عادل الطريفيكاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
في شارع ناصر خسرو بطهران حيث تتزاحم بعض الصيدليات المرخصة لبيع الأدوية، نشطت خلال الأعوام الثلاثة الماضية سوق سوداء للأدوية المهربة، وعلى الرغم من قيام الجهات الصحية بحملات متكررة بهدف القضاء على الظاهرة، فإن السلطات بدأت تغض النظر قليلا عما يجري لأن بعض الأدوية الضرورية التي تباع هناك لم تعد متوفرة في الأسواق بسبب العقوبات الدولية. شركة «دارو بخش» وهي أكبر مزود للأدوية في إيران (ثلثا الإنتاج المتداول في السوق)، أعلنت مؤخرا عن توقف إنتاج بعض الأدوية لعدم توفر المواد الأساسية، ورفض الشركات الأجنبية التعاطي مع نظيراتها الإيرانية خوفا من الغرامات التي تفرضها السلطات الأميركية والأوروبية. ليست هذه هي المرة الأولى التي تختفي فيها الأدوية المستوردة، فإيران عبر العقود الثلاثة الماضية تعرضت مرارا لعقوبات غربية ودولية، ولأجل ذلك، فإن الأسواق الإيرانية تعودت على آليات لتعويض النقص في الواردات بصناعات محلية بديلة، أو التوجه نحو الأسواق الآسيوية حيث تضعف الرقابة الدولية على بعض الموانئ التجارية، ناهيك عن أن النظام الإيراني عبر…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
لم يغب عن ذهني حين كتبت مقالتي قبل الماضية: «سيرة ذاتية قصيرة»، أني لا أكتب عن نفسي فقط، وإن كنت قد استخدمت بعض ملامحي الخاصة فيها. لم أكن أكتب عن شخص محدد بعينه، بل عن إنسان عربي أكمل خمسين عاماً من حياته وهو ينتظر السلام. وكنت أراهن على القارئ العزيز أن يدرك مغزى سيرتي تلك بأنها ليست لي وحدي. «هذه ليست سيرة ذاتية... هذه سيرة أمة خلال نصف قرن» كما علق الصديق والباحث المعروف سعيد حارب. حقاً يا دكتور سعيد هي سيرة أمة، ظلت طوال نصف قرن وأكثر من قبل وربما من بعد أيضاً، تنتظر السلام الذي سيأتي على حصان أبيض، لكن انتظارها كان دائماً ينقضي بوصول الحصان الأسود حاملاً على جنبيه الحرب والسلاح ويمتطي ظهرَه وزراء الدفاع والهجوم! لم يكن مفاجئاً لي أن يكون تقاطع القراء أكثر ما يكون في تلك السيرة عند محطة القدس (الفردوس المفقود). فشؤوننا وشجوننا وأفراحنا وأحزاننا كلها لا تكتمل ما لم يكن في غرتها…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
لم يستطع أحد أصدقائي، بعد مشاهدة فيلم "جانغو متحرر"، إلا أن يتمنى أن يظهر من بين الفنانين العرب، مخرجا بقدرات ترانتينو، ليشفي غليلنا بفيلم ننتقم فيه من كل أعدائنا، الذين لا يتوانون في كل يوم عن إقصائنا وظلمنا. ثمة غضب كبير، يقبع في أعماق الشعوب التى مورس عليها الظلم في فترة ما في التاريخ، حيث ما يزال هذا الغضب يدفعهم إلى التمنى برجوع الزمن إلى الوراء للانتقام من الذين ظلموهم، بأعنف الطرق الممكنة، رغم أنهم ينتقدون وبشدة، العنف الذي وقع عليهم، ويصمون من مارسه ضدهم، باللاإنسانية، وبالوحوش عديمي المشاعر. ولعل كوينتين ترانتينو، استطاع ببراعته المعتادة، التقاط هذا الجانب من شعور الغضب، وتلك الرغبة الملحة للانتقام، وترجمها في فيلميه الآخرين " أوغاد شائنون" (أفضّل هذه الترجمة) و"دْجانغو" الدال صامتة، كما يطيب للممثل جيمي فوكس الذي أدى شخصية "جانغو" أن يكررها في الفيلم. لكوينتين أسلوب خاص في الإخراج، وكل من يشاهد أفلامه وإن لم يكن على دارية باسم المخرج، فإن طريقة إخراج…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
