الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
يمكن القول ان إيران كانت اكثر الدول اهتماما بالثورة التونسية وسرعة سقوط الرئيس التونسي في 14 يناير 2011م وذلك لعده أسباب موضوعية وذاتية أهمها ان الثورة التونسية فتحت عدة ابواب امام ايران بدلا من الباب الواحد السابق والذي كان يتمثل في الباب الرسمي. كما ان احد اسباب الابتهاج الايراني هو ان السياسة الإيرانية ومنذ 1979م جعلت مبدأ تصدير الثورة هدفا حيويا ومصيريا سواء على البعد العقائدي أو البعد المتعلق بمصلحة النظام ووضع له إستراتيجية خاصة لها ، وسياسات تستند إلى امكانات وطاقات لتنفيذها ،وبالتالي أصبح تصدير الثورة وسيلة وغاية لكسب المناصرين لإيران ومواجهة التحديات الخارجية وإضفاء الشرعية عليها ، فطالما آمنت إيران بأن حدود الدولة الإسلامية تتجاوز حدودها السياسية كدولة قومية. كان اول موقف رسمي تجاه الاحداث في تونس تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بقوله «ما يهمّنا جميعا هو تحقّق إرادة الشعب التونسي في أحسن الظروف على اعتبار أنّ تونس يمكنها أن تؤدّي دورا هاما في العالم الإسلامي مستقبلا»…
عادل الطريفيكاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
حين قام الوزير الأول آنذاك زين العابدين بن علي بانقلاب أبيض على بورقيبة، فيما عرف بحركة السابع من نوفمبر 1987 في تونس، كان طبيعيا أن تنتقل الصلاحيات الرئاسية إلى الرئيس الجديد (بن علي) تحديا لأحكام المادة 57 من الدستور التونسي التي تنص على انتقال السلطة «عند شغور منصب رئيس الجمهورية لوفاة أو لاستقالة أو عجز تام يتولى فورا رئيس مجلس النواب مهام رئاسة الدولة بصفة مؤقتة..». ولكن على الرغم من هذا التحدي للدستور، كان المناخ إيجابيا لا سيما بعد البيان التاريخي الذي وعد بانفتاح ديمقراطي، وعفو سياسي عن المعارضين في السجون والمنافي. حركة «الاتجاه الإسلامي» - أو النهضة كما باتت تعرف - كانت من أبرز المستفيدين حيث خرج الكثير من كوادرها من المعتقلات، أو عادوا من الخارج. بدت آثار العهد الجديد واضحة، فقد بدأ التلفزيون والإذاعة الرسميان بنقل الأذان للصلاة في أوقاتها، وبث تسجيل لخطبة الجمعة. بيد أن التغيير الأهم تمثل في الإعلان عن صدور قرار لفتح المجال السياسي أمام…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
إذا كانت الأمم المتحدة تعلن أنه « لا يمكن لدولة صدّ الارهاب وحدها»، كما بدا في رأس الصفحة الأولى لهذه الصحيفة أول من أمس الإثنين، فإني سأعلن بالمثل: ولا يمكن لجماعة صنع الارهاب وحدها! الارهاب هو وباء هذا العصر، لاشك. لكن مثلما أنه لا يتم تحميل مسؤولية الأوبئة التي تفتك بصحة الانسان على فيروس أو بكتيريا فقط بمعزل عن البيئة والظروف التي هيأت لهذا الميكروب النمو والانتشار، يجب أيضاً النظر إلى وباء الارهاب بالمنظار التشخيصي نفسه. والاستمرار في إشاعة الفكرة المبنية على أن الارهاب يقف خلفه وتصنعه جماعات وحركات متطرفة، هو غفلة أو تغافل عن رؤية الصورة الكاملة للحدث. فالجماعات المتطرفة كانت موجودة طوال التاريخ... من كل الديانات وكافة الشعوب. لكن الارهاب بشكله الاحترافي الذي نراه الآن لم يكن مرافقاً لتلك الجماعات، ليس هذا بسبب نشوء التسهيلات التقنية كما قد نظن، بل بسبب نشوء ما يمكن تسميته صناعة الارهاب. الإرهاب ليس حكراً على تكوين اجتماعي واحد، فهناك إرهاب دول وإرهاب…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
