حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

الإمارات في قلب المشهد الدولي

السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١

سطر جديد أضافته بلادنا أمس إلى قصتها في الطموح والتحدي، إثر فوزها المستحق بمقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة 2022 - 2023، في إنجاز جديد يؤكد أن استعدادنا لاستحقاقات المستقبل كان مدروساً وذكياً. 179 دولة منحت بلادنا صوتَها إيماناً بأن هذا النموذج التنموي قادر على إثراء مستقبل العالم، وصناعة فرص جديدة للسلام والاستقرار والأمن والرخاء، وتطوير حلول تتجاوز الاحتياجات لتخدم مستقبل البشرية كلها. دلالات كثيرة يشير إليها الحدث، أبرزها: الاحترام الدولي العميق الذي تحظى به الإمارات، والتقدير العالمي لدورها البارز ومساهماتها الجليلة من أجل رسالة الاستقرار والسلام التي اختارت لنفسها أن تؤديها. كما إن هذا التأييد العالمي الواسع يشير بجلاء إلى ثقة المجتمع الدولي برؤيتنا وتعايشنا وانفتاحنا وقيمنا الحضارية ورغبتنا الأكيدة في تعزيز تفاعلنا مع الشعوب في إطار من التسامح والتعايش والعمل معاً لعالم أفضل. بعضوية مجلس الأمن، نجني ثمار مصداقيتنا، مكانة دولية راسخة وسمعة طيبة لبلد فاعلٍ وقادر، وتزيد ثقتنا ببلادنا وقيادتنا، ويملؤنا طموح آخر متجدد بترسيخ بصمتنا في حركة التقدم الإنسانية في مرحلة أكثر قوّة وانفتاحاً وتنوعاً. وبعضوية الإمارات، فإن مجلس الأمن على موعد مع قوة دفع جديدة تمتلك بالأساس «روحاً اتحادية» توقن بأهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات، وتتكئ إلى إرث كبير من التنوع الثقافي يمنحها فهماً أعمق لأهمية تعزيز الحوار لحل النزاعات. ومع هذه العضوية، نستكمل رسالتنا…

«أبوظبي للكتاب».. الإبهار والتأثير

الإثنين ٢٤ مايو ٢٠٢١

المشاركات الكثيفة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حضورياً وافتراضياً، تعكس المدى الذي وصلت إليه «العملية الثقافية الشاملة» التي راهنت عليها الإمارات في مشروعها الحضاري، وتأثيرها الإقليمي والعالمي. فقد راهنت الإمارات على الثقافة مكوّناً أساسياً وجوهرياً لمشروعها التنموي، بمحتواه الإنساني والإبداعي، ورؤاه الشمولية التي تعتني بالفرد والمجتمع وجوداً وكرامةً وحقاً مشروعاً في الحياة، ما أتاح لها وضع القاعدة الأساسية لمجتمع المعرفة، حيث الإبداع صناعة وطنية والابتكار مشروع دولة. وما وسطية الإمارات وتعايشها وتسامحها وسلامها وانفتاحها واتزان رؤيتها وعقلانيّتها السياسيّة إلا نتاج «عملية ثقافية شاملة» لم يعد أثرها مقصوراً على الداخل فحسب، بل امتدّ ليشمل الإطار الإقليمي والدولي، مدفوعاً بقدرته على الإبهار والتأثير، الأمر الذي تعكسه مشاركة أكثر من 800 عارض من نحو 46 دولة في فعاليات المعرض. مع فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تسطر العاصمة صفحة جديدة في كتاب الحضارة الإنسانية، وتكشف عن أحد ملامح استراتيجيتها في التجسير الحضاري وصناعة الإبداع. وفي حضور مثقفي العالم، تحوّل أبوظبي تحدّيات النشر إلى فعل ثقافي مباشر يضمن استمرار زخم منصات الطباعة والنشر، ويتيح فرصاً حقيقية لمشروعات ثقافية متعاضدة ومؤهلة للتأثير في الوعي الاجتماعي والتنمية الجديدة في زمن «كورونا». وفي ظل تداعيات الجائحة على العالم.. تقول العاصمة للدنيا بأكملها: إن التعافي سمة الشعوب الحية، بينما الحركة الثقافية القوية هي الأساس في استعادة الزخم، ولا بد…

