«ألمعية» تحمل همَّ حفظ التراث الجنوبي.. وتؤسس أول متحف للمرأة في عسير

منوعات

المتحف يضم نماذج من ملابس المرأة الجنوبية

أبها – علي فايع

في منزلها، اختارت الفنانة التشكيلية فاطمة فايع الألمعيّة، المرأة في عسير لتكون محطتها الأبرز نحو التراث العسيري، بعد أن أسست في منزل زوجها، المهتمّ بالتراث، متحفاً خاصاً بالمرأة في عسير.

تقول فاطمة إنّ الدوافع التي قادتها إلى هذا العمل، إنّها من جيل تربّى وسط هذا التراث، فكلّ البيوت كانت تتزيّن بالقطّ العسيري (النقش)، الذي يعبر عن ذائقة المرأة وعملها، بل كان الأغنياء في قرية رجال التاريخية يهتمون كثيراً بنقش بيوتهم من الداخل، فقد كان الأغنياء ينقطون البيوت بالكفّ (الخطوط المتوازية)، كما عشت في الوقت الذي كانت فيه المرأة تتزين بثوبها العسيري ومنديلها الأصفر.

وتضيف فاطمة إنّها شعرت بأنّ فنّ القطّ والملابس التقليدية في عسير بدآ في الانحسار، كما أنّ الملابس لم تعد تمثّل الحسّ الفني للبيئة في عسير، وأنّها لم تعد تمتّ لذائقة المجتمع بأي فنّ لا من الداخل ولا من الخارج.
وعن الدوافع التي جعلتها تختار بيت زوجها ليكون المكان المناسب لهذا المتحف، تقول إنّ زوجها مهتمّ بالتراث، ولديه دراسات في هذا المجال، وهو يعمل في الإرشاد السياحي، لذا ساعدها كثيراً في اختيار المكان وتجهيزه لأنّه الأنسب لهذا العمل.

وحول الاهتمام بهذا الفنّ، توضح أنّ الفكرة بدأت لديها قبل عشر سنوات، لتتطوّر بعد ذلك إلى متحف، بعد أن بدأت تزورها وفود من الخارج ومن الداخل أيضاً، لكنّ وفود الخارج كانوا يهتمون كثيراً بالعمل اليدوي والقطّ. وتضيف أنّها اكتشفت أنّ وفود الخارج ينظرون لهذا الفنّ على أنّه قيمة ثقافية، لذلك بدأت في جمع الملابس، حتى امتلكت عدداً لا بأس به من ملابس الجنوب بشكل كامل. وتتابع فاطمة قائلة: كما أنّ مشاركتي ممثلة للمملكة في الأيام الثقافية في الجزائر، بعمل عرض للألبسة التقليدية، ساعدني كثيراً في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.

ومثّلت فاطمة المملكة في الإمارات، وأقامت عديداً من الدورات التدريبية للنساء في عسير وللطالبات على فنّ القطّ.
وعن الصعوبات التي تقابلها، تشير فاطمة إلى أنها تتمثل في تسويق هذا الفنّ، إذ أنه لا يجد رواجاً ولا مكاناً له، كما أنّ العاملات فيه لا يجدن أيّ دعم في هذا الجانب، لكنّها تشدد على أن هذا العمل بالنسبة لها هو محاولة لحفظ هذا التراث وتأصيله.

وحول المتحف، تقول فاطمة إنّه أنموذج مصغّر للبيئة المعمارية من الحجر، ويضم بضعة أركان، جزء منها خصّص للقطّ في رجال ألمع، وجزء للقط في عسير السراة وبلاد قحطان، كما أنّ المتحف يضمّ جزءاً خاصاً بالملابس التقليدية من نجران وجيزان وعسير، وتمثل هذه الملابس لبس المرأة الفلاّحة والراعية، إضافة إلى حُليّ المرأة الفضية. ويضم المتحف أيضاً، ركناً لبعض المؤلفات عن التراث في عسير.

وتوضح فاطمة أن هذا المتحف يعد نواة لمعرض كبير، يضم تفاصيل زينة المرأة من جميع مناطق المملكة، قبل أن تختتم حديثها بقولها إنّ في المتحف عرضاً مرئياً عن تاريخ هذا النقش ونماذج من الألبسة التقليدية، وهذه النقوش من جميع الأماكن القديمة للبيوت المتهدمة التي أفسدتها عوامل التعرية، وأهملت من الناس، وهي تمثّل هذا الفنّ العظيم للمرأة في عسير، كما أنّ العرض المرئي يضم كامل التفاصيل عن النقش وكلّ تفاصيل الحياة في منطقة عسير، وشراكة المرأة فيها.

المصدر: الشرق