الليبيون يحتفلون بإجراء انتخابات حرة رغم العنف

منوعات

طرابلس/بنغازي – يحتفل الليبيون بإجراء أول انتخابات حرة خلال 60 عاما بعد تحديهم العنف وأقبالهم على التصويت في انتخابات أسدلت الستار على حقبة الدكتاتور معمر القذافي.

واطلق المحتفلون العابا نارية في سماء العاصمة طرابلس بينما اطلق سكان بنغازي -مسرح احتجاجات مناهضة للانتخابات نظمها اشخاص راغبون في مزيد من الحكم الذاتي- قذائف صاروخية باتجاه البحر.

وحتى في سرت مسقط رأس القذافي التي شهدت بعضا من اعنف المعارك والأضرار في الانتفاضة التي دعمها حلف الاطلسي العام الماضي لإنهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما عم ارتياح بين السكان بإنتهاء التصويت على نحو سلس.

ورددت سيدة خلال احتفالها مع اسرتها في سرت “الله اكبر” وقالت ان هذا هو عهد الحرية واصفة المدينة بأنها حرة لاول مرة.

وقتل حارس امن رجلا بالرصاص عندما حاول سرقة صندوق اقتراع في بلدة إجدابيا بشرق البلاد وقتل شخص آخر في تبادل لاطلاق النار بين محتجين ومؤيدين للانتخابات في بنغازي مهد الانتفاضة.

لكن عندما انتهى التصويت في انحاء البلاد قالت السلطات ان 98 في المئة من مراكز الاقتراع فتحت ابوابها خلال النهار لانتخاب جمعية وطنية تتألف من 200 عضو ستتولى مهمة انتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لاجراء انتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد.

وقالت المفوضية العليا للانتخابات ان 1.6 مليون ناخب من نحو 2.8 مليون ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم بانتهاء موعد التصويت موضحة ان نسبة التصويت اقل من 60 في المئة.

ولدى سؤاله خلال مؤتمر صحفي عن موعد اعلان النتائج قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا نوري العبار انها ستبدأ في الظهور يوم الاثنين مؤكدا ان الفائز الأول هو الشعب الليبي.

ويملك المرشحون الاسلاميون فرصا اكبر بين المرشحين البالغ عددهم اكثر من 3700 وهو ما يشير الى ان ليبيا ربما تكون ثالث دولة فيما يعرف بدول “الربيع العربي” بعد مصر وتونس التي تشهد صعود الاحزاب الاسلامية بعد الانتفاضات التي اجتاحت المنطقة العربية العام الماضي.

وقد يكون اعلان النتائج نقطة ساخنة اذا ما اختلفت الفصائل المتنافسة عليها.

وفي بنغازي قال شهود يوم السبت إن محتجين اقتحموا مقرا انتخابيا بعد قليل من بدء التصويت واحرقوا مئات من بطاقات الاقتراع في ميدان عام في مسعى لتقويض مصداقية الانتخابات.

وقال ناصر زويلة (28 عاما) انه لم يكن هناك أمن كاف في مركز الاقتراع لمنع المهاجمين. وكانت اربعة مراكز اقتراع على الاقل مسرحا لمواجهات مشوبة بالتوتر بين محتجين معارضين للانتخابات ومسلحين محليين يتصدون لاي محاولة لإعاقة التصويت.

ونفى مؤيدون غربيون للانتفاضة التي أطاحت بالقذافي تلميحات بأن هذه المشكلات تقوض شرعية الانتخابات.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “منذ عام واحد فقط كان الليبيون لا يزالون يقاتلون طاغية متوحشا.” واضاف قائلا “اليوم يمثل معلما جديدا باتجاه تحقيق الليبيين لطموحاتهم بإقامة بلد ينعم بالسلام والاستقرار والرخاء والديمقراطية.”

ومع ذلك لا يزال كثير من ابناء شرق ليبيا يشعرون بالغضب من تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في الجمعية الوطنية مقابل 102 مقعد للغرب. ويقع الجزء الاكبر من قطاع النفط الليبي في الشرق.

وقال الطالب عبدالواحد الغزالي (25 عاما) “ليس لدينا قانون ليحكم الاحزاب السياسية. لم نعد دستورا بعد. كيف يمكن ان يعتبروا هذه جمعية شرعية.”؟

وعطلت جماعات مسلحة في شرق ليبيا يوم الجمعة صادرات البلاد من النفط للضغط من أجل الحصول على وقدر أكبر من الحكم الذاتي عشية أول انتخابات حرة تجرى في البلاد. وتعطلت ثلاثة موانيء تصدير رئيسية على الأقل.

وبينما يقول محللون انه من الصعب التنبؤ بشكل الجمعية الوطنية إلا ان احزابا ومرشحين من ذوي توجهات سياسية بعينها يهيمنون على المشهد في حين يترشح عدد قليل من العلمانيين.

ومن المتوقع ان يحقق حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا نتيجة طيبة إضافة الى حزب الوطن الذي يتزعمه المعتقل السابق لدى وكالة المخابرات المركزية الامريكية عبد الحكيم بلحاج.

المصدر: رويترز