علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

حجر الرحى.. حكاية الحب الكبير

السبت ١٧ ديسمبر ٢٠٢٢

الصديق العزيز المبدع دائماً، ناصر الظاهري بعين الفنان، بفكر يمضي بالصورة مثل خيال الطير، في حلم التحليق، مثل نخلة العين تسمق في الأفئدة، وتجدل خصلات الألق الوجودي لتبدو في الحياة رحى الباسقات، الوارفات، ظلا، الرافلات جمالاً. في حكاية حب المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمدينة العين شاهدنا الحكاية وسمعناها بتفاصيلها، وفواصلها ومفاصلها، على لسان من عاصروا الباني المؤسس، وهي حكاية جسدت الحلم، والرواية التي رسمت في الأذهان كيف نما زغب القطا على هامة سحرية، وكيف تطور الزغب ليصير مع الطموحات مدينة عامرة بأجنحة التحليق عالياً، وكيف استطاع المغفور له بإذن الله أن ينطق الحجر، وأن يحرك في الشجر أشجان القصيدة، وأن يجعل من الإنسان زهرة برية تفوح جوانحها بعطر الرفاهية، ونبوغ العطاء، ومهارة الانتماء، ورونق التناغم مع رفيف السعفات في عالي القمم. في هذه الملحمة التاريخية التي سطرها ناصر الظاهري إخراجاً بديعاً، ووثق أعطافها لتكون في التاريخ أيقونة، وفي ضمير الأجيال قيثارة، تحرك اللواعج كلما مر في الوجدان طارف، وكلما دار في الخلد هوى. حجر الرحى، هي ربابة ناصر الظاهري، عزف عليها سيمفونية هواه الأول، وعشق الأفلاج التي مرت من ناصية القلب، والتي بدلت عروق النخل، كما روت الحنين الصيروري، في قلب له مع الكلمة وشاية النجب الشامخات، وله مع الصورة جزالة الشوق، والتوق، إلى مرايا تجسد الحياة،…

المغرب يشرق في القلوب

الخميس ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٢

مساء الثلاثاء الماضي، كان مساءً مغربياً بامتياز. في ذلك المساء تسمر الرجال والنساء، الصغار والكبار، أمام شاشات التلفزيون في انتظار إشراقة شمس عربية جديدة، تغسل وجه الكآبة العربية التي تربعت منذ عقود على وجدان عربي لم يعرف معنى الظفر، ولم يذق طعم النصر، في مجالات مختلفة. الرياضة بما لها من سحر، استطاعت أن تزهر في صدور الملايين من بني قحطان وعدنان، وتمكنت من حصد نجاح بأقدام «أبناء الأطلس»، والذين أكدوا أن العزيمة عندما تزهر في القلوب تكون شجرتها عملاقة تواقة لإفشاء الظل على وجدان عربي كم تصهد، وكم تبدد، وكم تكبد من المعاناة وهو يرى الآخرين يقطفون ثمار النجاحات، والإنسان العربي يختبئ خلف انكساراته. إنها الرياضة، وهي ملعب الفن، والشحن، هي كرة الثلج، إن مالت مع الإرادة، صارت ندفاً باردة تملأ الأفئدة برونق البياض في السريرة، والنصوع في الطموحات. يوم الثلاثاء كان يوماً عربياً بلا ريب، كان شوقاً إلى حلم يعيد التوازن للذين اشتاقوا إلى أحلام كم شقت قميص الوجد من دبر، وها هي اليوم، تبدي تطلعاً مغربياً عربياً، يضاء بمصابيح أحلام أزهى من شروق الشمس، وأبهى من وجه اللجين، الثلاثاء كان يوماً مباركاً على الأمة، كان مساء يفتح صفحات جديدة لتاريخ ربما توارى، ولكنه لم ينسَ واجبه في حل واجبات الدروس العربية، كان في ذلك الثلاثاء، التاريخ يعكف على…

