آراء

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

نعم.. أنا المسلم!

الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥

نعم أنا المسلم، أفتخر بذلك ولن يستطيع اثنان من الحمقى الذين سنجد غالباً أنهم تربوا لديك وتدربوا لديك وتأسلموا لديك هما من يحاولان زعزعة افتخارنا بما نحن عليه، فأنت تتقن فنون اللعبة، تعرف متى وماذا تفعل، هذا يكرّ وذاك يفرّ، وترسم الرسمة الجديدة كما تهوى أنت! نعم أنا المسلم ولن أخجل من ذلك أبداً، سأبقى رافعاً رأسي لأنك تستدل بحوادث حمقاء وفردية وغالباً ما تقف أنت وراءها، بينما أستدل أنا بآلاف السنين التي يعجز فيها التاريخ عن أن يذكر حادثة واحدة لجيوشي النظامية ضد أي شعب آخر. نعم أنا المسلم، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي مصر فأصبحت قلب عروبتي، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي الشام فأصبحت حمى الإسلام، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي تركيا فأصبحت حاضنة لحضارتي لقرون، أنا المسلم الذي انتشر فأصبح جزءاً أصيلاً من المجتمع وليس جزءاً مفروضاً عليه، أنا المسلم الذي نادى المنادي بأمر الخليفة بخروج كل جندي من جنودي من بلاد قيرغيزستان، لأن آمر الجيش لم…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

حرية الرأي… حرية الشتم!

الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥

ماذا بقي كي يقال عن الاعتداء الإرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» بباريس الأسبوع الماضي؟! قيل الكثير عن التشكيك في سيناريوات الحادثة وملابسات العجلة في قتل المعتدين وإغلاق ملف الجريمة! وقيل الأكثر والأهم عن التأويل الثقافي والدلالات المعرفية لأسباب الحادثة ودوافعها. إذا كان الكل بات مؤمناً بخرافة الحرية المطلقة، وأنه مهما بلغت درجة التسامح والتعايش وقبول التنوع في المجتمعات الليبرالية فإن للحرية (المطلقة) حدوداً، لا تستطيع هذه الأدبيات المثالية تجاوزها. هكذا، فإن من باب أولى أن نتوافق على أن لحرية التشاتم حدوداً إذا تجاوزتها فسيتحول العنف القولي إلى عنف فعلي. قد يتقبّل المجتمع الإنساني حرية الرأي اللامحدود حتى في المقدّس، لكن هل يمكن حضارة إنسانية عاقلة أن تقوم على مبدأ حرية الشتم؟! هل يليق بحضارة إنسانية ناضجة أن تقدّس الملوك أكثر من الأنبياء؟! كرّست منظمة «اليونيسكو» الكثير من قراراتها واتفاقاتها من أجل حماية حرية التعبير، وفعلت بالمثل وأكثر من أجل الحفاظ على حرية التنوع الثقافي. إذا كان المعتدون على الصحيفة قد…

سطام الثقيل
سطام الثقيل
صحافي وكاتب سعودي

الحل .. ليس وضعية «النعامة»

الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥

تداول أخيرا نشطاء في "تويتر" مقطعا يشير إلى سائق نقل معلمات يقود مركبته بسرعة جنونية، وأظهر مصور المقطع جانبا من "مؤشر" السرعة لمركبته وهو يلامس الـ 180 كيلو مترا في الساعة دون أن يتمكن من تجاوز سيارة نقل المعلمات. الحاجة وحدها هي التي دفعت الكثير من بناتنا "المعلمات" إلى الخروج من منزلها في ساعات الصباح الأولى للمناطق النائية بحثا عن لقمة العيش، الحاجة لا سواها جعلتهن يلجأن إلى سائق متهور يغيب عنه العقل بفعل السهر وأحيانا بفعل أمور أخرى. الحوادث التي تتعرض لها المعلمات والتي تتكرر كل أسبوع وتسببت في مصرع ووفاة الكثير منهن هي نتاج إفراط في السرعة وقيادة غير متزنة من قبل سائق نقل خاص غير خاضع للضوابط. قضية حوادث المعلمات لم تكن وليدة اليوم بل هي ممتدة منذ سنوات، ولم تلق أي تحرك فعال لا من قبل وزارة التربية والتعليم ولا الجهات الأخرى ذات الاختصاص، وكل التحركات في هذا الشأن لم تتجاوز التصريح في الإعلام. لم نر…