على الرغم من تطور البشرية وتقدمها في عدة مجالات حيوية، ساهمت في رقي الإنسان ومنحته المزيد من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، إلا أنه دون شك لازالت توجد عقبات تعترض طريق الإنسان، وما تزايد حالات الفقر والبؤس، وكذلك الحروب الطاحنة والاضطرابات في بقاع عدة من العالم، إلا دليل على أن الإنسانية لازالت بحاجة للمزيد من المعرفة بحقوق الآخرين، ولازالت بحاجة إلى ثقافة الحوار، وتبادل المصالح والمنافع دون فرض السيطرة على الآخرين أو إجبارهم أو تسطيح أرائهم أو تهميش وجهات نظرهم، فعلى الرغم مما نسمعه عن ثقافة التسامح والحوار، فإنها تبقى كلمات و حبر على ورق لا أكثر. إن نقل هذه الثقافات لواقع الإنسان، لتكون جزء من تفكيره ومسيرته، يحتاج لجهد كبير تقوم بها المنظمات والحكومات وعلى مستوى عالمي، لذا تبنت المؤسسات الدولية برامج تهدف للمساعدة في هذا الإطار، منها منظمة اليونسكو، التي صممت عدة برامج تستهدف نشر ثقافة الحوار والتسامح ومساعدة الضعفاء ومكافحة الفقر والأمية وغيرها كثير، ومن هذه البرامج اليوم العالمي…
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
ما كان لأحدنا أن يذهب بعيدا إلى حد هذا الاستنتاج، لولا أن العسكري الأول في مصر؛ وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، هو من قالها، وقرع جرس الإنذار. حذر من أن استمرار صراع مختلف القوى السياسية واختلافها «قد يؤدي إلى انهيار الدولة». لا المصريون ولا العرب ولا العالم يستطيعون تحمل فكرة مروعة كهذه، ولا يفترض أن يسمح المصريون (على اختلاف مواقفهم) بأن تصل الحال إلى الفوضى وإسقاط الدولة المصرية التي تفاخر بأنها أقدم المؤسسات في العالم، وذات جذور تعود لـ7 آلاف عام. وما قاله الفريق السيسي له دلالات كثيرة، فضلا عن إيقاظ السياسيين المصابين بالعمى، ففيه أيضا تحذير بأن الجيش لن يقف متفرجا والدولة تنهار، وبالتالي سيتدخل الجيش، لا لفرض منع التجول، كما طلب الرئيس محمد مرسي فقط، بل قد يتجاوزه إلى إعلان الأحكام العرفية وإعلان حكم عسكري قد يدوم لسنوات، وتكرار التجربة الجزائرية. المسؤولية الأولى لمنع الانهيار، وسد الطريق على التدخل العسكري، تقع على كتف الرئيس مرسي شخصيا.…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
مع زيادة الكثافة السكانية في العالم وزيادة الصناعات والزراعات وتنوعها أصبح استهلاك العالم للمياه يفوق ما تستطيع الأرض تعويضه، خصوصا في البلدان ذات الطبيعة الصحراوية حيث المياه الجوفية المستخدمة تعود لآلاف السنين منذ العصر الجليدي ولم يتم استبدالها بسبب شح الأمطار وجفاف الطبيعة. نحن في منطقة الخليج مياهنا العذبة غير متجددة واستهلاكنا للمياه من أعلى النسب في العالم! ولهذا كانت عبارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي «المياه أهم من النفط بالنسبة للإمارات» إشارة جريئة وواضحة إلى أن الاقتصاد يقوم على النفط ويضع المياه على رأس أولوياته. وهذا ما بدأناه في إمارة أبوظبي منذ سنوات. منذ 50 عاما مضت، كان الحصول على المياه الجوفية سهلا في بعض المناطق الإماراتية وفي الخليج؛ فالمياه كانت على عمق يتراوح ما بين نصف متر ومتر واحد تحت سطح الأرض. وكانت الآبار تُحفر يدويا. على مدى الخمسين عاما الماضية، استخدمنا هذه المياه في ري المحاصيل، والغابات، وكذلك في صناعة النفط. ولكن، بسبب…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