دفعت قبل قليل 1300 ريال، هي قيمة ثلاث مخالفات سُجِّلت عليَّ من قبل نظام ساهر المروري، ضياع المال في غير عائد يولّد شعوراً بالمرارة، خاصة تجاه 500 ريال ذهبت نظير مخالفة قطع إشارة مرور، وأنا متأكد أنني لا أقطع إشارة مرور، وقد حاولت معرفة متى وأين حصل ذلك من خلال موقع وزارة الداخلية، فأفادني أنه لا توجد مخالفة بهذا الرقم، رغم أنني سدّدتها بنفس الرقم، بإمكاني أن أتظلم فثمة آلية لذلك، ولكن أنَّى لي أن أغادر البحرين، حيث أعيش، وأذهب إلى إدارة مرور لا أعرف أين هي في الرياض؟ ثم إنني متأكد أنها قضية خاسرة، ذلك أنني قد دفعت سلفاً على طريقة «ادفع ثم اشتكي». توجد لديّ مخالفتا تجاوز سرعة أُقر بهما، وقد وجدتهما تحديداً وتفصيلاً في موقع الوزارة على الشبكة، على عكس مخالفة قطع الإشارة، فلقد تعبت وأنا أقول للسائق لا تسرع خلال رحلة الأسبوع الماضي من الرياض إلى الدمام، فيرد علي «بابا.. لا تخاف، أنا أعرف ساهر فين»…
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
كنت دائما، تماما مثلما أكتب: عكس الفزعة وفي مواجهة تيار السائد المألوف. وفي قصة ابنتي، رهام الحكمي، سأكتب أن القصة بالنسبة لي من شقين: الأول تعاطفي الشديد مع قصتها المؤلمة المحزنة ولن يستطيع فرد أن يمسح انحيازي الأبدي للبسطاء، وسأكتب أن حادثتها تعبير صارخ عن هزيمتنا الأخلاقية. الثاني، أن يسار هذه الصفحة على الموقع الإلكتروني يحتفظ بكل رسائلي إلى معالي الوزير عن الصحة وعن حاجة (الأطراف) إلى ما هو أكثر من مشافي المهدئات ومشاريع الورق الوهمية. لكنني، وبكل شجاعة، ضد أن نمسح تاريخ معالي الوزير لأن التركيز على هذا (الوهم) قد ينسينا صلب الرسالة الأهم من ثنايا هذه القصة. الرسالة من شقين: لمعالي الوزير ومن ثم، بحسب تراتب مسؤولية القصة نفسها لسمو أمير منطقة جازان ولكل منهما مع التقدير والتحية: ساقول لصاحب المعالي إن مجرد نقل (رهام) إلى مستشفى تحويلي بالرياض يختزل معالم القضية. نحن، صاحب المعالي، في هذه الأطراف من الوطن، لسنا مجتمعا قابلا للتحويل ولا ضيوفا في نهايات…
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
تتحفنا الأخبار الغربية بين حين وآخر بمانشيتات مثيرة حول استقالة مسؤول ما إثر فضيحة، أو اعتراف مسؤول آخر مصاحبا بتأنيب ضمير، تعقبه استقالة غالبا. هذا الأمر لايبدو غريبا بل مألوفا. هل يحدث هذا في عالمنا العربي؟. أعتقد أنكم تعرفون الجواب. وعلى أية حال ليس هنا محور الحديث الذي سيأتي، إنما هو فلاشة سريعة للثقافة التي ترتبط غالبا ببنية وثقافة المجتمع. يقسم علماء الاجتماع الثقافات من حيث تعاملها مع «الخطأ» إلى الثقافات المبنية على الشعور بالخزي shame based cultures، ومثالها المجتمعات العربية عامة، والثقافات المبنية على الشعور بالذنب guilt based cultures، ومثالها المجتمعات المدنية/ الغربية عامة. فحين يصدر خطأ ما من شخصية، ذات خلفية ثقافية قائمة على الشعور بالذنب، يصدر عنها شعور عميق بوخز الضمير الفردي، وقد يحدث ردة فعل أقوى من استقالة مسؤول كما في مثالنا الأول، كالانكفاء والألم أو حتى الانتحار. وهنا أتحدث بشكل عام دون النظر إلى الاستثناءات. أما حين يصدر خطأ ما من شخصية ذات خلفية ثقافية…
