الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
المصطلح الشائع «أكرمنا بسكوتك» يطلقه البعض على سبيل الدعابة المبطنة بالامتعاض من كلام المتحدث. ويبدو أننا في عصر أصبحنا فيه بحاجة ماسة إلى استخدام هذا المصطلح القاسي على البعض لا سيما أولئك المتطفلين الذين يدلون بدلوهم في موضوعات حساسة، وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل فيدفعون السامعين وربما كبار المسؤولين إلى قرارات مصيرية في الاتجاه الخاطئ. ومن يحتاج أن يكرمنا بسكوته ذلك المثبط الذي يهبط من معنويات المنتجين الفاعلين في عملهم ومجتمعهم ولا يريد أن يغرس غرسا نافعا. فالمثبط لا يطول عنقود العنب فيصفه بأنه حامض ليحرم غيره من بلوغه. ويجب أن يكرمنا بسكوته من لا يتورع عن توجيه سهام النقد يمنة ويسرة، وينسى أنه لو اشتغل بعيوبه لأفنى عمره ولم يصل إلى عتبة الكمال. وليت المجادل يكرمنا بسكوته، حينما يصر على خوض جدال عقيم فيزيد الطين بلة أو يجادل في أمر لا يفقه فيه شيئا فيفسد متعة الإصغاء إلى الآراء السديدة. والمشكلة ليست دائماً في الطرف الآخر، بل…
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
شكّلت الاضطرابات التي وقعت في المنطقة بآثارها المدمرة والدماء النازفة ميدانا للنقاش الأخلاقي والسياسي والاجتماعي، وهي نقاشات صارخة في تعدد معانيها وتنوع مشاربها وتشعّب مقاصدها، بيد أن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه رموز ذلك التغيير، أو ما يسمونه السعي نحو الحرية والعدالة والمساواة وغيرها من الشعارات، تمثّل في استبعاد السؤال الديني بل ومجاملة التطرف الديني، الأمر الذي ارتدّ على المناخ العربي كله. وقد كتبتُ في مايو (أيار) 2012 أن الربيع العربي هو «ربيع تنظيم القاعدة»، وآية ذلك أن مناخات التغيير هيمنت عليها رموز الأصولية وامتُطيت من التيارات المتطرفة الاستئصالية، وحتى الذين لديهم انتماءات ليبرالية وعلمانية باتوا يجاملون هذا الخط الديني ويتحالفون معه بغية إزاحة وهمٍ يسمونه الاستبداد واستبدال استبداد أشد وطأة وأكثر تنكيلا به. حين انتصر صوت الناشط على تأمل الكاتب، وزعيق الخطيب على تحليل الخبير، وشعارات الشوارع على إمكانيات الواقع، فجّرت الأحداث مكنوناتها، إذ سرعان ما ظهر المضمر والمطمور في تلك المجتمعات. فتحت المظاهرات كوّة واسعة على أنفاقٍ كبيرة…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
العمل يحفظ كرامة الإنسان ويحقق له استقلاليته وما نقوله من الحقائق المسلم بها والتي لا خلاف عليها، لذا فإننا نتوقع أن يُقبل الخريجون في الإمارات على فرص العمل أياً كانت في القطاع العام أو الخاص متى ما تناسبت طبيعتها مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم، ونتوقع أكثر منهم الالتزام والحرص على خدمة وطنهم، فذلك أشرف لهم من البقاء بدون عمل أو باحثين عن العمل. منذ سنوات كنا جميعاً نُفضّل العمل في القطاع الحكومي بسبب الحوافز والامتيازات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والتي تغيب في القطاع الخاص، ولكن اليوم وبفضل الدعم الذي تقوم به الحكومة أصبحنا نلاحظ الفارق الكبير في بيئات العمل لدى بعض الشركات والمؤسسات الخاصة التي تقدم لمواطني الدولة حوافز لا تقل عما تقدمه مؤسسات القطاع الحكومي ان لم تتفوق عليها، ناهيك عن التطور الوظيفي الذي اصبح من نصيب بعض المواطنين الذين بدأوا عملهم في القطاع الخاص وكبروا فيه وتدرجوا حتى وصلوا الى مراكز متقدمة. الحديث عن القطاع الخاص والتطور الحاصل في بيئات…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