كلنا سمع تلك القصة الكاذبة حول الرجل الذي أراد أن يعطي ابنه درساً في وفاء الأصدقاء حين سأله عن عدد أصدقائه، فأحضر تيساً وذبحه، وادعى بأنه جثة.. الخ. وأنا مثلكم متأكد من أن القصة «خرط في خرط»، وأن ما حدث فعلاً أن الأب وابنه قد سهرا وحيدين وهما يتناولان لحم «التيس»، بعد أن ضبّطاه «مندي» وهما يسألان أنفسهما: من التيس فعلاً! كما أنني مثلكم أيضاً أؤمن بأن قصة «سبق السيف العذل» من أكاذيب الأولين، وأن الخادم لايزال حياً يرزق، وأن العذل المقصود في الحكمة هو ما تشجعه الحكومة الصينية، كما يلفظها من به لثغة، ولا علاقة له بوفاء الأصدقاء. ويعرف أصدقاؤنا الخليجيون الجدد في الأردن أن وفاء الصديق يندرج تحت الحكمة «الزرقاوية» الشهيرة: لكل صاحب عند صاحبه ثلاث شغلات بس: (...) و(...) وشهادة زور! باختصار لا وجود للصديق الوفي، وكم كانت قريش عبقرية حين قالت حكمتها: المستحيلات ثلاث: الغول والعنقاء والخل الوفي. لكي تختار أو تعرف «مية» صديقك عليك أن…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
أن يتوقع العالم أن تأتي ثورة ما وتغير واقعا سياسيا بائسا، شيءٌ صار ممكناً وإن كان حتى وقت قريب غير قابل للتصديق في زمن قياسي، كما حدث في تونس ومصر. وشيء متعثر صعب كما حدث في بلدان أخرى مثل ليبيا وسوريا، مثالا. حدث أن غيرت الثورات أفكار الشعوب، وأنضجت المفاهيم السياسية كالحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، وما سواها من أسس الدولة الحديثة. لكن التغيير «الجذري» السريع في ثقافات الناس، وفي مجتمعات عربية تضج بمعدل عال من الأمية، إذا ما استثنينا النخب، يبدو الأمر أشبه بالهذر. إلا أنه وبرغم الهذر هذا، أكاد أقول إن الأمية في العالم العربي يفترض أن تقودها النخب، وإن اختلف أحزابهم ومشاربهم. وإن افترضنا جدلا أن تتضمن كل أسرة عربية واحدا أو أكثر من أفراد هذه النخب المثقفة، فستكون الأمية ليست إشكالية مقلقة على أية حال. ولا ننسى أن الشرائح الاجتماعية التي لا تمتلك رأيا حقيقيا في الأوضاع السياسية عادة ما تتبع النخب التي تثق فيها، فتتبنى…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
أحتاج بعد الفراغ من كتابة هذا المقال (ظهر الأمس) أن أبحث في مكتبات هذه المدينة، حيث إقامتي المؤقتة، عن كتاب جمال حمدان، شخصية مصر، كي أحاول من جديد فهم ما يحدث. مشكلة مصر، لم تكن بعد عامين من التجربة، في السقوط السياسي، بل في سقوطها الثقافي والاجتماعي. ومن العبث أن نقول إن مرسي وجماعته يتحملون المسؤولية. مشكلة مصر أنها استسلمت للعوام وللرعاع، بلا مواربة أو حسن إدارة للكلمات. ومن غير المعقول أن يقول الإحصاء المتحفظ البسيط إن نصف مليار من أهلها خرجوا إلى الشوارع في كل المظاهرات في الشوارع والميادين منذ اليوم الأول وحتى اللحظة. مشكلة مصر الحقيقية أن مجرد (مظاهرة) تحولت بالكذب والتزوير إلى مصطلح (للثورة). الثورة في أركان المصطلح لا تستحق الاسم إلا بعد عقد من الزمن حين تستطيع تغيير كل الوقائع المجتمعية من التعليم إلى الاقتصاد، ومن العيش حتى تأسيس مبادئ الحرية. مشكلة مصر الكبرى أنها ضاعت بين أحلام المجتمع وبين وعود الساسة.. بين مجتمع يظن أن…
