الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣
ما الذي يجب أن نفهمه، ثم ما الذي يجب أن نتوقعه من وزارة التربية والتعليم عندما تقرر لجان متخصصة «عدم صلاحية» مباني 4070 مدرسة؟ سأجاوب عن نفسي، وأنتم جاوبوا بما تعتقدونه. من ناحيتي، لن تفاجئني هذه المعلومة؛ لأني عبر تجربة ومتابعة طويلة لملف المباني المدرسية وكيفية تعامل الوزارة معه، والتصريحات المجانية المتكررة بأن العام القادم هو نهاية عصر المباني المستأجرة، ثم نكتشف أن العام القادم قد بدأ بعقود جديدة لمبانٍ مستأجرة متهالكة بعضها ليس مناسبا حتى لغير الجنس البشري، من هذه التجرية كنت أتوقع أن تصمت الوزارة كالعادة لتمضي الأمور كما مضت، وأن تعتمد على نبع المشاكل الذي يتدفق كل يوم جديد لينسينا مشاكل اليوم السابق، لكن لسوء الحظ فقد بادرت الوزارة هذه المرة وبسرعة عجيبة للتجاوب مع هذا الخبر الكارثي، وليتها لم تتجاوب بالشكل الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس على لسان مساعدة مدير الأمن والسلامة في الوزارة منى باهبري.. تقول الأخت منى: «إن الوزارة وعبر إدارة الأمن والسلامة تقوم…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣
قد يحدث أن يتراجع المثقف أو المفكر أو الداعية عن موقف سابق نتيجة لتغير معطيات المراحل أو لتغير في عقلية الشخص نفسه، وهنا تختلف ردود الأفعال، فثمة من يتقبلون ذلك وثمة من يرفضونه، مما يؤدي إلى حالة من الجدل بين التيارين في بعض الأحيان بحسب الشخصية المختلف عليها. والغالب أن المواقف التي تم التراجع عنها لا يتم توضيحها بصورة علنية، بل يتم استنتاج ذلك من خلال التغير، وقلّ أن يعترف أحدهم بأنه كان على خطأ ذات يوم أو أنه لم يكن موفقاً في كتابته أو أنها لا تعبر عنه بعد تخطيه مرحلة البدايات إلى مرحلة النضج وامتلاك هوية معرفية أو إبداعية. فأحد الشعراء الكبار مثلاً سحب ديوانه الأول من المكتبات، وروي أنه حاول استعادته من أصدقائه الذين أهداه لهم ذات يوم لمجرد أنه أصدره في العشرين من عمره تقريباً، واكتشف فيما بعد أن سوية الكتابة ضعيفة بالمقارنة مع كتابته بعد سنوات طويلة اكتسب خلالها قدرة على التلاعب باللغة والمفردة والصورة…
الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣
مشكلة الأسماء أنها واسعة.. فتتسع كلمة «الفضا» لكل «النجوم»، ومشكلة تلك الاتساعات أنها تترك (للمسميات) ترف حمل أسماء لا تليق بها، لأنها أكبر منها بكثير.. لو كان المسمى يحمل اسماً دونه لكان في الأمر نظر، لكن أن يحمل اسماً أكبر منه فهذا ما يثير الكثير من الألم والحسرة، وكم نحمل منها في هذه الأيام! فمن الذي يحمل ألقاباً لا يحترم أصحابها، إلى من يحمل علماً لا يتشرف به، إلى أماكن تحمل أسماء أكبر منها، بل قد تؤدي إلى إيذاء تلك الأسماء، ولنا في دوائر ومستشفيات عدة أمثلة واضحة! المضحك المبكي فعلاً، في الأيام الماضية، هو قصة ذلك (الفتى)، الذي شغل الدنيا والناس لأسابيع ماضية، بعد حادثة الجنادرية الشهيرة، فبدلاً من أن يفهم ذلك الصبي أنه أصبح نموذجاً ينظر إليه على أنه يحمل تراث دولة يمثلها في دولة أخرى، ليتصرف على هذا الأساس مع الإعلام والمتابعين والمعجبين، وبالطبع «المعجبات»، زادته الحوادث والشهرة المفاجئة إيغالاً في تصوير الشباب الـ«كوول» في الدولة. أجزم…
الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٣
