الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٣
كما تعلم فلديَّ، كما هو الأمر بالنسبة لك، «شلل» عدة من الأصدقاء لحاجات المزاج المختلفة، فهناك «شلة» أصدقاء المقهى الذين لا تتمنى إطلاقاً أن يأتي يومك وأنت بينهم، حيث تنحصر أحاديثهم ودعاباتهم في موضوعات محددة، وعنوان كل القصص التي تسمعها معهم هو (+21)! وهناك «شلة» المتقاعدين، الذين يصرخ أحدهم فجاة في أذنك أثناء جلوسكم في أحد المطاعم: صاروخ عند الساعة خمسة، ترتبك وتخاف وتنظر في ساعتك قبل أن تكتشف أنه نظام لرؤية «اللي بالي بالك» دون أن ينتبه أحد إلى أنك بصاص! أو يتحدثون عن طعم الـ«مرزومة».. فتقول لهم محاولاً تصنع الفهم إن هناك مطعماً يبيعها في «مول دبي» ليتبادلوا بينهم نظرات: ما الذي يقوله هذا الخراط؟! وهناك «شلة» المثقفين الذين لا حديث لهم سوى عن بطون الكتب التراثية والبحور الشعرية، ويخاصم أحدهم الآخر بسبب خلاف في الرأي حول معارك جرت قبل بضعة آلاف من الأعوام، ويحبون التعبير عن اختلافهم عن الآخرين بلمسات من الجنون العابر، الذي لا تخطئه العين…
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
تقول الأخبار المنشورة في عدد من المنصات الإعلامية، أن ترتيبات قائمة بين وزارة العدل وجهات حكومية وخبرات متخصصة؛ لإقرار نظام شهادة بحسن سيرة وسلوك المُقبلين على الزواج تقدم لصالح مأذوني الأنكحة.. حيث سيمكن النظام تقديم سجل قضائي يحوي تفاصيل القضايا الواردة والصادرة ضد طرفي عقد النكاح أو أحدهما، كما سيوفر النظام الحالة الاجتماعية لطرفي العقد، من واقع الربط المعلوماتي مع الجهات ذات العلاقة.. وبناء على النظام الـ"مرزوز" أعلاه، ونظرا لأن العازب (من الجنسين) مدان حتى تثبت براءته، وطالما أن النظام ما زال مسودة، وتوازيا مع الـ"خصوصية" السعودية، فإني - كمواطن صالح أحيانا - أنصح وزارة العدل بالاستعانة بعمال "بقالات" الحي، وعامل غسيل السيارات، والخياطين، ومطاعم "الشاورما"، وسائقي سيارات الأجرة، والحلاقين؛ للحصول على معلومات دقيقة وحديثة عن الطرفين.. كما أطالب في الوقت نفسه، وباسم كل "عزاب" الوطن، لأننا في بلد يقيم المساواة بين أبنائه، بفرض شهادة حسن سيرة وسلوك على كل المتزوجين بأثر رجعي، وكذلك سن نظام طلب شهادة كل خمس…
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
رغم غياب الإحصاءات والدراسات الدقيقة نتيجة غياب مراكز البحث الجادة؛ فإنه لا يُمكن إنكار وجود عنف يُمارس ضد الإناث في مجتمعنا، بدءا من تزويج الصغيرات وانتهاء بعضلهن عن الزواج بسبب عادات جاهلية أو للمتاجرة بمهورهن، وطبعا ما بينهما عنف بدني ولفظي ونفسي يُمارس ضد الكثيرات، وهناك قصص كثيرة لا تصل للإعلام، لكن بعض الأخبار المفزعة التي تنشرها الصحف عن حوادث العنف الأسري ضد المرأة وهروب فتيات من أسرهن ومحاولات الانتحار الفاشلة وغير ذلك؛ تكفي لتخبرنا أن لدينا أزمة يجب حلها، ولن يكون إلا بسن قوانين صارمة لأجل حماية المرأة جسديا ونفسيا وماديا، لحفظ كرامتها ومنع استغلال ضعفها، فما لدينا من قوانين هي اجتهادية فردية للأسف، تُمكن من استغلال المرأة وتعرضها للتحرش عند ضعاف النفوس ممن لا يخافون الله تعالى، لكن الأذى ليس من الغرباء فقط بل حتى الأقرباء، وهو الأكثر وقوعا خاصة حين يُولى عليها ولي بلا ضمير، فيكون جائرا أو غير صالح كمدمن مخدرات مثلا! والكثير من النساء ضحايا…
