آراء

محمد السحيمي
محمد السحيمي
كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة

هل نحن نطبق شرع الله؟

الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣

شتان بين من يستخدم السلطة لخدمة الدين؛ كالملك «عبدالعزيز»، وأتاتورك الثاني/ «الطيب رجب أردوغان»، وبين من يستخدم الدين للوصول إلى السلطة؛ كجمهورية «الملالي» في «طهران»، و«الإخوان» في كل مكان! أما بعد: فكم مرةً سمعت مسؤولاً يصرِّح بأن المملكة تطبِّق شرع الله تعالى؟ وهل سمعت ذلك في سياق التعريف بمبادئ الشرع الحنيف، وبيان الوجه الحضاري المشرق لنا حكومة ومجتمعاً؟ أم أنك لا تسمعه إلا في سياق الدفاع في مواجهة تهم تترامى علينا من هناك وهنا؛ كالاتجار بالبشر؟ بل إن نظام (ساهر) مازال يجبي المليارات بمضاعفة الغرامات، ويتفرج على حفلات الانتحار والقتل الصاخبة في حلبات «التفحيط» -وبخاصةٍ هذه الأيام- وكأن الأمر لا يعنيه! وكأن شرع الله لا يحرِّم، بأشد النصوص وضوحاً: قتل النفس، وإتلاف الأموال والممتلكات! فإن رأيت أنه لا دخل لنظام «ساهر» بتطبيق شرع الله، وأن ذلك مخوَّل بوزارة «العدل»؛ حيث ما زالت تتمخض البيروقراطية فيها عن «مدونة القضاء»، وكأنها ستأتي بما لم يسبقها إليه «بُخْتَنَصَّر»، ولا «نابليون» الذي أفاد من…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

معاقل إخوان السعودية “4”

الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣

أدركت جماعة الإخوان المسلمين، منذ طفرة نهاية السبعينات، أن الكتلة الخليجية الصاعدة هي الذراع المالي الذي سينقلها إلى مرحلة (التمكين) بحسب برمجة الحركة. وسيلة الجماعة هي الوصول إلى القاعدة ولكن بتوظيف النخبة فماذا فعلت؟ وجدت جماعة الإخوان أن المنجم النخبوي الهائل يكمن في آلاف المبتعثين الذين سيعودون لبلدان الخليج أساتذة للجامعات وبالتحديد في بريطانيا والولايات المتحدة. هؤلاء المبتعثون من النخب هم الجمهور الأبرز للحضور الطاغي للمؤتمرات الدورية التي كانت تعقد بصخب هائل، وبحضور الآلاف، سواء في المعسكرات الصيفية للطلبة المسلمين في الغرب أو في المؤتمرات الشاملة التي تعقد في نهاية العام الميلادي في مدن غربية مختارة. في هذه البيئة، وجدت الحركة مناخا هائلا من الحرية في الوصول إلى عقول من رأت أنهم أصحاب القرار المستقبلي وسادة التأثير المجتمعي. وبعد أكثر من ربع قرن على هذا الاختراق ستكتشف بما لا يدع ثقبا للشك أن شمس هذه الحركة أشرقت من (الغرب). وليست صدفة أن تجد أن الأسماء اللامعة التي تبدأ هذه المؤتمرات…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

الإنسان يكمن في التفاصيل!

الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣

تستهويني بشغف المواقف الإنسانية، تأسرني المبادرات التي ليس فيها أي شيء سوى الإنسان. هذا الشغف يكون في الأوقات العامة، فكيف به إذا أتى في هذا الزمن الرأسمالي المتوحش، الذي أصبح كل شيء فيه له ثمن... لكن، لا شيء له قيمة! بطعم الإنسانية تأتي المبادرة التي أطلقها حاكم دبي بجعل احتفالات يوم الجلوس في الرابع من كانون الثاني (يناير) لهذا العام مناسبة للاحتفاء بعمال الخدمات، وتكريم الفئة المنسية والمهشمة دوماً من عمال النظافة والبناء والمزارعين والسائقين وخدم المنازل. يكرّس محمد بن راشد آل مكتوم تلك المناسبة الوطنية ليدعو الناس إلى أن يقولوا للعمال والبسطاء: شكراً لكم، عوضاً عن أن يطلب من الناس أن يشكروه لأنه ما زال حاكماً عليهم! تأتي هذه اللفتة المكتومية لتقاوم موجة الازدراء للعمال والمقيمين بين ظهرانينا، الذين تركوا أهليهم وأولادهم وجاؤوا لأكل لقمة العيش. نعم... أعرف، لم يأتوا لخدمتنا مجاناً، لكن هذا لا يعني أن نهمش دورهم الأساسي في رفاهية حياتنا اليومية، فنحن أيضاً لم نعطهم المال…

نظمي النصر
نظمي النصر
نائب الرئيس التنفيذي ، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

عندما كان «القطيفي» يصلّي خلف «القصيمي»!