ما هو الشراب الوطني لتركيا وماذا يفترض أن يكون؟ ولماذا؟ كان هذا السؤال محور النقاشات في تركيا طوال اسبوع او يزيد، كان حول اللبن والبيرة والراكي، بعد ان لفت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أنظار الكثير من رجال الفكر والإعلام المحلي والإقليمي وربما الدولي، بعد قوله «الشعب التركي يفضل مشروب العيران المصنوع من اللبن والخالي من الكحول كمشروبٍ وطني» مضيفًا «إن جده طالب بجعل العيران (اللبن) المشروب الوطني في تركيا حتى يكون للأمة التركية جيل سليم الصحة» وبغض النظر عن ردود الفعل الشعبية والضجة التي أثارتها التصريحات في الجلسات الخاصة والجامعات وبرامج التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي (خاصة تويتر)، والتى غلب على بعضها الطابع الهزلي خاصة من مؤيدي أحزاب المعارضة والذين قال بعضهم ساخرًا: «الشعب التركي نشيط لكن رئيس الوزراء يريد ان يسقي الشعب التركي لبنًا ليتخدر وينام»، وهناك من المحايدين مَن طرح التساؤل حول أحقية الشاي التركي والقهوة التركية بشرف المشروب الوطني التركي، حيث لا يخلو أي بيت تركي…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
قال رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، في تصريحات أمس في الجوف، إن رقابة الهيئة لا تقتصر على الجمعيات الخيرية، وأن هيئته لا تتراجع أمام المسؤولين الكبار، ولكنها تحتاج الأدلة والقرائن، ثم تحدث عن نية الهيئة افتتاح فروع نسائية لنزاهة، طبعا.. من لديه واسطة فليتقدم، فنحن اليوم أمام وزارة جديدة لا تراقبها (نزاهة) لأنها في الأساس (نزاهة)!. ** كان يا ما كان، ذهبت (نزاهة) كي تبحث عن كائنا من كان، فوجدت في طريقها السيد (فساد)، سألها : ما الذي جاء بك إلى هنا يا (نزوهة)؟، استحت أن ترد على رجل غريب، وقررت في المرة القادمة أن لا تذهب إلى أي مكان دون محرم!. ** لو كانت (نزاهة) أكلة شعبية تحتوي على كل البهارات التي نحب، فإنها سوف تصلنا محفوظة في قدر كبير قديم اسمه (فساد)، نغرف منها ما نشاء حتى تنتهي، ويبقى القدر الذي سوف يحتاج إلى تنظيف وتلميع قبل أن يحفظ أكلة أخرى. ** لو كان (فساد) جيب شاص يصعد…
عادل الطريفيكاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
هناك خبران مقلقان من مصر هذا الأسبوع، أحدهما إعادة تشكيل الوزارة برئاسة هشام قنديل مجدداً وفقا لحسابات حزبية، وليس بناء على الكفاءة كما كان مؤملاً. أما الخبر الآخر، فهو تجاوز التعداد السكاني لمصر حاجز 84 مليون نسمة، حيث تضاعف الإنجاب خلال عامي «الثورة» نظراً لتراجع برامج تحديد النسل المدعومة في السابق من الحكومة والمؤسسات الدولية. أما لماذا تعدّ الزيادة السكانية أمراً مقلقاً، فلسبب بسيط وهي أنها تضيف أعباء مالية وبيئية على المجتمع المصري في المدن المزدحمة أصلاً بأحياء الصفيح. قبل عقدين كانت مصر واحدة من أهم الدول المنتجة للصادرات الزراعية، ولكنها اليوم أكبر مستورد للقمح، لأجل ذلك لم يكن مستغرباً أن يطالب الرئيس محمد مرسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين - في ذروة الدعم العسكري الروسي لنظام الرئيس الأسد في سوريا - بإعطاء مصر أسعارأ تفضيلية في محاولة لتقليص فاتورة دعم الرغيف في مصر. حقاً، الاقتصاد قد يضطر المتعثرين إلى تقديم تنازلات سياسية للآخرين فقط لتأمين لقمة العيش. في بلد تراجعت…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
