دبي وعشق الشعوب

آراء

لكم تغزّل الشعراء في قصائدهم، وعزف الملحنون في ألحانهم، إعجاباً وشوقاً واعتزازاً بـ«دبي» وأهلها وحكامها.. ولكم أطلقت عليها عدة أسماء أخرى لاقت قبولاً واستحساناً عند أهلها والمقيمين على أرضها، منها «دبي الوصل.. دبي دار الحي.. دبي لؤلؤة الخليج.. دبي فينيسيا الخليج..».

لقد استطاعت هذه المدينة الواقعة على ضفاف الخليج العربي، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ترسيخ مكانتها مركزاً عالمي متنامي الأهمية للمال والأعمال والتجارة والسياحة والثقافة، لتصبح هذه المدينة التي وضع أسسها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الوجهة المفضلة للعيش والإقامة بالنسبة للمستثمرين والكفاءات من جميع أنحاء العالم. دبي لفتت انتباه العالم أجمع، وما زالت تبهره بشكل دائم، لإنجازاتها المتطورة وتنافسيتها المستمرة لدول العالم، كما استطاعت أن تجبر الإعلام العالمي على متابعة تطورها وإنجازاتها المذهلة، لأنها تعتبر من أكثر أسواق العقارات سخونة في العالم، وأسرع أسواقها المالية نمواً، وعلى أرضها أقيم أعلى مباني العالم، وأكبر مولاته.

وفي سياق الإشادة الدولية بما أنجزته دبي، قالت صحيفة «إيريش إندبندنت الأيرلندية» في أحد إصداراتها السابقة: «إن دبي أنجزت في عقدين من الزمان ما حققته نيويورك في 200 عام، وما أنجزته مدينة لندن في ألفي عام»، مضيفة: «يمكن ملاحظة ذلك بالنظر إلى خط الأفق ورؤية الأبراج الشاهقة وناطحات السحاب، إلى جانب أعلى برج في العالم. لقد كان في دبي برج واحد في العام 1990، غير أن النظر إلى خط الأفق حالياً قد يصيب رقبتك بالدوار. والطريق من مطار دبي الدولي إلى المدينة يسحرك بما تراه وتشاهده»، وأشارت الصحيفة إلى أن شرطة دبي تستخدم سيارات فارهة من «لامبورغيني وفيراري»، مشيدة بمستوى الأمن والأمان في المدينة.

وحديثاً ها هي دبي تتصدر الوجهات السياحية الأكثر شعبية على مستوى العالم على منصة «تيك توك» الصينية الشهيرة للتواصل الاجتماعي ونشر مقاطع الفيديو، وفقاً لنتائج «مؤشر السفر 2022»، الذي قام بإعداده موقع «باونس.كوم» الشبكي الأمريكي لحجز تذاكر السفر، لحساب المنصة، وجرى الإعلان عن نتائجه أخيراً، والذي يرصد أكثر الوجهات السياحية في العالم شعبية من خلال عدد مرات المشاهدة التي تحظى بها مقاطع الفيديو عن كل وجهة عبر «تيك توك» على مدار العام الماضي.

ونالت مقاطع الفيديو في «هاشتاغ دبي» 81.8 مليار مشاهدة عبر «تيك توك» خلال العام الماضي، لترتقي بذلك إلى الصدارة، بالمقارنة مع المركز الثاني عالمياً الذي نالته في «مؤشر السفر 2021».

وأزاحت دبي مدينة نيويورك من على صدارة المؤشر، والتي احتلتها في إصدار العام الماضي، وجاءت نيويورك بعدها بفارق شاسع يتجاوز 20 مليار مشاهدة، ذلك أن عدد مرات المشاهدة لمقاطع الفيديو عنها عبر «تيك توك» لم يتجاوز العام الماضي 59.5 مليار مشاهدة، وكان المركز الثالث من نصيب لندن بعدد مرات مُشاهدة بلغ 36.8 مليار مُشاهدة.

وذكر «باونس.كوم» في التقرير المُرفق بنتائج المؤشر لهذا العام أن دبي باتت واحدة من أكثر الوجهات السياحية على مستوى العالم التي يرغب الأشخاص من كافة أنحاء الكرة الأرضية بزيارتها لقضاء عُطلاتهم السنوية بها والتمتع بشمسها. ووصف التقرير دبي بأنها مدينة عصرية فائقة الحداثة، وصارت مُرادفاً للفخامة، وموطناً لبعض من التحف المعمارية، ومنها الأيقونة «برج خليفة» الأطول في العالم.

لقد استطاعت دبي منذ إطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996 أن تضع معياراً عالمياً للتميز في تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وأن تكون ملتقى جماهيرياً لشعوب العالم أجمع. ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى الرؤية المستشرفة والمبدعة التي تتميز بها قيادتها الرشيدة الفذة، حيث أدركت الأهمية الاقتصادية للمهرجانات ولتطوير البنية التحتية اللازمة من أجل ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً اقتصادياً وثقافياً دولياً، ما أدى إلى وجود جدول حافل من الفعاليات الحيوية والمتنوعة التي أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الإمارة وتطورها، وخاصة الملتقيات والندوات والمؤتمرات الكبرى التي أقيمت على أرضها، سواء في مجال العلوم والمعرفة أو غيرها.

دبي اليوم تختلف عن أي مدينة أخرى في المنطقة، كونها أكثر مدن المنطقة استيعاباً للثقافات في نسيجها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، حتى أصبحت مركزاً إبداعياً ومالياً وتقنياً عالمياً، تستقطب المواهب من كل أنحاء العالم، وتضم مقرات إقليمية لكبرى الشركات العالمية والعلامات التجارية العملاقة في كل القطاعات.

إذن لم يكن التطور الذي صُنع في دبي بعقول ورؤى قيادتها الرشيدة ليذهب هباءً، بل جعل منها الوجهة السياحية المفضلة والأكثر شعبية على مستوى العالم. تهانينا لشعبنا وقيادتنا الرشيدة بهذا الإنجاز المشرف لمكانة دبي في قلوب شعوب العالم.

المصدر: البيان