الأحد ١٧ مارس ٢٠٢٤
في الإمارات الإنسان أولاً، وفاتحة الاهتمام هو الطفل لأن به يكمن المستقبل وعلى جبينه تضاء قناديل الأمل، وبين يديه صنارة البحر محراث الأرض وصورة زاهية لغدٍ يتقدم بتفاؤل وصدق وحب؛ لأن عافية الطفل هي السند والعضد، هي الطاقة حاملة الإرادة نحو غايات وأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بعزائم أطفال نشؤوا على الثقة بالنفس والثبات على القيم والمثابرة والمبادرة والمهارة في اتخاذ القرارات، والجودة في اتباع الخطط والبراعة في تقديم الآراء والذكاء في تناول المعطيات. كل هذه الجداول المتدفقة من ضمير الطفل لا تتم إلا إذا تشبع النهر من زخ المطر الأسري، وأصبح فياضاً بالعذوبة، هياباً في التعبير عن المواقف. يتحدث الكثيرون عن تنمر الأطفال، وهذه طامة كبرى يقع فيها المنظرون والمحللون؛ لأن التنمر في الأساس لا يبدأ من الطفل وليس طفرة جينية مباغتة، بل إن التنمر فعل أسرة جهلت التعامل مع الطفل وأفقدته الثقة بالوالدين، مما جعله يبحث في الخارج عن «الأنا الأعلى» والذي كان من المفترض أن يجده في البيت وفي أحضان الأسرة. الإمارات بوعي المسؤولين عن علاقة الطفل بالأسرة وفي مختلف المؤسسات المعنية، أصبح اليوم الطفل فيها «طفلاً كبيراً»، بمعنى أن هذا الطفل الذي حظي بالرعاية والعناية من قبل الوالدين، وبدعم كامل من الدولة خرج إلى الشارع متسلحاً بمعنويات عالية وبثقافة تملأ وعاء العقل بسبائك الذهب، الأمر الذي…
السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤
في شهر تأتلف فيه الفضائل وتزهر النهار بابتسامات وجوه لها في وجدان الوطن رسوم ووشوم لها في ذاكرة الإنسان صورة وطن يضاء تاريخه بمصابيح الإنجازات العظيمة التي سبكت قلائدها عقلية قيادة فذة آمنت بأن الحياة جهاد من أجل إسعاد الناس ومن أجل توفير الرخاء كي يصبح سجادة المخمل التي تطأها أقدام عشاق الحياة. في لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود والمسؤولين في هذا الشهر الفضيل لهي صفحة من صفحات الحميمية التي تجمع قادتنا وتؤلف بين مشاعرهم مما يجعل الأهداف طيعة والتطلعات سلسة والطموحات تجري مجرى الدماء في العروق. الإمارات التي نشأت على المحبة أصبحت اليوم مثالاً يحتذى به في عالم يفتقد مثل النموذج الإماراتي وعبرته وعبارته وهو الأمر الذي يجعل هذا الوطن يعبر محيط التاريخ الحديث بحرفية ونباهة منقطعة النظير وقدرات فائقة للتصدي للتحديات وإبداعات بالغة المنسوب مدهشة المعطى وليس في الأمر سحر وإنما لأن القيادة الرشيدة لديها من إمكانات الحب ما يجعل هذا الحب النهر الذي تنمو على ضفافه أشجار التألق وتتفرع أغصانها حتى تنال عنان السماء. الإمارات بالحب استطاعت أن تصنع فرق العمل وبالثقة في الإمكانات تمكنت من تجاوز أقسى العقبات وتخترق أصعب العواقب. اليوم عندما نتابع اللقاءات بين القائد وإخوانه أعضاء…
الأحد ١٠ مارس ٢٠٢٤
لمجرد الحديث عن استقبال الشهر الكريم، تقفز صور ومشاهد، ويطرق الآذان صوت المسحراتي تحت جنح الليل، وبين الأزقة الساكنة، وقبل بزوغ الفجر. عوالم، وطقوس، وحكايات وأحلام، ورائحة الخبز، بأنواعه المختلفة، ودخان الهريس، والخبيص، وملمس الأطباق الخزفية، المغسولة بدهن الأيادي المعروقة، وصباحات طفولية ناعسة، ولم تزل تفرك الجفون، بغية مطاردة أجنحة النوم. هذه لوحات فنية عفوية فطرية، بثياب الليل، مضمخاً برائحة النوم، وتعب العيون إثر الاستيقاظ المزعج، ولكن لا تمر دقائق حتى تتحرك المشاعر في نشاط، ودأب، ومناكفات بين الصغار، وتسابقهم