حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

مراكز صناعة الكذب

الأحد ٢٨ يناير ٢٠٢٤

لا مفاجأة في أن تنبري محطة ما، وبنبرة دعائية فجّة، في إنتاج ما أطلقت عليه «وثائقي» مليء باتهامات مباشرة موجَّهة للإمارات، سرعان ما تلقفته «أقلام رخيصة» وحسابات إلكترونية «مدفوعة الأجر»، لتتولى بدورها عملية الترويج والحشد على منصات التواصل، بينما لا مانع هنا من اجتزاء كلمات أو تزييف مواقف، لإضافة المزيد من «البهارات» لـ«الوصفة المسمومة». وعلى كل حال، فإننا نعرف دوافع مثل هذه الوصفات السامّة جيداً، وندرك مراميها، ولا نعتقد أن مثل هذا الخبث في الطرح وما أعقبه من ترويج، خرج إلى العلن اعتباطاً، بل تمت صياغته بأيدٍ لها ارتباطاتها وأيديولوجياتها المنحازة إلى مشروع الإرهاب في العالم كله، بل والبحث له عن مسوغات. كما لا نجاوز الحقيقة، إذا قلنا: إن المتضررين من مواقفنا السياسية معروفون، وما يزعجهم معروف لدينا أيضاً، بينما لا يزال «معتنقو التنظيمات الإرهابية» يعانون من أحقاد قديمة وأمراض متأصّلة، عادة ما تدفعهم لممارسة الكذب وصناعة وترويج الإشاعات، متناسين أن الإمارات عصيّة على كل هذه التُّرَّهَات، بينما مواقفها نابعة من مصلحتها الوطنية وقرارها السيادي الذي لا يقبل أبداً بأي مساومة أو ابتزاز. وإذا كانت «مراكز ترويج الكذب» مشغولة هذه الأيام بإنتاج الافتراءات وتسويق الأوهام، فإننا بالمقابل لن نتوقف عن نهجنا في التسامح والاعتدال، ومحاربة التطرف بحزم وعزم، ووفق القانون والمعاهدات الدولية، بينما لن يثنينا مثل هذا «الخبث» عن هذه…

«مبادلة».. إنجاز جديد

الجمعة ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣

مرحلة جديدة تدخلها شراكتنا الاقتصادية الشاملة مع أندونيسيا، مع نجاح «شركة مبادلة» في تحقيق اكتشاف ضخم للغاز الطبيعي قبالة شاطئ شمال سومطرة، كان حديث الساعة والخبر الرئيس في معظم الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية الاقتصادية الدولية، والتي ألقت الضوء على حيوية وديناميكية شركاتنا الوطنية، وقدراتها الفنية والتشغيلية، فضلاً عن دور الإمارات الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي. ويدرك المتابع أن الإمارات وأندونيسيا نجحتا خلال الـ 47 عاماً الماضية في تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، ومن أهمها الطاقة والطاقة المتجددة، والسياحة، والطيران، وغيرها.. فيما يأتي «إنجاز مبادلة» ليمثل فعلياً تطوراً نوعياً في شراكة البلدين، ورافداً مهماً للتنمية يصب في مصلحة شعب صديق تجمعنا به روابط تاريخية وثيقة وقيم إنسانية مشتركة. رسائل عدّة، يبعث بها إنجاز مبادلة في أندونيسيا، أهمها: أن الإمارات نجحت في إقامة علاقات قوية وفاعلة مع مختلف الأطراف والقوى الدولية، من منطلق أساسي هو: الإيمان بأن التواصل الإيجابي والبنّاء هو الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار لجميع الشعوب، وبلا استثناء. فضلاً عن ذلك، يشير الإنجاز بجلاء إلى دور بلادنا الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي، ونجاح نهجها في تعزيز شراكاتها مع الأسواق الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم، وتعزيز تواجدها على خارطة الاقتصاد العالمي، وفق رؤية راسخة بأن التعاون والشراكات الاستراتيجية هما الأساس لصناعة مستقبل أفضل للشعوب. كما لا يخفى أن…

