فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

تحية لمعلمات الأطفال

آراء

مرحلة دراسية تمر على كل إنسان في مسيرته العلمية هي رياض الأطفال، فهي البوابة التي من خلالها يدخل الطفل للعالم ويعيش الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها، الطفل الذي فتح عينيه على الأم الحنون والأب العطوف، يتوجه نحو تعليم ما قبل الابتدائي وهو محمل بكمٍّ هائل من البراءة والنقاء التي لا مثيل لها، هذا الطفل الذي يدخل هذه المرحلة كأنه صفحة بيضاء، مستعد لتلقي المعارف والخبرات والطرق الحياتية.

لذا لا أبالغ إن قلت إن هذه المرحلة هي التي تحدد التوجه الحياتي لهذا الطفل، ومن هنا نصل للدور الرائد والعظيم الذي تقوم به معلمة رياض الأطفال، وأتوقف عند كل أم وأب، لديهما طفل أو طفلان في المنزل ويشكوان من حركته وكلماته وأفعاله غير المتوقعة، ونسأل كيف هو حال تلك المعلمة التي يضم فصلها الدراسي نحو 30 طفلاً، جميعهم في سن واحدة تقريباً، وتجد بينهم من هو غضوب أو حركي أو ضاحك أو لاعب أو بكاء.. إلخ.

وكل طفل يتميز بخصلة وطريقة، والجميع يتأثرون ببعضهم البعض، فإن شاهدوا أحدهم يعلب لعبوا من دون أي التفات للأنظمة والقوانين، وإن شاهدوا من بينهم من يتكلم ردوا عليه من دون التفات للدرس ولا للمعلمة الواقفة بينهم، في اللحظة نفسها يجب على هذه المعلمة معالجة الأمر بروية وهدوء، وأمام صخبهم وإزعاجهم يجب عليها أن تضبطهم من دون تهديد ولا وعيد ولا أي إشارة للضرب أو العنف، ورغم هذا تنجح معلمات رياض الأطفال في مهمتهن، ويعلمن هذه القلوب النقية بصبر وحب وحنان.

عندما تجلس وتستمع لواحدة من معلمات ما قبل المرحلة الابتدائية، ستجد كماً هائلاً من القصص الغريبة والمضحكة والمؤلمة، ستجد معاناة يومية مع أطفال تقع على كاهلك مهمة تعليمهم وإيصال المعلومة ببساطة متناهية وأيضاً حمايتهم، وأيضاً تعليمهم القيم وزرع المبادئ في قلوبهم، يجب في اللحظة نفسها أن يحب الطفل مدرسته وزملاءه ومعلماته.. مهمة معلمات رياض الأطفال والتمهيدي في غاية الحيوية والأهمية، ويجب منحهن كل تقدير وعرفان من الأمهات والآباء، ومن مختلف قطاعات المجتمع.

المصدر: الرؤية