في الإمارات الحياة مشرقة

الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠٢٢

هنا على هذه الأرض تبدو الحياة كأنها الرونق في ضمير الوردة، تبدو الحياة كأنها الرشاقة في وجدان النسمة، تبدو الحياة كأنها اللباقة في ثنايا السحابة، تبدو الحياة كأنها الأناقة في طيات الموجة. ففي الثقافة تتباهى القرائح بما جادت به الطبيعة من شفافية الحلم، وحيوية الفكرة، ونقاء السطر من الأعشاب الشوكية. هكذا هي الأسطورة التاريخية تنعم بشهية الذائقة، وملذات الإبداع، عندما يصبح الكلام دلالة، ومعنى، وحيزاً واسعاً في المسافة ما بين السماء والأرض، وما بين الرمش والعين، وما بين الشفة وقبلة الحياة. اليوم الإمارات في السعي والرعاية تبدو في المرحلة راهنة في العطاء، سخية في المبتدأ والخبر، تسير في الحياة، كأنها الوعي في عقل الطفولة، وكأنها الإدراك في ذهنية الوجود، ونحن، نحن العشاق يبهرنا هذا التدفق، يسلبنا هذا الانعطاف جهة الأحلام الزاهية، ويخلق لنا هذا الجدول المائي في عروق الإبداع، يأتي من أعماق القناعات الراسخة، بأنه لا تطور ولا رقي من دون ثقافة تتجلى بعطاء النخلة، وتنبري بتوهج البرق، هكذا أصبح العالم بين دفات دفتر، وطويات كتاب، مسهب في الإضاءة، مسترسل في توسع الوعي، لأن القيادة الرشيدة أرادت ذلك ليصبح أيقونة في حياة الناس، وسيمفونية في نغمة الاقتصاد، وأبجدية في حلم الصعود إلى مجد القارات، والحضارات، وحدث ما ارتأته، وصرنا اليوم مشرقين في كل بقعة من بقاع بلادنا المنيرة، صرنا جائلين…

مَن منّا لم تغدقه اللغة وتغرقه؟

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢

للغة بحر يبدو كالسماء الزرقاء، صافياً، هادئاً، ولكنه في الأعماق تكمن خطورته، حيث إن هذه اللغة ماكرة، هذه اللغة داهية، هذه اللغة عميقة إلى درجة الغموض في غزارة مفرداتها والتي كالأمواج تخطف لب المبحرين، وتسلب عقول العشاق.عندما يكونون في ذروة التداخل مع الكيان اللغوي، عندما يكونون في أقصى حالات النشوة اللغوية، عندما تكون اللغة في قمة اشتعالها في ضمير النص الإبداعي، وفي تلافيف المشاعر الملتهبة وجداً وهياماً، فيا معشر العشاق كونوا في اللغة وليس خارجها، لتكون هي الحامل لأوجاعكم وهمومكم، في قلب الحياة، في ثنايا الحلم البشري لتكون اللغة هي الليل المضاء بمصابيح الفرح، تكون اللغة وشوشة الشراشف ساعة انسدال الرمش على الرمش، ودخول المقل في حومة الأبدية. منذ أن نطقت القريحة البشرية بالجملة الأولى من أنا؟ سجّرت البحار، ومادت الأرض، ومارت الجبال، وحمي وطيس الأسئلة ليصبح الإنسان هو علامة الاستفهام الكبرى التي تؤرق منام الإنسان نفسه. واليوم إذ نفتح عيوننا على العالم ونتأمل الصورة، نرى ما يشبه الحلم حيث اللغة في حضرة مركز اللغة العربية أصبحت حقلاً مزروعاً بعناقيد مفردات تشكلت من خطوات، يحثها طموح إدارة وعت منذ البدء بأن للغة وقع سنابك الخيل في حال الجموح نحو جاليات الهموم. اليوم يقف مركز اللغة العربية عند منتصف طريق فيه تصدح مآذن وأجراس، كلها تدعو، ترفع للوجود سطوة، وللسماء حظوة،…