ناقشت في الحلقة السابقة نوعين من الأنواع الأربعة للإرهاب الذي يقدم إعلامياً للعالم على أنه برمته إرهاب سني عربي، هما الإرهاب الصهيوني والإرهاب الإيراني على الجغرافيا والشعوب العربية. النوع الثالث: الإرهاب العسكري الأمريكي الرسمي الذي سبق الجميع وأسس لاستدعاء واستنفاركل أنواع الإرهاب الأخرى في الشرق الأوسط. الإرهاب الأمريكي الرسمي هو الذي استدعى واستنفر الجهاد الإسلامي في أفغانستان وحرث الأرضية وجهزها لاستنبات القاعدة وطالبان، ولاحقاً حركة الشباب في الصومال، وهو الذي قلب العراق من الأسفل إلى الأعلى بكذبة البحث عن أسلحة التدمير الشامل، وألغى وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وسرح جميع منسوبيها وترك العراق عارياً، وفرض الطوارئ والحكم الإداري الأمريكي، ثم سلم الحكم للتحالف الطائفي المذهبي الشيعي المولود من رحم إيران. ضحايا الإرهاب الأمريكي في العراق نصف مليون قتيل وأكثر من مليون جريح، مع هروب نصف سكان العراق إلى المنافي علاوة على هدم البنية العمرانية والزراعية والصحية والعلمية والديموغرافية للعراق. هذه الأرقام سوف تبقى لسنوات كثيرة أعلى مما سجلته حركات الإرهاب العالمية…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
بينما كنت مع زميلي نستعرض صور حساباتنا وصور المتابعين على الـ«انستغرام» تجادلنا حول ظاهرة إغراق الـ«انستغراميين» لحساباتهم بالصور، ومن رأي مؤيد إلى آخر معارض، سألته عن صوره أيام الدراسة الجامعية، فتبسم قائلاً: أَوَما تعلم أن التصوير حينها كان حراماً؟! تعود قصة زميلي إلى أوائل فترة التسعينات أو ما يعرف بفترة «الصحوة الإسلامية»، التي دفعت الشباب للتدين، حينها أفتى له أحد الشباب «الخيِّرين» بحرمة تصوير ذوات الأرواح، وساق له الأدلة الشرعية التي نصت على حرمة التصوير، ثم سألته عمّا حدث بعدها، ولماذا تراجع عن رأي كان يؤمن به؟ فكان رده بأني رأيت صور كل من أفتى بحرمة التصوير تتصدر الصحف والمجلات! هذه القصة بها دلالات مهمة، أولها أن بعض الناس ــ من باب حرصها ــ تقوم بنقل الفتاوى دون التحقق من المقصود منها، وثانيها أننا نأخذ تلك الفتاوى ممن ظهرت عليهم علامات التدين من دون التحقق من سعة معرفتهم، خصوصاً أن العلم الشرعي من أغزر العلوم وأعقدها ــ لا كما يظن…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
إذا استثنينا الخليج، فإن المنطقة العربية أصبحت محاطة بحزام من العنف الإرهابي، الذي يقتل ويدمر ويهجر آلاف البشر. منذ هجمات «القاعدة» على أميركا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وإلى اليوم، تمر 13 عاماً والإرهاب يزداد ضراوة ووحشية، ويسقط الضحايا من المدنيين، نساءً وأطفالا وأناساً بسطاء على امتداد الساحة العربية والإسلامية من غير ذنب. شباب مسلم متحمس دينياً، يقومون بتفجير أنفسهم في مسجد أو ضريح أو فندق أو سوق شعبي أو مجمع تجاري، وتُزهق أرواح آلاف في سبيل عقيدة «الجهاد» المشوّهة، يحسبون أنفسهم «شهداء» ويعدون إجرامهم «جهاداً». هم من قال الله تعالى فيهم في محكم كتابه: «الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». الحياة نعمة عظيمة من المولى تعالى، والذين يسعون إلى قتلها هم الجاحدون لنعمته، مُلئت نفوسهم كراهية وبغضاً، إذ لا يقدم على قتل نفس معصومة إلا صاحب نفسية غير سوية، تعادي الحياة والأحياء والمجتمع والحضارة. هؤلاء الشباب الذين تحولوا إلى أحزمة ناسفة وقنابل بشرية…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