بإطلالتها الأولى على صفحات الاقتصاديه تقول إيمي دافيدسون بصفحة الرأي شاب سعودي في العشر ين من عمره كان يشاهد ماراثون بوسطن حين أصابته قنبلة في جسده ولم يكن "خالد" الوحيد بل ضمن 176 جريحا ولكنه الوحيد الذي عليه تحفظ وحراسة مشددة وهو جريح يخضع للعلاج. وتقول إيمي (وقد تم تفتيش شقته ''بدرجة مذهلة من العنف'' بوصف زملائه في السكن بمقابلة مع صحيفة ''بوسطن هيرالد" حيث اقتحمتها ''كتيبة'' من رجال الشرطة وعملاء ووحدتان من وحدات الكلاب البوليسية المدربة. وكان هو الشخص الذي نُقِلَت أمتعته في أكياس ورقية وجيرانه يراقبون ما يحدث. وفي الوقت الذي يخضع فيه زميله في السكن وهو طالب كذلك للتحقيق لمدة 5 ساعات ولأن الشاب السعودي الجريح ضمن المتفرجين والمصابين يجري فزعا ويستغيث بالله ياالله ولم تعجب ملامحه الشرقية والأسم الذي ينادي به (الله) أحد العنصريين الأمريكان فطرحه أرضا ومن شدة صدمته وفزعه يسأل ببرائته هل فيه احد مات ؟ فيه قنبله ثانيه ؟ وبلَّغ الذي طرحه أرضا…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
حتماً ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي أعيد فيها نشر مقالتي الأثيرة عندي عن الفقيد الراحل صالح الحصين يرحمه الله. نشرت هذه المقالة في عام ١٩٩٧م. (١٤١٩هـ.) في مجلة «المعرفة»، ثم أعاد نشرها آخرون لأكثر من مرة في مطبوعات ومنتديات. والآن وقد رحل هذا الرمز/ الفقيه الوزير المفكر الزاهد/ عن دنيانا مساء السبت الماضي، فإني لا أجد ما أرثيه به أفضل من أستعيد مقالتي الحوارية تلك، بتصرف طفيف. **** «حين قررت أن ألتقي ثم أكتب عن صالح الحصين لم تكن رحلة البحث عنه سهلة كما توقعت، ليس ذلك لأنه شخص نكرة بين أهل المدينة المنورة، ولكن لأنه شخص لا يفقأ أعين الناس باسمه في كل مكان من صحيفة أو سقيفة. كان زاهداً في الأضواء وما تحمله كل حزمة ضوئية من ضجيج وصخب لا يكاد ينطفئ حتى تنطفئ شمعة الإنسان المضجوج بالزحام من قبل... ثم المضجوج بالإهمال من بعد! في شقة متواضعة داخل عمارة أكثر تواضعاً وجدت العنوان. طرقت الباب ثم…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
دخلنا لعبة الانتخابات للترشح لأكبر منصب في أكبر قارات العالم متسلحين بترسانة من (اللا شيء)، تماماً مثل الطالب الذي لم يحضر حصة دراسية واحدة طوال السنة وطلب من عائلته و(من يعزّ عليه) أن يدعوا له بالنجاح والتوفيق! كيف دخلنا؟ ولم دخلنا؟ بل لم طرحت فكرة دخولنا من الأساس ونحن لا نرتكز في قرارنا على أي معطيات منطقية تجعلنا نقدم على خطوة مثل هذه والتي تحتاج إلى ترتيبات وتجهيزات تستغرق شهوراً طويلة أو حتى سنيناً من التخطيط والدراسة. الانتخابات هي لعبة سياسية تعتمد على التوافقية والتكتلات واللعب على المصالح المشتركة ما بين المرشح من جهة وبين الأصوات المحتمل جمعها من جهة أخرى. فمن كان يراهن على اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية أو القارية (فقط) هو شخص تجاوزه الزمن ويجب إبعاده فوراً ومنعه من مجرد الاقتراب من مواقع صنع القرار في رياضتنا. لكي تراهن على شيء يجب أن تتأكد من حقيقة وجوده أولاً ثم من إمكانية المراهنة عليه بعد ذلك.…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