الإنسان الإماراتي العالمي

الإثنين ١٧ أكتوبر ٢٠٢٢

عندما يصعد إماراتي إلى العالمية تشعر بأن هناك جناحاً عملاقاً يأخذك إلى السماء ويجلسك عند النجمة لتشم رائحة الوجود من هناك، ثم تنظر إلى خريطة الإمارات، فتجدها زاهية مثل مرآة سحرية وتجد الناس فيها كائنات خلاقة، كل في مجاله، وكل في صعيده يرتقي إلى حيث تمطر الغيمة. عندما تقرأ خبراً عن إماراتي حقق إنجازاً عالمياً في مجال ما، تحس بأن المطر غزير في فناء منزلك، وأن البيئة تتغير لصالح هذا الوطن الجميل، وأن الحياة تتزين كأنها الفتاة في ليلة العرس محيية أبناء هذا الوطن وشادة على الأيادي بحزم وجزم. عندما تنتصر الإرادة لا بد وأن تتفتح الأزهار، وتتفرع أغصان الأشجار وتصير الثمار برتقالة الأحلام البهية. محمد هادي الحسيني واحد من أبناء هذا الوطن ينجز مشروعه بانتخابه رئيساً لمجموعة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي. عندما تشرق الشمس وتعلق بين أهدابها قلادة إماراتية جديدة، تشعر أنها تضاعف دورتها حول الشمس وتمضي قدماً نحو آفاق جديدة وتبشر بميلاد جديد لحلم جديد في عصر إماراتي مرصع بالذهب، معشق بألوان الحياة النابضة بالإبداع، الذاهبة بالوطن نحو جداول لا تنضب عذوبتها ولا تجف نبوعها. هذه هي الإمارات، وهذا هو عصرها المنمق برونق الفرح والانتصار على كل المحبطات وكل المثبطات، وكل العواقب والنواكب لأن وطني الإمارات يتكئ على موروث سمته المجازفة والمثابرة واقتحام الجدران العالية من أجل…

كيف نحمي أنفسنا من الغضب؟

الإثنين ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢

الغضب موجة عارمة تجتاح الوجدان ساعة غفلة من القلب، حيث تقفز الأنا وتحرض، وتستفز، وتوجه العقل نحو غارات حمقاء قد تؤدي إلى مجزرة يذهب ضحيتها أبرياء، لا بد أن يواجه الفرد عقبات كأداء في حياته، ولا بد أن يشعر الفرد بضيق تنفس فيما لو لم يعبر عن غضبه تجاه مشكلة من المشكلات، ولكن بعض هذه المشكلات فيما لو طبق المرء فيها مبدأ السن بالسن ولانهارت حصون وتهاوت بيوت، وتغربلت وشائج وضاعت مشاعر في هياج العقل المتضور، والمحاصر بصور وهمية من صنع الخيال، ولا علاقة لها بالواقع. قد يحدث خلاف مع صديق، وقد تخرج كلمة ربما تكون نابية ولكنها عن غير قصد، ولكن العقل المأزوم بالوهم فقد يتخيلها أنها كلمة مقصودة ويهدف منها قائلها الإهانة وتوجيه ضربة قاصمة لمحدثه. وينتج عن رد الفعل ردود فعل حاسمة، جازمة تكسر عظم الحقيقة وتطيح بالعلاقة، وتجعل من الصديق عدواً لدوداً. ويحدث هذا أيضاً بين الزوجين، حيث قد ينطق الزوج أو الزوجة بكلمة نافرة في ساعة الغضب، فيكون الغضب المقابل من جهة الزوجة أعنف وأنكأ وأشد شراسة مما يغلق أبواب التقارب، ويمنع جداول التصالح من الدنو من بعضها. هذه معضلة البشر منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، لأن الاستمرار في طاعة الأنا يودي بحياة الأمل، ويصد التفاؤل ويدفعه خارجاً عن محيط العلاقة بين شخصين، مما…