«أبوظبي للإعلام» وقوّتنا الإبداعية

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣

قفزة جديدة لإعلامنا الوطني دشنتها «أبوظبي للإعلام»، بإطلاق استراتيجيتها الجديدة، ضمن فلسفة تتلاءم وروح العصر، وتعكس قيمنا الحضارية والإنسانية، وترسخ حضور منجز بلادنا في المشهد الإقليمي والدولي، وتعزز تفاعلنا مع شعوب العالم في «الخمسين الجديدة»، عبر مهنية خالصة للوطن وقيادته وشعبه. أكثر من 5 عقود، قضتها الشبكة في قيادة قطاع الإعلام الوطني، بدءاً من افتتاح إذاعة أبوظبي في 1969، وانطلاق البث التلفزيوني لقناة أبوظبي «بالأبيض والأسود»، ومن ثم صدور العدد الأول لصحيفة الاتحاد، مروراً بالتحوّل للبث بالألوان في 1974، إلى ما غير ذلك من المحطات التاريخية والرئيسية التي واكبت التأسيس والتمكين. واليوم، وفي «الخمسين الجديدة»، تواصل الشبكة، وعبر منظومتها المستحدثة، التعبير عن دولة الاتحاد، بروحها ومعناها، وتضفي بعداً جديداً لحضور أبوظبي التي تطلق كل يوم مشروعات وأفكاراً ومبادرات، وتنطلق بثقة نحو المستقبل، مسجلة كل يوم حضوراً مشرفاً في التنمية والتنافسية والإبداع. من خلال شبكتنا الجديدة، نقدم في «أبوظبي للإعلام»، إجابات في منتهى الدقة والوضوح عن كثير من الأسئلة المتداولة عربياً ودولياً حول أسرار قوة الإمارات، ووثبتها العالية والواثقة، في الاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، وغيرها من القطاعات. وعبر «مركز الاتحاد للأخبار»، نقرأ مصالح الإمارات بصوت عالٍ، ونكتبها بلغة واضحة، ونبُثّها في شكل رسائل حضارية وإنسانية، تعبّر عن رؤيتنا وقيمنا وأصالتنا وإيماننا بذاتنا، من خلال محتوى يعزز الهوية…

رحلة النيادي.. طموح شعب وإصرار قيادة

الأربعاء ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٣

فصل جديد في قصة الطموح الإماراتي، أضافه سلطان النيادي، بعد أن أتمّ مهمّته الفضائية بنجاح، مدفوعاً بطموح شعب، وأحلام وطن، وإصرار قيادة آمنت بقدرات أبنائها فمنحتهم كل الأدوات ليضيفوا الإنجاز تلو الآخر في سجل الحضارة الإنسانية. 6 أشهر بالتمام والكمال قضاها رائد الفضاء الإماراتي على متن محطة الفضاء الدولية، أجرى خلالها تجارب علمية في مجالات عديدة ومتنوعة تربو على 200 تجربة استغرقت نحو 585 ساعة عمل، من شأنها تعزيز الإسهام العربي في الحياة البشرية، بإرادة إماراتية، عودتنا أن نضرب كل يوم موعداً جديداً مع التاريخ. رسائل كثيرة يحملُها النيادي مع عودته إلى الأرض، أبرزها: أن الإمارات أثبتت بحق بأنها دولة المستقبل، وبأن إصرارها على التحدي والإنجاز لم يكن أبداً مجرد أماني أو شعارات مستهلكة، ذلك لأن لدينا قيادة تتطلع دوماً إلى المقدمة، وشعب لا يملّ من التحدي والإنجاز. أمر آخر يحمله النيادي، وهو إلهام ملايين الشباب العربي ومنحهم الشعور بأن العرب مؤهلون لاستئناف حضارة عظيمة، قدمت للبشرية إنجازات لا تنسى، غير أن كل ما ينقص أبناءها هو الأمل، والثقة بالذات، والدافعية الإيجابية، ثم استلهام روح العصر. مع عودة النيادي إلى الأرض، تزيد ثقتنا بالمستقبل، ويتضاعف شغفنا بأرقام جديدة نضيفها إلى رصيدنا في التنافسية والحراك التنموي والحضارة الإنسانية، بينما تشتعل رغبتنا الأكيدة في هزيمة مستحيلات جديدة، وقيادة تحولات كبرى تليق باسم…

