الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
أحياناً أتمنى أن أقضي ليلي ونهاري متكئاً على طاولة خشبية مهترئة، في مقهى شعبي يطل «على شارعين»، به شاشة فضية لا تبث إلا الأبيض والأسود، عسى أن «أتخشب» ولا يأخذني التفكير و«التمحيص» بعيداً. عندما أجلس على تلك الطاولة التي «أحبّ»، سأبدأ لعب طاولة (الشوام)، وأصدح بالهرج والمرج، وأعلن البوح بكل ما يسكن في داخلي من شكوى مواطن، وقبل ذلك سأبدأ في «التطاول»، وفي يدي كأس شاي مدججة بـ«النعناع»، وحتى لا يفهمني أحد «غلط»، فالتطاول هنا أقصد به «لعبة الطاولة - الزهر». أحياناً أعترف بأنني أمقت الكتابة المباشرة، وأحبّذ الكتابة غير المباشرة «التي تقرأ ما بين سطورها»، على رغم أني لست «بوهيمياً»! أعترف بأن قلمي يجلدني أحياناً، ويتطاول على أصابعي، ويقفز على حروف «الكيبورد»، ويتجاوز إلى العقل الباطن، ليخرج ما في جوفه، معلناً الجنوح إلى كتابة «رمزية»، تُطلق سهاماً «لا تصيب.. ولا تدوش»! يشكو المواطن السعودي من بعض الوزراء الذين ينغّصون عليه عيشته، ويحاولون إشعاره بأنهم يصرفون عليه من جيوبهم، و«يطربقون»…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
في هذه اللحظة، التي تقرأ فيها، عزيزي، هذا المقال، ينام أربعة من أهلي ومن أقاربي أو من أصدقائي الخلص على ذات (الرقم) من الأسرة البيضاء في ثلاثة مستشفيات تحويلية بالحبيبة الرياض. وكل ما خشيته حين ابتدأت الكتابة قبل عقد من الزمن هو ما وقع بالضبط: أن يحوّل التباطؤ والبيروقراطية هذه العاصمة الأثيرة، إلى ورشة مركزية لسكان الأطراف كي نذهب إليها في الهزيع الأخير من العمر لسمكرة الشرايين والأكباد والأمعاء، واستبدال قطع الغيار الآدمية للقزحية والشبكية والكلى ومفاصل الأوراك وصمامات القلب وصابونة الركبة. كتبت قبل عقد من الزمن عن مخاوفي أن تتحول مقبرة (الراجحي) بشرق الرياض إلى استراحة (عائلية) لسكان الأطراف التي يصر الإهمال والتباطؤ والبيروقراطية على إبقاء مستشفياتها إلى مجرد عيادات للزكام والكحة. هذه مهزلة إدارية لا يمكن هضمها حين يعلن البنك المركزي (مؤسسة النقد) أن حجم موجوداته من المال السائل تقارب (2457) مليارا فلا يجد المواطن منها سريرا في مدينته الطرفية علاجا لصمام القلب أو قرحة المعدة. تقول المعلومة…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
ظاهرة نجاح البرامج الكوميدية على "يوتيوب" لا تخفى على أحد، وكل صار مطلعا على كونها تحقق أرقام مشاهدة هائلة، وهي أرقام موثقة ولا مكان للشك فيها، كما أنه لم يعد سرا أن هذه الفيديوهات تحقق أرباحا إعلانية مميزة مقارنة بشركات الإنتاج التقليدية الأخرى، وهو نجاح تجاري هائل إذا عرفنا أن عمر هذه الصناعة لا يتعدى 3 أعوام فقط. ما هو السر الذي جعل هذه الفيديوهات تستولي على اهتمام ومتابعة ملايين المشاهدين رغم صنعتها الإنتاجية المتواضعة، ورغم أن قنوات التلفزيون "تتطاحن" فيما بينها في السنوات العشر الأخيرة لإنتاج أعمال كوميدية كلفت مئات ملايين الريالات في مجموعها، وهذا لا يشمل ميزانيات التسويق التي عملت لجذب المشاهد لها. هل هو فعلا حب الجديد فقط كما يقول بعض أم هناك فراغ معين غطته هذه الكوميديا بشكل لم يستطع التلفزيون تحقيقه؟ الهدف من هذا السؤال ليس جدليا فقط، فمعرفة نقاط قوة الإعلام الرقمي الجديد تسمح لنا بالتفكير والاستفادة منها بأفضل شكل ممكن، حتى يستمر الأداء…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