تركي الفيصل
تركي الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود

فاحش وما أدراك ما فاحش

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

عندما قام المجتمع الدولي بمعاقبة تنظيم القاعدة لارتكابه جريمة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 م، وإمارة أفغانستان الإسلامية، لإيوائها تنظيم القاعدة، فرت أعداد من التنظيم إلى إيران التي آوتهم ووفرت لهم الإقامة في مساكن آمنة تحت إشراف مخابراتها، وكان من الفارين أعضاء من عائلة أسامة بن لادن، لا زالوا يقيمون تحت حماية الحكومة الإيرانية إلى اليوم، بالإضافة إلى سيف العدل أحد كبار القادة العسكريين للتنظيم، وهو أحد المخططين للتفجيرات الإرهابية في الرياض في مايو (أيار) 2003 م، وكذلك صالح القرعاوي زعيم ما يسمى كتائب عبد الله عزام، الذي انتقل بعد ذلك إلى وزيرستان وأصيب بطائرة دون طيار، ثم تسلمته المملكة العربية السعودية من باكستان. وعقب الاحتلال الأميركي للعراق وتدمير المؤسسات الحكومية العراقية - من جيش وأمن ووزارات - في عام 2003 م، سمحت الحكومة الإيرانية لمن أراد من مخلفات تنظيم القاعدة بالتسلل إلى العراق الذي وجدوا فيه بيئة خصبة لتنفيذ مخططاتهم، فأعادوا تشكيل أنفسهم تحت اسم «القاعدة في بلاد…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

10 مليارات دولار عراقية لخردة إيرانية!

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

قرأت تقرير وكالة «أسوشييتد برس» عن تزايد هيمنة إيران على العراق، تحت غطاء دعمه ضد تنظيم داعش. ويقدر التقرير، وفق مصادره، أن الإيرانيين باعوا العراقيين، في سنة واحدة، ما قيمته 10 مليارات دولار ثمنا لأسلحة لمواجهة الإرهاب، وهي «كلاشنيكوفات» وراجمات صواريخ وذخيرة، قد لا تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار! طبعا لا يحتاج الأمر لتوضيح أن المليارات الـ10 من الضخامة والكرم كانت كافية لجلب ترسانة من الدول العالمية المصنعة لحاجات الجيوش، وليس خردة سلاح بسيطة من إيران. هدف المبلغ تمويل حاجات إيران العسكرية، ومغامراتها، بمليارات الدولارات، في وقت تواجه فيه ضغوطا اقتصادية داخلية. ولا يحتاج الأمر، أيضا، للتأكيد على أن مآل العراقيين السعداء بالنجدة الإيرانية هو الشكوى مستقبلا من هيمنة نظام طهران عليهم، ولن يكون بوسعهم اتخاذ قراراتهم بحرية، وبما تمليه عليهم مصالح بلادهم الوطنية؛ فالعراق سيُصبِح بلدا تابعا، بسبب النفوذ الأمني والسياسي الإيراني المتزايد، كما آل إليه حال لبنان بعد النفوذ السوري عليه منذ منتصف السبعينات، الذي دخل البلاد…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

عطني جوالك يا …

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

ما الجديد في قضية اعتداء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مواطن في أحد المراكز التجارية بالرياض؟ للأسف دائماً ما نسمع ونقرأ أن بعضنا يستهدفون «الهيئة» في كتاباتهم عن نقد بعض تصرفات أعضائها، ولكن الحقائق تتحدث على أرض الواقع، فكلنا شاهدنا صورة المواطن الذي تعرض للاعتداءات، وقد هُشم أنفه وكُسر فكه وثيابه ملطخة بالدماء، مثل هذه الصورة -للأسف- تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، وتعكس صورة سلبية عن المملكة في الخارج على رغم المحاولات والجهود التي تقوم بها الجهات الرسمية؛ لتعزيز صورة نمطية إيجابية عنها. نعود إلى ملابسات القضية، والتي تسربت بعض تفاصليها من أقارب المعتدى عليه، بأن المشكلة بدأت عندما تم الطلب منه بتسليم جهاز التلفوني إلى رجل «الهيئة»، وإصراره على عدم تسليمه. والحقيقة، توقعت أن قضية تفتيش جوالات الأفراد قد عالجها مسؤولو «الهيئة»؛ لأننا كنا نسمع عنها في الماضي، واعتقدت بأنها اختفت، ولكن مثل هذه الحوادث تثير التساؤلات، فليس من حق «الهيئة» ورجالها سحب الهواتف من…

ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

خلف كل عمل إرهابي فكرة متطرفة

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

يستمر الارهاب في الضرب في اكثر من مدينة حول هذا الكون، بعد عرعر وباريس، ها هو يضرب مجددا في لبنان، وها هي جبهة النصر وداعش تتنافسان في تبني العملية الارهابية، واضافتها لرصيدهما..! المنافسة بين الجماعات المتطرفة المسلحة هي في رصيدها من القتل والترويع وارهاب العالم، اصبح كل فصيل يبحث بشكل أكبر عن أن يكون اسمه الاكثر ترددا في العالم.. وان يكون الاكثر جذبا لمتطرفيه. النصرة ام داعش.. ام عودة القاعدة؟! لا فرق، لافرق بين الارهابيين مهما تعددت عناوينهم وتنظيماتهم، انهم مجموعات تقتل بلا سبب، وتتبنى بلا سبب، الا الارهاب، ارهاب العالم والانسانية. لذا لا تهتم كثيرا بالعناوين ولكن بالفعل نفسه، الفعل الارهابي الذي يقتل هنا وهناك، والحقيقة الثابتة ان غالب ضحاياه من العرب والمسلمين، مهما حاول ان يضع نفسه خصماً للغرب أو الشرق، الا ان هذه الجماعات الارهابية لا دين لها، الا القتل، واي انسان قد يكون هو التالي فيما هو في طريقه للعمل أو المقهى أو المخبز أو حتى…

د. علي الطراح
د. علي الطراح
حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .

«شارلي إيبدو» وقنابل الأفكار

الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥

ذهولٌ أصاب العالم لما حدث لصحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية. بعض الأصدقاء ردوا على تعزيتي بقولهم إن الحرية تزاد صلابة، ولن ينجح هؤلاء السفاحون في قتل قيم الحرية التي قدمتها الجمهورية الفرنسية للعالم. كانت ردة الفعل الفرنسية التي تجسدت بتجمع ما يزيد على 3 ملايين وبمشاركة عدد كبير من زعماء العالم، وهذا شكل رسالة سياسية لكل المتطرفين في شتى أنحاء الأرض. ونجحت فرنسا بجدارة في قيادتها العقلانية في معركتها مع الإرهاب العالمي. وبالرغم من محاولات توحيد الجهود، فإننا نرى أن المعركة لم تبلور أدواتها بعد.. والجانب الأمني يهيمن على كل مواجهاتنا مع الإرهاب، بينما المواجهة فكرية بالدرجة الأولى، وهي بحاجة إلى بلورة مجموعة من الأفكار التي تخترق العقول لكي نحد من تنامي الفكر المتطرف. الفكرة تتحول اليوم إلى قنبلة، وهي سلاح يصعب مواجهته، إلا من خلال الأفكار التي يتفق عليها العالم. ودون الدخول في تفاصيل حول الحدث الفرنسي، فإن الأرقام تشير إلى ما يزيد على 3 آلاف مقاتل أوروبي يحارب مع…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

ميردوخ: المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

المفترض أن تخرج المظاهرات ضد جريمة الإرهاب في فرنسا في شوارع العواصم الإسلامية، وليس من باريس، لأن المسلمين هم المتهمون، والمعنيون بالأزمة، والمتوقع منهم أن يعلنوا براءتهم. فالتطرف بدأت حكايته من مجتمعاتهم، وبدعمهم وسكوتهم ترعرع إلى غول الإرهاب الذي يأكل الناس في كل مكان من العالم. وليس بذي قيمة أن يخرج الفرنسيون، ضحايا الجريمة ليشجبوها. العلة، والتهمة، والمطلوب إثباته هو أن تتبرأ المجتمعات الإسلامية من جريمة باريس ومن التطرف الإسلامي بشكل عام. وما غرد به رجل الإعلام الأسترالي، روبرت ميردوخ، على «تويتر»: إن المسلمين وإن كان معظمهم مسالمين، ما لم يعترفوا، ويدمروا سرطان التطرف، فإنهم مسؤولون عما يحدث. وفي تغريدة لاحقة كتب: إن الخطر العظيم للجهاديين يلف العالم كله من الفلبين إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى الولايات المتحدة، وإن تبريره سياسيا هو نفاق وإنكار. كلام ميردوخ القاسي صدى للعديد من قياديي المجتمعات في أنحاء العالم الذين ملوا من ترديد الأعذار، وجرائم الإرهاب تزداد ولا تنقص. ولنتذكر أن فرنسا هي آخر…

د. السيد ولد أباه
د. السيد ولد أباه
كاتب وأستاذ جامعي موريتاني، له كتب ودراسات عديدة منشورة في ميادين الفلسفة المعاصرة وإشكالات التحول الديمقراطي.

