رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
سبق أن ذكرتُ أن السؤال عن «وجهة الإسلام» كان قد طرحه هاملتون غب، المستشرق البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي. وقد شغله وقتها اتجاه المسلمين بشبه القارّة الهندية إلى الانفصال عن الهند، وإقامة كيان خاص بهم رغم مساعي غاندي الحثيثة لإبقائهم في «حزب المؤتمر الهندي». وقد اعتبر «غب» يومَها أن هذا التوجه له دلالات فيما يتعلق برؤى المسلمين المستجدة للعيش مع الآخر. فقد ذهبت «الرابطة الإسلامية» إلى اعتبار الإسلام هويةً دينية وثقافية وسياسية. وبالفعل فإن الدين الإسلامي اعتُبر فيما بعد الدين الرسمي لدولة باكستان الجديدة. وظلت التجربة الباكستانية ملأى بالمصاعب والعقبات عبر تاريخها الحديث والحاضر كله. فبمساعدة الهند في مطلع سبعينيات القرن الماضي، قام البنجاليون، فيما كان يُعرفُ بباكستان الشرقية، بالانفصال عن باكستان الغربية، وأقاموا دولة بنجلاديش. ومع أن الدولتين ظلتا على اضطراب شديد منذ ذلك الحين؛ فإن دولة باكستان (الغربية) هي التي تعاني داخلياً من الأصوليات الدينية المتشددة (حركة «طالبان» باكستان). وهكذا فإن الانفصال الباكستاني عن الهند، ما أنهى حالة…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
فجأة بدا بعض اللبنانيين فزعاً مما سماه «الإنذار الخليجي». جاء ذلك على خلفية قرار الجامعة العربية الأخير بمنح مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري المعارض. حينها حاول وزير خارجية لبنان، عدنان منصور، الاعتراض على القرار من خلال مطالبته برفع تعليق عضوية سورية في الجامعة، وهو يعني بذلك إعادة مقعد سورية إلى النظام بدلاً من إعطائه للمعارضة، أي أن الوزير عبّر بموقفه عن اصطفاف كامل مع النظام السوري ضد المعارضة السورية. وفق سياسة النأي بالنفس الرسمية، كان المفترض بالوزير أن ينأى بنفسه وبحكومته عن اتخاذ أي موقف مع أو ضد أي من طرفي الأزمة السورية. يوم الأربعاء الماضي قام سفراء دول مجلس التعاون بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، برفقة الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني، وطالبوا بالتزام لبناني حقيقي بسياسة النأي بالنفس، حفاظاً على استقرار لبنان، والتزاماً بموقعه على مسافة واحدة من الجميع. لماذا طلب مجلس التعاون ذلك؟ لأن موقف الوزير منصور في الجامعة لا يمثله شخصياً، بل يمثل حركة «أمل» في الحكومة…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
أقرب وصف لما يجري في دول الاحتجاجات والانتفاضات العربية هو أنها تعيش مرحلة يمكن تسميتها بـ«استقرار الفوضى»، حيث الفوضى تعتبر الحاكم الرئيسي والتفسير الأصوب لكل التصرفات مهما اختلفت التيارات وتباينت التوجهات. في تونس بدأت مرحلة الاغتيالات السياسية واستقالة الحكومات. وفي مصر أصبحت الفوضى سيدة الأحكام على كل مستوى وفي كل مجال، والقتل مستمر وانهيار الاقتصاد يتضاعف بسرعة مخيفة، وقد أصبحت السلطة هناك تخرج المظاهرات كما المعارضة تماما ومؤسسة الرئاسة تصدر القرارات ثم لا تستطيع تنفيذها، والقضاء تحاصره مجموعات مؤدلجة تمنعه من القيام بمهامه تحت سمع السلطة الأصولية الجديدة وبصرها وبأمرها في أحيان كثيرة. في ليبيا يمكن أن يصح القول إن كل فصيل يمتلك قوة مسلحة موالية له قادرة على إلغاء اجتماعات الحكومة وحصار ممثلي الشعب، وإغلاق الطرق، والتواصل مع كافة القوى المتطرفة المسلحة جنوبا وشرقا وغربا. وفي اليمن الأمر لا يختلف كثيرا في صورته العامة، حيث إن «استقرار الفوضى» لا يعوق الحلول السياسية والأحزاب المتصارعة إلا بقدر ما يمنح «تنظيم…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