على قطف ثمرات جهد الأمهات، وبينما تأتلف الأسر على دعوات وتسابيح الرجال ذوي اللحى الممزوجة بماء الوضوء، يصرخ الرجل الأسمر الجميل بصوت أشبه بالمناجاة، وتتبعه أصوات صغار، وكأنها الصدى، لرنات الطبل، اليوم وأنت تتابع النشرات الإعلانية، عن حزمة المسلسلات، والبرامج الفنية، والثقافية، تشعر بمدى فقر الذهنية في زمن كانت الحياة الثقافية فيه مجرد طبق يستدير على مادة وحيدة، وهي المجالس الرمضانية ما بعد الإفطار، وما يرافقها من حضور جميل لقراءات، وقصص دينية، يتلوها ذوو الخبرة من رجال القرية. اليوم المائدة الرمضانية الثقافية ثرية ودسمة، ووفيرة التنويعات، من النشاطات الدينية والثقافية والفنية، مما يجعل هذا الشهر ليس شهر بكائيات، وظلام دامس يخيم على الرؤوس حتى شروق الشمس، ليبدأ هذا القرص الذهبي في تلوين الحياة، بمعدن الانتشار في أرض الله. اليوم الليل…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠٢٤
تعلم الناس على مدى الأزمان والعصور صورة مغايرة للواقع عن الشرطة وكل من يرتدي الزي العسكري، ولكن في الإمارات تبدو الصورة مختلفة تماماً، ورجل الشرطة هو السقف الذي يظلل الناس بالدفء والأمان والإحساس بالأنفة والكبرياء. عندما ترى رجل الشرطة في الشارع وفي أي مكان تشعر بشيء ما في داخلك يهمس في أذنيك، ويقول لك أنت في أمان أنت تتمتع بحائط سميك يمنحك المنعة والقوة، أنت في محيط يطوقك بأذرع المحبة. الوعي الشرطي في الإمارات صناعة وطنية متناهية في الاستثنائية، وفي ذروة الفرادة الوعي الشرطي يمنحك القوة، ويهديك صورة ناصعة عن الحياة في بلد تمتع منذ الأزل بالشراكة بين رجل الشرطة والناس الآخرين، جميعهم يتقاسمون رغيف الالتفاف حول الوطن، جميعهم يتشاركون الحب لوطن يذهب إلى المستقبل بمرآة صافية نقية من الغبار. ولاستكمال الدور الشرطي في الحياة الاجتماعية عملت وزارة الداخلية على تشكيل مجالس رمضانية، هدفها رسم الصورة المنطقية لدور الشرطة بشكل خاص والدور المحوري لوزارة الداخلية، وهو الدور الذي يقوم على الانغماس في الحياة الاجتماعية، معاصرة هموم الناس وتطلعاتهم وطموحاتهم كون رجل الشرطة هو من الناس ومن دمهم ولحمهم. خطوات تستضيء بنور الإدراك التام للمسؤولين في الوزارة وقيادتها الشابة على أن الدور الجوهري لهذه المؤسسة الاجتماعية هو دور اندماج الماء بالماء وتعانق الجذور بالأصول، وإدراك أن الهوية ترسيخ جذور الشجرة في…
السبت ٠٢ مارس ٢٠٢٤
للإمارات في العالم حضورٌ كأنه لمسة النجم على جبين الوجود، كأنه وعي العبقرية بأهمية الحياة، كأنه تشابك العناقيد في القمم الشم. هذه السمات وهذه الخصال وهذه السجايا لم تبرز من فراغ، وإنما هي نتيجة تلقائية للجهود التي تبذلها القيادة من أجل فتح النوافذ على الأفق والإطلالة على العالم، والنظر إلى شكل الكرة الأرضية وهي تستدير على البشرية، كأنها الذراع المومي، وتلثم خد الأبناء بحرارة فطرية، وهكذا تمضي الإمارات بخيالها الواسع وقدرتها الفائقة على التصوير وسبك خيوط الحلم من ذهب الفكرة العبقرية. هكذا تفكر القيادة لأجل ترسيخ مكانة الدولة في المخيلة الكونية وتثبيت علاماتها البارزة عند كل مشهد من مشاهد البوح العالمي. اليوم تبدو الإمارات في العالم قارة تضم مشاعر الناس أجمعين وتحيط بمعضلات عصرهم وما تعرقل من خطواتهم وهم في الطريق إلى المستقبل. اليوم الإمارات تقوم بدور الدوزنة وتشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء وتهذيب خلق الحضارة الذي اعترته قشعريرة التهور، ولأن الإمارات ترتكز على مثل البناة المؤسسين فهي قادرة على تقديم النموذج في الحضور السامي، قادرة على القيام بدور قيادي يحترم علاقاته مع الآخر ومن دون إفراط ولا تفريط. عندما نقرأ الحركة الدبلوماسية الإماراتية نشعر بالفخر والاعتزاز بأن لدينا قيادة شابة واعية تدير حركة الدورة الدموية في جسد السياسة بإتقان واتزان وأمان مما يجعل العالم يتوافد إلى بلادنا بشغف الذين…
