيف
باحث سعودي

شفاء الصدور

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

تمنيت لو لم يوقع الملك عبد الله الثاني امر اعدام عضوي القاعدة ، ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي ، الاسبوع الماضي. من حيث المبدأ ادعو لالغاء حكم الاعدام نهائيا في العالم كله. ولهذا أعارض اي حكم بالقتل لأي سبب او مبرر. لكن هذا ليس موضوع المقالة. صدر حكم الاعدام على الريشاوي والكربولي في 2006. تنفيذ الحكم بعد ثمان سنين من التعليق كان انعكاسا لمشاعر الغضب التي اجتاحت الاردن عقب القتل الشنيع للطيار الاسير معاذ الكساسبة. وربما استهدف ايضا لفت نظر الجماعات الارهابية الى امكانية اعدام آخرين فيما لو كرر احد جريمة «داعش». بدل تنفيذ حكم الاعدام ، تمنيت لو اقتصر الرد الاردني على مواجهة القتلة في الميدان ، مثلما ما فعلت حين كثفت هجماتها الجوية على قواعد «داعش». تعلم الحكومة الاردنية أن اعدام سجين قديم لا يؤثر سياسيا او معنويا على الجماعات الارهابية ، التي اعتادت ارسال اعضائها للانتحار فيما يستحق وما لا يستحق. ولهذا ارجح ان يكون هدف قرار الاعدام…

عماد المديفر
عماد المديفر
كاتب سعودي

تحذيرات المملكة.. ومأساة «معاذ»

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

لم أنم تلك الليلة التي شاهدت فيها "الفيلم" الموثق لعملية إحراق أخينا الضابط طيار/ معاذ الكساسبة – يرحمه الله -، ليس رعبا، فمعروف عنا نحن العرب، والمسلمين، والسعوديين خاصة، الشجاعة والإقدام، أبا عن جد، في سبيل الدين والمليك والوطن، بل لخبرتي الفنية، اتضح لي بجلاء، أن الموضوع أكبر من مجرد تنظيم إرهابي، فهذا الفيلم ذي الثلاثين دقيقة، أنتجته "داعش" باحترافية فنية عالية، وبكاميرات عالية الجودة (HD)، ومدير تصوير ضليع، ومصورين متمكنين، وفنيي إضاءة وصوت متمرسين، وقبل ذلك كله، مخرج خبير، يعرف ماذا يريد، ويمتلك حسا حرفيا عاليا، كان موجودا معهم في الميدان، وأشرف على موقع التصوير بشخصه، ولربما هو من رسم سيناريو التنفيذ الوحشي، الموغل بالسادية، إلا أنه مليء بالرمزية الخطيرة جدا، وهي رمزية مقصودة دون شك. لم يكن هذا "الفيلم" مجرد مقطع لفيديو تصوره جماعة إرهابية، أو تنظيم إرهابي، أو عناصر إرهابية مقاتلة، لعملياتها الشيطانية، حيث تتصف مثل هذه المقاطع بالارتجال والتلقائية ورداءة الجودة، بل كان "فيلما احترافيا" معدا…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

من أين جاء «داعش» بكل هذه الوحشية؟

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

في تفسير وحشية داعش، ذهب غالبية من الكتاب والمعلقين العرب إلى النبش في التاريخ العربي الإسلامي بحثاً عما يعتبرونه جذوراً لوحشية «داعش». ليسوا مخطئين بالمطلق، لكن أن يقدم هذا التفسير على أنه الوحيد، فإن أصحابه يقترفون نفس الخطأ الذي تقترفه «داعش» نفسها ومؤيدوها ورجال الدين المصابون بالتأتأة واللعثمة وأجيال من العرب والمسلمين، خطأ الخلط بين «التاريخ» و«الدين». فالمشكلة الجوهرية الكبرى التي توقع العرب والمسلمين في معضلة أقرب للانفصام هي الخلط المستمر بين «وقائع التاريخ» وبين «مبادئ الدين». يعود جزء كبير من هذا الخلل إلى «القداسة» التي يضفيها الخطاب الديني الرسمي وغير الرسمي (الرائج حتى اليوم) على كل ما يتعلق بالماضي وشخوصه الى الحد الذي يتماهى فيه التاريخ بالدين بشكل جعل من السهل تحويل وقائع التاريخ الى جزء من الدين. خطاب لا يتعامل بعقلانية مع التاريخ على اعتبار انه من صنع واجتهاد البشر بل يضفي عليه وعلى شخوصه قداسة تنفي التعامل العقلاني مع الشخوص والوقائع التاريخية وتقف سداً منيعاً أمام اي…