عبدالله القمزي
عبدالله القمزي
كاتب إماراتي

في الموسيقى والأفلام

آراء

شدني خبر عن «سبوتفاي»، وهي أشهر منصة موسيقى رقمية عبر الإنترنت في العالم، يقول إن المنصة أطلقت مبادرات لدخول سوق الموسيقى العربية، التي تراجعت بشدة نتيجة الاضطرابات السياسية في العقد الماضي.

بين السطور يقول الخبر إن «سبوتفاي» ترغب في إعادة تأهيل منطقة تعيش على الهامش، وإرجاعها إلى العالم الذي تخلفت عنه، وذلك بتقديم مبادرات تنهض بهذه السوق، وتثقيف المستهلكين العرب وإقناعهم بالدفع عبر الإنترنت وترك القرصنة.

الحقيقة أن الخبر متفائل جداً و«سبوتفاي» أو «أبل ميوزيك» و«يوتيوب ميوزيك»، ومنصات غيرها، أثبتت نجاعتها في إنقاذ صناعة الموسيقى بشكل عام، والعظيم في الأمر أن بإمكان المستخدم تأسيس مكتبة موسيقية في حسابه في المنصة، ونقل ألبوم كامل إليها بضغطة «لايك»!

هذا الكلام ليس جديداً، لكني أورده لمقارنة الوضع في العقود الماضية، عندما كان عشاق الموسيقى يشترون أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة من محال التسجيلات، ثم تطور الوضع و أصبحوا يطلبون غير المتوافر منها عبر الإنترنت، أو من الأسفار، أو يلجأون إلى القرصنة.

ثم جاءت «أبل» باختراع «آي بود» وسعاته التخزينية المتعددة، وأصبح المستخدم قادراً على حمل كل موسيقاه المفضلة في جيبه، ثم أتت منصات الموسيقى التدفقية streaming، «سبوتفاي»، وأخواتها وتغير الوضع إلى شيء عجيب لا يمكن وصفه، فمن منا تخيل منذ 20 عاماً أنه سيعيد تشكيل مجموعته الموسيقية التي جمعها خلال 20 سنة مثلاً، عبر منصة على الجهاز الذكي نفسه في يوم أو أيام عدة.

الشيء نفسه بالنسبة للأفلام، فعند بحثك عن فيلم إما أن تجد شعار «نتفليكس» على صفحته أو شعار «غوغل»، إما أن تشترك في الأولى أو تستأجره /‏‏‏‏ تشتريه رقمياً بضغطة زر، بينما في الماضي تلهث في الأسواق المحلية والخارجية بحثاً عنه.

يقول بعض المتعمقين في الموسيقى والأنظمة الصوتية إن منصات الموسيقى هذه لا تعطي المستخدم جودة صوت القرص المدمج، ولا تقترب من جودة الأسطوانة الفونوغراف Vinyl، وربما لهم حق الانتقاد، لكن هل أوقف هذا الاشتراكات في تلك المنصات؟ أو بكلمات أخرى: هل تميز كل أذن الفرق بين جودتَي الصوت؟ نعم، بعض الآذان تستطيع التمييز وبعضها لا تستطيع أو لا تهتم.

الشيء نفسه بالنسبة لعشاق الأفلام، منهم من لا يقبل مشاهدة فيلم صورته أقل من أعلى جودة، بغض النظر عن مستوى العمل نفسه، ولو تبحر أحدنا في الأفلام القديمة من إنتاجات منتصف القرن الماضي، سيلاحظ أنها حتماً بجودة صورة أقل من معايير اليوم الرقمية، لكن هناك حقيقة مهمة، هي أن بث فيلم قديم رقمياً عبر الإنترنت أوضح من بث فيلم جديد عبر قناة فضائية.

من عجائب هذا الزمن أنك لا تمتلك الأغنية التي تضمها إلى قائمتك في أي منصة موسيقى، فلو اختلفت المنصة مع الشركة المنتجة حول الحقوق ستحذف الأغنية من قائمتك.

الشيء نفسه بالنسبة للفيلم الذي تشتريه رقمياً عبر الإنترنت، فلو وقع خلاف وحُذف الفيلم، فأنت مضطر إلى العودة إلى العصر «الحجري» و مشاهدته على قرص، هذا لو كان عندك مشغل أقراص!

من عجائب هذا الزمن أنك لا تمتلك الأغنية التي تضمها إلى قائمتك في أي منصة موسيقى، فلو اختلفت المنصة مع الشركة المنتجة حول الحقوق، ستحذف الأغنية من قائمتك.

المصدر: الإمارات اليوم