الخميس ٢٩ فبراير ٢٠٢٤
لسنا أفراداً متطوعين، بل نحن دولة متطوعة، فالتطوع سمة الأوفياء، التطوع لغة العفوية، فطرة الجداول، وهي تمارس وعي العطاء من دون قوانين رسمية، فطرة الوردة وهي تقف عند عتبة باب منزل، وتهدي الشذا طواعية ومن دون مقدمات ولا نظريات ولا قوانين وضعية. اليوم نرى التطوع في الإمارات قانوناً عفوياً فطرياً تسنه روح الناس النجباء، وتضع قوانينه قيم توارثها الأبناء عن الآباء، وهكذا تسير القافلة باتجاه التضحيات، موسومة بأعراف وتقاليد وعادات رسمت ملامحها على الوجوه، ووضعت بصمة حب الآخر على صفحات القلوب. الإمارات اليوم تبدو في المشهد الإنساني دولة العطاء من غير حدود، ولا تضاريس مجزأة؛ لأن الوعي الرسمي والشعبي يسيران باتجاه واحد، هو قرص الشمس الذي يدلي بخيوط الحرير نحو الأرض، وهي الطبيعة وجبلة المخلوقات التي تنمو فيها وشائج الحب، وتترعرع عناقيد الشفافية، وتبزغ المسؤولية الوجودية في النفوس كأنها الفجر يشعشع نوره في الأفق ليهدي الناس وضوح الرؤية، ويمنحهم القدرة الفائقة لمشاهدة صفحات الكون جلية خالية من الخدوش. الإمارات اليوم تقف على المنصات العالمية، تقدم الدروس في العطاء، والعبر في التطوع، ونرى هذا الترياق مرسوماً على جباه الأبناء، نراه يوشح الوجوه بابتسامة رضا، والأيدي تمتد بسخاء. عشنا هذه اللحظات في زمن كورونا، ورأينا كيف كان التطوع يسير قوافله الفذة تحت سقوف تلك الخيام الشاسعة، وكيف كان المتطوعون من أبناء الوطن…
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤
في لمحة ود مع الحياة، في مهمة وطنية وإنسانية، استطاعت الإمارات أن تضع الحروف على جمل المعرفة، وأن تسدد الخطى، بوثبات الجياد الأصيلة، وأن تحقق التميز، بكل فخر واعتزاز، وكان لثقة العالم وإيمانه بأن الإمارات أرض التفرد، والاستثنائية، والرقم الأول، هذا الإدراك. بدوره خلق ذلك التواصل الممتد من رحلة أولى إلى النجاح وهي الجوهر، والمحور، نجاح مشروعنا الاتحادي الذي صنع المجد لدولة وإنسان، ثم أتت سائر النجاحات، والوثبات المذهلة، أتت تحمل في طياتها بشائر الخير للعالم أجمع، ولتؤكد بأن الحياة بخير. رغم الزلازل والمحن، إلا أن الرجال الأوفياء، استطاعوا أن يحولوا ظلال الليل الدامس، إلى شروق ناصع، يملأ القلوب، كما يوشح الصحراء بأقمار، وأثمار عطاء. اليوم والمسؤولون الذين أنيطت بهم مسؤولية إقامة، ومتابعة مؤتمر cop28، يتأملون المشهد، والفرحة تعم قلوبهم، لأنه الحصاد الطيب، وأنه الجهد الذي لاقى الرضا والقناعة من القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الملهم، في إبداع المشاريع المدهشة، هو المنعم على فرق العمل بكل ما تحتاجه المشاريع العملاقة، وهذه سجية هذا الوطن، وهذه ثيمة أفكار القيادة، بأنه ما من نجاح إلا ويسبقه تضحيات، وتصاحبه جهود مضنية، وتتلوه طموحات تتجاوز ما قبل، ليأتي الـ(بعد) بأنصع الإبداعات، وأروعها، وأبدعها، وأذرعها، وأكثرها مهارة وجودة في البذل والعطاء. مؤتمر cop28 وضع…
السبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤
هي إشادة، وهي شهادة، وهي النعيم الذي تعيشه قيادة الإمارات وشعبها، وهي الأرض الطيبة، هي قيمة وشيمة أهل هذا البلد وقيادته التي تسير بالوطن نحو غايات مكانها سقف السماء ومحيطها الكواكب والنجوم. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وضع الكلمات عند شغاف الحقيقة، حين أبدى فرحته واعتزازه بما جادت به قريحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث أصبحت اليوم حكومة الإمارات تقود مسيرة العالم، وتتسع الحدقة وتكبر دائرة التطلعات، وتضاء الأمنيات بقناديل الثقة والثبات وقوة العزيمة وصلابة الإرادة، بفضل الجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وفريق العمل المنتقى، والمنتخب من لدن فارس يعرف كيف تصطاد نجمة الفوز، وشاعر له في بناء الوطن كما له في بناء القصيدة، بحيث لا فسحة من دون الشاعرية التي تملأ قلب القائد، وتسبح مشاعره بعقد من ود وحب للحياة، وما الحياة إلا ثمرة ذلك الحب، ومن لا يكشف عن نفسه في وضح القصيدة وعلى صهوة الخيل المسومة، فلن يستطيع أن يحب، ومن لا يحب لا يمكنه بناء العلاقة الودية مع النفس أولاً، ثم مع الآخر. لهذا السبب نرى كيف استطاع هذا الفارس وهذا الشاعر أن يسدد رمية الفوز بالمجد، وأن يضع لحكومة الإمارات…
الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠٢٤
اليوم ونحن نشهد حروباً تطحن آمالاً وتدحض أمنيات وتجرد الحياة من كل معانيها اليوم نرى بأم أعيننا ما يحدث لأطفال العالم وقد حرموا من أبسط أشكال الحياة، حرموا من دفاتر الدرس ومن حصص اللعب، ومن شطيرة الصباح، ومن ابتسامة اللقاء الأول مع رفاق الدرس. اليوم نشهد على شاشات التلفزة ما يحدث في هذا العالم من جرائم يند لها الجبين والسبب أتفه ما يكون فقط لأن القوي يريد أن يبسط نفوذه على الضعيف ونسي الجميع بأن في الحروب لا أحد منتصراً، فالجميع مهزوم.. مهزوم لأن من يهزم الضعيف هو يبتر عضواً في الجسد الإنساني ومن يكسر الضعيف هو يكسر غصناً في الشجرة البشرية. الإمارات تتطلع اليوم إلى مرحلة جديدة من عمر البشرية مرحلة تضاء فيها مصابيح التطور وترتقي الحكومات بشعوبها نحو غايات هدفها اللحاق بركب الحضارة والذي يتطلب تغليب العقل دائماً في كل خطوة وكل فكرة وكل نبرة وكل مشروع، فالحضارات لا تزدهر بالصراع بين البشر، بل تزهو وتعمر وتكبر بالوصول إلى مراحل متقدمة من الوعي بأهمية أن نتعاون، وأن تتضافر الجهود من أجل حماية كوكبنا ودفع العجلة الحضارية إلى مستويات ترقى بالعمل الجماعي، والاتفاق على قواسم مشتركة. أهداف تخدم الجميع من دون إخلال بالميزان ومن دون ازدواجية في المعايير. هذا ما تسعى إليه الإمارات، وهذا ما ترمي إليه القيادة الرشيدة…
الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤
برؤية ثاقبة وحلم يطال عنان السماء، وشفة الغيم بوعي أوسع من المحيط، بطموح أبعد من المدى تقف الإمارات في الخامس والعشرين من فبراير إجلالاً وتقديراً لرجال ونساء نقشوا وظللوا الأرض برموش كحلها الأمل، صنعوا للإنسان مجده ووده وسعده وسده ووعده وعهده، ووضعوا على صدر الدنى أيقونة العيش بلا تعب ولا سغب، كل ذلك يحدث برعاية سامية من فارس الكلمة ومحرض الجياد على الفوز بالكلمة الفصل ساعات النزال في ميادين الحياة، وها هي الثمرات تنضج والأشجار تسمق والأغصان تعلو جذلانة بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتسمو المعاني بين طيات قصيدة الأشواق اليانعة، وترتفع هامات الخيل ويعلو صوت الذين لا صوت لهم إلا بين أحضان دولة علمت العالم كيف يكون المجد