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

في مقالي السابق «الوطن قبل كل شيء» أشرتُ إلى «الزمن الجميل» عندما قلت في الفقرة الخامسة: «أريد أن أذكّر الجميع بالزمن الجميل عندما كان هناك اختلاف وتنوع كبيران يثريان ويغنيان المجتمع، ولكن لم يكن هناك خلاف كما هو حاصل اليوم مع الأسف».. وقد تلقيت العديد من الاتصالات والرسائل والأسئلة التي تستفسر عما أعنيه بالزمن الجميل تحديداً؟.. قلت في نفسي هذا سؤال جيد وتساؤلٌ في محله لأنه يعطيني الفرصة للعودة إلى ذلك الزمن الرائع حقاً والغوص في بحره الزاخر بالحكايات العميقة والمشاهد المضيئة والقصص الدالة على مجتمع كان يحب بعضه بعضاً ويتآخى أفراده على الخير ويتلاقون على الود والبر ببعضهم بعضاً وإن اختلفت أشكالهم وألوانهم ومذاهبهم. ولأننا بحاجة لأن نذكّر دائماً بتلك الفترة الذهبية للعلاقة السمحة الأليفة والمتسامحة المتآلفة بين الناس، فإنني قررت أن أشرع في كتابة عدد من المقالات في وصف ذلك الزمن الجميل في فترة السبعينيات الميلادية، ومع ذلك فإنني لا أعني به وقتاً أيْ تاريخاً فقط، بل إن…

محمد السحيمي
محمد السحيمي
كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة

سخِّن يا «ناصر الجوهر»!

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

رغم أنها بطولة غير رسمية، لا قيمة لها حتى على مستوى (حارة آسيا)؛ إلا أن بطولة كأس الخليج ظلت مثل اختبار (قياس القدرات): لا يدري الطلاب كيف يستعدون له، ولا يصدقون أنه لا يحدد مصيرهم! ومهما نصحتهم بأن لا يعيروه أي اهتمام فإنهم لا يزدادون إلا هماً وغماً! ومهما أُعيد لهم فإن نسبة الفشل هي الأقرب دائماً! ورغم وجود الشماعات الجاهزة الحقيقية، وأهمها رداءة التعليم العام الطام، إلا أن النسبة النادرة من الناجحين تضعهم في موقف محيِّر فعلاً: كيف اجتازه هؤلاء «الشرذمة»؟ هل تعلموا «من ورانا»؟ أم رزقوا غير الذي «رزئنا» به من الذكاء؟ أم أنها بركات الشعار الجديد الذي سيقفز بالتعليم قفزة الزميل/ … يا حبكم للغرب والتغريب: تطهبلون مع (فيليكس) وما «تَفَلْكَسَ» به، وتنسون ولدنا/ (مقيط ورشاه)! وهذا حالنا مع كأس الخليج: نستطيع دائماً تبرير إخفاقنا آسيوياً بالأمطار والحكام، وأرضية الملعب، وخطوط «النسخ والرقعة» الجوية العربية السعودية، وفنادق خمس «نجوم الظهر»، ومؤامرات «النمور الآسيوية» ضدنا! ونستطيع تبرير إخفاقنا…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الغموض والخطر في مصر

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

لن ينقذ الرئاسة في القاهرة من غضب الناس خطباء المساجد أو جماعات السلف والإخوان عندما تطلب البنوك المزيد من الجنيهات للدولار الواحد، كل مواطن سيدفع الثمن غاليا وليس فقط متظاهرو التحرير أو الناصريون أو الأقباط. ولن يفيد بعدها قرض الصندوق الدولي ولا معونات قطر والسعودية. الحل الوحيد أن يعيد النظام العلاقة مع المعارضين له، ويجرب أن يجري مصالحة واسعة تشمل الجميع، وينطلق بعدها معهم في مواجهة الأزمات المقبلة. وقبل هذا نعترف أن الساحة المصرية صارت أحجية كبيرة. فالرئيس محمد مرسي يكيل لمعارضيه أصنافا من الذم ثم يستضيف الـ«سي إن إن» الأميركية ليرسل رسالة للغرب بأنه يؤمن بالديمقراطية. ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يطير إلى سيناء ويرتدي مع بدوها عباءة فوق بدلته الزيتية. رئيس الحكومة هشام قنديل يستقبل مسؤولا في الصندوق الدولي من أجل إقناعه بالحصول على قرض بنحو خمسة مليارات دولار، بعد أن فرض قوانين اشتراكية قديمة بمنع المصري من السفر بأكثر من عشرة آلاف دولار ومنع السائح…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

إبآ ادعيلنا!

