آراء

آراء

كيس المباحث!

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

لا أدري متى بدأت هذه الأسطورة الشعبية المتداولة؛ التي تقول إن رجال المباحث يحملون أكياساً يضعون فيها كل من يتحدث عن الحكومة بسوء، وأن صاحب الحظ العاثر الذي يتم وضعه في هذا الكيس الخُرافي لا يعود إلى أهله إلا بعاهات مستديمة، وقد لا يعود في بعض الحالات إلا ميتاً؟ المهم أن الأطفال كانوا يسمعونها دائماً من الكبار قبل النوم وعند الذهاب إلى المدرسة، وكذلك عندما يصرخ أي أحد بالشكوى من تصرفات الحكومات والحكام، وهي من نفس المدرسة الشهيرة التي تؤكد باستمرار أن الجدران العربية لها آذان لا تشيخ. المؤلم أن أسطورة الكيس هذه ومثيلاتها تختصر مأساة الإنسان العربي مع القمع والإذلال والرقابة الغبية بشكل عام؛ أما الكيس فربما كان مجرد رمز مخيف لكل من يفكر بالخروج عن الجادة ولو بكلمة لا يُلقي لها بالاً. طبعاً نحن لا نعرف -كأجيال جديدة- ما هي مواصفات تلك الأكياس ولا حجمها ولا درجة تهويتها؟! وحينما نقرأ عنها اليوم فنحن لا نستطيع تصور الكيفية التي يوضع بها إنسان في كيس، ولا لماذا الكيس بالذات دون غيره؟ الأساطير العربية المرتبطة بالسجون والمعتقلات تقول أيضاً إن وراء كل مواطن عربي ثلاثة مخبرين يراقبونه على مدار الساعة في تلك الأيام الخوالي؛ لكن هل انتهى ذلك التاريخ الأسود من كل ربوع العرب؟ أم أن بعض الأكياس لا تزال تعمل…

آراء

بمناسبة الميزانية: أوقفوا نظام “على كم نقول”؟

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

كلام الناس في بلادي هذه الأيام يدور في فلك الميزانية، كم الأرقام.. وماذا تحمل من بشائر، وماذا رصد فيها من مشاريع صحية وتعليمية وأخرى للطرق ووسائل النقل وللإسكان وللشؤون الاجتماعية ولتوسيع فرص العمل وتقليص نسب البطالة، واستيعاب أجيال الخريجين في الداخل أو في محيط المبتعثين، وغير ذلك من القنوات التي تتمحور حولها الميزانية. كان الناس هنا في الثمانينات مع بداية الطفرة التنموية ينتظرون الميزانية وما تحمله من بشائر تسهم في تحول هذا الوطن ومواطنيه للارتقاء بهم في مدارج التنمية، ثم جاء حين من الدهر لم تعد الناس تنتظر الميزانية بنفس الحفاوة التي اعتادوا عليها. لكنهم عادوا خلال الثلاث سنوات الأخيرة يتحدثون عن هذه الفوائض المالية غير المسبوقة والتي صارت تزخر بها ميزانية المملكة، ويتطلعون إلى أن يكون أثرها واضحاً وملموساً بحجم ما هي عليه من أرصدة ووفورات مالية ضخمة، لكن قطاعاً معتبراً من المواطنين يرى أن المنجز لا يقابل الاعتمادات المالية الضخمة التي ترصد للمشاريع التنموية، إلا أنها مع ذلك مشاريع تعاني من التعثر بسبب سوء التنفيذ أو عدم التنفيذ أو تأخره الواضح، حتى غدت نسبة تعثر المشاريع كما هو معلن تفوق الـ80% من حجم وعدد المشاريع، وهي نسبة كبيرة وغريبة. الواقع أن سعر برميل البترول وما يتبعه من دخل وطني غير مسبوق للمملكة يضعنا أمام مرحلة تنموية فارقة، كما…

