الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
استبشر الناس - كل الناس - بالأوامر الملكية الأخيرة التي أمر بها قائدنا التاريخي، وزعيمنا الفذ، ورائدنا في الإصلاح والتطوير، خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - والمتعلقة بتعيين جملة من الوزراء (الأكفياء) - من الكفاءة - (والأكْفاء) - بسكون الكاف، وليس بكسرها: جمع كفء -. المهتمون باللغة يقولون إن كلمة (وزير) مشتقة من (الوزر) - الحمل الثقيل -، وبعضهم يقول إنها مشتقة من (الإزر) - الظهر -، وبعضهم يقول إن معناها (الملجأ) للجوء كل من الحاكم والمحكوم إلى الوزير في تدبير الأمور.. يقول المؤرخ الموصلي: محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي، من أعيان القرن السابع الهجري، في كتابه الشهير (الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية) - ج 1، ص: 56 -: "الوزارة لم تتمهد قواعدها وتتقرر قوانينها إلا في دولة بني العباس، فأما قبل ذلك فلم تكن مقننة القواعد، ولا مقررة القوانين، بل كان لكل واحد من الملوك أتباع وحاشية فإذا حدث أمر استشار بذوي الحجا…
تركي الدخيلسفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠١٤
شكلت شخصية المفكر السعودي الدكتور عبدالله الغذامي قصة بحد ذاتها، فهو الذي ارتبط اسمه بالحداثة في السعودية، فكان الهجوم عليه كبيرا في الثمانينات، وذلك على أثر أطروحاته حول التشريحية والبنيوية وسواها من الأنماط الحداثية التي كانت سائدة في أوروبا والعالم. أسهم الغذامي مع آخرين في التأسيس للحداثة الأدبية بالسعودية، وقوبل هذا التجديد بالهجوم الكاسح من التيارات الصحوية المعادية لأي تغيير، بل وصل الهجوم حد التكفير والتحريض والعداء. بقي الغذامي أمينا لأطروحاته رغم تمايزه بين الفترة والأخرى. قد تختلف أو تتفق معه في العديد من الأطروحات، لكنك لا تملك إلا أن تقدره وتكبره، فهو شخص على خلقٍ رفيع، كما أنه ساهم في إنتاج الكثير من الأفكار، متجاوزا دور المثقف الكسول أو الأكاديمي الخامل، كما أن الغذامي فوق ذلك محاور من الطراز الأول، مناور بأسلوب فاعل، وهو لا يجد غضاضة في التراجع أو الاعتذار. أجرى الدكتور، قبل أيام، عملية جعلت من تلامذته وقرائه وعشاق كلمته يقلقون عليه، غير أنه طمأن الجميع بأنه…
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
صدر خلال الأسبوع الماضي تقريراً عن أساليب الاستجواب والاعتقال التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية بعد أحداث 11سبتمبر. التقرير الذي أعدته إحدى لجان مجلس الشيوخ الأميركي يكشف في صفحاته التي تقارب 500 صفحة عنف وكالة المخابرات الأميركية، ومخالفتها لمعايير حقوق الإنسان. التقرير يتهم وكالة المخابرات الأميركية بشكل مباشر بالتضليل والوحشية والعنف الاعتباطي، ويكشف كذب «سي آي إيه» حول أهمية أساليب الاعتقال والاستجواب العنيفة في الكشف عن معلومات قادت إلى تصفية أسامة بن لادن. تضمن التقرير تفاصيل دقيقة حول استخدام التعذيب؛ لانتزاع معلومات من المشتبه بهم، والتعاون مع دول لتأسيس سجون سرية حول العالم؛ لاستجواب متهمين بالإرهاب بشكل غير قانوني. في السياق ذاته، نشرت وكالة المخابرات الأميركية تعليقاً على تقرير مجلس الشيوخ، تضمن الاعتراف بالخلل في أساليب الاعتقال والاستجواب، ورفض تهم تعمد تضليل الرأي العام أو الجهاز التنفيذي للولايات المتحدة، وأكد تقرير وكالة الاستخبارات أن طرق الاستجواب قادت إلى معلومات مهمة لمواجهة الإرهاب، وهو ما ينفيه التقرير تماماً. من جهته، ألمح الرئيس…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
