الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
يزداد الموقف الروسي تشدداً مع الوقت في مسألة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتؤكد موسكو أن الحرب السورية ستطول سنوات وستحصد المزيد من الضحايا إذا استمرت المعارضة المدعومة من العرب والغرب في المطالبة برحيله، لكنها لا تقدم أي تفسير علني لماذا تصر هي على بقائه، باستثناء الحديث العمومي عن «مبدأ عدم التدخل»، ولا توحي بالثمن الذي تطالب به في مقابل التخلي عنه والتوصل إلى تسوية تنتهي بزوال نظامه. وتستغل روسيا الحرج العربي، الذي عبر عنه وزير الخارجية السعودي عندما تحدث عن «المأزق الكبير» المتمثل في عجز الدول العربية عن وقف حمام الدم في سورية واستحالة إقناع المعارضة بفكرة بقاءٍ ولو موقت للنظام الحالي بعد سقوط أكثر من 60 ألف قتيل، لتهدد (روسيا) بالمزيد من القتل وبإطالة أمد الاقتتال إلى ما لا نهاية، ولتؤكد استمرارها في منع مجلس الأمن من التوصل إلى إجماع ينهي المأساة. وأمس، تأفف وزير الخارجية الروسي من «هوس» المعارضة بإطاحة النظام، وكأن الأسد وصل إلى السلطة في…
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
حينما انطلقت بوادر ما ظنناه «ربيعاً» عربياً، لم يكن أمام من احتفى به غير التصفيق والتفاؤل بمستقبله. وكيف نلوم الظمآن التائه في صحراء قاحلة إن ركض خلف السراب؟ لا ماء في السراب، وحتى اليوم، لا ربيع في «الربيع»! بعضنا يصف المشهد اليوم بالربيع الإسلامي، وآخرون يكابرون ويصرون على أنه «الربيع العربي»، وأياً تكن التسمية؛ فالنتيجة واحدة. واقع العالم العربي - على أغلب الأصعدة - يبقى أسوأ مما كان عليه قبل عامين، وتلك نتيجة في عداد «تحصيل الحاصل» بعد ستة عقود من الضياع والفوضى والقمع والاستبداد، لكننا نحن الذين صفقنا لما ظنناه «ربيعاً»، نسينا في غمرة الاحتفال ببدايات ما جرى، جملة من الحقائق المهمة تشكل السدّ المنيع في وجه «الربيع»، فغير أننا شعوب تحركها العاطفة وتلتف حول صاحب الصــــوت الأعلى، ورثنا ثقافة تُبجل الحاكم، وتصنع منه أحياناً طاغية ومستبداً، وحتى مفهوم الدولة عنـــــدنا شائك وملتبـــــس، فـ «الأمة»، في خطاباتنا الدينــــية، وخــصوصاً عند التيارات الأصولية، تأتي قبل الوطن إن لم تكن هي…
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
نحن شعب يعشق السهر كثيراً.. سيارات تدور خلف بعضها طوال الليل دوران مليء بـ«البحلقة» خصوصاً عند إشارات المرور، ومطاعم وكافيهات محددة ومتشابهة ومملة خصوصاً في المنطقة الشرقية، ناهيك «عن التبطح» المليء بالضجر والشيشة والنميمة في الاستراحات والقهاوي! في الصيف قالوا لأن أجواءنا حارة كذلك ترى الناس يستغلون تسامح الليل معهم لينسدحوا فيه حتى الصباح ليرحمهم من قيظ النهار، لكن في الشتاء ما عذرهم؟. هناك عار يتلبس الكثيرين لدينا حينما ينامون باكراً وهناك وصمات عار تلاحقهم من الجميع حتى يصل إلى نعتهم بالدجاج كناية عن نومهم مبكراً! صغارنا صاروا يسابقون كبارنا في السهر وأول غنيمة يقتنصها الصغار في الإجازات هي السهر! أي إجازة… ويك إند، أعياد، ربيع، صيفية. أنا لا أدري ماذا يحبب الصغار في السهر هل ليشعروا أنهم كبروا ليكتشفوا بعد أن يكبروا أنهم تخلوا عن أجمل أيام حياتهم! مع أن الليل المتأخر يحرم الصغار من الخروج والتنزه! أوه هل لدينا متنزهات؟ لا شيء أجمل من نسمة صباح ندي بعد…