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
لا شيء يعلو في تويتر فوق صوت آيباد وزير الصحة عبدالله الربيعة للطفلة الضحية التي أسقتها وزارة الصحة الإيدز بدم بارد، قلناها مراراً وتكراراً وزارة الصحة تقطع العلاج عن مواطنين يصارعون الموت في الخارج وبدم بارد أيضاً فتمادت وزارة الصحة وصارت تسقي المواطنين الموت هذه المرة بالآيباد ومن أمن العقوبة أساء الأدب، إذا لم تقم الدولة بغربلة شاملة عاجلة لوزارة الصحة فستصطف المآسي جنباً إلى جنب وسيجد مدمنو تويتر ما يروي إدمانهم بشيء نافع بعيداً عن الاتهامات والتخوين والشتم والردح. هكذا ساوت وزارة الصحة حياة مواطنة طفلة بآيباد بدلاً من أن تنقلها للعلاج في أرقى مستشفيات العالم تكفيراً عن ذنبها الطويل وهذه المرة الضحية حية ترزق على قيد الحياة شفاها الله وعافاها وهون عليها وعلى أهلها، في المرات السابقة كانت الأخطاء الطبية تتحدث عن مواطنين تغمدهم الله برحمته بمشارط وزارة الصحة وأنابيبها فتقيد الجريمة ضد مجهول هذا المجهول الذي تنوعت أسبابه التي تارة تكون أنابيب مقاول الصيانة وتارة طبيبة تخدير…
ميساء راشد غديرعضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
يوم انعقدت القمة الحكومية، كانت أهدافها تتلخص في عرض تجارب الجهات الحكومية المتميزة في خدمة المتعاملين من جانب، وتحقيق الريادة في الخدمات الحكومية من جانب آخر، وهو هدف لا يمكن أن يتحقق دون مكاشفة ومصارحة بين أعضاء الحكومة والجمهور، حول الخدمات التي تقدم لتقييمها وكيفية تطويرها. استمع وشارك وتابع كثيرون الجلسات، لا سيما المتصلة بأهم الوزارات الخدمية، وهي التربية والتعليم، والصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية. كان بعض الوزراء موفقين في إجاباتهم، لكن ما أن انتهت وقائع القمة إلا وشواهد أخرى تكشف خلاف ما أعلن وما أكد عليه الوزراء في حديثهم للجمهور، وهذا لا يعني تشكيكنا في قدراتهم، لكننا واثقون بأن خللا إداريا لا بد من الالتفات إليه والاعتناء به حتى لا يتسع الخرق على الراقع. عندما سئل عبد الرحمن العويس وزير الصحة بالإنابة عن أهم الصعوبات التي تعطل إتمام دوره في المجتمع المحلي في وزارة الصحة، توقعنا أن تكون الأسباب ضعف الميزانية، أو عدم توفر الكفاءات والمعدات الطبية اللازمة، أو تفشي…
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
تلقّت الفتاة «رهام» الحكمي، هدية وزارية من الوزير الربيعة، عبارة عن جهاز «آيباد». ولا أعلم ما هو موقع هذه الهدية من الإعراب!! هل هي تعويض لها عمّا أصابها من تدمير لمستقبلها؟! أم هي محاولة لتلطيف الجو على الأسرة المكلومة؟! كان على الوزير أن يُهدي رهام وأسرتها تذاكر طيران، تقودهم إلى علاج ابنتهم في أفضل المستشفيات المتخصصة في هذه الأمراض!! فمستشفياتنا مهما تحسن حالها إلا أنها تعتبر حديثة عهد وتجربة بهذه الأمراض. يا معالي الوزير، رهام ومجتمعها بحاجة إلى هدية أكبر من الآيباد، بحاجة إلى هدية تُرجع لهم الثقة بوزارة الصحة ومنسوبيها، فبكل تأكيد الحياة أغلى من الآيباد. المصدر: صحيفة الشرق
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