مؤزراً بالأحلام الزاهية عندما يكون بين أيد أمينة. في كنف عشاق عرفوا كيف يكون للسلام النفسي مكانة ورزانة عندما يحضر الوعي، وعندما يسود الجمال في النفوس وتخضر الأرض بعذب العلاقة بين الإنسان وطموحاته وبين الطموحات والقدرات المرعبة من لدن شيم الكرماء وقيم النجباء. تكريم صناع الأمل هو تكريم للحياة هو تقييم لملكات ظلت مختبئة في معطف اليأس حتى بزغ نجم الأيدي السخية فطلع الفجر وتشقشق شعاع الشمس، واحتفت الدنيا بنور النهار مكسواً بفضاء إماراتي لا تغشيه غاشية،…
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤
بعد أن ازدحمت الأفكار المتناقضة، نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى رصد هذه الظاهرة، وتوفير المؤسسات العلاجية، والتي تقوم بدور الرافد المهم لصناعة الوعي، وبث الروح الشفافة، ونشر فكرة التنوير ليس كمعطف للزينة، وإنما كحاجة وجودية لا غنى عنها. لقد تمادى الإنسان من مختلف الأطياف الدينية، والثقافية، والعرقية، في بث روح الفرقة بين الناس أجمعين، وتحويل الكرة الأرضية إلى كرة نارية تلتهب بجمراتها أجساد الأبرياء، ولا يمكن النجاة من نار هذه الفوضى الفكرية، وعشوائية الطرح، إلا بمعيار الإفصاح عن الخبايا، ومكنون النفس، وقد قالها الفيلسوف الدانمركي سيرين كيركجارد «من لا يحب لا يستطيع الكشف عن نفسه، ومن لا يكشف عن نفسه يعيش أبد الدهر في التعاسة»، وسارتر قال: «الوجود اختيار، وعدم الاختيار عدم الوجود». فالحرية التي يدعيها الآخرون، وتحت أغطية رثة، هي مسؤولية، والتزام أخلاقي، ومن لا يستطيع تحمل هذه المسؤولية يعش أبد الدهر بين حفر العبثية، والانهيارات الثقافية، والعدمية، المريبة. نحتاج إلى عالم شجاع، يستطيع أن يعبر عن نفسه بشكل صحي، خال من الأمراض النفسية، ومعافى من العنجهية، والمماطلة على الواقع. نحتاج إلى عالم يسدد خطاه بوعي، واحترام للآخر بصرف النظر عن تنوع الدين أو العرق، أو الجنس، نحتاج إلى الوعي بأهمية أن نكون أبناء لأم واحدة هي الأرض، نحتويها بمشاعر الحب، والانتماء، والوفاء، وهذا بطبيعة…
السبت ٢٧ يناير ٢٠٢٤
في زمن تتحرك فيه مراوح الحياة بسرعة البرق، في زمن تسير فيه مركبات الفرط صوتية، نحتاج كثيراً إلى قوة سحرية تمنع عنا الترهل، وتصد عنا موجات هوائية عاتية، قد تهشم جدران الوعي، وتحطم زجاج نوافذ الوعي، ويتحول الإنسان من قارئ متبصر لعناوين الحياة إلى طفل بدائي لا يفقه غير التأتأة، ولثغة اللسان تعيق قدرته على قراءة الواقع. في زمن تتصادم فيه رياح الأفكار، فنحن في أمس الحاجة إلى قاموس محيط، يدلنا على مفردات اللغة، ويقودنا إلى منازل الوعي بـ«سنعنا»، ومذاهب الأولين الذين صنعوا مجد الماضي، وأسسوا لقواعد النهوض في الحاضر، ودفعوا بالعربة نحو مستقبل زاهر، باهر، واعد بخطوات أشمل، وأوسع، وأبدع، وأكثر براعة وبلاغة. اليوم تبدو العاصمة أبوظبي في المحيطين القريب والبعيد، بوصلة التطلعات نحو حياة زاهية، ومشاعر بهية كأنها حلم الطير، كأنها رفرفة وريقات التوت وهي تصفق للربيع، وتستمتع بنغمات المطر على وجنة وجبين. اليوم في العاصمة الزاهية، نحتاج إلى تراثنا، كما تحتاج الأرض إلى المطر، كما يحتاج الطير إلى عناق النسيم العليل. اليوم نحتاج لهيئة تسدد الخطا، وتمنح العقل استراحة من بعد رحلة شاقة عبر قنوات اتصال مع المستقبل، وخلال سفر طويل على طائرة نفاثة تحرك في الوجدان مشاعر الرهبة، كلما فكر المرء بالماضي، وابتعد عنه قليلاً. اليوم أصبح لهيئة مختصة، وذات شأن رفيع مع ثلاثي الماضي، والحاضر،…