يذكر الكاتب الإنجليزي، كولن ويلسون، في كتابه "الإنسان وقواه الخفية"، أسطورة تدور حول قسيس يدعى ثيوفيلوس، رفض عرضاً قدم إليه ليكون أسقفاً بسبب خوفه من المسؤولية، ليقبل المنصب رجل آخر الذي ما إن استلم منصبه، حتى راح يعذب ثيوفيلوس أشد العذاب، إلى أن أشرف على الموت، فيتواصل معه يهودي عجوز شرير، استطاع أن يستحضر الشيطان، ويعرض على ثيوفيلوس إنكار عقيدته التى يؤمن بها، فينكر مريم ويسوع، اللذان قال عنهما الشيطان بأنهما يعذبانه وبمقابل ذلك يخلصه الشيطان مما هو فيه من عذاب. يوافق ثيوفيلوس على العرض، لتنقلب حظوظه، فيخلع منافسه ويصبح هو أسقفاً في مكانه. ولكنه بعد حين، بدأ يخاف من خلاصه الأبدي، فتاب وعاد الى إيمانه، وفي الأخير يحرق الشيطان. لن نذكر في هذا المقام، أولئك اللذين تعاقدوا مع الشيطان لأجل خلاصهم الفردي دون أن يلتفتوا للآخرين، فمصيرهم ومسألة بقائهم هي الأهم، وليموت، من يموت بعدهم، "أنا ومن بعدي الطوفان"، أمثال هؤلاء يحملون معهم دائماً مبررات قوية لأنفسهم يعتقدون أنها…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
أعود لأكتب مرة ثانية وثالثة عن القتلى الذين يسقطون بمعدل شخص في كل ساعة في شوارعنا، وأعود وأقول إن على الدولة أن تحاسب المسؤولين غير المبالين بهذه المأساة وهذه الكارثة. المسؤولون المعنيون بهذه القضية هم الذين يشاهدون رقم القتلى يرتفع من ألف إلى ألفين فثلاثة فأربعة فخمسة فستة فسبعة آلاف شخص سنويا، ولديهم القدرة على أن يناموا ويأكلوا ويضحكوا وكأن شيئا لم يحدث بينما هناك أسر تتلوع من فراق الأبناء وأبناء يبكون فراق الآباء وأحوال كلها حزن وأسى فضلا عن آلاف المصابين يئنون على الأسرة في المستشفيات، وعدد ليس بقليل هم في عداد الموتى ممن يعيشون في حالة غيبوبة. نعيش وضعا ماديا مريحا للغاية، ولهذا لا أفهم ما مبرر عدم توظيف المئات من الشباب المؤهلين في قطاع المرور ليسهموا في ضبط المخالفين ونشر شيء من الهيبة والنظام والانضباط في شوارعنا التي باتت ساحة منتهكة للمستعرضين وغير المبالين والفوضويين والموتورين ولكل من لا يعرف من أصول وفنون قيادة السيارة إلا وضع…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
المتابع للحراك السياسي في البحرين يلاحظ أنه يدور في حلقة مفرغة.. أسباب الدوران في المكان متعددة، منها الفهم الخاطئ من جانب المعارضة لقراءة تداعيات الربيع العربي على أنها تلقائية تحدث في أي مكان وبنفس الطريقة وتصل إلى نفس النتائج، مهما اختلفت الظروف وتلونت الوسائل. ومن الفهم الخاطئ أن النتيجة يجب أن تكون صفرية والتصرف كأقلية لها مطالب معزولة عن المجتمع ككل. البدايات الخاطئة قادت إلى صيرورة خاطئة حتى الساعة، رغم المحاولات التي قام بها البعض من أجل الوصول إلى تقارب بين السقف المطلوب من المعارضة والممكن من الدولة. هناك بعض الجوامع التي يستحسن استحضارها حتى تستقيم المناقشة، في ضوء بيئة سياسية لا تقبل إلا التحيز العاطفي دون إعمال العقل، من الجوامع الحكمة أولا أن «الثورة» إن أراد البعض أن يسميها أو الحراك في مجتمعات العالم، لا تبدأ من القرى، المعروف أن الحراك السياسي تقوده الطبقة الوسطى من أبناء المدن. ومع الاعتراف بأن مفهوم «المدينة» أو «القرية» في البحرين كونها بلدا…