من مفارقات العصر أن يوجِّه 17 باحثاً وأكاديمياً إيرانياً رسالة إلى الرئيس المصري «د.مرسي» ينصحونه فيها «الاقتداء بالدولة الإيرانية وتبنِّي الإسلام على طريقتها»! ولا تخلو الرسالة الإيرانية من أن «يحكم مصر ولي الفقيه على غرار خامنئي»، رغم أن الأخير وعدداً من رجال الدين الإيرانيين قد تأثروا من قبل إلى أبعد الحدود بالمنهج الفكري للإخوان المسلمين، فقاموا بترجمة كتبهم وأفكارهم من العربية إلى الفارسية. وجاءت أسماء كل من «ولايتي» و«حداد عادل» المقرَّبين من «خامنئ» والمرشَّحين لرئاسة الجمهورية الإيرانية القادمة في مقدِّمة الرسالة، التي لا تخرج عن كونها تدخلاً واضحاً وصريحاً في الشأن الداخلي المصري. وتجربة 34 عاماً من حكم ما يسمَّى بـ «ولي الفقيه» في إيران، رافقتها الحروب الدامية وارتكاب المجازر والإعدامات الجماعية وهجرة الملايين خارج الوطن بسبب شدة القمع على يد «الخميني» ومن ثم «خامنئي»، فترى أي تجربة تريد إيران نقلها لمصر؟! تجربة احتلال الأراضي العربيَّة والانقلاب على ثورة الشعوب الإيرانيَّة، أم وأد الحريَّات والديمقراطيَّة لتحل محلَّها الشموليَّة القائمة على…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
إذا كانت "صاحبة الجلالة" أو الصحافة ممتنة يوما لجوتنبرغ، الرجل الذي اخترع الطباعة، فربما تحتاج لتكون أكثر امتنانا لمن اخترع "الآيباد"؛ لأنه كان النور الذي منحها المخرج بعد نفق مظلم من الانهيارات والخسارات المادية. في السنوات الخمس الأخيرة، بدا واضحا التراجع في أداء الصحافة الورقية، وحدث إغلاق لعدد كبير من الصحف والمجلات حول العالم، رغم كل المحاولات غير المجدية لإنقاذها، فالصحافة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية بدأت تسيطر على الموقف، فهي تملك كل ما لا تملكه الصحافة الورقية في عالمنا الجديد. لكن هذا كله في طريقه للتغير كما يبدو في هذا العام، ففي العام الماضي حدث تحول هام. إذ أظهرت الدراسات والإحصاءات إقبالا واضحا من الجمهور على النسخ الإلكترونية من المجلات والصحف، والمقصود هنا النسخ التي تحافظ على نفس إخراج المجلة والصحيفة، ولكن يمكن استعراضها وتصفحها من خلال الأجهزة اللوحية (مثل آيباد) والموبايل أو على سطح الكمبيوتر، بل إن هذا النمو يتجاوز في الحقيقة المواقع الإلكترونية لتلك الصحف. في الأسبوع الماضي، اعتمدت…
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
عندما هبتْ رياح «الربيع» على البلاد العربية وتحركت الشعوب لوضع عربات القطار على مسارات الحرية والعدالة والكرامة، كانت كل الحكومات «متوجسة» ترقب وتراقب وجوه الجماهير الثائرة وتعد الدقائق التي تمر عليها ثقيلة كسنوات؟ كانت كل حكومة عربية تحدق في بوابات القصر المحاصر بهدير وهتافات شعوب غاضبة تريد «إسقاط النظام» بعد أن كسرت الحواجز النفسية وحطمت معاني الخوف لتعانق الحرية. كانت الشعوب تتقدم بلا تثاؤب وتحطم القبضات الحديدية الأمنية، رافعةً لافتات تطالب بالحقوق وتندد بالطغاة والمستبدين والفاسدين، ولم يكن أمام تلك الحكومات سوى «ثلاثية» الفرار أو التنحي أو تقديم «تنازلات مجزية»! في تونس اقتلعت «ثورة الياسمين» زين العابدين فولّى الأدبار فاراً إلى السعودية، وفي مصر قدم مبارك تنازلات وتنازلات لم تشفع له، بعد أن أحكم الشارع القبضة وأبرز أنيابه ليجبره على التنحّي. وفي ليبيا، جُنَّ جنون القذافي واتهم الشعب بالجنون والمجون وتعاطي المخدرات، فانتصر الثوارُ وقُتل القذافي ببندقية شاب في العشرين. وفي سورية لا تزال رُحى المعارك تدور، والثوار يصمدون ولا…