الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٩
مرحلة دراسية تمر على كل إنسان في مسيرته العلمية هي رياض الأطفال، فهي البوابة التي من خلالها يدخل الطفل للعالم ويعيش الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها، الطفل الذي فتح عينيه على الأم الحنون والأب العطوف، يتوجه نحو تعليم ما قبل الابتدائي وهو محمل بكمٍّ هائل من البراءة والنقاء التي لا مثيل لها، هذا الطفل الذي يدخل هذه المرحلة كأنه صفحة بيضاء، مستعد لتلقي المعارف والخبرات والطرق الحياتية. لذا لا أبالغ إن قلت إن هذه المرحلة هي التي تحدد التوجه الحياتي لهذا الطفل، ومن هنا نصل للدور الرائد والعظيم الذي تقوم به معلمة رياض الأطفال، وأتوقف عند كل أم وأب، لديهما طفل أو طفلان في المنزل ويشكوان من حركته وكلماته وأفعاله غير المتوقعة، ونسأل كيف هو حال تلك المعلمة التي يضم فصلها الدراسي نحو 30 طفلاً، جميعهم في سن واحدة تقريباً، وتجد بينهم من هو غضوب أو حركي أو ضاحك أو لاعب أو بكاء.. إلخ. وكل طفل يتميز بخصلة وطريقة، والجميع يتأثرون ببعضهم البعض، فإن شاهدوا أحدهم يعلب لعبوا من دون أي التفات للأنظمة والقوانين، وإن شاهدوا من بينهم من يتكلم ردوا عليه من دون التفات للدرس ولا للمعلمة الواقفة بينهم، في اللحظة نفسها يجب على هذه المعلمة معالجة الأمر بروية وهدوء، وأمام صخبهم وإزعاجهم يجب عليها أن تضبطهم من دون تهديد…
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
على الرغم من تطور البشرية وتقدمها في عدة مجالات حيوية، ساهمت في رقي الإنسان ومنحته المزيد من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، إلا أنه دون شك لازالت توجد عقبات تعترض طريق الإنسان، وما تزايد حالات الفقر والبؤس، وكذلك الحروب الطاحنة والاضطرابات في بقاع عدة من العالم، إلا دليل على أن الإنسانية لازالت بحاجة للمزيد من المعرفة بحقوق الآخرين، ولازالت بحاجة إلى ثقافة الحوار، وتبادل المصالح والمنافع دون فرض السيطرة على الآخرين أو إجبارهم أو تسطيح أرائهم أو تهميش وجهات نظرهم، فعلى الرغم مما نسمعه عن ثقافة التسامح والحوار، فإنها تبقى كلمات و حبر على ورق لا أكثر. إن نقل هذه الثقافات لواقع الإنسان، لتكون جزء من تفكيره ومسيرته، يحتاج لجهد كبير تقوم بها المنظمات والحكومات وعلى مستوى عالمي، لذا تبنت المؤسسات الدولية برامج تهدف للمساعدة في هذا الإطار، منها منظمة اليونسكو، التي صممت عدة برامج تستهدف نشر ثقافة الحوار والتسامح ومساعدة الضعفاء ومكافحة الفقر والأمية وغيرها كثير، ومن هذه البرامج اليوم العالمي للاحتفال بالتسامح، والذي أطلق في عام 1995م ويحتفل به في السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام. والهدف منه زيادة الوعي بين صناع القرار والمثقفين والناشطين والمجتمعات بثقافة التسامح وأهميتها، ففي عالمنا اليوم تتزايد الحروب المسلحة وتتزايد أرقام الضحايا من القتلى وضحايا التهجير والظلم والفقر والمعاناة الإنسانية التي لا…
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢
منذ أن تمكن الإنسان من معرفة اللغة ، أو إذا صح التعبير تمكن من ممارستها انطلقت البشرية في عوالم حقيقية من الاكتشاف والاختراع والتطور، ويعتبر كثير من علماء العلوم الاجتماعية أن انطلاقة الإنسان اللغوية لا يوازيها أي حدث شهدته البشرية في الأهمية، ومن هؤلاء العلماء الدكتور جون سيريل، الذي قدم كتب هامة مثل بناء الواقع الاجتماعي من الطبيعة إلى الثقافة، وكتاب العقل واللغة والمجتمع، حيث قال في هذا الجانب:" إن مؤسسات كالنقود والحكومة والملكية الخاصة والزواج والألعاب، تتطلب وجود اللغة، بينما لا تحتاج اللغة في وجودها إلى أي من المؤسسات الأخرى" وهذه حقيقة ماثلة فباللغة تم بناء الحضارات ووضع يده على الاكتشافات والمخترعات وحفظ الإنسان أرثه وتطلعاته للمستقبل، وبواسطة اللغة انبثقت ملكات ومواهب الإنسان في شتى المجالات، فكان الشعر والذكريات والقصص والحكايا، وعلوم إنسانية كثيرة لا تعد ولا تحصى وجدت منذ تاريخ بداية اللغة وحتى يومنا، وتبعا لذلك اكتشف الإنسان الكتابة، فتمكن من حفظ لغته وطورها، وتمكن أيضا من حفظ إنتاجه الإنساني وكل ما يدور في ذهنه من أفكار وتطلعات وفي كثير من الأحيان حول هذه الأحلام والرؤى لإنتاج كتابي تطور تباعا حتى بات اليوم يطلق عليه الإنتاج الإنساني على مختلف توجهاته العلمية ومنها الإنتاج الأدبي الذي يضم الشعر والرواية والقصة والمسرح والنثر والنقد وغيرها كثير. لكن لا يمكن لنا…