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
حكمت المحكمة الجزائية في مكة المكرمة، أمس، بالسجن 48 ساعة على فتاة تلفظت على أعضاء هيئة الأمر المعروف، وقذفت أحدهم بحذائها، حين قاموا بإنزال شقيقها بالقوة من السيارة، طبعا قذف موظف والتفلظ عليه أثناء تأديته واجبه أمر غير مقبول، ولكن ما هو السبب الذي دفع الفتاة لقذفهم بالحذاء؟.. هنا تبدأ أحداث هذا الفيلم العجيب الذي دارت أحداثه قبل عام، وهو يدور في أروقة المحكمة منذ ذلك الوقت. الفتاة ــ بحسب الصحف الصادرة أمس ــ كانت ذاهبة بكل أمان وسلام لا لها ولا عليها مع أمها وشقيقها إلى حي (النكاسة)، ولكن السيارة التي يقودها شقيقها احتكت بسيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبناء على هذا الاحتكاك المروري اشتبه رجال الهيئة بوجود خلوة غير شرعية في الموضوع. بالمناسبة، هذا الشقيق سيئ الحظ الذي لم يجد من السيارات التي تسير في حي النكاسة سوى سيارة الهيئة ليحتك بها بسيارته تم توقيفه على ذمة القضية 49 يوما.. لماذا؟.. لا تعرف!. هل هذا التوقيف…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
رسالة إلى: ع. س. وأمثاله من (المعارضين الجدد). ليس جديداً في تاريخ الدول وجود الموالين والمعارضين، مما يوفر خلطة متمازجة من المواطنة والمحاسبة في آن. كانت هذه هي الصيغة السائدة التي تربط بين مؤسسة الحُكم والشعب حتى قبل تشكّل الديموقراطية في صيغتها الحديثة، المتجددة لا الجديدة. لكننا نلاحظ مع اشتداد وطأة ما يسمى الربيع العربي أن الشعوب انقسمت إلى صنفين متباعدين متنافرين، بين أناس موالين «جداً» وأناس معارضين «جداً». فئة توالي حتى التقديس والتنزيه وتحاول أن تقنع أتباعها بأن كل شيء على ما يرام، وفئة تعارض إلى درجة الكراهية والتشفي وتحاول أن تقنع أتباعها بأن كل شيء على ما لا يرام! حديثي اليوم ليس عن الفئة الأولى، إذ سبق أن تناولت مضامين رؤيتها ومنطلقاتها في التفكير في أكثر من مقال، وخصوصاً في مقال (هل حقاً كل شيء على ما يرام؟!). حديثي الآن عن الفئة الأخرى التي تكاثرت بشكل ملحوظ أيضاً وخصوصاً في الفئة العمرية من العشرين إلى الثلاثين عاماً. من…
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
هذه العبارة ليست عنوانًا لقصيدة غزلية صاغها شاعر ذو حس مرهف في لحظة تجلٍّ عشقية تخيل معها أن المكان "جسد" ميّت مالم تسكنه روح المحبوبة. و هي كذلك ليست اسمًا لمقطوعة موسيقية رقيقة ألّفها موسيقيٌّ بارع لتنساب ألحانها العذبة في المساحات المقفرة فتدُب الروح فيها وتزهر البساتين. كما أنها ليست لوحة فنية لرسام تراءى له لفرط تعلّقه بالمرأة أن يُجسدّها بفرشاته كائنًا مضيئًا بأجنحة بيضاء يفردها في مساحة حالكة الظلام. صاحب هذه العبارة الجميلة ليس أيًا من هؤلاء، ولكنه مزيجٌ فريد منهم جميعًا. كان من أوائل من باح بإعجابه وتقديره للمرأة: سرًا وجهرًا، شعرًا ونثرًا، قولاً وفعلاً حتى كاد الناس يخالونها كل المجتمع لا نصفه الأجمل فقط. دعمه السخي واللامحدود للمرأة جعلها تعيد اكتشاف نفسها من جديد. هي الآن تعلم أكثر من أيّ وقت مضى أنها متميزة، متمكنة، ذكية، متعلمة، مستقلة، مؤثرة، مبدعة، قائدة، قادرة...والقائمة تطول. لقد رفع سقف توقعاتها وأمنياتها حتى تراءى لها بلوغ النجوم! سألتني صديقة أجنبية مرة…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
