سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
كاتبة و إعلامية

أحزاب الله الشيعية في الحكم

آراء

النموذج الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان ونموذج الحشد الشعبي في العراق هو «النموذج» الذي تدعمه إيران للسلطة عند العرب، وهو نموذج متسلط يعود بالدولة إلى عصر جاهلي فكرياً مصاحب بتخلف تنموي حاد، عاجز عن إدارة حتى موضوع المخلفات في الدولة فما بالك بإدارة وحوكمة دولة.

وكانت إيران لا تريد للنماذج الشيعية العربية التنويرية المتقدمة المدنية أن تبرز وتظهر للعلن، بل تعمل على اختيار الأسوأ واختيار الأكثر فساداً واختيار المتطلعين للسلطة منهم، تختار نماذج تولد الكراهية والرفض في محيطها الوطني بل حتى في محيطها الشيعي، وهكذا تعزل الطائفة الشيعية عن محيطها بأن تولي عليهم نماذج غير مشرفة، فالنماذج الشيعية المتنورة المتحضرة أمام العالم هي النماذج الإيرانية فحسب، ذلك الانطباع هو الذي تريد أن تصدره للعالم الخارجي.

فترى الإيراني في السلطة إنساناً متعلماً، مسالماً، مثقفاً، مطلعاً، محاوراً، مفاوضاً، ذكياً، متواضعاً، باختصار نموذج يصلح لتسويق إيران دولياً.

أما النماذج العربية التي توليها على الجماعات الشيعية وتدعمها بالسلاح كي تتسلط على الدولة وتعطلها، فهي تسوق على أنها نماذج إرهابية متخلفة شكلاً ومحتوى، فاسدة، لا تعرف كيف تدير مخبزاً فما بالك بإدارة دولة، كي يقارن العالم بين الإيرانيين والعرب، فالإيراني الشيعي رجل دولة متمكن متحدث لبق، أما العربي؟ فانظروا إلى النماذج الثلاث، حسن نصر الله متهم بتجارة المخدرات وبالإرهاب والمالكي رجل إيران في العراق أو العبادي لا فرق نموذج للفساد والضعف، وعبدالملك الحوثي في اليمن حدث ولا حرج هؤلاء هم زعماء الشيعة العرب الذي أعادوا أوطانهم سنين إلى الوراء وأقحموا أوطانهم في أتون الحروب والتخلف والدمار، فأصبحت تلك النماذج هي التي تمثل شكل الدولة إن تولى زمامها شيعة عرب!!

نجحت إيران في أن تعمم صورة الشيعة العرب كزمرة متخلفة وفي ذات الوقت عظمة في بلعوم دولهم، هي تسعى لبناء حواجز بينهم وبين شعوبهم، تفصلهم معنوياً ثم تجعلهم معطلين لقيام الدولة عملياً، ثم تنتقي منهم أسوأ النماذج وأكثرها تخلفاً لتقدمهم للعالم، وتحارب كل نموذج شيعي عربي متقدم يرفض الانصياع.

القلة التي أبت الانصياع تعيش حالة من الإقصاء العنيف والعروبية المتقدمة المتنورة المثقفة المنفتحة على العالم أصبحت في خشية على نفسها تتعرض لشتى أنواع الإرهاب والتهديد المستمر.

الشيعة كانوا مواطنين في دولهم متعايشين مع بقية الطوائف والأديان مسالمين، يجري عليهم ما يجري على غيرهم من حقوق وواجبات، يمارسون طقوسهم بحرية تامة بلا قيود، حتى وصل الخميني لإيران وأعلن عن تصدير الثورة وبحث له عن وكلاء يستوردون بضاعته، ومنذ أن انفصل جزء من الشيعة عن محيطهم وقبلوا أن يكونوا وكلاء لإيران استفادت زعامتهم وحدها سلطة ومال وبقية الشيعة تدفع الثمن نيابة عنهم عزلة وحاجزاً بينهم وبين محيطهم. إنهم يدفعون الثمن مرتين دون أن ينالهم من مكاسب المرحلة جانب!!

هكذا تمكنت الأحزاب الشيعية الثلاثة أن تعطي للشعوب العربية فرصة امتحان الكيفية التي ستؤول إليها الأحوال في الدولة متى ما تولى الوكيل الإيراني زمام السلطة، إنه مآل مخز لا يمكن أن يتمناه أي إنسان بما فيهم الشيعة لأنفسهم، وتلك الأحزاب الثلاثة هم أسوأ من تولى إدارة الدول العربية.

المصدر: الوطن