من يصدر الإرهاب لمن؟

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

حذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطاب له قبل ثلاثة أشهر الدول الغربية بأنها مُعرضة للإرهاب في الفترة القريبة القادمة، إذا لم تأخذ الخطر بجد وتقف مع جهود البلدان العربية التي تواجه اليوم أعتى وأخطر تحديات الإرهاب بعد بروز الدولة «الداعشية» وتمددها على مناطق واسعة من العراق وسوريا. ها هي موجة الإرهاب العنيفة التي ضربت فرنسا، تؤكد صدق هذا التوقع، وتنقل الخطر إلى قلب أوروبا، في الوقت الذي ترتفع في الإعلام الغربي الأصوات الإسلاموفوبية المعروفة (من أمثال الفرنسيين إريك زمور وميشيل هولبك) مطالبة بشن الحرب «الحضارية» ضد «البربرية الإسلامية». الخطاب السائد في الإعلام الغربي هو أن الإرهاب «الإسلامي» صدرته البلدان العربية الإسلامية فكرياً ومولته ونشرته، ولا سبيل لمحاربته جوهرياً دون مراجعات جذرية في البنيات العقدية والتشريعية للدين الإسلامي نفسه. هذا الرأي السائد لا يصمد أمام التمحيص والتحقيق، فالواقع أن الدول الغربية هي التي صدرت الإرهاب للبلدان العربية الإسلامية، وهو التي وطدت منابعه وحمته في المهد، ووقفت ضد إجراءات…

إدريس الدريس
إدريس الدريس
كاتب سعودي

يسقط عندنا الثلج.. ما هذا التغريب؟

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

لا أدري لماذا كان لدي تصور وإيحاء بأن سقوط الثلوج في الشتاء إحدى علامات التمدن ودلالة متقدمة على أن الدولة التي "يطقسها" الجليد هي دولة متحضرة. ربما كان سبب هذا الوهم هو أننا نسافر إلى هذه البلاد المتحضرة حقيقة بغرض السياحة أو العلاج فنربط هذه بتلك. أو لربما لأن هذه الدول المتقدمة جعلت من فصل الجليد فرصة سياحية فبثت في هذه الأجواء الميتة حياة، وأقامت مسابقات وبطولات التزلج التي صار لها أربابها وأبطالها وشركاتها التسويقية، وبالطبع نهضت على جانب تلك الفعاليات النزل والأوتيلات وهكذا صار "البرجوازيون" والميسورون من "ربعنا" وجماعتنا يرتادون هذه المنتجعات الشتوية ويتزلجون أو يتفرجون وكل هذا ألقى بظلاله على نفوسنا حتى صرنا نعرف "كورشوفيل" في فرنسا، و"سانت موريس" في سويسرا، و"سيلاروندا" في إيطاليا، وصرنا نشخص ونتزين بمعرفة مسارات جبال الألب وقمم الـ"مونت بلا" وغيرها. لكن ما ينفي ارتباط طقس الثلج بالمدنية والتحضر هو أنه يسقط على مواقع عديدة في العالم المتخلف النامي أو النايم أو العالم الثالث،…

غسان شربل
غسان شربل
رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط

الحرب العالمية الثالثة

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥

لا غرابة في حجم المشاركة الدولية الواسعة التي شهدتها المسيرة التاريخية في باريس أمس. لم يعد باستطاعة أحد تجاهل حجم المشكلة وحجم الأخطار. ولم يعد باستطاعة أحد الزعم بأن المشكلة تخص الآخرين، وأن بلاده ستبقى بمنأى عن هذا العنف المجنون. عبّر حجم المشاركة الدولية عن تزايد القناعة بأن العالم ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة إن لم يكن انزلق إليها فعلاً.  للوهلة الأولى يبدو تعبير الحرب العالمية ضرباً من المبالغة. فنحن لا نرى جيوشاً كبيرة تتطاحن. ولا نرى خطوط قتال تتوزع على جانبيها آلاف الدبابات والطائرات. إنها حرب عالمية مختلفة عن الحربين اللتين روّعتا العالم في القرن العشرين. حرب متعددة المسارح، تشنّها مجموعات صغيرة تنتمي إلى جيوش صغيرة. وأخطر ما في هذه الجيوش أنها ترفض فكرة الحدود الدولية كما ترفض فكرة التعايش بين المتحدّرين من ينابيع مختلفة. حرب مختلفة لأنها لا تدور في عالم الدول المقفلة والحدود الصارمة والمعسكرات المرسومة بوضوح شديد. حرب يمكن أن تدور على حدودك، أو في عاصمتك،…