الإثنين ٠٤ أبريل ٢٠٢٢
قبل الأوسكار بثلاثة أيام كانت العناوين تقول إن الحدث يعاني هبوطاً حاداً في أعداد المشاهدين، واليوم لدينا أسبوع كامل محتوى الصحافة الأميركية فيه فقط عن صفعة ويل سميث لكريس روك وعواقبها. فجأة ارتفع عدد المشاهدين إلى أرقام قياسية، ليس بسبب دخول «آبل» التاريخ كأول شركة تقنية تفوز بجائزة أفضل فيلم لعام 2021، ولكن بسبب تلك الصفعة. لم يكن هناك أي مبرر للصفعة فذلك اعتداء صريح على رجل جاء ليلقي النكات، هذا جزء من وظيفة مقدم الحفل. عد إلى كل النسخ السابقة من «الأوسكار» ستجد مقدمي الحفل يلقون النكات ساخرين من نجوم السينما. روك ليس غبياً ويعرف أين خطوطه الحمراء، والدليل أن الجميع كان يضحك بما فيهم سميث نفسه. ولو استنكرت مجموعة أو الأغلبية الحاضرة نكتة روك كنا سنسمع صوت: «بوووووو» وهو رمز الرفض. هل تجوز السخرية من مرض ممثلة؟ الواقع، روك لم يسخر منها بل كانت دعابة ذات تاريخ و سياق في هوليوود. روك قال: «أتمنى أن أراك في الجزء الثاني من جي. آي. جين. المقصود أنه شبه صلعة جيدا بينكت زوجة سميث المصابة بمرض الثعلبة بصلعة النجمة ديمي مور في الفيلم المذكور». في هوليوود هذا أمر طبيعي جداً. الممثل الذي يصاب بمرض يتسبب في تغيّر شكله لا يبقى جالساً في بيته، بل يعطى دوراً يتناسب مع شكله الجديد، أو…
الإثنين ١٤ مارس ٢٠٢٢
اشتعلت في أوروبا حربان عالميتان في القرن الـ20 بسبب اختلال موازين القوى وعدم وجود ضامن للسلام. في الحربين قاتلت دول الأطراف بريطانيا وروسيا و فرنسا دول الوسط الألمانية والنمساوية الهنغارية والعثمانية. دخول واشنطن حسم الحربين وأنهاهما بشكل فعلي. غطت الحربان 31 عاماً من 1914 إلى 1945. بعد 45 عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية اندلعت حرب البلقان، التي استمرت طوال عقد التسعينات إلى أن حسمها الرئيس الأسبق بيل كلينتون بقصف بلغراد. عد إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى ستجد حرب بلقان أخرى. هذه الحروب غطت 90 عاماً. لو نظرنا إلى القرن الـ19 نجد الحروب النابليونية في بدايتها وهذه كانت بمثابة حرب عالمية بمنطق ذلك القرن. ثم مجموعة حروب صغيرة، ثم حرب القرم في وسط القرن متبوعة بالحرب النمساوية البروسية (بروسيا يعني ألمانيا اليوم)، ثم البروسية الفرنسية التي انتهت بهزيمة نابليون الثالث وحصار باريس. ثم حروب الإمبراطورية العثمانية ضد جيرانها من 1876 إلى نهاية القرن. هذه الحروب غطت القرن كاملاً. بعد الحروب النابليونية سادت فترة سلام نسبي في القارة الأوروبية مدة 99 عاماً، وهذا يعني أن القوى العظمى لا تتصارع لكن قد تجد حروباً صغيرة أو متوسطة بين دولتين فقط وتمتد لعام أو عامين. في فترة السلام النسبي في القرن الـ19 سادت بريطانيا العالم لمدة قرن من الزمن بسبب عدم وجود…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠٢٢