هنيئاً للإمارات وشعبها

السبت ٠١ أبريل ٢٠٢٣

ضاعفت القرارات التاريخية الصادرة في الإمارات أمس من ثقتنا بمستقبل بلادنا، وقوّة «بيتنا المتوحد» تحت علم دولتنا الراسخة في التنمية والسيادة، حيث لا غموض في نموذجنا، ولا ارتباك في خياراتنا. فلقد صدرت القرارات السامية بتعيين كل من: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائباً لرئيس الدولة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائبين لحاكم أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولياً لعهد أبوظبي.. لتبدأ بلادنا- معهم وبهم ومن خلالهم- مرحلة جديدة من التنمية، تبني على المنجزات، وتعمل للمستقبل دون كلل أو ملل. بقراءة سريعة للقرارات، ندرك أنها أتت بقامات وطنية عالية، وشخصيات استثنائية من طراز رفيع، ووجوه نعرفها وتعرفنا، نحبّها وتحبّنا، ندين لها بالولاء، وتدين بخدمة الإمارات وشعبها وقيادتها..عملت بجد وإخلاص، وبذلت جهوداً متواصلة، وحققت إنجازات متتالية، فكانت جديرة بهذه الثقة الوطنية الكبيرة في بلد لم تتوقف فيها عجلة البناء، ولم تغب يوماً عن قوائم النجاح والتفرد. ولعل ذلك هو السر في القبول الجماهيري الواسع الذي لاقته هذه القرارات، وهو ما يثبت للجميع- ودون مواربة- أن دولة الإمارات، رئيساً وحكاماً وشعباً، قد استوعبوا تماماً مبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونجحوا جميعاً في تحويل تلك المبادئ إلى منهج قويم لدولة اتحادية ذات أركان متماسكة…

«شام» التي خفق لها قلب الإمارات

الإثنين ٠٦ مارس ٢٠٢٣

تسرّنا الأنباء التي تشير إلى أن الطفلة السوريّة شام تمضي قدماً نحو التعافي وفق البروتوكول الذي وضعه الأطباء هنا في أحد مستشفيات أبوظبي، حيث تتلقى العلاج مع شقيقها وعدد من الإخوة السوريين الذين أصيبوا جراء الزلزال المدمّر الذي شهدته بلادهم مؤخراً. شام الآن تتماثل للشفاء، وتتعافى معها قلوبُنا التي خفقت لها بعد أن أجهشت بالبكاء، وداهمها الألم والخوف وتملّكت الرهبةُ براءتَها، بعد 40 ساعة قضتها تحت الأنقاض عقب انهيار منزلها وسقوط سقفه على ساقيها. شاهدنا جميعاً كيف خفق قلب الإمارات لشام، وكيف راحت أيادي الخير تقوم بواجبها تجاهها في انعكاس لقيم وثقافة بلادنا، وفي مقاربة إنسانية حيّة تشير بجلاء إلى نهجنا الخيري الفاعل والقادر على تجاوز عوائق الزمان والمكان، والذي جعل من بلادنا نقطة محورية في جهود الإغاثة وعمل الخير في أي مكان وتجاه أي شخص. «شام» شاهد عيان جديد على النهج الإنساني الذي خطّه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، وقيمه التي تشكل ملامح شخصيتنا الوطنية التي سنظل محافظين عليها ونضعها في عين الاهتمام والاعتبار، لتتجلّى دوماً بعفوية في كرم الضيافة وغوث المنكوب. قريباً وبإذن الله.. ستتعافى «شام» تماماً، وستحكي لأبناء جيلها عن كل ما شاهدته في بلاد زايد الخير.. ستحكي لهم عن الإمارات، وعطائها، وأبنائها الذين يغيثون القريب والبعيد ويلبون دوماً نداء الحياة.. ستصف لهم شعور أبناء الإمارات…