كيف يجيز شاب سعودي نشأ متقلباً في علوم الدين، الغدر بمقيم مسيحي مستأمَن لا يعرفه ولا يعرف ما يفعل في بلاده؟ يقتله فقط لأنه أوروبي أشقر على غير دين الإسلام! لا بد أنه سمع عن قول العلماء بحرمة استهداف المستأمَنين، حتى أولئك العلماء الذين عجزوا عن مصالحة «النص» بالسيرة وواقع الحضارة الإسلامية المتسامح، ولا يزالون يفتون ببغض الكفار فيقولون: «لا تحبوهم في قلوبكم ولكن لا تعتدوا عليهم»، فهم على رغم تعصبهم المقيت لا يجيزون ذلك، إنهم يكتفون بالقول: «اكرهه ولكن لا تقتله». منطق عجيب ومن أسباب الغلو ويستحق المواجهة الفكرية، ولكن يبدو أن المواجهة الأمنية مع ذاك الشاب وأمثاله، المستعدين لقتل إنسان مسالم لمجرد أنه غير مسلم وأشقر اللون، ادعاء واهم. حملت معي هذا السؤال وأنا أتابع شريط «أنصار الدولة الإسلامية» وهم يتفاخرون باستهدافهم قبل أسابيع مواطناً دنماركياً على الطريق السريع خارج الرياض، ويقولون إن هذا «أول الغيث» والقادم أكثر، أي «إننا سنقتل ونعتدي على مزيد من الغربيين إن غفت…
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
لعلّها هدأة في مسيرة طويلة يستريح فيها الناقد الأدبي الدكتور عبدالله الغذامي في مدينة الضباب لندن، وهو يتماثل للشفاء عقب الجراحة الناجحة لاستئصال ورم بأحد مستشفياتها، ومن يعرفونه يعلمون جيدا أنه يخاصم قلق الحياة، وأنه قوي كي يصارع أعتى جبال الألم، ولكنه في ذات الوقت هيّن تستخفه بسمة طفل، ويتألق كعادته حضورا وغيابا، أملا وألما. أستعيد مع الغذامي رائعة المتنبي وهو طريح الفراش وقد أنهكته الحمى، فخاطبها بلسان الشاعر كزائرة يتملكها الحياء فهي لا تزوره إلا في الظلام، وقد تعامل معها ذلك الشاعر الرائع بأنسنة أفرد لها مساحات من التغزل الذي تسرب من مسام الوجع، وهو يقول لها: بذلت لها المطارف والحشايا/ فعافتها وباتت في عظامي. وذلك الحس رغم أثقاله لم يؤثر على طُرفة الشاعر الضخم وجعلها موضوعا لإبداع ظرفي خلّده التاريخ. ذات الأمر تعامل معه الغذامي بروح متسامية على الألم، وفاق المتنبي الذي لم يحضر زمن "تويتر"، فكتب مطمئنا ومتواصلا كعادته ومنحنا جرأة مثيرة على المرض الذي يعانيه وهو…
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
مناطق ودول إفريقيا التي يتواجد فيها المسلمون بكثافة مرت بها موجة المد الديني التي ظهرت في غيرها من مناطق ودول العالم الإسلامي الأخرى منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، ولكن تلك الموجة لم تأخذ طابعاً عنيفاً مرتبطاً بحركات الإرهاب والتطرف العابر للحدود، وبقيت كصحوات جماعية محلية في كل دولة من الدول الإفريقية، وإن اتخذ البعض منها لنفسه طابعاً متشدداً في مواجهة فئات المجتمع المحلي الأخرى، كما حدث في نيجيريا بالتحديد. لكن ضمن محتوى جماعية الأصوات الدينية المحلية الإفريقية فجرت الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر 2001، وعمليات الغزو اللاحقة لكل من أفغانستان والعراق غضباً ونقاشاً داخلياً في كل دولة إفريقية يقطنها المسلمون يخص علاقة الإسلام بالسياسة في العالم الحديث. وتمخض عن تلك النقاشات أن تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك وأخطر بظهور جماعات وتنظيمات تنتهج العنف والتطرف والإرهاب لتحقيق أهداف قادتها، مع غموض شديد في تلك الغايات والأهداف. في نيجيريا بالتحديد برزت إلى السطح حركة كانت…