قد تتكرر الأحداث الكبرى في حياة الشخص، فيعيش الحدث مرتين. ففي 100 عام وقعت حربان عالميتان وحربان باردتان (بدأت الحرب الباردة الثانية، حسب المراقبين، بعد وصول أوباما إلى الحكم، وتحديداً بعد ضم شبه جزيرة القرم). ومنذ 170 عاماً، غزت روسيا أوكرانيا، وغزتها مجدداً عام 1939، وها هي تفعلها ثالثة، اليوم. يحدث ذلك لأسباب كثيرة، منها أن وجود الوجوه نفسها قد يكون سبباً لتكرار الحدث. هتلر مثلاً كان جندياً في الحرب العالمية الأولى، وشن الحرب العالمية الثانية خصيصاً للانتقام من نتائج الحرب الأولى. فلاديمير بوتين، ضابط المخابرات السابق، صُدم من سقوط الاتحاد السوفييتي، وصبر 22 عاماً ليعيد بناء الإمبراطورية أو كياناً يشبهها، فمن الغباء العودة إلى نظام مهترئ، أثبت فشله، لذا فإن بوتين يخطط لشيء آخر، يحمل بعض سمات الكيان السابق. منذ الحروب النابليونية في أول القرن الـ19 وحتى اليوم، فإن السيناريو هو نفسه، يقرر رئيس أو إمبراطور التوسع، وضم أراضٍ مجاورة، فتتحالف العواصم الأوروبية ضده، ويُهزم، لم يتغير السيناريو قط. الحرب الحالية، وهي الأولى في هذا العقد، والثالثة في القرن الـ21، لها سماتها الخاصة، فهي أول حرب في زمن ازدهار السوشيال ميديا، وللمرة الأولى نرى رئيس دولة يصوّر نفسه وسط مباني عاصمته، ليرفع معنويات جنوده. وهي الحرب التي فعلت ما لم يستطع «الناتو»، ولا الرئيس السابق دونالد ترامب، فعله، وهو…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
النسيان قد يكون نعمة أو نقمة، فأنت تلتقي بشخص في اجتماع أو في مركز تجاري لأول مرة وقد تنسى اسمه بعد فترة، وقد تتذكر وجهه أو تتذكر اسمه وشكله ولكن لا تتذكر أين التقيت به. هذه مشكلة أو تجربة كونية تحدث لأي إنسان في أي مكان في العالم. حتى أولئك الذين يتفاخرون بذاكرة فوتوغرافية أو حديدية يتعرضون لنوبات نسيان بين فترة وأخرى. ومعظمنا يلوم تقدم السن رغم أن آباءنا وأمهاتنا يذكرون لنا قصصاً بتفاصيل دقيقة لا تشير إلى تدهور ذاكرتهم بسبب التقدم في السن. هل الروتين اليومي الذي لا يتغير أبداً جيد للذاكرة أم حياة المغامرات والتجديد هي الأفضل لعلاج النسيان أو لتقوية الذاكرة؟ يقول علماء الذاكرة إن حياة التجديد أفضل لأنها تمرن الذاكرة على استقراء وتفحص التفاصيل. حياة التجديد مليئة بالصخب والاهتزازات والصعود والهبوط، وبالتالي فإن نسيان التفاصيل هنا أفضل طريقة لتأقلم الذاكرة. تظن الناس، مثلاً، أن لو لديها ذاكرة فوتوغرافية فإنها ستتذكر كل الوجوه التي تمر عليها، لكن دراسات الذاكرة أثبتت أن هؤلاء الذين يتمتعون بذاكرة قوية لا يميزون بين وجه معين في إضاءة عادية والوجه نفسه في إضاءة خافتة. ويخطئون الوجه الذي يحفظونه لو لبس الشخص نظارة أو أطلق شارباً ولحية؛ أي تغيرت معالمه. تتعثر الذاكرة كثيراً في تفاصيل الاختلاف إلى درجة نسيان شكل الوجه الذي تظن…
الإثنين ٠٣ يناير ٢٠٢٢