الشباب شمسنا وظلنا وأهداب أجفاننا

السبت ١٣ أغسطس ٢٠٢٢

الشباب في الوطن هم الشجرة التي تصحو في الصباح الباكر، لتدلي بتصريح الحياة إلى من أرواها ومن أسقى جذورها، ومن شذب أوراقها، ومن لامس غصونها ومن حنى على الأعشاش بين أعوادها الخضراء. الشباب هم السحابة التي تمر على المهج، فتمنح قطراتها، ثم تقبل التراب ولا تمضي بل تفشي سر الحب ما بين السماء والأرض، وشغف التداوي بالعذوبة، ولهف التوازي في العطاء. الشباب في القاموس الإنساني هم الخطوة الثانية بعد الأولى، لرحلة لا تتوقف فيها الركاب مهما امتدت، ومهما ارتفعت هضابها، وتعجرفت جبالها، وتصهدت رمالها، وغزرت بحارها. الشباب في الحياة جياد المراهنة على مستقبل باهر، زاهر، مثمر، فائض بسجايا التفوق، والامتياز، وتحقيق الطموحات، والتطلعات، وكل ما يجعل الوطن شابا، يافعا، يانعا، مترعرعا بإرادة الجمال، وعزيمة الجلال، وسيرة التاريخ الذي ينجب الفلذات كي تمنح الوطن بهاءه، ورونقه، وحلمه الأروع من لون الزهرات البرية في ربيع سماؤه أجفان عشاق، وغيمته وشائج أشواق. في هذا الوطن تبدو الرؤية في مهارتها، وتميزها، تسير بالقارب نحو آفاق التألق، وهي تمنح الشباب الأولوية في تسلم زمام السفر الطويل، وتفسح الطريق أمامهم كي ينجزوا مشاريع الوطن بلباقة وحذاقة، ولياقة، وأناقة وهذا ما جعل الإمارات تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم، هذا ما جعل الإمارات تصبح الشمس التي أشرقت على ظلام العالم، فصار يحذو حذوها كقدوة ومثال، ونموذج، يبهج الأرواح،…

وطن أطفاله كبار

الأحد ٣١ يوليو ٢٠٢٢

في الإمارات اليوم، يقف الطفل على قمة اهتمامات القيادة، ويحظى بسمات الرعاية الكريمة من كافة جهات الحكومة، والتي تلتقي أضلاعها عند القاسم المشترك الذي يجمع الكل تحت راية مصير واحد، ومستقبل واحد، فطفل الإمارات يولد كبيراً، في وعيه لأهمية وجوده على هذه الأرض، وإدراكه أنه الكائن الذي تقع عليه مسؤوليات النهوض بمكتسبات الوطن في مستقبل لا يبعد كثيراً عن أجفان العين ولا يخبئ وميضه عن رموش العين، إنه القريب الذي يقف عند الأبواب، مستشرفاً نضوج الثمار محدقاً في الوجوه، منتظراً متى تخرج من شرنقات الوجود لتكون هي الوجد والوجدان، والوجود في هذا الوطن، ولتكون هي نخلة القلب وغافة الروح، وسدرة المنيات العريضة. في الإمارات يلقى الطفل بصيص الضوء من نوافذ متعددة، فيرقى إلى سماوات العلا، وينهض، متأزراً حلمه الزاهي، متأبطاً طموحاته الكبيرة، ذاهباً إلى الأفق بتفاؤل، وامتنان لمن يمهد له الطريق، ويفتح له آفاقاً ودروباً، حتى أصبح الطفل في بلادنا كبيراً، أو بالأحرى طفلاً كبيراً بما يتمتع به من وعي، ومساحة واسعة من ثقافة التواصل مع الآخر بدءاً من الوالدين، ومروراً بالأخوة ولا انتهاء بالآخرين، لأن أفق الطفولة عندما ينفتح على الآخر يكون محيطاً، ويكون سماء زرقاء صافية، منقوشة بفن الوعي، منقطة بفصوص الذهب، مزركشة بخطوط المعاني الطيبة. هنا نستطيع أن نقول إن الإمارات اليوم هي موطن لميلاد أطفال ذوي…