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
عرفت الشعوب منذ فجر التاريخ بمواصفات تتميز بها عن غيرها، بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبي، فهناك من يصف البريطانيين مثلا بأنهم لا يتمتعون بروح الفكاهة، والفرنسيون بأنهم شعب غير محب للأجانب، كما عرف اليابانيون بأنهم شعب عملي، والهنود بأنهم شعب مكافح. في عالمنا العربي عملنا على نفي توصيف الغرب لنا بأننا إما إرهابيون أو عنيفون أو مجرد شعوب بدائية غير متحضرة، واصفين ذلك بأنه مبني على نظرتهم المقولبة stereotype، وعملنا بالمقابل على إطلاق الأوصاف المفخمة والإيجابية على أنفسنا لدرجة تصورنا معها أننا أقوى شعوب الأرض وأنجحها وأكثرها تميزا. هذه النظرة للذات تأتي امتدادا لطبيعتنا المتأصلة بأهمية إعطاء الألقاب والمسميات التي تعبر عن الهوية أو تصف تميز الإنسان، مثل القول في وصف أحدهم بالشيخ الأستاذ الدكتور فلان، أو تزيين الآخر بلقب أمير الشعراء مثلا، أو النسور أو الأسود لذلك الفريق أو ذاك، معتمدين في ذلك على مخيلتنا الشاعرية، وحبنا للكلمة التي تزخر بتلك الشاعرية، والتمجيد وفاء لما عرف به أجدادنا من…
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
قد يختلف الناس في كثير من الأمور، لكنهم متفقون في حب الشهرة والمكانة الاجتماعية، ويشير علماء الاجتماع إلى هذه الحقيقة بالقول إن: "من خصائص الطبيعة البشرية أنها شديدة التأثر بما يوحي العرف الاجتماعي إليها من قيم واعتبارات، فالإنسان يود أن يظهر بين الناس بالمظهر الذي يروق في أعينهم، فإذا احترم الناس صفة معينة ترى الفرد يحاول شتى المحاولات للاتصاف بتلك الصفة وللتباهي بها والتنافس عليها". وفي المجتمعات المتدينة نجد أن العديد من الناس ينخرط في سلك رجال الدين، فهناك المقام والمنصب والمال الكافي والاحترام والتقدير من المجتمع، ولهذا نجد التكالب من بعض الدعاة والمحتسبين على القنوات الفضائية والمحاضرات في المساجد والمنتديات الاجتماعية مع وجود تضخم هائل في هذه الفئة من الناس. ولهذا السبب صار الوعظ والاحتساب عند البعض مهنة تدر على أصحابها الأموال، وتمنحهم مركزاً اجتماعياً مرموقاً، وهي لا تحتاج إلى ملكات ومواهب خاصة إلا حفظ بعض الآيات القرآنية والأحاديث ومقدرة على الخطابة ولبس زي معين يمتازون به عن الناس.…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
أن تكون إعلامياً أو كاتباً أو شاعراً أو فناناً أو أي شيء، ولستَ مع "الجماعة" قلباً وقالباً؛ فتلك عند "الجماعة مصيبة". وتكون المصيبة أكبر لديها إن أعلنتَ موقفك بأنك ضد فكر "الجماعة" وسياستها، وهنا عليك أن تكون حذراً في كل حركاتك وسكناتك وعباراتك وخطواتك لئلا يستغل أحد المنتمين إليها شبه زلة أو عثرة منكَ، فيجرجرك في المحاكم بتهم شتى تبدأ بالإساءة إلى الدين – حتى وأنت تحترمه وتقدسه – وتنتهي حيث لا تدري... "الجماعة" هي "الإخوان المسلمون"، وما سبق هو حال الوسط الثقافي والفكري في مصر هذه الأيام حيث يُستغرب الوضع الذي آلت إليه الأمور، فـ"الإخوان" احتكروا الدين وصادروا الحريات باسمه، وبات على من يقرأ آية قرآنية في برنامج ما أن يخشى من تأويل "إخواني" لحركة يده وتعابير وجهه فيعتبر ذلك استهزاء وإساءة، ومن مثّل فيلماً ذات يوم يجب أن يسترجع شريط ذاكرته حتى لا يقاد إلى المحكمة بتهمة جاهزة. غير المنطقي في دولة ذات إرث عريق أن تقبل المحاكم…