قمة الحكومات ورسائل الأمل الإماراتية

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠٢٣

مجدداً، تلتئم القمة العالمية للحكومات، لتواصل بلادُنا من خلالها دورَها منصة لاستشراف المستقبل، وملهماً لتصميم الآليات لمواجهة تحدياته، ومنطلقاً للسعي للارتقاء بجودة الحياة، في عالم متسارع الأحداث والتطورات. 20 رئيس دولة ورئيس حكومة، وأكثر من 250 وزيراً، و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء، يكتبون «وصفة جديدة» لتصميم مستقبل أفضل، ويضعون الأسس لـ «عقد حكومي جديد»، ويحددون أهم التوجهات العالمية في القطاعات الحيوية، ويجيبون عن أسئلة الغد، من هنا، حيث أرض الإمارات، قلب الحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني في المنطقة والعالم. مسوغات كثيرة جعلت من بلادنا المكان الأمثل لتصميم مستقبل العمل الحكومي العالمي، أبرزها: أن حكومة دولة الإمارات أصبحت، بشهادة الجميع، نموذجاً عالمياً، عبر تخطيطها الاستراتيجي، وقراءتها للمستقبل واستشرافه، ومواكبة كل التقنيات الحديثة، وتسخيرها لخدمة وسعادة الإنسان. فلقد حبانا المولى برجل استثنائي من طراز رفيع لديه قدرة هائلة على تحقيق طموحاتنا الوطنية، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي لا يؤمن بالتنظير ولا يحبّه، ولديه اعتقاد جازم بأن منظومة العمل الحكومي لا بد أن تبقى الأسرع والأكثر مرونة وقدرة على التكيف مع متغيرات المستقبل. ويستطيع أي شخص اقترب منه - ولو للحظات- أن يلمس ذلك في شخصيته، ويشعر بإيمانه العميق بأن أيّ حلم قابل للتحقيق، وأنه لا شيء مستحيل، الأمر الذي جعله يصنع نموذجاً…

الاستدامة في المنظور الإماراتي

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠٢٣

نحن من يصنع الحدث اليوم، وعنوانه «أسبوع أبوظبي للاستدامة».. تلك الفعاليات الأهم والأبرز لقطاع الطاقة النظيفة والمتجددة وتحديات المناخ في العالم، والتي تحمل رسالتنا، حكايتنا، قصتنا، طموحاتنا، ونهجنا الاقتصادي الذي منحنا جدارة مستحقة. أهمية خاصة، تكتسبها الفعاليات، كونها أول حدث دولي رئيس في مجال الاستدامة يقام بعد «كوب 27»، وتمثل جسراً يفضي نحو «كوب 28» الذي سينعقد أيضاً في بلادنا هذا العام في اعتراف عالمي جديد بنجاح نموذجنا التنموي الأكثر إلهاماً، خاصة فيما يتعلق بأجندة الاستدامة. لم يكن لمثل هذه الفعاليات أن يكتب لها النجاح لولا الخطوات الجريئة والرؤى الطموحة التي تبنتها قيادتنا الرشيدة والتي وضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتنا الوطنية للنمو والتنويع الاقتصادي، خاصة مع استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» منذ عام 2009، فضلاً عن تنفيذ العديد من المشاريع المتميزة بقطاع الطاقة النظيفة في الداخل والخارج، إضافة لإعلان مبادرة الحياد المناخي. يضاف إلى ذلك كله، إطلاق برامج ومشروعات متخصصة لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، في الوقت الذي تستحوذ فيه أبوظبي وحدها على 70% من جميع مشاريع الطاقة المتجددة بالمنطقة، وهي الأولى أيضاً في المنطقة التي تستخدم تقنية التقاط الكربون على نطاق صناعي. وتأتي اليوم فعاليات  «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، لتوجه رسالة جديدة مفادها أننا لم نكتفِ بالمسافات البعيدة التي قطعناها في قضية الاستدامة بمنظورها الإماراتي، بل إننا نقود…

