محمد بن زايد ولي ميونج باك يدشنان بدء أعمال الإنشاءات النووية لمحطات البرنامج السلمي الإماراتي

أخبار

أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن علاقات التعاون والصداقة المميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية كوريا تمضي قدما وبقوة، بفضل الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين تلقاهما من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا.

وثمن سموه حرص الرئيس لي ميونج باك على تطوير التعاون الثنائي، والدفع به نحو مزيد من النمو والتقدم، خصوصا فيما يتعلق بالتعاون في البرنامج النووي السلمي، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وأشاد سموه بالدور الفعال للحكومة الكورية في توثيق أوجه التعاون، وتنمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مثنياً سموه على مساهمة مختلف الشركات الكورية العاملة في الدولة، وفي مقدمتها الشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو” في دعم الخطط الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تطوير مشروع بناء محطات البرنامج النووي السلمي لإنتاج الكهرباء في دولة الإمارات، الذي يتبع أعلى معايير السلامة والأمان والجودة، سعياً إلى تلبية المتطلبات المستقبلية للكهرباء في الدولة.

جاء ذلك، خلال الزيارة التفقدية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا أمس، إلى موقع “براكة” لإنشاء محطات البرنامج النووي السلمي لإنتاج الكهرباء في الدولة، والواقع في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي.

الإنشاءات النووية

واطلع سمو ولي عهد أبوظبي، يرافقه رئيس جمهورية كوريا على أهم الإنجازات التي حققتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو” المقاول الرئيسي للمؤسسة خلال العام الماضي، وتعرفا على سير العمل ومستويات التقدم في أعمال الإنشاءات النووية للمحطتين الأولى، والثانية في براكة والتي جرت بشكل ممتاز، وذلك بعد الحصول على الموافقات الرقابية التنظيمية حيث وصلت نسبة التقدم في الأعمال الإنشائية إلى 22,75 بالمائة من الإنشاء الكلي مما جعل المشروع في الوقت الحاضر يسبق الجدول الزمني المخطط له بفارق ثمانية أسابيع.

وأعرب سموه عن ارتياحه للتقدم المحرز في المشروع حتى الآن، مشيراً إلى أن هذا لم يكن ليتحقق لولا الالتزام القوي والدعم الملموس للرئيس الكوري لي ميونج باك لتنفيذ المشروع، وبما يخدم مسار تقوية روابط التعاون والصداقة بين البلدين.

مؤشرات الأداء

وتعرف سمو ولي عهد أبوظبي والرئيس الكوري خلال الزيارة من المسؤولين في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو” على أحدث مستجدات البرنامج في المجالات الرئيسية، حيث أوضح مسؤولو السلامة مدى التقدم في مجال الصحة المهنية والسلامة النووية والتوافق بين مؤشرات الأداء الرئيسية، وأفضل الممارسات الدولية، فيما ذكر المسؤولون بقسم التراخيص والتصاريح في المؤسسة أنه تم الحصول على رخصة الإنشاء للمحطتين الأولى والثانية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة بأبوظبي.

وأعلن المسؤولون من قسم الوقود النووي توقيع اتفاقيات تأمين الوقود النووي التي من شأنها أن توفر إمدادات الوقود ومتطلباته على مدى الـ 15 سنة الأولى من التشغيل لتأمين أكثر من 450 مليون كيلو واط/ساعة في سبيل دعم التنمية في دولة الإمارات.

نسبة توطين

وتحدث مسؤولو إدارة الاتصال والشؤون الخارجية في المؤسسة عن النتائج الإيجابية للحملات التوعوية واستراتيجيات مشاركة الجهات المعنية في توعية مجتمع دولة الإمارات حول الطاقة النووية والتي ساهمت في تكوين وجهات نظر إيجابية حولها.

أما إدارة الموارد البشرية فأوضحت أن المؤسسة حققت مؤخراً نسبة توطين وصلت إلى 65 بالمائة، كما ذكرت الإنجازات التي تحققت بمبادرتها “رواد الطاقة” هو برنامج مخصّص للمنح الدراسية الأكاديمية الذي يهدف إلى دعم الجيل القادم للخبراء النوويين من المواطنين الإماراتيين.

وأثناء الزيارة التقى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الكوري لي ميونج باك عددا من الطلاب الإماراتيين الملتحقين ببرنامج رواد الطاقة للمنح الدراسية، حيث تحدثوا للحضور عن تجاربهم في البرنامج.

موقع المشروع

واحتفاء بالزيارة احتفلت المؤسسة ببدء أعمال الإنشاءات النووية للمحطات النووية السلمية، حيث قام سمو ولي عهد أبوظبي، والرئيس الكوري معا بالضغط على زر صب الخرسانة في موقع المشروع تعبيرا عن الإرادة المشتركة في دعم انطلاق العمل والدفع بعمليات التشييد والبناء وصولا إلى افضل النتائج.

وكان صب الخرسانة المتعلقة بالسلامة لمبنى احتواء المفاعل النووية قد تم في يوليو 2012، وذلك بعد الحصول على رخصة الإنشاء من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي.

وصافح سمو ولي عهد أبوظبي والرئيس الكوري خلال الزيارة كبار مهندسي المشروع والفنيين والقائمين عليه وعدد من العاملين من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو” المقاول الرئيسي للمؤسسة، الذين اعربوا عن شكرهم و سعادتهم البالغة بهذه الزيارة.

رافق سمو ولي عهد أبوظبي والرئيس الكوري خلال الزيارة كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومعالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة، وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من كبار المسؤولين والمدعوين والوفد المرافق للرئيس الكوري وسفيري البلدين.

حدث مهم

وقال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية “إنه لشرف كبير أن تستقبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا، حيث تعد هذه الزيارة حدثاً مهماً بالنسبة للمؤسسة، فهي تعكس الدعم القوي والمستمر الذي تقدمه قيادة دولة الإمارات، وجمهورية كوريا للبرنامج النووي السلمي الإماراتي”.

وأضاف “إنه لمن دواعي سرورنا أن نشهد هذا التقدم الرائع في المشروع، حيث أضاف شريكنا الشركة الكورية للطاقة الكهربائية الخبرة العالمية لمشروعنا لضمان الوصول إلى هدفنا في تطوير برنامج نووي سلمي ذي معيار ذهبي”.

من جانبه، قال بيون جون يون النائب التنفيذي لرئيس “كيبكو” :”تسعى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية لرؤية واحدة وهي بناء محطة براكة للطاقة النووية السلمية وتشغيلها وفق أعلى معايير السلامة والجودة، وسنستمر في تحقيق الإنجازات للتقدم في برنامجنا”.

ومن المقرر أن تتقدم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بطلب الحصول على رخصة الإنشاء للمحطتين النوويتين الثالثة والرابعة بحلول نهاية هذا العام.

المصدر: جريدة الاتحاد