آراء

الدستور لن يؤكل المصريين خبزا

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

قال أحد المحتفلين بنتائج الاستفتاء على الدستور المصري: «إنها نهاية المعارك ونهاية المشاكل»! للأسف هو مخطئ. إن فرض الدستور بالطريقة التي فعلها الرئيس محمد مرسي ليس إلا بداية طريق من الأشواك والمشاكل، طريق كان بإمكانه أن يتجنبه، خاصة أن معركة الدستور يمكن أن تؤجل لأشهر عديدة إلى أن يتم التوافق. الآن تقف أمام مرسي وحكومته كتلة معارضة كبيرة قبل التصويت لم تكن سوى قوى مبعثرة مختلفة غير نشطة. هذه الجبهة الجديدة التي تشكلت في الساحة المصرية نتيجة فرض الدستور، ستحارب مشروع الإخوان الذي يهدف إلى الاستيلاء على الدولة من حكومة ورئاسة ومجالس تشريعية وقضاء وتكميم للإعلام. بسبب فرض الدستور تعسفا، بدأت المشاكل، إذ إن المؤسسات الدولية سارعت لوقف القروض والمنح الموعودة لحكومة مرسي ردا على تجميد الحكومة المصرية لقراراتها، والحكومة أصدرت قرارات رفع الأسعار ثم تراجعت عنها بعد أقل من ساعتين بعد أن خافت من ردة فعل غاضبة من الشارع تنعكس في طوابير التصويت في الاستفتاء ضد الدستور. ردة فعل تلقائية جمدت الأموال التي طلبتها حكومة قنديل. الدستور بذاته لن يؤكل الشعب المصري خبزا، ولن يؤمن للناس وظائف أو مساكن. والذين صوتوا بنعم لن يغفروا لمرسي عندما ترتفع الأسعار غدا، ولن يسامحوه عندما يجد مئات الآلاف من الشباب أنفسهم مسرحين من وظائفهم. بسبب العناد وسوء الإدارة السياسية سيكون مرسي وحيدا…

آراء

ماذا بقي في العراق؟!

الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢

كغيري في داخلي مشاعر حب لبلاد الرافدين، ربما بسبب عراقة العراق وتاريخه على مر العصور، خصوصاً في العصر العباسي، وربما بسبب فضاءات بغداد وبواباتها وتاريخها المشرق بالعلوم والفنون. كثيرون يقرؤون تاريخ وجغرافيا العراق وتنوعه المذهبي وغناه الأدبي والفني والفكري. كثيرون يحبون بغداد والموصل والبصرة والنجف وكربلاء وشط العرب حباً نقياً خالصاً لمدن تمثّل حضارات ما بين النهرين، بما فيها من تنوع العرقيات من عرب وأكديين وسومريين وآشوريين وبابليين، لكن نوري المالكي وجماعته يفسدون ذلك الحب العامر بسياسات طائفية ومذهبية. كثيرون حفظوا تاريخ العراق ولهجات قومه، واليوم يشهقون من أجله عندما يشاهدون ما يجري فيه من إرهاب وطائفية ومحسوبيات وتصفية حسابات علنية يقودها المالكي وحكومته. كثيرون يضعون رؤوسهم ليلاً وفي عيونهم أمنيات باستعادة صورة العراق القديمة الباسقة لا صور ما يحدث فيه اليوم من قتل وقهر لأهله. في العام 2003، كنت من بين الصحافيين الذين ذهبوا إلى بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين بأسبوعين تقريباً. كان صحافيون سعوديون يسكنون في جامعة المستنصرية في بغداد ويكتبون أخبارهم وتحقيقاتهم عن دور المستشفى السعودي الميداني المخصص لإجراء عمليات للجرحى والمصابين من جراء الحرب الأميركية. سكنت مع أولئك الزملاء ليلتين فقط، ثم اتصل الزميل ميسر الشمري بالزميل عباس راضي مدير مكتب «الحياة» في بغداد للبحث عن سكن لي، ووجدنا غرفة في فندق فلسطين رقمها 508.…