يلفت نظري مشهد تجمعات القطط في الأحياء السكنية، وتحزنني رؤيتها تبحث عن طعام في صناديق القمامة، رغم أننا نعيش في خير ونعمة ورخاء، ولله الحمد والمِنّة. تجمعات القطط ليست مشكلة، فهي مخلوقات أليفة جداً، ولا تؤذي أحداً، وبحثها عن طعام في صناديق القمامة لا يعني أنها مخلوقات قذرة، كما يوحي المنظر، ولكنها تتضور جوعاً، ولا تملك حلاً سوى اللجوء إلى القمامة. القطط حيوانات نظيفة جداً (باستثناء المريض منها)، والدليل من الشرع أن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ من إناء شربت منه قطة. ومن حكمة الخالق وعجائبه في خلقه أنه جعلها لا تحب الاستحمام في الماء، وجعلها تلعق نفسها عندما تستحم. والعلم الحديث أثبت أن البكتريا الموجودة في جسم الإنسان أكثر من الموجودة في القطط. لدينا قانون يمنع إطعام القطط السائبة، حسب بحث «غوغل»، وهناك أشخاص من سكان الأحياء السكنية يهددون من يطعم قطط الشوارع بإبلاغ الجهة المسؤولة، دون أي اعتبار لحالة الجوع الشديد الذي يعانيه هذا الحيوان المسكين، وديننا الحنيف يحثنا بشدة على عدم ترك حيوان جائع في بلاد المسلمين. مطعمو القطط من أصحاب القلوب الرحيمة كثيرون، ويتجاهلون أولئك الذين يهددون بالإبلاغ عنهم، لذا وجدت أن من الأفضل استدراج القطط إلى داخل المنزل لإطعامها، ثم تركها تعود إلى الشارع، والقط يتعود على الروتين، فتجده بعد ذلك ينتظر طعامه أمام…
الأحد ٠٥ ديسمبر ٢٠٢١
الوسواس هو أن تشك في كل شيء. هذا تعريفي المبسط. أمّا علمياً فهو فكرة أو سلسلة أفكار تلازم الشخص وتجعله يشعر بقلق بعض الوقت أو كله. هل توضأت قبل الصلاة؟ هل صليت ثلاث ركعات أم أربعاً؟ نتخبط جميعنا في انعدام اليقين بشكل لا يمكننا تخيله يومياً، وانعدام اليقين هو الشعور الذي يقودنا إلى دوامة الوسواس، وهو مختلف عن الوضع الذي لا يمكننا فيه اتخاذ قرار بسبب عدم توافر الحقائق بشكل كافٍ. مثلاً، تعاملت مع شركة في مشروع فخيبت آمالك، قررت التعامل مع شركة أخرى فوجدت أداءها أفضل، في المشروع التالي لو أتتك مجموعة عروض فأنت حتماً ستتجاهل الشركة التي خيبت آمالك بسبب توافر الحقائق أو المعلومات ولن تدخل دوامة الوسواس. الوسواس هو السيناريو التالي: أنت في السيارة تهم بالخروج من البيت، تسأل نفسك هل أطفأت الموقد؟ لا تتذكر. تنزل من السيارة وتذهب إلى المطبخ لتتأكد، تجده مطفأ. تعود للسيارة ثم تسأل نفسك هل أطفأت أنوار البيت وأقفلت الباب؟ غير متأكد، تعود إلى الصالة للتأكد وتعيد التأكد، وأنت في هذه الحالة ترى صورة تبرز من خيالك للسيناريو المناقض: موقد وإنارة في حالة تشغيل وباب غير مقفل. يتصارع السيناريوهان في عقلك، الحقيقة والخيال مع طغيان صورة سلبية (منزل يحترق) لما سيحدث لو تركت الموقد يعمل والإنارة غير مطفأة والباب مفتوح. عندما يحدث…
الأحد ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١