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
رأيته يتحدث على المنصة عن مواضيع عدة تتعلق بالعمل الحكومي. كان مرتاحاً ومبتسماً ويجيب عن الأسئلة بدقة تنم عن إلمامه بعمله جيداً. اتصلت لأهنئه وقلت له بأنه تحدث أمام الناس بنفس الطريقة التي حدّثني فيها عن عمله قبل عدة أشهر عندما كنا في رحلة معاً، وسألته عن سر ذلك الارتياح الغامر، فقال لي: "لأنني أعيش هذه التفاصيل يومياً، فلم أكن في حاجة إلى تحضير." إلا أن صديقي هذا الذي يرهق نفسه بالعمل كثيراً، لا ينفكّ يضحك ويبتسم ويصل الناس في أفراحهم وأحزانهم. لم أره يوماً غاضباً أو مكتئباً، بل إنه يعرف كيف يُضحك مَن حوله حتى في خضم المشكلات الجمّة التي تَلُفُّه على مدار الساعة. كنتُ أقول في نفسي، قبل أن أعرفه، بأن السعادة تبدأ عندما تنتهي الالتزامات، وفي كل يوم يزداد جدولي ازدحاماً وتتشعب ارتباطاتي العملية ويصير الهمّ أكبر والعبء أثقل، وكنتُ أؤجل المتعة والفرح حتى أنتهي مما في يدي. إلا أنني أدركتُ، عندما رأيته مبتسماً وهادئاً على المنصة،…
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية. إن الإنسانية محيط وإذا ما كانت هناك بضع قطرات قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذراً غاندي حسب القصة أن الأديب الراحل نجيب محفوظ رأي طفلاً يبيع حلوى عند إشارة المرور، فبكى وقال: أحلام الأطفال قطعة حلوى، وهذا طفل يبيع أحلامه! كم طفل باع أحلامه إلى الآن؟ وكم اشترينا من أحلام لم نعلم قيمتها عندهم؟ لم نعلم أنها كانت أحلامهم. ليس هناك أشد إيلاماً من شعور طفل يرى أشياء ويتمناها، ولكنه لا يستطيع أن يحصل عليها، وحتى يصل إليها يبدأ ببيع أحلامه في الطرقات. هناك من يعيش حياة كريمة ولا يعرف قدرها، وآخرون قست عليهم الحياة ولا يزالون يستبشرون بالحياة. سألني صديق مرة هل اضطررت يوماً أن تتخلى عن أحلامك لأسباب قاهرة؟ فكرت ملياً في سؤاله وعميقاً في أحلامي، وقفز إلى ذهني ذلك الطفل الصغير يجول في شوارع يعرفها وتعرفه يبيع أحلامه، ليحقق حلمه في العيش الكريم. عندما تقسو علينا الأيام لا تعترف الأعمار! ولا…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
إنه سيناريو طائفي بغيض، ولكن يحصل حالياً في سورية. ثمة أطباء مترددون بطبعهم، يأتيهم المريض فيوقن الطبيب أنه بحاجة إلى جراحة صعبة، ولكنه يبدأ بشتى العلاجات، لعله وعسى يتحاشى الجراحة الصعبة. من يسيء الظن يقول إن الطبيب يريد أن يتكسب من إطالة مدة العلاج، أو إن الطبيب غير واثق من قدرته على إجراء الجراحة، ومن يحسن الظن يقول إنه يرأف بالمريض ويحاول أن يجد له مخرجاً من دون مخاطرة تعرّض حياته للخطر. كذلك حال الرئيس الأميركي أوباما مع المريض السوري، أما الطبيب الآخر الرئيس الروسي فلادمير بوتين فأمره محسوم ونواياه مفضوحة، ولكن لا مناص من ترك المريض في رعاية ذلك «الكونسرتيوم». لقد قدما وصفة يعلمان أنها غير ناجعة. اتفقا على تكليف وزيري خارجيتهما بالاجتماع والخروج بحل سلمي، إنهما يعلمان أن «السلام» يرفضه تماماً النظام، فهو لا يستطيع أن يعيش به، المعارضة تحتاج إلى السلام، ذلك أنها اضطرت إلى الحرب، أما حديث النظام عن المفاوضات فما هو إلا حملة علاقات عامة.…