الإقامة الذهبية.. روح جديدة

الإثنين ١٠ مايو ٢٠٢١

روح إيجابية جديدة أضافتها «الإقامة الذهبية» لقطاعات كثيرة ببلادنا، منذ أن تم اعتمادها في العام 2019، كان لها دورها الفاعل في التأسيس لمجتمع «الخمسين»، في إطار مؤسسي متكامل. فلقد كان قرار اعتماد هذا النوع من الإقامة بمثابة فلسفة جديدة عززت سمعة الإمارات حاضنة عالمية للاستثمار والابتكار والموهبة، ورسخت مكانتها أرضاً للفرص وتحقيق الأحلام وجذب العقول، ووجهة للكفاءات والمستثمرين، وقبلةً لرواد الأعمال، لإتاحة الفرصة للجميع ليكونوا جزءاً من قصة نجاحها وتميزها. الأرقام المتوافرة تقول: إن عدد الدفعة الأولى فقط من مستحقي هذا النوع من الإقامة في الإمارات كان قد وصل إلى 6800 مستثمر، يبلغ إجمالي استثماراتهم نحو 100 مليار درهم، فضلاً عن أصحاب الكفاءات الاستثنائية في الطب والهندسة والعلوم وكافة الفنون، الذين أتيحت لهم الفرصة الحقيقية ليكونوا شركاء دائمين في مسيرة الدولة التنموية. هذا النوع من الإقامة يتجاوز بكثير المنافع الاقتصادية والاستثمارية، رغم أهميتها، ليشير بوضوح إلى عدة نقاط، أولاها: رؤيتنا وتعايشنا وانفتاحنا وقيمنا الحضارية ورغبتنا الأكيدة في تعزيز تفاعلنا مع الشعوب في إطار من التسامح والتعايش والعمل معاً لعالم أفضل. النقطة الثانية هي أن لدينا حكومة قادرة على أن تبعث، كل يوم، مكمناً جديداً من مكامن قوّتنا، لتزيد من جاذبية بلادنا، وتبث مزيداً من الثقة في استدامة عوامل نهضتها وتقدمها، واستمرارية تصدّرها مؤشرات التنمية، وتعزيز مكانتها حلماً لكل الشغوفين بالمستقبل.…

حمدان بن راشد.. رجلٌ من جيل الكبار

الخميس ٢٥ مارس ٢٠٢١

رحم الله فقيد الوطن الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، أحد رجالات الإمارات الأوفياء خُلقاً وسيرة وإنجازاً، وصاحب الخير الذي لا ينقطع في حضورٍ أو غياب. كان «رحمه الله» كبيراً من جيل الكبار الذين آمنوا بأن خدمة البلاد شرفٌ وفخرٌ، يتصدى لها الشرفاء والمخلصون بالعزم والعزيمة والإيثار والتواضع، فكانت له أدواره القيادية محلياً واتحادياً، ودعّمت جهوده النهضة الاقتصادية والتنموية التي عمّت الأنحاء في إماراتنا. سنحكي لقياداتنا الشابة بأن جهود حمدان بن راشد حوّلت الإمارات إلى مثالٍ عالمي في السياسة المالية السليمة، وأنه كان مهندس الإبداع في الإدارة المالية الحكومية، وأنه قدم واحدة من أفضل التجارب والأمثلة الأكثر غنى في فن إدارة الموارد المالية، وتوظيفها خير توظيف من أجل تحقيق التقدم والازدهار والرفاهية، بما انعكس على مؤسسات الدولة ومواطنيها ومقيميها على مدى خمسة عقود. كما لن ننسى أن نحكي عن أن إدارته كانت رمزاً للشفافية والاستقرار، وظلت أكبر الداعمين لدولة الاتحاد في تحقيق أهدافها التنموية والإنسانية، وتقديمها أنموذجاً يُحتذى به في تأسيس وتطور وتقدم وتفوق الدولة الحديثة. وكما كان الشيخ حمدان بن راشد كبيراً في إدارته الحكومية، كان أيضاً كبيراً في إنسانيته، الأمر الذي تشهد له به مئات المشاريع الخيرية التي أسهمت في النهوض بمجتمعات عدة في أفريقيا وآسيا، والذي يراجع سجلات «هيئة آل مكتوم الخيرية» يجد في طياتها الكثير من…