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

في تلك اللحظات الحاسمة تشعر بأنك (يوسين بوليت) .. ثلاثون متراً في الثانية .. تجري وأنت تسابق الريح .. تكاد تسمع دقات قلبك بوضوح .. تحس بأن معدتك تكاد تخرج .. تتجاوز الخطوط بانتظام وتقفز فوق علب الكلينيكس .. الوقت يمر .. تصل إلى ذلك الخط تعدل من وقفتك وقبل أن تدخل معهم .. تسمع بوضوح ما يُفشل ما كنت تسعى للحاق به : (سمع الله لمن حمده) !! فاتك الركوع مرة أخرى !! في أحيان كثيرة تحس بأن (المطوع) يتعمد إغاظتك .. فعلى الرغم من أنك طوال تلك المسافة الممتدة من باب المسجد إلى سطر الصلاة تحاول إحداث أصوات تشير بوضوح بأنك ترغب اللحاق بالركعة إلا أنه (يطنش) .. لدى إخواننا المصريين عبارة جميلة يقولونها في مثل هذه الحالات حيث يقول المصلي بمجرد دخوله باب المسجد ورؤيته للمصلين راكعين (إن الله مع الصابرين) فيصبر عليه الإمام .. إلا أنك هنا لن تستطيع القيام بذلك فأولاً سيرجمك بعض المصلين لأنك…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

معاقل إخوان السعودية “3”

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

وبالأمس وما قبله كتبت شواهد اختراق حركة الإخوان المسلمين لبنية التعليم العام والجامعي، على التوالي. ولأن الحقائق تتطلب البرهان فسأكتب اليوم قصة الأنموذج (الشاهد). في البواكير الأولى لمطلع الثمانينات من القرن الماضي تم إلزام الجامعات السعودية كافة بتدريس طلابها كافة أربعة مقررات في مادة الثقافة الإسلامية كمتطلبات جامعية أساسية لبرنامج الدراسة. ومنذ ربع قرن مازال عشرات الآلاف من الطلاب يدرسون كتاب (النظام السياسي في الإسلام) للرمز الإخواني الشهير، محمد سليم العوا، وهو ذات الكتاب الذي درسته في الجامعة ومازال ولدي يدرسه الآن بأسماء مختلفة ولكن بذات التفاصيل المدهشة. كتاب (الطبيب) محمد العوا، ليس إلا اختصاراً مكثفاً لأفكار سيد قطب عن الحاكمية في الإسلام وموقف المجتمع من الحاكم، في اختراق بالغ الذكاء لنسف تربية المجتمع المستقبل عن مواقف السلفية التقليدية عن الحاكم وأصول الحكم. المقرر التالي كان أيضاً للقطب الإخواني الراحل، محمد أحمد العسال تحت العنوان الصريح (الإسلام وبناء المجتمع). والمقرر برمته تكثيف هائل لرسالة مؤسس الحركة، حسن البنا، عن المجتمع…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

دورة كبار الموظفين

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

شهدت بداية القرن الماضي الثورة الصناعية الثانية، وأساسها الإنتاج المتكرر، وأنا هنا أحاول أن أترجم مصطلح Mass Production الذي يعني إنتاج نفس القطعة آلاف المرات، وبنفس المواصفات في مصنع واحد، هذا النوع من الإنتاج فتح علوم التسويق والبيع والتمويل والتوزيع، وخلق وظائف وشركات، لقد غيّر طبيعة التجارة والتاريخ الإنساني للأبد. وبالتالي كان كبار الموظفين، وتحديداً الرؤساء التنفيذيين هم القادمون من إدارة الإنتاج، ومن خلفية صناعية أو هندسية ممن ساهم في تطوير المنتج، في تلك الفترة كانت المنافسة قليلة، وبالتالي كان هدف الرئيس هو التخطيط لزيادة الإنتاج، طالما أن هناك مستهلكين ينتظرون في الطابور شراء المنتج، هذه الحالة باتت نادرة في زماننا، ولم تتكرر إلا في حالات قليلة، أذكر منها هواتف «الأي فون»، حينما كان العملاء يبيتون أمام المتجر، انتظاراً لوصولها، أذكر أيضا أجهزة اللعب «وي» الشهيرة، التي أنتجتها شركة الألعاب اليابانية نينتندو، وقد كان الزبائن يدفعون قيمتها مسبقاً، وينتظرون دورهم لاستلام جهازهم. بعد الحرب الثانية، وفي أمريكا تحديداً، شهدت الشركات…

