معتقلون وجرحى بعد ليلة جديدة من المواجهات في تونس

أخبار

أصيب عشرات الأشخاص بجروح وأوقفت السلطات أكثر من 200 شخص خلال مواجهات في مختلف أنحاء تونس على خلفية احتجاجات على غلاء الأسعار وإجراءات تقشف اعتمدت في الآونة الأخيرة، وبدأت التظاهرات السلمية الأسبوع الماضي في تونس احتجاجا على ارتفاع الأسعار وموازنة تقشف دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير الجاري، وتنص على زيادة الضرائب.

وتوسع نطاق التظاهرات وتطورت إلى أعمال شغب في البلاد الليلة قبل الماضية، ونددت نقابة الاتحاد العام التونسي للشغل الواسعة النفوذ في البلاد، مع اعترافها في الوقت نفسه بشرعية مطالب العديد من الشبان العاطلين عن العمل، «بالعنف والنهب» داعية إلى «التظاهر بشكل سلمي» من أجل عدم تهديد التجربة الديمقراطية الناشئة في البلاد.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس أنه تم إيقاف 237 شخصا تورطوا في أعمال تخريب واعتداء على الممتلكات العامة وسرقة محلات تجارية على خلفية التحركات الليلية التي شهدتها بعض مناطق البلاد، وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة خليفة الشيباني، أن أمنيين قد أُصيبوا في عمليات التخريب والنهبّ التي شهدتها بعض جهات البلاد، مضيفا أن 45 سيارة أمنية تعرضت لأضرار مادية. وأوضح الشيباني أن مختلف الوحدات الجهوية للحماية المدنيّة، تمكنت أمس بالتّنسيق مع الوحدات الأمنية وخلال أحداث الشّغب بأغلب محافظات البلاد من إخماد 21 حريقا بمؤسسات عمومية ومالية وأمنية وعجلات مطّاطيّة. كما تمكنت أيضا من إسعاف 24 مواطنا من بينهم 6 أمنيين وعون حماية مدنيّة.

وأشار العميد خليفة الشيباني أنه تم إيقاف موظف عمومي على متن سيارة إدارية بحوزته مبلغ مالي قدر بـ2000 دينار من فئة 10 دنانير، (نحو 800 دولار) كان يوزعها على المتظاهرين في حي الزهور بمدينة القصرين وتم الاحتفاظ به لإجراء التحريات اللازمة في حقه.و تابع الناطق الرسمي أنه تم إيقاف 237 متورطا في أعمال عنف وسلب ونهب وترويع المواطنين وذلك بعد استشارة النيابة العمومية مؤكدا أن جميع الموقوفين ثبت تورطهم.

وأفاد الشيباني في ذات السياق أن «ماكينات» تعمل عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك ودورها هو تأجيج الأوضاع الأمنية في البلاد والتحريض على أعمال العنف. وفيما يخص الأضرار الحاصلة جراء أعمال العنف أوضح الشيباني أنه تم حرق مقر مركز الشرطة البلدية وسيارة شرطة في مدينة نفزة من محافظة باجة، وإصابة 58 عون أمن بين حرس وشرطة وحرق 49 مركبة، مشددا على انه لم يتضرر أي مواطن. وأشار الشيباني إلى أن الأماكن المستهدف بالسرقة أساسا هي المستودعات البلدية والفضاءات التجارية والقباضات المالية والفروع البنكية.

وأفاد الشيباني أمس باعتقال عنصرين «تكفيريين» خطيرين تورطا في عمليات سرقة وسطو وتخريب أثناء الاحتجاجات.وقال:»كشفت التحقيقات أن عنصرين تكفيريين خطيرين تورطا في حرق قباضة مالية ومستودع بلدي بمنطقة نفزة التابعة لولاية باجة». وأضح الشيباني أن العنصرين تورطا كذلك في حرق سيارة إدارية وأخرى تابعة للشرطة. وبحسب الشيباني، فإن أحدهما مصنف خطيرا، بينما يخضع الثاني للإقامة الجبرية من قبل السلطات المحلية، وقد أوقف الاثنان وأحيلا إلى النيابة العامة. وقال شهود عيان ووسائل إعلام محلية أمس إن مجهولين ألقوا زجاجات مولوتوف على مدرسة دينية يهودية في جزيرة جربة التونسية الليلة قبل الماضية مع انتشار الاحتجاجات في أرجاء البلاد واعتقال الشرطة لأكثر من 200 شخص. وتسبب الهجوم في أضرار مادية بسيطة دون وقوع أي إصابات. وقال بيريز الطرابلسي رئيس الجالية اليهودية في جربة لرويترز «مجهولون استغلوا انشغال الشرطة بالاحتجاجات وألقوا زجاجات حارقة داخل بهو مدرسة يهودية في الحارة الكبيرة بجربة. لكن لم تقع أي إصابات والأضرار كانت خفيفة». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني إنه لا علم له حتى الآن بأمر محاولة الاعتداء على المدرسة اليهودية.

المصدر: الاتحاد