هذه المرة أنا مضطر للدفاع عن موقف الشيخ الدكتور محمد العريفي في وجه من هاجموا تعاطفه المعلن مع تنظيم القاعدة، صحيح أنه يمكن العودة إلى مقاطع الفيديو التي تحدث فيها العريفي عن فساد هذا التنظيم الإرهابي حين كان يقوم بعمليات التفجير في السعودية، ولكن كشف هذا التناقض العجيب بين موقفي الأمس واليوم لن يغير شيئا، فالعريفي منذ أن عرفناه حفلة من التناقضات، نعم أنا مضطر للدفاع عنه ولكن ليس على طريقة أتباعه - المدججين بالبذاءة - بل على طريقتي الخاصة لأنني أرى أن العريفي ليس وحده من يعاني متلازمة (موقف لكل مرحلة) فالكثير من المثقفين والعامة يتخذون مواقف متناقضة لأنهم لا يرون أبعد من اللحظة التي يعيشونها فيكونون أبناء عواطفهم في بعض الأحيان وأبناء مصالحهم في أحيان أخرى ولكنهم في الحالتين لم يكونوا أبناء لقناعاتهم الحقيقية!. ليس العريفي وحده من يتمايل بحسب اتجاه الريح فالكثيرون يفعلون ذلك، يؤيدون القاعدة إذا ما قتلت المدنيين في الدول البعيدة ويعتبرون مثل هذا العمل…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
يقال "بثر" وهي من "البثور" وتعني في الاصطلاح الكيس الدهني الصغير الذي يظهر في الوجه، و يقال "بثر في اللهجة الشعبية السعودية" وتعني كما عرفها "ابن الأوراس" في موقع إجابات جوجل بأنه: "الشخص الي يغثك وينشب لك وتلقاه بكل مكان، ويصير ثرثار ما يسكت أبد، وإذا ركب معك ما ينزل إلا إذا جاه النوم". هذا الكلمة التي غالبا ما تستخدم كثيرا بين السعوديين أصبحت اليوم سمة واضحة على الكثير من مرتادي الفضاء الإلكتروني، ممن لا يفهمون بأن الحديث (الكيبوردي) هو انعكاس حقيقي لشخصياتهم القلقة، وأن الاختباء خلف الأسماء المستعارة والصور الوهمية لن يغير شيئا من حقيقتهم. ليس لدي حرج هنا أن أخاطب هؤلاء المساكين رغم أني أتجاهلهم دائما على صفحتي في "تويتر" وسأستمر، فأحدهم يأتي "مدرعما" يتهمني بأبشع الأوصاف، والآخر يطلب مني رأيا فيتذاكى محاولا إيقاعي في شر كلامي، وثالث يحاول فقط التحرش اللفظي بي علني أنساق لحوار سفسطائي ممل. سأقول لهم في رسالتي هذا رأيي بهم وموقفي منهم، لا…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
أكثر من مرة راجعت حديث رئيس وزراء العراق نوري المالكي أمس في «الشرق الأوسط»، لأنه جاء على القضايا الحساسة في غاية الصراحة، وقليلا ما يتجرأ السياسيون على فتح عقولهم للغير. تحدث عن دراية بسوريا، فقد عاش فيها سنوات المعارضة الطويلة، وقال إنه لم يفاجأ بمسار الصراع في الحرب الدائرة هناك وقدرة النظام على الصمود، وإنه تنبأ بهذه النتيجة مبكرا للرئيس الأميركي، ونائبه، ووزيرة خارجيته السابقة عندما كان في زيارة لواشنطن. يقول إنهم كانوا يعتقدون أن الأسد سيسقط في شهرين، في حين راهن معهم على أنه لن يسقط حتى بعد سنتين. لماذا؟ يقول المالكي إن النظام في سوريا مسألة طائفية، ووجود العلويين في الحكم حالة بقاء للطائفة، وخروجهم يعني لهم حالة المقتول مقتول، وإنهم اليوم يقاتلون قتال المضطر، برجالهم ونسائهم، ولهذا صمد النظام. ومع أن المالكي محق في تقديره لعزيمة النظام، وتخندقه بالعلويين، وكل ما قاله صحيح، إلا أن بقاء الأسد كل هذا الزمن الطويل، وسط الدماء والدمار، ليس صحيحا أنه…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