لماذا «الخمسين» ؟

الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١

هكذا درجت العادة هنا في بلادنا، نسمّي الأعوام بتسميات، ونخصص كلّ عام لقيمة أو مبدأ نعززه في نفوس أبنائنا، ونستنهض من خلاله الهمم، في ملمح من ملامح الإبداع بالعمل الحكومي في الإمارات. «عام الخمسين».. هكذا كانت التسمية هذه المرة، حيث النقطة المفصلية الكبرى في تاريخنا التي نودّع فيها 50 عاماً، ونستقبل 50 جديدة، ونرسل عبرها رسائل كثيرة إلى الداخل والخارج. أبرز هذه الرسائل أننا نقول لكل الإماراتيين: إن ما سيتمّ تحقيقه في الأعوام الخمسين المقبلة ينبغي ألا يقل عما تم تحقيقه في الخمسين الماضية في الإنجاز والقيمة والتأثير. في «عام الخمسين» نقول لأبنائنا: علينا مهمّة جديدة تتمثل في إعادة إحياء مهمّة الآباء المؤسسين في البناء والتنمية، وتحقيق قفزات جديدة نحو مستقبل مستدام، بنفس الروح، ونفس الإرادة، ونفس الهمة والعزم. وحين نطلب من الأجيال ذلك، نصبغ ملامح الخمسين الجديدة بملامح التأسيس، وكما كان معنا بالأمس قيادة لديها رؤية مستقبلية، فلدينا اليوم قيادة لها الرؤية نفسها، وتستمد من الآباء المؤسسين العزم نفسه على مواصلة تحقيق الإنجازات. وكما كان لدينا في الحقبة الماضية شعب خاض غمار التنمية تحت راية الاتحاد، فإن أبناء هذا الشعب لديهم الاستعداد نفسه لإنجازات كبرى تحت الراية نفسها، وقد رفرفت في الفضاء، ووصلت إلى المريخ، ووضعت بصمتها الحضارية في تاريخ البشرية. أما أبرز رسائل الخارج، فإن «عام الخمسين» يلقي…

«الأخوة الإنسانية».. يومٌ للإمارات

الخميس ٠٤ فبراير ٢٠٢١

كنت شاهد عيان على زيارة البابا فرنسيس للإمارات، وعايشت الأجواء التاريخية التي صاحبتها، ورأيت في عيون كل من كان على متن الطائرة البابوية ما نحظى به في الإمارات من تقدير دولي، جعل زعيماً روحياً عالمياً بوزن «الحبر الأعظم» يختار أبوظبي عاصمةً لـ «الأخوة الإنسانية». حينها، رصدْتُ أيضاً كيف كان الجميع يتشوّق إلى التفاصيل ويستقي الدلالات، ويتساءل عن كل ما فعلناه، حتى تكون بلادنا العربية المسلمة، وجهة للبابا، كي يرفع عليها مع شيخ الأزهر أغصانَ السلام والمحبة والأمل. وسرعان ما جاء اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، في اعتراف عالمي بـ«الرؤية الإماراتية» التي استثمرت في ثقافة التسامح والعيش المشترك، وبذلت في ذلك جهوداً حثيثة أثمرت تآخياً إنسانياً وانفتاحاً وتنوعاً ووسطية واعتدالاً، ليس لها دافع سوى المصلحة الوطنية وعافية هذه المنطقة والعالم، والتحصين ضد التطرف وضد كل من يتبناه مفهوماً ولغةً وسلوكاً. ومن هنا، ننظر إلى «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» بأنه يومٌ للإمارات، وشاهد على مصداقيتها ونجاح تجربتها التي استطاعت أن تحدث تحولات إيجابية وبنّاءة خدمت الإنسان والإنسانية ونالت احترام العالم. ننظر إلى يوم الأخوة الإنسانية كشاهد على «العبقرية الإماراتية» ووعيها المبكر للانفتاح على الآخر وقبوله، وعلى جذور التسامح في مجتمعنا، والسياسة المنفتحة والمتسامحة التي ننتهجها، باعتبارها مثالاً يحتذى به في ترسيخ قيم التعايش،…

اللقاح.. مشاهد ودلالات

الإثنين ١٨ يناير ٢٠٢١

دلالات عدة تعكسها مشاهد تسارُع عمليات التطعيم ضدّ «كوفيد - 19» في بلادنا، وتسجيلنا أعلى معدلات توزيع جرعات اللقاح، بعد أن زاد عددها على 1.7 مليون جرعة حتى يوم أمس. ولعل أبرز هذه الدلالات أنها كشفت عن مكامن قوّتنا في إدارة الأزمات، والإمكانات الاستثنائية التي تملكها منظومتنا الصحية، والوعي اللافت الذي يتمتع به المواطنون والمقيمون، الأمر الذي جعل الإمارات إحدى الدول الأكثر أماناً من الجائحة، بحسب التصنيفات العالمية. تشير هذه المشاهد بجلاء إلى قدرتنا في إدارة الأزمات، عبر دقة التخطيط والاستجابة الفاعلة، الأمر الذي بدا منذ اللحظات الأولى لتسجيل إصابات في الإمارات، خاصة مع تقدّمنا على دول مثل اليابان وألمانيا وكندا وهونغ كونغ في «كفاءة الحجر الصحي»، و«الكفاءة الحكومية»، إضافة لـ«كفاءة المراقبة والكشف»، والمتابعة النشطة التي حققت أعلى معدلات الفحص، قياساً بعدد السكان، وحصولنا على المركز الثاني عالمياً في «مؤشر التأهب للطوارئ» بعد الصين. واليوم، ومع تلك المشاهد تبدو، بوضوح شديد، مرتكزات القوة التي يستند إليها قطاعنا الصحي في مواجهة الفيروس، ضمن «الحملة الوطنية لتلقي اللقاح»، التي لم تفرق بين مواطن ومقيم، بينما اللقاح بالمجان واختياري، لتتجلى من جديد إمكاناتنا الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتكون لنا خصوصيتنا في السياسات والإجراءات. بقي القول: إن مشهد تلقي الوالد نخيرة الظاهري اللقاح، وهو ابن الـ97، وعدم انتظار وصوله إليه ضمن خدمات راقية تقدمها الإمارات…