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٣
لم يأت "تويتر" حتى اليوم بأجمل وأصدق وأقوى من وسم أو هاشتاق "هلكوني"؛ لأنه ببساطة كشف عن حالة "غفلة" يعيشها بعض حملة الشهادات العليا، بعد أن تأكدوا أن الجامعات التي حصلوا منها على الدرجة الأكاديمية، جامعات وهمية وغير معترف بها. قد نجد لهؤلاء العذر، فقبل أن يكونوا ضحايا تجارة عالمية تقوم على إغراء الناس بالدرجة الأكاديمية وحرف الدال مقابل الكثير من المال والقليل من العلم، هم في نهاية الأمر طلاب علم، حرصوا على إكمال دراستهم، وقد لا يعرفون أصلا أن جامعتهم وهمية. الأجمل في كل هذه القضية أن من خرجت أسماؤهم ضمن قائمة مشتري الشهادات الوهمية، لم يحاولوا الدفاع عن أنفسهم أو شهاداتهم، تقبلوا الموضوع بأريحية، رغم ما سببه لهم من جرح غائر، فقد اكتشفوا أنهم إما: غشاشون أو مغفلون، ولعل الأخيرة ستكون أقل وطأة، أما حرف الدال فقد طار به "هلكوني". ما يميز هذا الهاشتاق، وله الحق أن نسميه شيخ الـ"هاشتاقات"، أنه أحدث الفعل وردة الفعل، فقد نشر أسماء…
الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣
لا بد أن أعترف بأني واجهت صعوبة في تحديد موقف شخصي واضح وأنا أشاهد حلقة الجمعة الماضية من برنامج "لقاء الجمعة" الذي يقدمه الزميل عبدالله المديفر على قناة روتانا خليجية، واستضاف فيه كلا من الفنان "المعتزل" فضل شاكر، والقيادي الإسلامي اللبناني المعروف الشيخ أحمد الأسير. صعوبة تحديد الموقف لم تكن نتيجة لما رأيت أو سمعت من الشيخ "الأسير"، بل من فضل شاكر "التائب" والمعتزل عن الفن، والذي ألهم المتذوقين للفن الرفيع لسنوات طوال وكان دائما فنانا منضبطا ومبدعا، منذ أن كانت انطلاقته الأولى في الـ"دويتو" الشهير الذي جمعه مع الفنانة الكويتية نوال في أغنيتهما الكلاسيكية (أحاول). بطبيعة الحال لست هنا لأتحدث عن موقفي من توبته، فهذا أمر بينه وبين الله عز وجل، ولا شك أن كل مسلم مؤمن يسعى دائما أن يرزقه الله التوبة الصالحة وأن يمهد له الطريق الصحيح لخدمة دينه، إلا أنني أتحفظ قليلا على موقفه الذي يعتبر فيه العمل في الفن حراما بالمطلق، كما حاول تأطيره وربطه…
الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣
حظي خبر القبض على سيدة تقود السيارة في أحد شوارع المدينة المنورة بتعليقات ساخرة من جمهور «تويتر»، فتساءل عن غرابة القبض على سيدة تقود سيارة بصحبة أطفالها وزوجها في حين لا يقبض عليها حين توجد مع رجل غريب يقود سيارتها عنها! ثم تساءل فريق آخر عن التهمة الموجهة للمرأة، فجاءه الجواب ساخراً «خلوة غير شرعية مع سيارة». يتجدد الحديث عن قيادة المرأة السيارة في السعودية كلما ظهر خبر من هذا النوع، لا سيما أنها لا تتوقف، فمرة نقرأ عن امرأة تقود سيارة كي تنقذ زوجها المصاب، ومرة تُضبط سيدة «حامل» تقود السيارة بعد أن دهمتها الرغبة في قيادة السيارة نتيجة تغيرات هرمونية تسمى «الوحام»، أو حين تعرضت مراهقات لحادثة مرورية في الصحراء وهن يتدربن على قيادة سيارة. حتى الإعلام الغربي دخل معنا على الخط وصار يراه موضوعاً قابلاً للسخرية، فقد اقترحت إحدى القنوات الفرنسية في مشهد تصويري إلباس السيارة التي تقودها المرأة «عباءة» سوداء، وهكذا نكون قد حصلنا على سيارة…