منصور بن زايد

الخميس ١٢ يناير ٢٠٢٣

مضامين كثيرة يحملُها «وشاح محمّد بن راشد آل مكتوم» الّذي حصل عليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد أبرز قاماتنا الوطنية العالية، وصاحب الجهود المتواصلة والإنجازات المتتالية في خدمة الإمارات وقيادتها وأهلها. لعل أبرز هذه المضامين هو أنّ خدمة البلاد شرف وفخر يتصدّى له الشرفاء والمخلصون، بالعزيمة والإيثار والتواضع والتحدي والإنجاز، وهي صفات غرسها الشيخ زايد في عياله على امتداد الإمارات، وباتت اليوم عنواناً عميق الدلالة لدولة حديثة لا تتوقف عجلة البناء فيها، ولا تغيب عن قوائم النجاح والتفرد. إنّ قراءة سريعة لجهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان تعلّمنا كيف يُعرف الرجال بمواقفهم، بطموحهم، بهمّتهم، بعزمهم.. تعلّمنا كيف يمنح القائد فريق عمله كثيراً من الطاقة الإيجابية لتحدي الأرقام وصناعة الواقع المحفز لمزيد من الإنجازات. أقول ذلك، وأنا أستدعي -على سبيل المثال- مشهداً يصعب على الذاكرة نسيانه، حيث «قصاصة الورق الشهيرة» التي دوّن عليها سموه بخطّ يده، ذات خلوة وزارية قبل عدة سنوات، عبارته الشهيرة «إطلاق سفينة فضائية إلى المريخ»، لتكشف الحروف عمّا يجول بخاطر شخصية استثنائية تستشرف المستقبل وتتوقعه، بذهنية مَن يعرف حجم التحدي، ويتهيأ له، ولا يراه بعيداً. ومن حلم الفضاء -الذي سرعان ما أصبح واقعاً- إلى محطّات كثيرة، وملفات تنفيذية وتنموية وسياسات تعدت القطاع البنكي إلى تأسيس وإدارة جهاز الإمارات للاستثمار، ثم مجلس تنافسية…

قوتنا الإيجابية

الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٢

مجدّداً، يتجلّى الثّقل الدولي للإمارات باختيارها لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، في اعتراف عالمي جديد بقدرتها الهائلة كقوة إيجابية تعمل لصالح البشرية. 164 دولة تلتقي مطلع العام 2024 في بلادنا، إيماناً بأنها النموذج التنموي الأقدر على إثراء مستقبل العالم، ومن ثم المشاركة الحثيثة في تطوير نظامه التجاري، وإلهامه بحلول تتجاوز احتياجاته لتخدم مستقبله، في وقت مليء بتحديات صعبة بدأت مع الجائحة واستمرت مع أزمات جيوسياسية متعددة. مسوّغات متعددة وقفت وراء استضافة الإمارات لهذا المؤتمر وتولّيها زمام المبادرة في المناقشات التي ستجري لضمان حرية تجارة السلع والخدمات وفق قواعد واضحة قابلة للتنفيذ. لعلّ أبرز هذه المسوغات هو تاريخنا الطويل في تحفيز التجارة الدولية، والتزامنا المتجدد بحشد الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية وصياغة حلول اقتصادية مستدامة تصنع مستقبلاً واعداً للأجيال، بعدما حققنا إنجازات لافتة وعبرنا محطات بارزة، ليس أقلها نضوج نموذجنا الاقتصادي والقفزات النوعية التي حققها من حيث النمو والتنويع. أمر آخر تشير إليه استضافة المؤتمر - الذي يعتبر أحد أهم الأحداث في مسيرة منظمة التجارة العالمية الحديث- ، وهو مركزية الإمارات بالنسبة للتدفق الحر للسلع حول العالم، كونها جسراً حيوياً بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، قدم الكثير لحماية مستقبل التجارة العالمي. فقد دعمنا العديد من اتفاقيات تيسير التدفقات التجارية، ومنها اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة وممرات التجارة الافتراضية، وأنشأنا منصات متقدمة…