آراء

إبداعات شبابية .. «اسبريسو» أنموذجاً

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

من يدخل أعماق الجيل الجديد من المبدعين في الإمارات يجد عوالمَ مختلفة عن المألوف وحباً لا يهدأ للاستكشاف والاكتشاف، وربما ذلك ينطبق على الحالات الكتابية بشكل أكبر من الحالات الفنية الأخرى. من الأعمال التي تغري باستكمال القراءة وعدم التوقف عنها منذ الصفحة الأولى رواية «اسبيرسو» للكاتب عبدالله النعيمي، وأهم ما فيها أنها ارتكزت على مواقع التواصل وبالتحديد موقع «تويتر». ولذا يعرفها الكاتب بأنها أقصوصة تويترية. عربية الهوى والهوية، لا ترتبط بمجتمع معين، ولدت في صورة تغريدات متسلسلة، وحظيت بتفاعل كبير من المتابعين، لتكبر مع الأيام وتصير رواية. إذاً، «تويتر» وما يقاربه من المواقع يمثلون لغة العصر بالنسبة للجيل الصاعد بقوة إلى الواجهة، الجيل الذي يشكل النعيمي وصحبه من أصحاب الرؤية الجادة عموده الفقري، وينسجون من حروفهم آمالاً لما يجب أن يكون. ففي «اسبريسو» يحلم الكاتب بأن تفهم المرأة العربية الرجل، وأن يفهم الرجل العربي المرأة. وحين يحلم بوجود ذلك الفهم، فهذا يعني أنه غير موجود. ولذا جاءت الرواية لتضع بصمة شبابية تذهب باتجاه تكوين وعي مختلف، وعي يبحث عن مجتمع مثالي تتكامل عناصره، لترتقي وتجعل من شراكة الحياة «شراكة في كل شيء، في الآمال وفي الأفكار وفي المشاعر، إنها شراكة حياة بكل معنى الكلمة» كما جاء في الصفحة 201 من «اسبريسو». تتداخل في الرواية حالتا الوعي واللاوعي، وتطرح إشكالية الطلاق،…

آراء

الأماني المطلوبة

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

بحثت عن معاني اسم «وجدة»، وهو عنوان الفيلم السينمائي الذي أخرجته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وفاز بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي، فعثرت على معان كثيرة لهذا الاسم، وكان أطيب ما ارتحت له هو معنى «الأماني المطلوبة»، وفي معنى آخر كان اسماً لمدينة مغربية وتعني «الكمين»، وآخر يقول إن معناه «الطريق». وجدت في «وجدة» لهيفاء المنصور طريق وردة شقت وجه الأسمنت، وحكاية تشبه معظم حكايات النساء، في بلاد تمنع فيها السينما، وأيضاً يمنع حمل الكاميرا السينمائية على أية فتاة تريد التعبير عن نفسها، لتفاجأ بأن طريقها مسدود مسدود. وعبر أول فيلم سينمائي سعودي يشارك في مهرجانين دوليين، ويفوز بجائزة أفضل فيلم عربي، وبجائزة أفضل ممثلة تنالهما مخرجة سعودية، وطفلة سعودية في العاشرة من عمرها، تكون هيفاء المنصور قد عثرت أخيراً على «وجدة» خاصة بها، أي طريق نحو عالم السينما، وباعتراف لجان التحكيم وجمهور فينيسيا الذي وقف يصفق لها 10 دقائق وكذلك فعل جمهور دبي. في مهرجان دبي السينمائي، كنت أشاهد الشباب السعودي يتسابق مع شباب من الكويت والإمارات والبحرين، جميعهم جاؤوا من بلاد لم تقطع أشواطاً طويلة في صناعة السينما، لكنها على الأقل تمتلك دور عرض لأفلام سينما العالم، باستثناء السعوديين. وحدهم جاؤوا من بلاد تمنع فيها دور العرض السينمائية، وقد عبر عن ذلك أحد الشباب السينمائيين حين قدم…