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
عندما أعلنت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية أن وزراء خارجية الاتحاد سيلتقون غدا الأحد مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في بروكسل، للبحث في استئناف عملية السلام في سوريا في موازاة تنسيق المعركة ضد تنظيم داعش، طرح الكثيرون سؤالا واحدا: ولكن متى قبل النظام السوري وحلفاؤه عملية السلام لكي يتم الحديث الآن عن استئنافها؟ لا يملك ستيفان دي ميستورا حتى الآن سوى تلك الخريطة المرسومة باللونين الأحمر والأخضر التي «يشهرها» في وجوه الصحافيين، وتمثّل خطوط القتال في مدينة حلب المنكوبة بالبراميل المتفجرة، ويحاول من خلالها القول إن لديه خطة اسمها «تجميد القتال في حلب»، كمدخل للعودة إلى التسوية السلمية. التسوية السلمية؟ بعد 5 أشهر من بدء الأزمة السورية إثر تكسير أصابع الأطفال في درعا، دعت الجامعة العربية إلى تسوية سلمية للأزمة. كان هناك متظاهرون يهتفون «سلمية سلمية»، وكان هناك نظام يمطرهم بالرصاص، ومنذ 4 أعوام تقريبا ليس هناك ما يوازي القصف والتدمير والقتل أكثر من الحديث عن الوسطاء…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
سوف أترك مقالي اليوم لشخص آخر هو البروفسور إيمانويل والرشتاين، وهو أستاذ أميركي يشغل منصب كبير الباحثين في جامعة يل الأميركية الشهيرة، وله كتابات معمقة في العلاقات الدولية، وخصوصا كتابه الموسوعي «النظام العالمي الحديث». السيد والرشتاين ألقى محاضرة مفردة في نهاية اليوم الثاني من أعمال ندوة «مجلس التعاون الخليجي: السياسة والاقتصاد في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية»، وقد نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، وحضرها جمع وافر من المهتمين والمختصين والرسميين، وانتهت قبل يوم واحد من انعقاد القمة الخامسة والثلاثين لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة. ما سوف أعرضه هو الأفكار العامة للمحاضرة، التي قد أتفق مع بعضها وقد أختلف مع البعض الآخر، إلا أن عرض تلك الأفكار في هذه المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط من الأهمية بمكان. العنوان الذي اختاره المحاضر هو «تراجع الولايات المتحدة على الصعيد العالمي»، قال: «هذا التراجع ليس بجديد، فقد بدأ منذ 4 عقود». وحتى نعرف ماذا يعني بالقوة العالمية المهيمنة، فإن تعريفها…
السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤
أهم إنجاز في قمة الدوحة أنها عقدت!، فقد كان في انعقادها دليل عملي على احتواء أكبر أزمة سياسية ودبلوماسية داخلية في تاريخ مجلس التعاون، لقد اقترب الخلاف الخليجي - الخليجي خلال الأشهر القليلة الماضية من نقطة اللاعودة، ولكن في نهاية الأمر لم يصح إلا الصحيح فنحن إخوة وأبناء عمومة وجيران ومصلحتنا تكمن في بقائنا صفا واحدا في مواجهة الرياح العاتية التي عصفت بعالمنا العربي وأعادت أقوى الدول فيه ألف عام إلى الوراء. خلال سنتين فقط انتقل مجلس التعاون من حالة الدعوة إلى الاتحاد بين دوله إلى حالة الخلاف العاصف بين أعضائه الذي كاد أن يهدد حتى بقاءه كما هو عليه الآن.. فهل تتخيلون حجم المسافة؟، لذلك يكون مجرد عقد القمة الخليجية في الدوحة إنجازا لا يمكن إغفاله، صحيح أن المصالحة الخليجية قد تمت في الرياض برعاية حكيمة من خادم الحرمين الشريفين وبعد جهود مشهودة من سمو أمير الكويت ولكن عقد قمة الدوحة في موعدها هو الدليل العملي على أن…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
