مركز محمد بن راشد العالمي للاستشارات الوقفية

آراء

الوقف باب لسعادة الإنسان

السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦

مما يسعد الإنسان وقف الأعيان، الذي ينتفع به الإنسان والحيوان، وقد كان من سبق الإسلام وأولوياته، إذْ لم يكن من الشرائع السابقة، فشرعه لما له من نفع عظيم للواقف والموقوف عليه؛ أما الواقف فلما له من أجر جزيل عند الله تعالى، يجري له في الدنيا من بركة في الرزق، وحفظ للنفس والمال، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة، كما ورد. وفي الآخرة أجر عظيم دائم غير منقطع، ما دام الوقف منتفعاً به، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وورد في حديث آخر تعدادٌ لبعض ما يكون فيه النفع الدائم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورَّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته»، فإن هذا النفع ما يكاد يسمعه المسلم الموسر حتى يبادر لكسبه وادخاره، كما كان من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين لم يبقَ أحد منهم ذو مقدرة إلا وقف، وكما فعل أبوطلحة الأنصاري في أحب أمواله إليه «بئر حاء»، التي وقفها في الأقربين، كما أشار إليه…