الساعة الآن التاسعة مساءً بتوقيت دمشق, الجو في الخارج لطيف للغاية, ويميل للبرودة, رغم أننا في الأيام الأخيرة من شهر آب, الطريق من شقتي في أبو رمانه إلى مطعم الشاميات لا يستغرق أكثر من عشر دقائق مشياً على الأقدام. فبمجرد خروجي من العمارة أنعطف يساراً باتجاه مطعم مروش, ثم أنعطف يميناً باتجاه مطعم الدمشقية, ثم أنعطف يساراً مرة أخرى لأجد مطعم الشاميات على يميني. أعتدت على تناول طعام العشاء في هذا المطعم, فمن خلاله تعرفت على السائق محمود, ذلك الشاب الطيب الظريف, الذي رافقني بعد ذلك في معظم مشاويري المسائية. وفيه تعرفت أيضاً على الحاج أبو إسماعيل, ذلك العجوز الطيب الكريم, الذي استضافنا في ظهيرة يومٍ جميل على مأدبة غداء في مزرعته بالغوطة. أما الصغيرة ناريمان, فهي أجمل من عرفت في ذلك المطعم الصغير, المستطيل الشكل والذي تصطف طاولاته على يمين المدخل وعلى شماله. فتلك الطفلة ذات السنوات الثمان, كانت تمر بين الطاولات بحجابها الأبيض الطويل, الذي يزيد وجهها الملائكي…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
لا يمكن لي أن أضع بين يديكم، ولو على مساحة كل أوراق هذه الصحيفة، كتاب (الجهاد في الإسلام) الذي طبعته ذات زمن مضى (وزارة المعارف) وختمت على غلافه بعنوانها وشعارها وأرسلته بالبريد الرسمي إلى كل مدرسة سعودية. كل قصة هذا العنوان وهذا الكتاب تكمن في الاختراق الفكري الذي سمح للمؤسسة التربوية الرسمية أن تستقطب الثنائي الأشهر في التاريخ الحركي (حسن البنا وسيد قطب) ليؤلفا كتاباً تطبعه المطبعة الرسمية وتوزع منه على جيل مضى نصف مليون نسخة. وحين تعود لتاريخ التأليف وسنة الطبعة تكتشف أنها (بالمصادفة الحميدة) تعود لذات العام الذي كان فيه كمال الهلباوي، رئيس التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين، يعمل لدينا رئيساً للجنة مستشاري بناء المناهج المدرسية في وزارة (المعارف) السعودية. ولكم أن تعلموا، كي تدركوا المقاصد والأهداف، أن هذا الكتاب (لمؤلفيه) الاثنين بالتحديد كان الكتاب الأوحد الوحيد الذي طبعته (وزارة المعارف) خارج كتب المقررات المدرسية رغم أن الكتاب لا علاقة له بحصة أو مادة أو منهج أو أسئلة…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
الطبيب والخبير «إدوارد دي بونو»، هو الذي قدم نظريات عدة كانت ومازالت بمثابة كشف علمي للتفكير الإنساني، وأفكاره تعتمدها كبريات الشركات والمنظمات في العالم بين السياسة والاقتصاد والإعلام وسواهم. ربما من بين أشهر كتبه وأبحاثه «التفكير الجانبي Lateral Thinking»، الذي ساهم في إنجاح «الألعاب الأولمبية» عام 1984، إضافة إلى أكثر من سبعين كتاباً مهماً آخر. أما بحثه وكتابه الذي نحن بصدده الآن فهو الذي غير نمطية عالم الأعمال: «القبعات الست للتفكير Six Thinking Hats». برقت فكرة قبعات التفكير في ذهن دي بونو انطلاقاً من مقارنته بين طريقة تفكير الغرب التي تعتمد على الفلسفة القائمة على الجدل والمناقشة، وطريقة التفكير الشرقية، واليابانيين على الأخص، وهي محور تقديم الباحث، هي التي تعتمد على «التفكير المتوازي». فطريقة التفكير الغربية، كما وصفها، «جدلية» بحيث تتجادل المجموعة، لإثبات صحة رأي على آخر فيسير كل منهم بقوة في جهات معاكسة، لتصطدم الأمور بجدار صلد، وهذا بالفعل ما تقوم به مجتمعاتنا عادة للأسف. أما طريقة التفكير المتوازي…