وتكملة لمقالي السابق "الرد الثامر على سلطان العامر"، سأتناول في مقالي هذا مسألة الطائفية. أولا للتأكد من: هل ما حدث من جزر وقتل في قرية الدالوة، هو عمل طائفي أم لا؟ وثانيا هل دافع من قاموا بالجزر، كان طائفيا أم لا؟ وثالثا، هل هنالك محرضون للمجرمين غير قياداتهم المباشرة؟ ومن هنا، سأبدأ أولا بطرح مفهوم الأخ العزيز سلطان للطائفية، أو بمعنى أصح للطائفي، كما أورده بمقالة "الليبرالية السعودية وحادثة الأحساء: الدولة البوليسية ليست حلا للطائفية". وبعدها فهم الكتاب الليبراليين لمسألة الطائفية التي انطلقوا منه لإدانة الطائفية والطائفيين والمحرضين عليها الذين انتقدهم العامر عليه. الطائفي في فهم العامر: "... من يعدّ أن هويته المذهبية هي هويته السياسية. فهو مثله مثل من يرفع الهوية الوطنية، قد يكون مسالما وقد يكون عنيفا، قد يكون متعصبا وقد يكون نقديا، قد يكون داعيا للتآخي والتعاون مع غيره من المذاهب، وقد يكون داعيا للعداء معها، بل إنه قد يكون علمانيا". وهذا التعريف كما ذكرت في مقالي…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
لاأزال أصحو من كوابيسي فزعاً وأنا أحوقل وأبسمل وأبصق على النائم إلى يساري ثلاث مرات كلما تذكرت هذه العبارة! القصة وما فيها أنني ذات مرحلة وظيفية كنت في زيارة مع مديري المباشر إلى إحدى الفعاليات المجتمعية، وعلى غير موعد تم إبلاغنا بأن أحد المسؤولين الكبار سيقوم بزيارة للفعالية، ما يتحتم معه، بروتوكولياً، أن يقوم مديري بلبس البشت، تحسباً لحضور المعزب، ولم يكن أمامه في تلك اللحظة سواي لكي يلقي له بمفتاح «موتره»، ويأمره بإحضار البشت منه. المصيبة الكبرى أن هذا المشهد حدث أمام أنظار المجموعة التي نطلق عليها مجازاً اسم «الربع» الذين، لسبب قدري لا أعرفه، دعوتهم في ذلك اليوم تحديداً ليكونوا إلى جواري! و«اخق» عليهم بمنجزات دائرتي، وليتني لم أفعل! مرت على الحادثة 10 سنوات، ولايزالون كلما «تفلسفت» أو رفعت خشمي عليهم، أو مجرد طلبت نوعاً جديداً من المشروبات على وزن «لاتييه جورميه» يبادرونني بعبارة: عبود! هات البشت من الموتر، فأعود قانعاً إلى بشريتي وتواضعي، مجبراً لا بطلاً بالطبع!…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
ماذا تفعل عندما تكون طموحاتك أكبر من الموارد اللازمة لمواصلة هذه الطموحات؟ من المؤكد أن القيادة في طهران طرحت هذا السؤال عند وضع الميزانية الوطنية للعام الإيراني المقبل، الذي يبدأ في يوم 21 مارس (آذار). لم يتوانَ الرئيس حسن روحاني، منذ انتخابه، عن اقتناص أي فرصة لرسم صورة سوداء عن اقتصاد يقول عنه، وهو يهز رأسه في حالة من الحزن المصطنع، إنه ورثه من «هذا الرجل»، وهو يقصد ذلك الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وعد روحاني بـ«إصلاح الضرر» الذي خلفه أحمدي نجاد، وباستعادة حيوية الاقتصاد. ومع ذلك، فإن ميزانيته الجديدة تُعتبر، إما لأنه غير قادر على (أو لا يرغب في التفكير في) القيام بإصلاحات جدية، مشروع ميزانية من السلع أكثر منها سياسة اقتصادية جادة. لقد قدم روحاني 3 مزاعم أثناء عرضه للميزانية. أولها أن الميزانية تستند إلى افتراض أن سعر النفط يبلغ نحو 75 دولارا للبرميل. رغم أن النفط يمثل 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، فإنه يشكل…