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣
في صباح ليس به «ضوء شمس»، كما يقال، في الشهر الماضي، فُجعت أكثر من 120 أسرة بنغالية باحتراق عائليها أحياء في حريق ضخم، أصاب أحد مصانع النسيج التابعة لشركة «ديزني» في العاصمة البنغالية «دكا»، ولم يكن سبب تلك المأساة سوى جشع ورغبة بعض الشركات العالمية في الحصول على أكبر كم ممكن من الأرباح، ما دعاها إلى استغلال عمالة فقيرة (لا تخلو من عمالة الأطفال بالطبع)، ضمن ظروف عمل تعيسة، تفتقر إلى أدنى متطلبات السلامة المهنية. الخبر قرأته مؤرشفاً وصغيراً في زاوية خجولة، وفي اليوم التالي نسته الصحيفة والعالم كله، فمن يهتم؟ لايزال العم «سكرووتش»، أو «عم الدهب»، كما تسميه تراجمنا، يسعى إلى جمع المبلغ الأكبر، ولايزال فقراء «مدينة البط» يحاولون كسب عيشهم، وهذه سنة الحياة، لكن لنتخيل بصدق أن هذه الحادثة - لا قدر الله - حصلت لدينا، فما السيناريو المتوقع؟ أولاً: ستجتمع 300 منظمة دولية في أحد الفنادق الفخمة، وتحتج على إهمالنا الشديد لـ«حقوق» العمال، وسنطالَب بسن قوانين صارمة،…
عادل الطريفيكاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣
في اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون مع السيناتور ريتشارد راسيل (مايو/ أيار 1964)، كُشف عنه قبل عدة أعوام، اعترف الرئيس لمحدثه بأن حرب فيتنام قد تطول، وأنه لا يرى في الأفق أية بوادر للحل، وأنه على الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة يجب أن تستمر في الحرب كي تمنع سقوط دول أخرى لصالح المعسكر الشرقي مثل «أحجار الدومينو»، ثم يعترف جونسون بعد ذلك، بأن الشعب الأميركي لا يكترث بهذه الحرب لأنه لا يدرك أهميتها على المدى البعيد، وأنه قد يخسر شعبيا نظير موقفه، ولكن التاريخ حتما سينصفه. يقول جونسون: «سوف يكون وقعها كالدومينو الذي سيجر معه قائمة طويلة. لذا علينا أن نستعد للأسوأ.. لا أعتقد أن شعب هذا البلد يعرف الكثير عن فيتنام، ولا أظنه يكترث بذلك». ولكن هل أنصف التاريخ جونسون كما كان يراهن؟ ربما يجدر بالرئيس أوباما الذي يدخل في ولايته الثانية رسميا هذا الأسبوع، أن يعتبر مما جرى لسلفه، فالتاريخ حقيقة لم ينصف جونسون…
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣
ما أطال النوم عمراً، وما قصر في الأعمار مثل السهر. لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب السعودي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت والصحة والمال وتضييعها على المتع التافهة. الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضا كثيرة، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة. هي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن. السهر الطويل لربات البيوت أمام المسلسلات والبرامج الفضائية حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر، هذه واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت والصحة والمال. من بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس. عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم تنام حتى الظهر، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم ير نور الصباح ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة. بالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع…
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣
مع بداية هذه السنة يكون قد مرَّ 150 عاماً على إنشاء أول مترو أنفاق في العالم في لندن، ولعلَّ أقرب مثال لما نريده ونطمح في إنشائه موجود في نموذج (مترو أنفاق القاهرة) الذي يعد أول خط مترو يتم بناؤه وتسييره في مصر والوطن العربي والقارة الإفريقية وأحد أهم وسائل المواصلات في القاهرة التي تعد أكثر المدن ازدحاماً، وترجع فكرة إنشائه لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل في مصلحة السكة الحديد أول اقتراح لعمل المترو، وتم تجاهل اقتراحه من قبل الملك ليُغلق ذلك الملف الذي فُتح من جديد بعد نجاح ثورة يوليو وتولِّي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الرئاسة، حيث طالب بخبراء من فرنسا لإنشائه على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967 وتم التعاقد مع بيت الخبرة الفرنسي الحكومي(سوفريتو ) في عام 1970، ليتم تشغيله بعد تولِّي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عام 1983، الجميل في الموضوع إصرار تنفيذه على الرغم من الصعوبات التي مرّت بها مصر والأهم…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣
ظلت الشعوب العربية لسنوات على علاقة متوترة مع القمم العربية، تنالها بالسخرية والتندر على طقوسها ونتائجها غير المرئية. وفي ما بعد أحداث 11 سبتمبر بدأت المفاصلة الحقيقية، فأصبح نصف الشعوب العربية يمجّد «القمة» والنصف الآخر يمجّد «القاعدة»! بعد مرور سنين طويلة من التطلعات، ما زال الإنسان العربي «الموعود» تائهاً، فلا القمة وفت بوعودها الإصلاحية ولا القاعدة حققت الفردوس الموعود. الآن، يجري تحوّل جذري في المعادلة الثنائية، إذ بدأت القمة تستشعر أثر الفجوة التي بينها وبين الشعوب العربية القابعة في القاع، الفجوة التي استغلتها «القاعدة» الأقرب إلى أهل القاع من أهل «القمة». الآن بدأ الاهتمام ينتقل من قمم الخطابات السياسية إلى قمم القرارات التنموية، أي أن القمم العربية تكاد أخيراً تحذو حذو قمم الاتحاد الأوروبي و «آسيان»، التي تناقش تفاصيل القضايا التي تنشغل بها الشعوب لا القضايا التي تشغل القادة. الربيع العربي لم يكن غائباً عن قمة الرياض التنموية، أول من أمس. حضر من خلال وجود بعض القادة العرب الذين جاء…
الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣
مع نشر مقالي الذي كان عنوانه "آل سعود كسائر المواطنين يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق" امتلأ مكان التعليقات "MENTION" عندي في التويتر بالكلام اللاذع ما بين لائم وشاتم وشانئ. والواقع أنني لم أتوقع هذا الكم المعترض الذي لمزني وهمزني بالأقذع من الصفات، بل إنني كنت أتوقع من ردود الفعل عكس ذلك تماماً، وكنت أتحايل على الصحيفة خشية أن تحجب المقال من النشر لأنه بحسب تقديري كان خارج السياق المعتاد، وكانت فيه جرأة محسوبة تلامس ما كنت أظن أنه يقع تحت طائلة المنع من الاقتراب، كيف لا وفكرة المقال تنطلق من مساواة الأسرة المالكة بسواها مع باقي الأسر الكريمة في هذا الوطن؛ في السلوك الذي يتسم عند بعض الأفراد أحياناً بالسفه والحمق والفساد. وعندما انطلقت باتجاه هذه المقارنة، فإنني كنت أرد على البطانة الفاسدة التي تجتاح أحياناً بلاط السلاطين والأمراء، وهذا من المعروف تاريخياً على امتداد الممالك والحضارات، وهو ما يحدث مع تباين في نسب الكم، وفي حجم التأثير قديماً وحديثاً…