آراء

ماذا ينتظر المملكة بعد «الربيع»؟

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

إذا كان الربيع العربي تحول بالفعل إلى خط تاريخي فاصل في تاريخ المنطقة، فإن هذا يعني أنه أتى معه بمتغيرات سياسية تقطع مع ما كان قبله، وتؤسس لواقع سياسي جديد في هذه المنطقة. لا يزال هذا الواقع في طور التشكل، ولا أحد يعرف تماماً على ماذا سيستقر، ومتى سيكون هذا الاستقرار، أفي المدى القريب أم البعيد، لكن هذا تحديداً ما يضع الدول العربية جميعاً، تلك التي زارتها عاصفة الربيع أو تلك التي تجنبت العاصفة، أمام مسؤولية الاعتراف بالتغير، ومواجهة متطلباته، بهدف الإمساك بزمام حركة التغير، حتى لا تجد الدولة نفسها أمام واقع لا تملك الكثير من أدوات السيطرة عليه. قارن النموذج المغربي الذي نجح حتى الآن في تفادي العاصفة، مع النموذج السوري الذي غرق في متاهة العاصفة. الإمساك بزمام حركة التغيّر مسؤولية كل الدول العربية من دون استثناء، لكن ما يهمني هنا هو المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأنها بلدي، وأمرها يهمني قبل غيرها، وإنما أيضاً لأنها دولة كبيرة ومحورية في العالم العربي، ولأنها بحجمها السياسي والاقتصادي وبتاريخها وقدراتها، من بين الأكثر تأهيلاً للإمساك بحركة التغيّر. فالسعودية عموماً مجتمع متجانس إثنياً ودينياً، وتاريخ نشأة الدولة فيها يعود الى منتصف القرن الـ12هـ/18م، وقامت هذه الدولة بديناميكيات ومفاهيم وأدوات محلية، عربية وإسلامية، وهذا يعني أنها دولة لم تنشأ وفقاً لظروف ومعطيات خارجية،…

آراء

الإخوان

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

كانت في الأصل وصفاً جميلاً للأصدقاء الذين تقترب محبتهم من درجة الأخوة. كانت تعني المودة والألفة والثقة، وسمة للناس الذين يجدهم المرء حوله في كل موقف صعب قبل أن تعصف جماعة «الإخوان» بها وتحيلها إلى دائرة ضيقة من الحزبية والتبعية المطلقة. كانت مظهراً إنسانياً قبل أن تستحيل إلى سلاح إقصاء وقمع وتخويف. عرفت السعودية «الإخوان» عسكرياً في بدايات التأسيس حين كان اسمهم «إخوان من طاع الله» وكانوا مخلصين لولا تشددهم التقليدي في مجتمع لم يتشكل بعد ومع ذلك بقيت «الإخوان» بدلالتها الاجتماعية هي المسيطرة والنافذة إلى أن جاء المد الإخواني المسيس فحرم السعوديين من بهجة الكلمة ودلالاتها. أصبحت كلمة الأخ تعني الكادر الحزبي، و«الإخوان» لاتشير إلا إلى الجماعة وحدها. وإذا أخطأ أحد وقال لرفيقه: أنت أخي فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العضوية والشراكة في حماية أهداف الجماعة والدفاع عنها. لايتحدث شيخ صحوي سعودي دون تكرار كلمة الإخوان في وصفه لزملائه لكنهم إخوان لايقفون مع صاحبهم إن حاد عن طريقهم ولايجمعهم به سوى التعاليم المشتركة أما كل قيمة إنسانية أخرى فلا موقع لها. هذه الهجمة امتدت إلى النساء فأبرزت «الأخوات» وهن المعادل الحركي للرجال في دوائر النساء فالتحقت «الأخت» بـ «الأخ» ولم يسلم حتى الآن سوى أخوّة الدم وهي في طريقها للتفتت لأن الأخوة الحزبية إن دخلت بيتاً ما…

آراء

نهاية العالم!

