مهرجان كبير للقراءة في بغداد وتوزيع مجاني للكتب

منوعات

شعار المهرجان

بغداد: أفراح شوقي

يواصل شباب عراقيون مبادرتهم التطوعية (أنا عراقي… أنا أقرأ) للعام الثالث على التوالي بعد النجاح الكبير الذي حققته في العاصمة بغداد والكثير من المحافظات، ويسعى منظموها هذا العام للضغط على البرلمان والحكومة الجديدة لأجل تسمية يوم الفعالية في التاسع والعشرين من سبتمبر (أيلول) من كل عام يوما وطنيا للقراءة.

فكرة الحملة، تقوم على أساس جمع كتب مستعملة مجانا من المثقفين والناس، عبر مواقع محددة، وتحديد يوم للاحتفاء بها وتوزيعها على آخرين يرغبون في القراءة، في العام الأول حضر الفعالية التي أقيمت في إحدى الحدائق العامة، نحو ثلاثة آلاف مشارك، وكانت صورة مميزة لجمهور كبير وهو يتصفح ويقرأ كتبا مختلفة، علمية وثقافية وأدبية للصغار والكبار معا، وتوالت في العام الثاني ذات الصورة رافقها بعض الفعاليات الفنية المنوعة، ويستعد منظمو الحملة هذا العام لإطلاق مفاجآت جديدة تناسب الجمهور الواسع لها.

تقول الشابة سجى فوزي 21 عاما إحدى الناشطات في المبادرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أنا متحمسة جدا للمبادرة أكثر من الفترات السابقة، لأن ظروف البلد انعكست سلبا على واقع القراءة والثقافة والمعرفة».

وتضيف: «القراءة هي سلاحنا لأجل إصلاح الخراب الذي عم البلد، كما أننا نريد إيصال رسالة للعالم تقول: إننا ما زلنا نقدس العلم والأدب والفن والموسيقى والرسم والنحت، فهي هوية كل عراقي»..

وهل سيكون من جديد لهذا الموسم؟ قالت: «هناك زاويا ثابتة في المهرجان، كزاوية الرسم والنحت وزاوية الأطفال، وزاوية الموسيقى، أما الجديد فسيكون إنتاج فيلم وثائقي عن مكتبة مثقف راحل، وتجسيد شخصيات ثقافية معروفة، إضافة إلى ذلك، هناك مقترحات أخرى سنضيفها إلى المبادرة مع التركيز على جانب القراءة أولا».

لم يتبق للحملة إلا أيام معدودة، هل جمعتم ما يكفي من الكتب؟ وكيف كانت حملة التبرعات؟

يقول زميلها الإعلامي حامد السيد: «الحملة تلقى رواجا مميزا وهناك الكثير من المتبرعين، وهناك من تبرع بأكثر من 200 عنوان منوع، بعضهم جلبها من مكتبته الشخصية وآخرون قاموا بشرائها خصيصا للتبرع بها للحملة، وهي تحمل عناوين متنوعة».

وحول أهمية أن يقوم الشباب خصوصا بمثل هكذا حملات؟ قال: «الشباب يشكلون النسبة الأكبر من فئات المجتمع، وعليهم تقع مسؤولية بناءة لكن معنا مبادرون بأعمار كبيرة وهم يحملون روحا شابة تجعلهم قادرين على العطاء». واستدرك قليلا ليقول: «حملتنا حفزت كل الأعمار على المشاركة والعودة للكتاب».

الدكتور محمد السيد أحمد كاتب وباحث أكاديمي، رحب بالحملة واعتبارها نهضة جديدة للكتاب وإرجاعا لهيبته التي افتقدها بسبب ظروف البلاد والاضطرابات الأمنية والسياسية التي يمر بها، كما أنها مهمة لأجل محاربة التجهيل والانقطاع عن المطالعة بسبب غزو وسائل الترفيه والتواصل الإلكترونية.

وطالب بأهمية تبني مؤسسات الدولة لمثل هكذا أفكار ودعمها لوجستيا ومعنويا لإشاعتها في المدارس أيضا.

ما يذكر أن الحملة حظيت ومنذ انطلاقها في 29 سبتمبر عام 2012 باهتمام إعلامي وتفاعل من قبل المثقفين، لا سيما أن شعار القائمين عليها كان الرغبة في تجاوز الانقسام الطائفي عن طريق نشر المعرفة بين العراقيين من جديد.

المصدر: الشرق الاوسط