الطريق إلى «كوب 28»

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠٢٢

رسائل كثيرة ودلالات متعددة يشير إليها الحضور الإماراتي اللافت خلال «قمة المناخ» المنعقدة في مصر والزخم الذي صاحبه. لعلّ أبرزها: التمهيد عملياً لـ«كوب 28» الذي تستضيفه بلادنا العام المقبل، ويمثل اعترافاً عالمياً جديداً بنجاح نموذجنا التنموي الأكثر إلهاماً، خاصة فيما يتعلق بأجندة الاستدامة والعمل لمواجهة تداعيات تغير المناخ. أكثر من 70 جهة إماراتية شاركت في الفعاليات، ونجحت في إلقاء الضوء على الاستدامة «في منظورها الإماراتي» الذي يتجلى ضمن نهج شامل يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحد من تغير المناخ، وتعزيز التكيف معه، وفق رؤية قيادة رشيدة، تعمل للمستقبل وتقود أحلامنا وغاياتنا الكبرى نحوه باقتدار. فقبل نحو 51 عاماً، اتخذت بلادنا قرارها الاستراتيجي، ووضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتها الوطنية للنمو، لتحصد الأجيال الثمار سريعاً، وتتجه نحو الاستثمار في التقنيات والسياسات منخفضة الكربون، حيث ساهمت هذه الاستثمارات في تدعيم الاقتصاد، ومهدت الطريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن ذلك الزخم الإماراتي الكبير الذي صاحب «كوب 27» هو بمثابة «رسالة إماراتية قوية شديدة الوضوح» بضرورة أن يبحث له عن مسار آمن يحافظ من خلاله على مستقبله، ويتفادى الآثار المدمرة للتغيرات المناخية التي لم تعد شأناً يخص دولة بعينها أو منطقة دون أخرى. نتطلع لاستضافة العالم في عام 2023، حيث «كوب 28»، لنمضي بأجندة استدامته نحو آفاق أرحب،…

لماذا العربية؟

الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢

نظرة عميقة للمستقبل، تعكسها توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجميع المؤسسات التعليمية بالدولة، بما فيها الحكومية والخاصة، وفي المراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية لدى أبنائنا الطلبة. تنطلق هذه النظرة العميقة من إيمان إماراتي راسخ بأن المستقبل يبدأ من المدرسة، بينما «العربية» أداة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى الأجيال، لكونها لغة حياة وعلم وقيم، وهمزة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما لا يخفى على أحد أن الإحاطة بأسرار اللغة العربية تعني ببساطة شديدة المعرفة الصحيحة بديننا وتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم بأسره رسائل سلام وأمان، الأمر الذي يمثل جوهر رؤية الإمارات للمنطقة والعالم. قد يقول قائل: ومتى غابت اللغة العربية عن مدارسنا؟، وله نقول: بالطبع لم تغب.. لكننا مطالبون بتعزيز تطوير أساليب تدريسها، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنها، وترسيخ حبّها في نفوس أبنائنا كقيمة أصيلة، وإثبات أنها عالمية وحيوية. مطالبون بصياغة مسارات نوعية لتعزيز مكانتها في المدارس، وتمكين الطلبة من مهاراتها، وغرس قيمها وما تمتاز به من بلاغة وفنون أدبية راقية في نفوسهم، ذلك لأن التحدي الأكبر لأيّ لغة يتمثل في تبنّي الأجيال القادمة لها، وإجادة استخدامها والتمكّن منها. فخورون بأن قيادتنا الرشيدة تعمل لحفظ العنصر الأبلغ في ضميرنا الجمعي، والذي تمثله اللغة، التي بمعاني قوافيها طرّزنا أحلامنا، وبحروفها ومعانيها عرفنا…