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٣
لا أعرف لماذا شعرت بالضحك للوهلة الأولى عندما سمعت بقطع رأس التمثال في معرة النعمان. وازداد ضحكي عندما قرأت هنا في هذه الصحيفة قبل حوالي أسبوعين مقال سوسن الأبطح: «معركة جز رؤوس التماثيل». العنوان بحد ذاته أدخلني في نوبة من الضحك والانشراح. يخيل إليّ أن سوسن بارعة في فن التهكم المبطن أو السخرية المرة. وهل هناك من طريقة أخرى لـ«فشّ الخلق» أمام هذه التفاهات؟ هل هناك من سلاح آخر في الوقت الراهن؟ في الواقع أن المعري كان مستهدفا على مدار التاريخ. ولا أعرف لماذا لم يغتالوه حيا! كيف نجا بجلده؟ ربما لأنه كان ضريرا أعمى رهين المحبسين.. أقول ذلك على الرغم من أن عصره كان بداية الدخول في عصر الانحطاط. ولكن يبدو أن أنوار العصر الذهبي لم تكن قد انطفأت كليا بعد. بل وحتى قبل ثلاثين أو أربعين سنة كنا أكثر استنارة مما نحن عليه الآن. والدليل على ذلك القصة التالية. عندما كنت طالبا في ثانوية «جبلة» بسوريا دخل علينا…
الجمعة ٠٨ مارس ٢٠١٣
الراصد والمتابع لما يحدث في معرض الكتاب الذي يقام سنوياً، يؤمن أن هناك تغيراً تقدمياً مذهلاً حول القراءة ومتابعة الجديد في مختلف الجوانب الثقافية، وهذا ما يعطي ملمحاً حيوياً للشأن الثقافي مقارنة بالسنوات الماضية. وبغض النظر إذا كان الهدف من الشراء هو مجرد الاقتناء أو القراءة، إلا أن ما حدث في نسيج المجتمع السعودي يعطي دلائل لا يجب أن تمر على الباحث دون الوقوف عندها.. ماذا يعني أن لا يجد الشخص موقفاً لسيارته إلا بصعوبة وأن تشاهد أفراد العائلة وهم يقفون طويلاً أمام دور النشر لأجل المحاسبة وأن تتحول الأكياس إلى عربات يجر فيها الكتب؛ لكثرتها، وأن لا يتمالك الشخص نفسه في أن يقف وهو يقرأ الصفحات الأولى من الكتب.. هذه الظاهرة تبعث الأمل حول شخصية المواطن السعودي الذي كانت الفكرة عنه قبل ثلاثة عقود أنه بدوي ولديه جمل وسيارة مرسيدس ومتكئ على بئر من البترول ولا يعرف من القراءة سوى القرآن عن ظهر غيب! لقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام…
الجمعة ٠٨ مارس ٢٠١٣
أعلنت إيران حداداً عاماً على رحيل الرئيس الفنزويلي «هيوجو تشافيز» خاصة وأن «علاقته بإيران تتجاوز حدود الدبلوماسيّة وترتقي إلى مستوى الصداقة الحميمة والعقائديّة» وفقاً لـ«نجاد». وبعد أن وصف «تشافيز» بـ«الباسيجي الوفي والحزب اللهي والشهيد»، توجّه «نجاد» إلى «كاراكاس» للمشاركة في مراسم دفن «تشافيز». وقال «نجاد»: «ما من شك بعودة تشافيز بصحبة الصالحين والمسيح لتحقيق السلم والعدالة والاستقرار»! وعند زيارته لإيران عام 2009 توجّه «تشافيز» بمعيّة «نجاد» وفريقه لزيارة ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة «الإثني عشرية» بمدينة «مشهد»، وبعد تلك الزيارة، صرّح «نجاد» بأن «الزيارة تؤكد عمق المشتركات العقائديّة فيما بين الشعبين والدولتين الإيرانيّة والفنزويليّة»، وأكد «تشافيز» أن «المسيح والمهدي سيظهران مجدّداً ليستوليا على الحكم في العالم»! وتعود العلاقة بين طهران وكاراكاس منذ عهد «خاتمي» الذي زار فنزويلا ثلاث مرّات بينما زار «تشافيز» إيران مرّة واحدة، ثم قام الأخير بزيارة طهران 7 مرّات في عهد «نجاد» الذي قام بزيارة فنزويلا ست مرّات. ورغم المزاعم الإيرانيّة بتوسيع حجم استثماراتها في فنزويلا وبعض…