تعلمنا منذ حداثة سنّنا أن الله يُعبد في أي مكان وتحت أي سماء وفي ظل أي نظام. تعلمنا أيضا أن الإسلام ليس دينا قوميا ينحصر في اتباعه بالولادة كما نرى في اليهودية أو الدرزية. حدثني صديق كندي تحول مؤخرا من البروتستانتية إلى الكاثوليكية: استغرقت عملية التحول عاما كاملا، فقلت له مازحا جادا إذا قررت يوما أن تتحول إلى الإسلام مر علي وأجعلك مسلما في عشر دقائق. وقلت له أيضا إن الإسلام هو أكثر الأديان عالمية لأنه ببساطة لا يحتاج من اتباعه إلا التخلي عن الشرك بالله والإيمان بأن محمدا عبده ورسوله. ليس لك مرجعية في الإسلام سوى إيمانك. تستطيع أن تكون بريطانيا مسلما، وصينيا مسلما، وأفريقيا مسلما. تبقى على حبك لوطنك وتحترم قوانين وطنك وتحمل الإسلام عقيدة. الإسلام ليس دولة أو عرقا أو قبيلة. أخذني هذا الحوار إلى تأمل هؤلاء الذين يتباكون على دولة الخلافة ويتخلون عن أوطانهم في سبيل الانضمام إلى المنظمات التي تنادي بقيام دولة إسلامية تضم المسلمين…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
حين صدر قرار تعييني مندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو في العام 2006م، التقاني الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه وطلب مني بذل الجهد لتوثيق علاقة المملكة مع اليونسكو، ثم سألني: متى ستباشر عملك؟ قلت: بعد شهر من الآن حتى تنتهي الإجراءات الورقية، قال لي: لا، ستبدأ عملك غداً بإذن الله حيث تحضر حفل العشاء الذي سأقيمه للرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان يزور الرياض حينذاك. وأصبحت لا أؤرخ بداية عملي في اليونسكو من أول يوم عمل هنا في باريس... بل من ليلة العشاء تلك في الرياض. أمرني الأمير سلمان، في أول ليلة دوام، بأمرين نفذت أحدهما ولم أنفذ الآخر! أمرني أن أبذل جهدي في توثيق العلاقة بين المملكة واليونسكو. وقد حاولت جهدي مع زملائي في المندوبية الدائمة، وأرجو أن نكون قد نجحنا. أما الطلب الآخر فهو أن أتعلم اللغة الفرنسية بسرعة، قال سموه هذا وهو يلتفت إلى الرئيس شيراك. لكنني لم أنفذ المطلوب، أو على الأقل ليس…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
نتفق مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في نقده للتردد الأميركي الطويل في مواجهة التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا، لكن يصعب أن نهضم قوله إن إيران حذرت من خطر التطرف والتحجر الديني.. و«إننا وقفنا من البداية ضد هذا التحرك الهمجي»، كما قال للتلفزيون الإيراني. الكل يلوم السعودية على انتشار التطرف الإسلامي في أنحاء العالم، وهذا فيه شيء من الصحة، لكنه لم يكن سياسة دولة، بل نتاج نشاط مجتمعي. إنما إيران كدولة هي السبب الرئيس في مأسسة التطرف الإسلامي، بعد أن كان الغلو مجرد حالات فردية. ساهمت في بناء وانتشار التنظيمات الإسلامية المتطرفة تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية. الآن، وبعد أن أصبح الجني خارج القارورة، أحس الإيرانيون بحجم الخطر عليهم، وعلى حلفائهم في العراق وسوريا ولبنان. ومسؤولية إيران تكمن في أنها داعم حقيقي أيضا للجماعات السنية المتطرفة، في شمال لبنان منذ الثمانينات ضد حلفاء السعودية، وأسست ودعمت جماعات فلسطينية دينية متطرفة لإضعاف فتح، ثم ضد السلطة الفلسطينية لاحقا، ضمن التنافس…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