تعود جذور سينما الويسترن أو الكاوبوي إلى الحقبة الصامتة، قبل ذلك كانت قصص رعاة البقر وفتوحاتهم لمناطق غرب نهر المسيسيبي تعد قصصاً بطولية في كل أرجاء الولايات المتحدة. إلا أن شخصيات الكاوبوي ليست أبطالاً، بل هم أساساً خارجون عن القانون، وأبرزهم بيلي ذا كيد، بوتش كاسيدي وبوفالو بيل (الثلاثة جسدهم بول نيومان)، ولا ننسى جيسي جيمس وروبرت فورد. يشاهد بعض الناس الويسترن لأنها أفلام مؤدلجة، خصوصاً أفلام جون فورد وجون وين، قبل المرحلة التصحيحية وسط الخمسينات، وهي أفلام مفضلة لدى الطبقة المحافظة، أما البعض الآخر فلا يفضل مشاهدتها لأنها تشهر قيم المحافظين. أفلام الويسترن تاريخياً اتسمت بالعنصرية ضد سكان أميركا الأصليين والمكسيكيين، وصوّرتهم كأشرار، وعندما لا يكونون أشراراً فهم شخصيات نمطية، نفس الشيء بالنسبة للمرأة فهي غالباً مهمشة في أفلام الويسترن القديمة، لكن في المرحلة التصحيحية أصبحت هي البطلة رغم قلة هذه الأفلام. تذوق الويسترن ليس مقتصراً على قصص عابر سبيل يمرّ ببلدة ينخرها الفساد، فيطلب أهلها منه مساعدتهم في القضاء على العصابة المهيمنة، وليس مقتصراً على مطاردة المارشال الأميركي للمجرمين عبر الحدود. كما أنه ليس مقتصراً على رئيس الشرطة المؤمن بقيم الشرف والأمانة، الذي يتخلى عنه سكان البلدة عند تعرضها لغزو عصابة، الويسترن أعمق من ذلك ويناقش الأزمات الاقتصادية الناشئة عن سيطرة الأغنياء الجشعين على المجتمع، أو يناقش كيف…
الأحد ١٩ سبتمبر ٢٠٢١
تصل جذور الخيال العلمي إلى حقبة السينما الصامتة، وأشهر فيلم آنذاك كان «رحلة إلى القمر» عام 1902 و«ميتروبوليس» عام 1927، وهذا دليل على الشغف البشري بمادة الخيال العلمي. تتفرع من الخيال العلمي مجموعة اتجاهات منها: السفر في الفضاء: أشهر الأمثلة أفلام «ستار وورز» و«ستار تريك» و«باتل ستار غالاكتيكا»، وهذه أفلام مستلهمة من الثورة العلمية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وصلت الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء، وخرج الإنسان من حدود الكوكب وهبط على سطح القمر. تجددت هذه الأفلام في القرن الـ21 ببزوغ جيل جديد من صناع الأفلام، وتطور المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية بشكل لم يسبق له مثيل. السفر عبر الزمن: «دكتور هو»، «العودة إلى المستقبل»، «12 قرداً»، و«لوبر»، هذا الاتجاه يتميز بمرونته الشديدة، حيث يستطيع مخرج بحجم كريستوفر نولان صنع فيلم بلوكباستر ملحمي آسر عن السفر في الفضاء وعبر الزمن، بميزانية تتخطى 160 مليون دولار، كما يستطيع شخص عادي مثل شين كاروث، وهو رجل متخصص في الرياضيات وتحول إلى صانع أفلام، أن يصنع فيلم خيال علمي Primer عن آلة زمنية بميزانية لا تتجاوز 7000 دولار فقط. السفر عبر العقل البشري: هذا الاتجاه أسر عشاق الخيال العلمي لأنه يربط بين الواقعية والخيال، أشهر الأمثلة على مغامرات الأحلام: «ذا ميتريكس» و «إيترنال شنشاسن أوف ذا سبوتليس مايند» و «إنسيبشن». الروبوتات والوحوش: هذه…
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