عندما يتعلق الأمر بالمشكلات أو الظواهر العامة، لا نجد من دعوات لحلول سوى نوعين: المزيد من الوعي، أو "تدخل الحكومة" لفرض تدابير أو إجراءات معينة على الناس. وفي السنوات الأخيرة بدأنا نقرأ لبعض المختصين، تذكيراً بحل إضافي: مسؤولية المواطن. أكثر ما يدفعنا للتأمل هنا هو القلق الذي يلازمنا دوماً، عندما نحاول اجتراح حلول لمشكلات وثيقة الصلة بالثقافة العامة السائدة لدى الناس ومرجعياتهم الثقافية والسلوكية، والقيم التي تحرك سلوكهم في الفضاء العام. وسواء تعلق الأمر بسلوك الطلاب في المدارس، أو مستوى النظافة في الشوارع وكيفية التعامل مع المرافق العامة، لا تكفي الأنظمة والقوانين، ولا حتى الإلزام والقسر الذي تأتي به الأنظمة والقوانين. يكاد يكون الأمر سباقاً مضنياً ومرهقاً بين القوانين والناس، أو بالأصح بين الفكرة التي ينظمها ويرعاها القانون، وبين سلوك الناس. فقد يكون لدينا أفضل القوانين وأكثرها نبلاً، لكنها لن تكون مجدية ما لم يتضافر معها دافع ذاتي لدى الناس للالتزام بها وتمثلها على أفضل وجه. ليس في هذا جديد،…
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
من أبسط حقوق المستهلك الذي يدفع المال مقابل خدمة يحصل عليها أن يعرف أسباب أي تغيير يطرأ على الخدمة، لاسيما حين تكون غالية الثمن وجودتها (من برا الله الله ومن داخل يعلم الله). قانونيا وذوقيا لا يحق لمقدم الخدمة أن يتعامل مع الزبون وكأنه يقدم له حسنة مجانية أو كأنه يتفضل عليه بها. نحن يا إخواننا في هيئة الاتصالات (لدي تحفظ على إضافة تقنية المعلومات على مسماها)، استبشرنا بإنشاء هيئتكم لأننا اعتقدنا أنها ستكون صاحبة القول الفصل والعدل عندما تجور علينا شركات الاتصالات، لاسيما ونحن الجيل الذي عاصر دفع آلاف الريالات للحصول على رقم، وتعرض لأسوأ أنواع الابتزاز في كثير من المرات. جاءت هيئتكم الموقرة وحمدنا الله أن جهة رسمية ستعيننا وتنصفنا وتمنع عنا الجور والإجحاف، لكن هيهات!! للأسف الشديد تركتنا هيئتكم في العراء بلا حماية أو حتى تدخل في أسوأ الظروف. تركت شركات الاتصالات تسرح وتمرح في جيوبنا كما تشاء وتنتهك خصوصيتنا وتزعجنا بتفاهات لمجرد أنها تكسب من ورائها،…
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
الدكتور وليد الطبطبائي النائب الكويتي السابق، يكاد يكون الصوت اليتيم الذي استنكر موقف حكومة الإخوان المسلمين في مصر تجاه الثورة السورية، منتقدا التقارب «مع إيران الملطخة يدها بدماء الشعب السوري». الطبطبائي قال: «عتبنا كبير على (الإخوان) بمصر، بسبب تخاذلهم تجاه الثورة السورية، وبسبب التقارب مع إيران سياسيا وسياحيا، وهي الملطخة يدها بدماء الشعب السوري». وفي طهران، أعلنت وزارة الخارجية رسميا أنه تم الاتفاق مع حكومة الدكتور محمد مرسي على تبني الحل السياسي في سوريا، وأن المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لحقن الدماء هناك! لا يستحق الأمر عناء الرد، لأن الرأي العام العربي، من شدة غضبه، لن يرضى بالمساواة بين النظام السوري والشعب المذبوح، ولن يغفر لأي كان أن يفرض مصالحة بين القاتل والضحية. حكومة مرسي تغامر بالانحياز إلى جانب إيران وروسيا، وتأخذ موقفا علنيا ينسجم مع خطاب النظام السوري، بالحديث عن مصالحة وطنية. مصر ليست مضطرة للخوض في دماء السوريين والوقوف إلى جانب إيران. كان بإمكانها الاستمرار في سياسة الصمت…