ثورة الأنبار … سنية أم عراقية؟

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

في تونس تعاطف الشعب مع الجامعي الفقير بائع الخضراوات محمد البوعزيزي، فخرج الناس الى الشوارع ينددون بالظلم الذي تعرض له على يد ضابطة شرطة مجهولة في شارع صغير في مدينة مغمورة في وسط تونس. لكن هذا التعاطف لم يلبث أن تحول إلى غضبة شعبية في عموم تونس، ومن ثمّ ثورة وطنية تقف على قاعدة نصرة البوعزيزي، لكنها تستند بشكل أساسي إلى حاجة الناس إلى التعبير عن رفضهم للفقر والبطالة والإقصاء والتهميش. وفي القاهرة، استخدم المصريون حالة خالد سعيد، الشاب ضحية الأمن المركزي، لتشغيل محركات المحاكاة مع الثورة التونسية للتعبير عن أوضاعهم الاقتصادية السيئة التي لم تعد تحتمل. وفي سورية، ثار أهالي درعا على ممثل الرئيس بشار الأسد في المدينة، لأنه سجن عدداً من أطفالهم بسبب كتابتهم شعارات ثورية على جدران حيهم، لكن الشعب المقهور والمهمّش والفقير والمقموع في عموم سورية وجدها فرصة سانحة للتعبير عن سخطه على طريقة إدارة الحكم التي أوصلته إلى هذه المآلات. وفي ليبيا، استحضر بعض البنغازيين…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

«اليتيم».. وزعيم الفقراء و«الطغاة»!

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

تبرز في أميركا اللاتينية نماذج لشخصيات «كاريزمية» تستحق تأمل سيرها، بعد تحقيقها نجاحات شعبية واسعة عبر الانحياز للمواطن، وتبني القيم الديموقراطية، وتعزيز المشاركة الشعبية، ومحاربة الفساد والمحسوبيات، والاندماج مع الحركات الوطنية الأخرى. قبل أيام قليلة قرأت مقالة رائعة، للكاتب العراقي كاظم فنجان الحمامي بعنوان: «رئيس الفقراء يحكم الأورغواي»، عدّد فيها خصال هذا الرئيس وتواضعه وزهده وبساطته وتقشفه وقربه من الناس. فيها: وُلد خوسيه موخيكا (77 عاماً)، فقيراً معدماً، ونشأ وترعرع في القرى البائسة، حتى صار أميراً للصعاليك والمشردين، وظل يقف مع الفقراء والمعوزين ويناضل ويقدم التضحيات من أجلهم. عارضَ ظلمَ السلطات الأرستقراطية «المستبدة» في بلاده، وبقي في السجن في زنزانة انفرادية أكثر من عشرة أعوام. وفي عام 2010 أصبح موخيكا رئيساً دستورياً لحكومة الأورغواي، واعتُبر أول رئيس يقف في شرفات الرئاسة ليؤدي القسم الدستوري بملابسه الحَقْلية المتواضعة. رفض خوسيه مغادرة منزله المتواضع، والتخلي عن سيارته القديمة جداً، واكتفى من الراتب الرئاسي بمبلغ 1250 دولاراً، وتنازل عن 90 في المئة منه،…

إدريس الدريس
إدريس الدريس
كاتب سعودي

في انتظار الاتحاد: يا أهل “الكره” اعقلوا

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

زاد في الآونة الأخيرة تعصبنا الكروي وتجاوز الحد، بل وصار يوقع الكراهية بين الأصدقاء والإخوان وأفراد العائلة، بل صار يوشك أن يقسم المجتمع فئوياً حتى صار هناك تحاب في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وعلى النقيض كراهية مقابلة، فإن لم تكن معي فأنت ضدي. والأكيد أن العرب شعوب عاطفية وتغلب عليها الحماسة، وهي تحول ترفيهها إلى معركة فيها فائز ومهزوم، فهم لم يتربوا على تقبل الهزيمة وأنها من شروط الحياة، فإن لم تعمل لم تخطئ، كما أنك لن تكسب إلى الأبد، ولن تخسر طبعاً إلى الأبد، وكان لا بد من تدريبهم وتعليمهم أن الخسارة حق مكتسب مثلها مثل الفوز الذي يأتي ويذهب. وهذا الكلام نعرفه في دواخلنا لكننا لا نرضاه ولا نقبله. نريد فوزاً دائماً لنا وهزيمة دائمة لخصمنا، وهذا لا ينسجم مع الطبيعة ولا مع الأقدار، ولا مع الحظ.. القضية منعكسة على مستوى تقدم المجتمع. انظر للعالم الغربي كيف يذهب المشجع مع رفيقه أو رفيقته والوالد مع ولده، وكل منهما…