يقترح عليّ البعض مشاهدة أفلام كوميدية لكن لدي مشكلة معها وهي أني لا أضحك بسهولة. الكوميديا أنواع، هناك التهريجي البريء الذي يجذب الأطفال حتى سن العاشرة، وهناك التهريجي الذي به تلميحات جنسية واضحة لجذب المراهقين حتى سن العشرين، وهناك تهريج الكبار الذي يوظف الإباحية في مواقف لا تخطر على البال لإضحاك الجمهور. هناك الكوميديا السوداء وهي التي تتخذ من موضوعات جادة مادة للسخرية مثل فيلم كوميدي يسخر من هتلر أو قصة كوميدية حدثت في مسرح جريمة، والكوميديا الجادة/الساخرة، وهي التي تضع شخصيات في منتهى الجدية في موقف في منتهى الهزل، مثل شارلي شابلن أو المسلسل الشهير «مستر بين» أو شخصية «د. روماك» في فيلم «الطائرة!» أو الشرطي فرانك دريبن في The Naked Gun، وهذه الأمثلة الثلاثة الأخيرة هي الكوميديا المفضلة لدي. بكل بساطة، نحن نضحك لأننا نرى الواقع مقلوباً في الكوميديا، وعقولنا تفهم الواقع ولا تفهم صورته بالمقلوب، فيتولد الضحك عندما يرى العقل الصورة مغايرة أو مقلوبة ويفسرها على أنها تناقض، فيضحك الإنسان على التناقض. الشيء نفسه يحدث عند التلاعب بالكلمات، فيستخدم ممثل كلمة تعني فعلاً واسماً معاً، فيتناقض المعنى فيضحك المشاهد. «مستر بين» (روان أتكنسون) أو «فرانك دريبن» (ليزلي نيلسون) أو «باكشي» (بيتر سيلرز) الممثل الفاشل في فيلم «الحفلة» عام 1968، ليسوا أغبياء لكنهم يرون الواقع مقلوباً، وأنت تشاهد…
الأحد ٠٤ يوليو ٢٠٢١
مصطلح «حروب ستريمنغ» أصبح دارجاً في صحافة العالم الغربي، ويقصد به تنافس الخدمات الترفيهية على الإنترنت (البث التدفقي) مثل «نتفليكس» وغيرها. «حروب ستريمنغ» ستسيطر على عالم الترفيه خلال العقد الثالث من الألفية، والأخبار تشير إلى أن «ديزني» بدأت فعلاً بإغلاق قنواتها التلفازية؛ لأن لا أحد يشاهدها، وصبت تركيزها على خدمة الإنترنت. في «حروب ستريمنغ»، انضمت «باراماونت بلاس» إلى الركب متأخرة، ومعظم الانتقادات تتناول فوضوية تطبيقها وفقره، مقارنة بماكينة «نتفليكس» التي لم تتوقف عن الإنتاج منذ 2013، وأصبح عملاق الترفيه مثل «سوق الخضار والفواكه» على الإنترنت. الغريب العجيب أن «باراماونت» استوديو عريق تأسس عام 1912 مع السينما تقريباً، وهو ثاني أقدم استوديو، ورغم عراقته فإن تطبيقه فقير أمام «نتفليكس» الموجودة منذ 1997. الثلاثة الكبار في هذه الحرب هم: «نتفليكس» و«إتش بي أو ماكس» لوورنر بروس، و«هولو» لديزني، وتلحق بهم «ديزني بلاس» و«بيكوك» و«أبل» و«برايم فيديو» لأمازون. الذي يحدث الآن أن الضعيف يريد التحالف مع الضعيف الآخر حتى يشكلا قوة في هذه السوق، أو كما ذكرت «وول ستريت جورنال» في تقريرها أن «إن بي سي يونيفرسال» اقترحت على «فياكوم» المالكة لـ«باراماونت بلاس» إمكانية الاندماج معاً للتمكن من البقاء في هذه الحرب على الأقل. ويأتي الاقتراح في ظل تغييرات إدارية كبرى في «فياكوم» للحد من الخسائر والاستمرار في المنافسة. هناك أخبار عن عودة…
الإثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠
شدني خبر عن «سبوتفاي»، وهي أشهر منصة موسيقى رقمية عبر الإنترنت في العالم، يقول إن المنصة أطلقت مبادرات لدخول سوق الموسيقى العربية، التي تراجعت بشدة نتيجة الاضطرابات السياسية في العقد الماضي. بين السطور يقول الخبر إن «سبوتفاي» ترغب في إعادة تأهيل منطقة تعيش على الهامش، وإرجاعها إلى العالم الذي تخلفت عنه، وذلك بتقديم مبادرات تنهض بهذه السوق، وتثقيف المستهلكين العرب وإقناعهم بالدفع عبر الإنترنت وترك القرصنة. الحقيقة أن الخبر متفائل جداً و«سبوتفاي» أو «أبل ميوزيك» و«يوتيوب ميوزيك»، ومنصات غيرها، أثبتت نجاعتها في إنقاذ صناعة الموسيقى بشكل عام، والعظيم في الأمر أن بإمكان المستخدم تأسيس مكتبة موسيقية في حسابه في المنصة، ونقل ألبوم كامل إليها بضغطة «لايك»! هذا الكلام ليس جديداً، لكني أورده لمقارنة الوضع في العقود الماضية، عندما كان عشاق الموسيقى يشترون أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة من محال التسجيلات، ثم تطور الوضع و أصبحوا يطلبون غير المتوافر منها عبر الإنترنت، أو من الأسفار، أو يلجأون إلى القرصنة. ثم جاءت «أبل» باختراع «آي بود» وسعاته التخزينية المتعددة، وأصبح المستخدم قادراً على حمل كل موسيقاه المفضلة في جيبه، ثم أتت منصات الموسيقى التدفقية streaming، «سبوتفاي»، وأخواتها وتغير الوضع إلى شيء عجيب لا يمكن وصفه، فمن منا تخيل منذ 20 عاماً أنه سيعيد تشكيل مجموعته الموسيقية التي جمعها خلال 20 سنة مثلاً، عبر…
الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠
من عجائب هذا الزمن أنك لو كتبت (أبوإيفانكا) في «غوغل» ستظهر لك فوراً صورة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب! ولن تحصل على النتيجة نفسها لو كتبت (أبوماليا) وأنت تبحث عن أوباما، ولا (أبولورا) أو (أبوجينا) لو كنت تبحث عن جورج بوش الابن، وانسَ الأمر لو كنت تبحث عن بيل كلينتون. لماذا أصبح دونالد ترامب (أبوإيفانكا)؟ بسبب سياسات الرئيس الذي قبله، ترامب عاد للحلفاء العرب التقليديين، أي أنه انقلب على سياسة سابقه رأساً على عقب. تعتز العرب بالكنية، وقيل إن العرب في فجر الإسلام كانوا يسارعون في اتخاذ كنى حتى يتجنبوا التسميات القبيحة من أعدائهم، فالكنية شرف واعتزاز، وإذا أراد العربي الاعتزاز بصديق بادر بمناداته بكنيته، وعند التعرف إلى شخص جديد فإن غالباً أول سؤال بعد معرفة الاسم هو: أبو من؟ خرجت كنية (أبوإيفانكا) إلينا في مايو 2017 بعد زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية، ولقائه حكام الخليج، وتعهده بإصلاح العلاقات التي توترت إبان عهد الإدارة السابقة، جاءت التسمية نتيجة اعتزاز عرب الخليج بموقف ترامب وشخصيته وسلوكه تجاه دول المنطقة. العلاقات الخليجية - الأميركية تاريخية واستراتيجية وحيوية، توترت في عصور وانفرجت في عصور أخرى، تتوتر عند اختلاف وجهات النظر وتنفرج عند اتفاقها، حالها حال أي علاقة استراتيجية أخرى. لم تصل العلاقات الخليجية - الأميركية إلى حالة الدفء الذي عاشته في حقبة…