أبناؤنا في الخارج سفراء النوايا الحميدة

السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢

هذه هي الثيمة في الحكاية الإماراتية، وهذه هي الشيمة في السجايا التي تربى عليها أبناء الإمارات، لذلك وهم يجوبون العالم كسائحين أو طلاب علم أو رجال أعمال، فهم يحملون سمعة الإمارات في ضمائرهم، ويمسكون بتلابيب الالتزام الأخلاقي أينما حلوا، وأينما رحلوا لأنهم تعلموا هذه القيم من ثقافة بلد قامت، وتأسست على مبادئ لا تفرط بالثوابت، ولا تتساهل مع الأخطاء التي تشوه الصورة، وتسوف المعنى، وتسف في نسيج العلاقة مع الآخر، كل هذه الحزم من القيم جعلت من الإمارات أيقونة سحرية، تجذب القلوب، وتلهب العقول، وتجعل من حب الآخر لها مرسوماً فطرياً لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يتواءم مع أشباه المشاعر. هنا في هذا البلد نجد اليوم حب الآخر منبثقاً من الحميمية التي يكتسبها في تعامله مع أبناء الوطن الذين صاروا في نظر الآخر القصيدة الملحمية، والتي منها يستلهم الزائر والمقيم شكل الحياة الزاهية، ورونق معطياتها، ومهارة عطائها. اليوم الإنسان الإماراتي موجود في كل أرجاء العالم، مستكشفاً التضاريس، والتفاصيل، وفي جيبه جواز سفره الذي أصبح الأول في العالم من حيث، تحرره من تأشيرات الدخول، لأن الثقة في الإمارات تسبق كل التفاصيل، والإجراءات الأمنية، والاحترازية. اليوم نحن في العالم كما هي الشمس المشرقة يستدير قرصها الذهبي حول عنق الكرة الأرضية، فيضيئها، ويمنحها التألق، ويملؤها بالبريق الذي يليق بكون بشري يحكمه عقل حضاري،…

احتفاء يليق بالقامة

الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢

ولجت لجة الحضور، فوجدت الاحتفاء بمستوى القامة، وشعرت بأن في فرنسا تبدو العلاقة كأنها العناقيد منضدة بمشاعر الحب والاعتزاز بقامة رجل له في قلوب العالم مساحة خضراء بهية نابضة بدقات ساعة الحلم الإنساني. هكذا شمخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يتوسط مستقبليه، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي علت الابتسامة محياه، معبراً عن دفء التواصل والعلاقات الحميمة بين رجلين لهما الصوت والصيت في منصات العمل السياسي العالمي، ولهما الأثر الطيب في صناعة السلام والأمن الإنساني الذي تنشده شعوب العالم وتتمناه وتنتظر منه المزيد لكي ترقى الحضارة.   وتزدهر على يدي زعيمين خرجا من مدرسة واحدة، وهي ثقافة وحدة الوجود، ورؤية الاندماج مع الطبيعة بكل ما تحمله من جمال، ورونق، ومهارة في تشكيل لوحة الكون. هكذا أصبحت الإمارات في ضمير قيادتها الرشيدة، وهكذا تلاقت مع محبي الحياة وعشاق الجمال في كل منازل الوجود، إيماناً من القيادة بأن العالم كساه الكثير من الغبار، واعتراه السعار، ولا ترياق يحميه من الدمار سوى حب الآخر، والتضامن من أجل بناء سور يحفظ الود للعالم، وينمي مشاعر التفاؤل، ويزرع في الأفئدة أزهار الحلم الناصع، وينثر عبير التطور في كل أرجاء المعمورة ودون استثناء، هذا ما تصبو إليه قيادتنا، وهذا ما ترنو إليه كل دولة خبرت معنى أن نكون متحابين…

