مثقفات ومبدعات إماراتيات: «يوم المرأة».. عيد للعقل الجميل

أخبار

الاحتفاء بـ «يوم المرأة الإماراتية» في 28 من شهر أغسطس من كل عام، يعكس المسؤولية التنموية التي تقع على عاتق المرأة في الإمارات، والمتمثلة بدورها الاجتماعي والثقافي والمعرفي. وما تنجزه يشكل جزءاً أساسياً لاستمرار عجلة الاستدامة المتنامية في كل القطاعات الحيوية. خاصة أن المؤشرات ترتبط بمعدلات الإنتاج الفعلية لحراك المرأة الإماراتية، سواء في مستوى دعم البيئات الاقتصادية أو في المشاركة البرلمانية، إلى جانب بناء الفكر وتوسيع نطاق الفنون والسبيل إلى إنشاء فضاءات إبداعية تخلق حوارات نوعية حول الأطروحات الإنسانية. والتوجيه السامي من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» للاحتفاء بالمرأة الإماراتية، إنما تأكيد على مكانة المرأة وقدرتها على إحداث فعل «الوعي المجتمعي»، بدءاً من الأسرة، كونها اللبنة الأولى التي تقوم عليها المجتمعات، مروراً بمراحل التجارب المهنية والأكاديمية والثقافية.

في هذا الاستطلاع، ومن وجهة نظر المثقفات والمبدعات في مختلف القطاعات الثقافية والاجتماعية، فإن الاحتفال بـ«يوم المرأة الإماراتية» هو احتفال بالمنجز الحضاري للإمارات، وتقدير دائم لدعم المرأة، وعيد للعقل الجميل الذي يبدع ألواناً شتى من الوفاء في محبة الوطن.

بداية تقول عبير جمعة الحوسني، باحثة أكاديمية وناقدة إماراتية: أي تقدير وتعظيم وفخر هذا أن تحظى المرأة باهتمام خاص، وأن يكون لها يوم موسوم بوطن وانتماء وتاريخ (يوم المرأة الإماراتية)؛ إن كان ذلك فلن يكون سوى في دولة الإمارات، ولن يكون سوى من قيادة آمنت بقدرات المرأة، وعظّمتها بينما هي مستضعفة مهانة في بقاع أخرى.. المرأة الإماراتية قدّمت وبذلت (داخل البلاد وخارجها) فاستحقت ذلك التكريم من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وذلك بتخصيص يوم 28 من شهر أغسطس من كل عام للاحتفال بـ «يوم المرأة الإماراتية».. فالمرأة كان لها أثر في النهضة الحضارية الإماراتية، ومسيرة المشهد الثقافي، حيث استطاعت أن تفرض نفسها مبكراً بعد اعتمادها على خاصيتين جعلت منها محط تقدير واحترام وهما «الوعي والإنتاجية».

وتضيف الحوسني: سابقاً وكما نعلم جميعا كان المجتمع الإماراتي التقليدي محكوماً بعادات وأعراف اجتماعية وضعت المرأة في إطار ذلك الطّابع التّقليدي الذي يعلي من شأن الرّجل، فلم تنل القدر الكافي من التعليم ومارست معظم أدوارها آنذاك في حدود طبيعة الزمان والمكان، وانطلاقا من رعاية ودعم القائد ومؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حرص على تمكينها ودعمها ثقة بقدراتها وطموحاتها التي قد تعلو أحيانا قدرات الرّجل أو تساويها، لذلك اعترف &ndashرحمه الله&ndash بحقوقها وأزال المعوقات التي تحجب تقدمها وهذا ما دفعها وبقوة لأن تثبت ذاتها وتميزها في كل ما أوكل إليها من مهام أسريّة ومسؤوليات مجتمعيّة، المرأة الإماراتيّة اليوم ما زالت تثبت حضورها وبتميز وجدارة بعد أن ناضلت تحت لواء الخدمة العسكريّة لتذود عن الوطن وبحب إمّا بنفسها أو بأبنائها، لذلك استحقت هذا الشّرف الرّفيع.

عقول أبدعت المستقبل

تقول الكاتبة باسمة يونس، المستشار الثقافي في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع: يوم المرأة الإماراتية خُصص لتكريم امرأة تفوقت على نفسها، وبرهنت قدرتها على أن تصبح جزءاً من منظومة عمل متكاملة. وتميز وضع اسم الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، وعلى خريطة العالم بكل جدارة. وهذا اليوم هو يوم تكريم ودعم للمرأة بكل حالاتها وأوصافها وإمكانياتها وأعمالها وجهودها، التي شاركت بها الرجل الإماراتي مسيرته، وحملت معه واجب الوطن بكل أمانة. لقد أنجبت خلال مسيرة طويلة قيادات مخلصة، وربت عقولا أبدعت المستقبل، ورسمت للعالم خريطة الأمان والسلام والتقدم، ووضعت بمشاركة الرجل لبنة دولة لا تعرف المستحيل ولا تعترف به. وتكمن أهمية الاحتفاء بالمرأة في التأكيد على أن دورها الذي بدأ من نقطة بعيدة في عمر الإمارات دور مستمر، والاهتمام بها دائم فلا يتوقف عند مناسبة أو يقتصر على امرأة واحدة أو منصب أو جهد. ولا شك أن رعاية ودعم المرأة الإماراتية من قبل القيادة والمجتمع يبرهن للعالم أن تعزيز دور المرأة في الإمارات يتوازى مع تقدم الدولة ويعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا التطور. ومقابل ما منحته الإمارات للمرأة لا تتوقف بدورها عن العطاء، بل وتفعل المستحيل كي تبرهن للجميع بأنها قادرة على القيام بواجباتها، وكل ما يناط بها، ومستعدة دائما لرد أفضال تكريمها وتقديرها وتشريفها بتسلم مناصب قيادية وريادية وبتربية أبنائها وتهيئتهم للتطوع والعمل من أجل المجتمع وبناء الإنسان

المصدر: الاتحاد