قبل عشرين سنة تقريبا، عرّفني صديق بأحد ضباط المباحث في إحدى الدول العربية، وبعد السلام والسؤال، مازحت صديقي قائلا له: للتو عرفت أنك "مباحث"، ما دام صديقك هذا "مباحث"، فقال لي الضابط: إنه يشك في أن زوجته تتجسس عليه وتراقبه، وترفع عنه تقارير، وإنه يشك في أن زواجه منها في الأساس لم يكن طبيعيا، بل كان مخططا له من قبل المباحث، رغم أنه يتذكر أنه تزوج عن حب وعلاقة توجها بالزواج. هذه الظنون قالها لي ذلك الضابط؛ ليثبت لي أن الطريقة التي تعمل بها إدارات المباحث في العالم، بما فيها الدولة التي هو منها، وتحديدا ما يعمله هو من ناحية توظيف من لا يمكن توقعهم في هذا القطاع؛ ليمتهنوا وظيفة التجسس، جعله يشك في أن ما يفعله في الآخرين ربما فعلوه به عن طريق زوجته!. تحضر أمامي هذه القصة رغم قدمها، كلما قرأت وسمعت التحليلات التي تتحدث عما آلت إليه الأوضاع في الدول التي مر عليها ما يسمى بالربيع العربي،…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
حتى الآن لا توجد ترجمة واحدة معتمدة عربيا ومعترف بها تعبر عن مصطلح Think Tanks، فهي تترجم أحيانا مراكز فكر، أو مراكز تفكير، أو مصانع أفكار، أو خلية أفكار، أو حوض فكري أو غيرها كثير من الترجمات المختلفة. وفي أحيان يشار لها بأنها مراكز أو مؤسسات أبحاث ودراسة، ورغم أن هذه قد تكون ترجمة تعكس جزءا من عمل مثل هذه المراكز إلا أنه يظل هناك فارق بين مراكز ومؤسسات الأبحاث research institutions وبين "مراكز التفكير"Think Tanks، ويكمن الفرق الأساس في كون مراكز التفكير تعنى بالأساس بصناعة القرار وبأن تكون رافدا له، أيا كان ذلك القرار سياسيا أو اقتصاديا أو غيره، ففي بعض الدول هناك مراكز تفكير متخصصة وقد يكون تخصصها ضيقا ويتعلق على سبيل المثال بالتعليم أو الصحة أو الزراعة فقط. مراكز التفكير هنا تعنى بطرح حلول أو سياسات أو شرح معضلات وتفسير أحداث بعينها، في المقابل فإن مصطلح مراكز الأبحاث يعكس طيفا واسعا من تلك المراكز التي ليست معنية…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
إذا استبعدنا فترة الثمانينات من القرن الماضي، يمكن القول إن استثمارات السعودية في أهم ملفات السياسة الخارجية لم تُحقق منذ 1990 وحتى الآن أي اختراق أو نجاح، له من الوزن ما يوازي حجم الاستثمار في أي من تلك الملفات. وكما رأينا في مقالة الأسبوع الماضي كانت أبرز حالات عدم التوفيق هذه السياسة في العراق وسورية. طبعاً لا بد من التنويه في هذا السياق بأن هذا لا يقابله نجاح السياسة الخارجية لأي من هذين البلدين العربيين. على العكس، لقد انتهت السياسة الخارجية لكل منهما إلى كارثة وطنية تفوق في تداعياتها المدمرة ما حصل أثناء خضوعهما للاستعمار البريطاني في حالة العراق، والاستعمار الفرنسي في حالة سورية. هناك حالتان حققت فيهما السياسة السعودية شيئاً من النجاح. هناك أولاً الملف اليمني الذي حققت فيه السياسة الخارجية السعودية نجاحاً ملموساً في الأعوام الأخيرة، فنجحت قبل الربيع العربي وبالتعاون مع الحكومة اليمنية، في ضبط الأوضاع السياسية في هذا البلد من الانفجار. وبعد الربيع نجحت من خلال…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