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢

قبل الثانية عشرة بثوانٍ أعادت فتح عينيها اللتين بقيتا مغمضتين مدة طويلة، بسبب مصطلح اعتدنا سماعه، أخيراً: «إهمال طبي»، في تلك اللحظة ولكي يتأكد الأطباء أنها لم تفقد الذاكرة تماماً.. أشاروا إليّ وسألوها: هل تعرفين من هذا؟ لم تجبهم، لكنها ابتسمت.. وكان هذا هو كل ما أنتظره منذ مدة.. كان هذا يكفيني جداً.. في اللحظة نفسها التي كان البعض يتوقع فيها نهاية العالم، كان عالمي قد بدأ للتو واللحظة! ليس لدي ما أخسره في هذه الدنيا إلاهي! وقد خسرتها فعلياً، لذلك فقد كنت أغلي من الغضب في داخلي، سأتفرغ لفضح المستشفيات الحكومية. كنت غاضباً، سأبدأ بتجميع الوثائق والإدانات والشهادات. كنت يائساً، سأجعلها على النمط الأميركي قضيتي حتى الموت. كنت أحمق، سأنتظر المسؤول عند سيارته بعد الدوام! بالطبع مع قليل من الأسئلة والاستفسارات للزملاء والضحايا والقراء هنا وهناك، اكتشفت أنني لا أمثل ظاهرة، لكن ما حدث لي ولها كان مجرد حالة تتكرر بالعشرات، في ظل إهمال وفوضى إدارية وتخطيطية عارمة في هذا القطاع، وهو ما يجعل الجميع «يسنفر» بصحته إلى ألمانيا وتايلاند وحتى مقديشو، إذا توافرت لهم فرصة! الحمد لله أننا مسلمون، والقضاء والقدر والإيمان بهما يلعب دوراً رئيساً في توجيه بوصلة حياتنا، كما أن إيماننا بالنصوص وعلامات الساعة والأحاديث المروية جعلنا من أقل الناس اهتماماً بأكذوبة نهاية العالم، لكن الهرج…

آراء

“قانونية” عشاء معالي الوزير

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

يقول الخبر الذي نشرته الزميلة (الشرق)، بالأحمر، على صفحتها الأولى بالأمس إن أعضاء في مجلس الشورى رفضوا عشاء وزير العمل، يوم بعد غد، لأنه (لا يجوز برلمانياً أن يقبل (التشريعي) دعوة (التنفيذي). السؤال هنا عن قانونية عشاء معالي الوزير. وخلال عامين من ثورة الإخوة في مصر سمعت مصطلح (الفصل بين السلطات) مئات المرات حتى مللت المصطلح. عشاء معالي الوزير لأعضاء من مجلس الشورى ليس توأمة بين (السلطات) فحسب، بل حتى ما بين المرقوق والمحشي والمفطح. الفكرة تكمن على أي (تشكيل) للحروف ستقرأ مصطلح مثلث (السلطة). وبالطبع، فقد قرأت أن دعوة معالي وزير العمل لأعضاء الشورى (ستكون) لمناقشة قرار الزيادة في رسوم تأشيرة الاستقدام السنوية في الضجة المدوية إلى 2400 ريال. أعضاء المجلس، أو بعضهم، يقول إن دعوة معالي الوزير كان يجب أن تكون قبل القرار لا بعده. هنا سأكون واضحاً لأقول: إن معالي الوزير لم يدرك دوره التنفيذي بدلائل تشريعاته المتتالية للقوانين التي يجب أن تكون بالنظام من اختصاصات المجلس التشريعي، وفي المقابل، فإن بعض أعضاء مجلس الشورى بحاجة إلى دورة مكثفة لفهم طبيعة العلاقة ما بين مثلث السلطات. فصل السلطات لا يمكن حصره في الامتناع عن تلبية دعوة عشاء لمعالي الوزير، لأن هذا قانوني جائز في كل قوانين الدول، فصل السلطات يكمن في إصرار الأعضاء الكرام على أنهم مصدر…

آراء

خريف الإخوان!