الإمارات- فرنسا والتنوير

الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢

منذ فجر ثورتها في 1789، حيث حطمت تلك الثورة فجاجة سجن الباستيل، ليطل الشعب الفرنسي على حريته عن قرب، وليمسك بزمام تطلعاته من دون أصفاد، وأغلال، كما أن الإمارات التي بنت رؤيتها في التسامح منذ التأسيس، وعلى يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهي تتلمس تلك الخطا وتسير القيادة الرشيدة على الأثر الطيب، إيماناً وثقة بأن الحياة كالنهر، والتسامح مجراه، فإن أعقب المجرى كبوة أو علة، شاخت الموجة النهرية وتعطلت مساراتها، وجفت خطواتها. هكذا تبدو الحياة وهي مفعمة بتسامح أهلها، وتصالحهم مع أنفسهم أولاً، ومن ثم مع الآخر، الأمر الذي يجعل من العلاقة سهلة طيعة، سلسة، مرنة لا يعوقها عائق، ولا تشوبها شائبة، لذلك نرى اليوم العلاقة بين البلدين الإمارات وفرنسا، متنامية مثل أغصان الشجرة الجذلى بما ترتوي منه من مبادئ وقيم وثوابت لا تجليها عواقب الزمن ولا تقلبات الأحداث، التي تنشأ هنا وهناك في أرجاء العالم. علاقة البلدين راسخة مثل نهر السين، ممتدة مثل بحر الخليج العربي، واللقاء الذي سيجمع الرئيسين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والرئيس الفرنسي ماكرون، لا بد أنه نتيجة ود قديم ووضوح في الرؤية تجاه قضايا عديدة ومهمة لدى البلدين، هذا اللقاء هو تدعيم لعرى الروابط السياسية، والثقافية والاقتصادية التي تستند عليها العلاقات الدولية،…

دعونا الله أن يحفظ أبا خالد

الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠٢٢

كلمات ترعرعت في الوجدان في ذلك الصباح، مثل وريقات اللوز الشادية للسماء عرفاناً للغيث. ربات بيوت ومطلقات وأرامل، مفارقات الابن والزوج، هؤلاء وجدن ضالتهم في شيم الكريم وقيم الحليم. أبوخالد الذي تخرج في مدرسة الحكيم، ودرس حب الإنسانية، واحترام الإنسان وسائر المخلوقات على الأرض. كان للصدى شدو الطير في البراري المنعمة بالأخضر القشيب، كان للصوت نعيم الأشجار وهي تصيغ السمع لغناء الطبيعة، كان للبشارة رونق الدر في اللجج، كان لهدية العيد مذاق العفوية وهي تبلل ريق الحياة، وتلون سبورة الوطن بمواعيد مستقبلية زاهية بالرفاهية ونعيم العيش، وانثيال الحلم البهي من لدن زعيم وهب نفسه لصناعة الفرح في قلوب الناس أجمعين، وهيأ حياته ليكون في زحام العالم خير رسول للمحبة، يبلغ قلوب الناس من دون استئذان، ويمضي في تفاصيل حياتهم كأنه النسيم يهدهد مشاعرهم، ويحفظ مطالبهم، ويجعل من الهدية إشراقة شمس جديدة في أيام فضيلة يجمع على فضائلها أكثر من مليار إنسان في مشارق الأرض وفي مغاربها. اليوم وقد أصبح برنامج ذوي الدخل المحدود قيد التنفيذ، والعيون تشع ببريق الفرح، والقلوب ممتلئة بالامتنان والشكر، لمَ جعل قضية معيشة المواطن أولوية قصوى، وحاجة ملحة تسبق كافة التطلعات ومختلف المشاريع. في هذه النقلة النوعية، طفرة في المشاعر، وانحياز واع للفكر الإماراتي لكل ما يهم الإنسان في معيشته وفي تعليمه، وفي صحته، وسكنه. كل…