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
ببابك لن أغادره، ولن أسعى إلى غيرك، سأنسج بالرضا ثوبي وأشهد أنني عبدك! في ما ترويه العرب قصة عن عائلة خرج عائلها وبقيت العائلة دون معيل، وبلغ منهم الفقر والجوع مبلغه فكان أن زارهم أمير البلاد مصادفة، ولما رأى حالهم ألقى في منزلهم كيس الذهب الذي يحمله، وقال لأتباعه من كان يحبني فليوافقني (يفعل مثلي)، فرمى جميع من معه ما كان معهم من أموال وجنود في بيت الفقراء، فبكت ابنة للعائلة، فسألتها أمها عن سبب بكائها، رغم أن الله وسع عليهم من بعد ضيق، فقالت الابنة: إن مخلوقاً نظر إلينا فاغتنينا، فكيف لو نظر الخالق إلينا؟! تستدعي الذاكرة هذه القصة، ونحن نرى تلك الغيمة التي ظللت الإمارات دون موعد، حين جاءت نظرة الرحمة، كل هذه السعادة الربانية التي سقت مجتمعنا ثلاثة أيام كاملة، تغيرت فيها نفسيات الجميع، واغتسلت البلاد من أدرانها، ونسي الناس مؤقتاً قبيح القول والفعل في بعضهم، وخرجوا إلى الفيافي معاً، أمر من ملك الملوك لسحابة غيرت اتجاهها…
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣
في بيان هام أصدره ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر يوم الجمعة الماضي قال فيه بوضوح « العراق يقف عند مفترق طرق ويتجه نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات «حاسمة وفورية» لوقف انتشار العنف « مضيفا في البيان الذي وصف بأنه -شديد اللهجة « ادعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للاحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة والا يدعوا الغضب ينتصر على السلام واختتم البيان بقوله «إن قادة العراق يتحملون مسؤولية «تاريخية في تولي زمام الامور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا» الحديث عن وضع العراق المأساوى منذ عشر سنوات عجاف يطول ولكن وقبل وصف الديمقراطية العراقية الحالية بأنها هشة وإنها سببت أزمة ثقة بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ، لا بد من الاعتراف بان الديمقراطية الوليدة في العراق ما زالت في طور التخلص من ذهنية ما قبل الديمقراطية ، وان جذور الازمة العراقية الحالية تعود إلى ما قبل 2003 م ، حيث كانت التنشئة السياسية للنظام المنهار خاطئة، اذ بنيت…
الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٣
لم يعد هناك فارق عند السوريين، كيف تكون طبيعة الموت أو طعمه أو متى يحين موعده. «الموت واحد» بالنسبة إليهم بحثاً عن الحرية والكرامة، مهما بلغ حجم الجرائم والمذابح الجماعية التي ينفّذها نظام الأسد. منذ أسبوع لا صوت يعلو في الصحافة الغربية تحديداً سوى الحديث عن الأدلة المتزايدة على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. تنسى الحكومات الغربية ومعها العربية أن «جرائم حرب» تُرتكب ضد الشعب السوري منذ اندلاع ثورته ولا يزال يُقتل ويُنكّل به فيما المجتمع الدولي يغط في صمته وسباته! النظام السوري مجرم ولا يفرق بين ما هو محرم وغير محرم، فقد ارتكب مجازر جماعية عدة لم توفّر طفلاً ولا كهلاً ولا امرأة، حتى وصل عدد القتلى اليوم إلى أكثر من 65 ألفاً، في ظل «موت» الضمير العالمي. يهمني هنا التذكير بأنه في الوقت الذي تتزايد المطالب الدولية بتجريم نظام بشار الأسد وتسريع الحل والتدخل الدولي ولو عسكرياً لوقف شلال الدم ومساعدة السوريين لإسقاط نظام مجرم، لم…