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

المتربص بالإخوان، المتوجس منهم، سيسمي ما يجري الآن في مصر وتونس من أحداث «خريف الإخوان». لقد فشلوا أخيراً. لفظهم الشارع. نجحت الخطة في محاصرتهم. لو تركناهم لحوّلوا مصر وتونس إلى إيران، ولامتدوا إلى غيرهما، وأدخلونا جميعاً في مغامراتهم وأحلامهم، بإقامة دولة الخلافة، ليحكمها مرشدهم في مصر. أما المحلل الموضوعي، الذي يرى الربيع العربي في صورته الكلية، كحركة تحول تاريخي، فسيرى ما جرى أنه مجرد فصل من فصول الولادة الصعبة لعالم عربي جديد، وإن ما من ثورة إلا ومرت بصعوبات كهذه، وإن «الحكومة المنتخبة» وليس «الإخوان» – الذين تصادف أنهم الحكومة المنتخبة – هي من تواجه «ثورة مضادة» كانت متوقعة يقودها النظام القديم الذي يرفض الاستسلام للتحوّلات التاريخية المحتومة، فتحالف فيها مع «البورجوازية» المنتفعة من العهد السابق، الغاضبة من صعود طبقة جديدة يراها «دنيا» للحكم والسيادة، وللأسف سقط في هذا الحلف الثوار، الذين خسروا في لعبة الديموقراطية، فتدثروا بقميص عثمان، وصرخوا «لقد سرقوا الثورة منا». يجب أن نبتعد عن دخان الحرائق التي تشتعل في الميادين، والغازات المسيلة للدموع، وضجيج إضرابات النقابات واحتجاجات شباب الثورة، ومليونيات المعارضة والموالاة، وقبل ذلك من الصخب الإعلامي حين يتكلم الجميع، ويرفضون أن يستمعوا لبعض. لنخرج من كل هذا، ولنرجع للوراء، ما الذي حصل؟ ومن الذي انتصر؟ حصلت ثورة وليس انقلاباً، جرت انتخابات وفاز فيها من فاز.…

آراء

كُر و أنت حُر

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢

(يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي              وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي) عنتر بن شداد المشهد الآن حسب الرواية، قبيلة طي تغزو قبيلة بني عبس و توشك أن تنتصر عليهم وعنترة جالس في خيمته لا يشارك في المعركة! يدخل والده الذي لم يعترف به إلى الآن ويطلب نجدته ويقول له عنتر بن شداد: أنا لست سوى عبد! وحينها يعقد له والده صفقة تضمن حريته ويقول له قولته الشهيرة “ كُر و أنت حُر” وحسب نهاية القصة يخوض عنترة المعركة وينتصر ويصبح من أسياد قومه بعدها. كما تعلمنا أن التاريخ يكتبه المنتصرون! يقولون عنه أنه رجل كتب تاريخه بيديه، قبل أكثر من 1500 سنة لا نتذكر الآن سوى معلقة عنتر وقصة حبه لعبلة وشجاعته. رحل الجميع وفنى وفنت معهم أثارهم وعنصريتهم وما تبقى سوى الإنتاج والإبداع ومعهم الحب يسافرون مع التاريخ عبر الأزمان وأينما يكونون تبدأ الحياة و تكون. (معرفة مكامن قدراتك يساعدك على الوصول سريعاً لأهدافك) لكل منا قدرات مختلفة ونقاط قوة، قدرتنا على الإنطلاق نحن من يحددها، بدايتنا البطيئة لا تعني أبدا أننا سنصل إلى خط النهاية متأخرين! ما بين البداية والنهاية جسر طويل، طريق حياة، نقطعه بأمل ونعبره بثقة وعندما نسقط دائما هناك فرص أخرى للوقوف. أنت فقط من يحدد وقت وصولك إلى خط…