من أعز الناس وأقربهم إلى قلبي اليوم صديقي المهندس محمد محمود الهرمودي، ولعله من الغريب والملفت في علاقتنا أننا كنا في مدرسة واحدة (مدرسة الشهباء الإعدادية)، ولكن العلاقة كانت مقتصرة على معرفة الاسم والشكل والهيئة، وشاء الله لهذه العلاقة أن تتوثق وتزداد متانة بعد التخرج في الجامعة. أكرم الله صديقي محمد بثلاثة أبناء: سارة، وخالد، وآخر العنقود (سعيد) ربي يحفظ ويبارك وإنه لشعور جميل أن تجد صديقاً لك يسمي ابنه باسمك «شكراً باشمهندس» بعد سنوات من ولادة الابن الثاني (خالد) لاحظ الوالدان تأخراً في نطقه، وبعد الفحوصات تبيَّن أن المشكلة في الأذن وكان العلاج يتطلب عملية تعيد حاسة السمع إلى مستواها الطبيعي، وأبشركم بأن خالد يتحسن يوماً بعد يوم ولله الحمد ولكنّ الغريب في الأمر أن «سارة» البنت الكبرى كانت تعاني من المشكلة نفسها، ولكنْ لم يكتشفوا ذلك إلا بعد البدء في علاج خالد ومعرفة الأعراض المشابهة التي وجدوها لدى سارة أيضاً، ولهذا كان لا بدّ من عملية في الأذن…
السبت ٠٩ فبراير ٢٠١٣
تناقلت وسائل الاعلام العالمية مؤخراً نبأ اعتزام الحكومة الأمريكية تحرر بلادها تماماً من الاعتماد على نفط الشرق الأوسط وسائر الدول الأجنبية الأخرى بل وتصدير بقدر ما كانت تستورده من نفط والذي يصل الى 10 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030. ودعمت هذه الأنباء دراسة لشركة(bp) البريطانية المعروفة والتي أشارت الى أن التوسع الحاصل في انتاج الولايات المتحدة من الغاز الصخري وبمعدل 2.1% سنوياً وبتكاليف منخفضة سيقلل من وارداتها النفطية الى مستويات تعود لأكثر من ربع قرن، معلنة بزوغ حقبة "الأكتفاء الذاتي" الأمريكي. كما يشير تقرير "آفاق الطاقة العالمية 2012" الذي تصدره منظمة الطاقة الدولية بأن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا في انتاج النفط في عام 2015، كما ستتجاوز السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم قبل عام 2020. وتذهب مصادر أخرى لأبعد من ذلك، حيث تؤكد أن نصف الكرة الأرضية الغربي سوف لن يستورد قط من نصف الكرة الأرضية الشرقي بحلول عام 2030، وستتحول جهة الطلب على النفط الى عملاقي آسيا –الصين والهند-…
السبت ٠٩ فبراير ٢٠١٣
صبورون هم السعوديون إلى حد أن يصفهم من لا يعرفهم بالخوف.. ومتسامحون إلى حد يعتقد أعداؤهم أنهم سذج.. ومؤدبون لا يردون الإساءات ولا ينزلون إلى المهاترات.. عادة سياسييهم أنهم كلما سئلوا عن شأن دولة قالوا: هذا شأن داخلي.. ولا يمكن أن يحشروا اسم دولة في أي إجابة ليست مخصصة لها. الأيام الماضية يبحث نجاد عن حليف بديل للأسد، وهذا حقه ليكمل به نفوذه في العراق. حاول نجاد أن يستغل زيارته للقاهرة ليقدم نفسه للنسيج الاجتماعي المصري فرفضه وأحرجه علماء الأزهر.. روح الفسطاط وسنام علمها. كرر نجاد كلمة الخليج الفارسي ليستفز أهل الخليج.. إنه يقولها من القاهرة.. وانضم لاجتماع يريد من خلاله تصوير دولته أنها الأهم، وأيضا هذا حقه، ولكن الغريب أن نجاد صرح أنه مستعد لحماية مصر والسعودية من أي اعتداء، وفرق كبير بين أن تقول نساعد أو أن تقول نحمي.. وهو تصريح مقصود، يرمز فيه إلى أن إيران هي حامية الإسلام. مصر لها أهلها، يقبلون أو يرفضون التصريح، لكننا…