أهلاً وسهلاً بـ «الإخوان» إن كانوا في قامة توفيق الربيعة وأدائه المميز ووطنيته الفريدة. لا أعرف منشأ مثل هذه التهمة، ربما ولع التصنيفات، وقد يكون منشؤها مجرد الاشتباه في أنه حريص على اللحية وما يتصل بها وقصير الثوب أيضاً. بعد الخميس المظلم شن الإعلام المصري حملة على وزير الكهرباء باعتبار أن جيناته الإخوانية تسببت في انقطاع الكهرباء الخميس، وأن القصد من فعله إفساد التجربة، على رغم جهوده اللافتة في إبقاء مصر مضيئة. لا أعرف توجهات توفيق الربيعة ولا تهمني، لأنه انتصر للمستهلك ووقف إلى جانبه وحمى حقوقه حتى استحقت وزارته أن تسمى «وزارة المواطن»، لشدة التصاقها بالمستهلك «الغلبان»، ونأيها عن مصالح التجار ومنافعهم التي هيمنت واستحوذت على «التجارة» أجيالاً قبل أن يأتيها الربيعة. أي مستهلك يستطيع اليوم الادعاء بأنه الملك، ولا يمكن خداعه، لأن مجرد تهديده بالشكوى إلى «التجارة» يحل مشكلاته وينهي أزماته، ما يعني أنه صاحب حق ولو كان غير ذلك ما وجد أذناً صاغية. هذه السطوة نتيجة موالاة الوزارة…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
سذاجة ما بعدها؛ التخيّل أن أولويات الإدارة الأميركية الحالية متوافقة تمامًا مع هواجس أبناء منطقة الشرق الأوسط. غير أن الواقعية تقتضي بتقبّل حقيقة أن دول المنطقة عاجزة بقواها الذاتية عن تغيير توجّهات إدارة يبدو أنها رسمت خارطة أولوياتها الإقليمية. في الزمن الجميل كنا أبرياء نصدّق شعارات واشنطن عن الحرية، ودعاوى موسكو وبكين عن حق الشعوب في تقرير مصائرها. كنا نصدّق أيضا أن الغاية من زيارات ساسة القوى إلى المنطقة «الاطلاع» و«التشاور»، كما كنا نسمع، وينتظر منا أن نقبل ونتفاءل. إلا أننا بعدما نضجنا أدركنا أن تفاصيل تاريخنا وخلجات حاضرنا وهمساتنا حتى داخل بيوتنا محفوظة في «أرشيفات» العواصم والمدن الغربية الكبرى. كذلك، كنا نصدّق إبّان حقبة الحرب الباردة عبارة «المحافظة على التوازن» بين الدول العربية وإسرائيل، غير أن مثل هذه العبارات اختفت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وما عادت واشنطن في عهد الأحادية القطبية تتردّد في قول الحقيقة التي هي «المحافظة على التفوّق النوعي الإسرائيلي». اليوم نحن أمام مرحلة بالغة الحساسية…
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
تطورت المفاهيم الإسلامية وتطبيقات الإسلام الحديثة (سياسياً) بفعل الصراعات الناشبة على أرضه والمطامع الخارجية التي تكالبت على الأمة الإسلامية منذ انطلاقة الحملات الصليبية عام 1096، مروراً باتفاق سايكس بيكو عام 1916 المبرم بين فرنسا والمملكة المتحدة لاقتسام الهلال الخصيب، وما تبعه من حروب طاحنة لإخراج المحتل، راح ضحيتها ملايين الشهداء في غضون نصف قرن من الزمان. لم تكن أواسط الجزيرة العربية وتحديداً نجد ذات إغراء يحرك مطامع المحتل قبل استكشاف النفط، لذلك ظلت محتفظة بقيمها المتوارثة البسيطة، تعبر عنها صحراؤها أكثر مما تعبر عنها مدنها الصغيرة المنغلقة على ذاتها داخل أسوار طينية متينة. المفارقة الغريبة أن الاجتياح يأتي معاكساً أي من وسط نجد باتجاه المناطق الشرقية من الجزيرة العربية تحت لواء عقدي، وهذا ما عجل بسقوطها في مواجهة عنيفة مع قوات إسلامية غازية بما هو أشد من الاستعمار. إن استعراض التاريخ المعروف يصبح تكراراً فجاً ما لم نستخلص منه عبراً ودروساً تثري حياتنا الراهنة، خصوصاً تلك المتعلقة بالسياسة وتمحوراتها، فلو…