في يومنا الوطني: نحن أقوى

الأربعاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٠

كثيرة هي بواعث الفخر التي يجيش بها الوجدان الإماراتي في ظل احتفالاتنا الوطنية، خاصة في هذا العام الذي شهد فيه العالم أزمة غير مسبوقة فرضها فيروس كورونا المستجد، بينما الأمر كان مختلفاً في الإمارات. فقد كان عاماً استثنائياً، كنا فيه مصدراً للتفاؤل والإيجابية، واختبرنا فيه قدرتنا على مواجهة التحديات، بل وحولنا هذه التحديات إلى فرص، بينما انطلق «الأمل» الإماراتي إلى المريخ، فيما تجلت شخصيتنا الشجاعة ففتحنا باباً واسعاً للسلام بقرار تاريخي. كان عاماً للوطن، بكل تفاصيله، طموحاته التي عانقت السماء، آماله التي لم تحدها حدود، طاقته التي عبَر بها تداعيات الجائحة، خبرته الثرية في مواجهة الصعاب، رؤيته لمستقبله، ورؤيته لمستقبل المنطقة والعالم. كان عاماً لقيادتنا المؤمنة بقدرات شعبها على الإنجاز، الشغوفة بالبناء، المشغولة بالتنمية، الواثقة بحاضرها ومستقبلها، والتي بفضلها تحولت بلادنا إلى فاعل رئيسي في المشهد الدولي، ومركز دولي للاقتصاد، وحلم لكل الطموحين الباحثين عن مستقبل أفضل وعيش كريم. قطعنا مسافات بعيدة في مؤشرات التنافسية، خاصة جودة الحياة، والسعادة، والأمن والأمان، وثقة الشعب بحكومته، والتكنولوجيا، والجاهزية للمستقبل، بينما اقتصادنا الأكثر استقراراً واحتواءً للأزمات، وجاذبيتنا الاستثمارية تتزايد، بينما نستعد للخمسين بعزم وإصرار. تذكرنا احتفالاتنا بيومنا الوطني الـ 49 بينما نستعد للأعوام الخمسين المقبلة، بإرهاصات ما قبل إعلان قيام الاتحاد، حيث صمم المؤسسون دولة المستقبل برؤية واحدة، وهو ما نعيشه اليوم حيث…

شهداؤنا

الإثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠

«الأمم الراقية» هي التي تعتز برموزها، وتحتفي بذكراهم، وتربي الأجيال على نهجهم، وتظل وفية لمبادئهم وتضحياتهم، وتستمد من بطولاتهم العزم والقوة والإصرار على الإنجاز.. هكذا يعلمنا التاريخ، وهكذا تفعل الإمارات حين تحتفي بشهدائها. فباحتفالنا بشهدائنا، نأخذ على أنفسنا العهد والميثاق بالوفاء لهم ولأبنائهم وذويهم وتضحياتهم وذكراهم، عرفاناً بما عاهدوا الوطن عليه، فكانوا عنواناً للمنعة، ونماذج مشرفة في البذل والعطاء، ومنارات تضيء دربنا نحو المستقبل. تتأكد أهمية الاحتفال بالشهداء، بينما نتهيأ لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني في بلادنا، يتصدرها «الاستعداد للأعوام الخمسين المقبلة»، لنتعلم منهم كيف يكون الانتماء للوطن أسمى الغايات، وكيف تكون التضحية من أجله، وكيف العمل على رفعته، وكيف نصنع ملاحم البطولة، وكيف ندافع عن ثوابتنا ومبادئنا واعتدالنا وحقّنا في الحياة والتنمية والسلام. مع استعدادنا لـ«الخمسين»، نتعلم من شهدائنا كيف تكون مسؤوليتنا التاريخية في الوقوف إلى جانب الحق والعدل وإرساء دعائم التنمية والأمن والاستقرار والسلام في ربوع المنطقة والعالم، وكيف الإيمان بأن التضحيات هي الطريق نحو تحقيق التطلعات، وبأن الشجاعة هي أقصر الطرق لمواجهة التحديات. مع استعدادنا لـ«الخمسين»، نستلهم من شهدائنا الأطهار القوة لنمضي بعزم لا يلين نحو مزيد من العمل وبذل أقصى الجهود لنحافظ على الإرث الذي تركه لنا الآباء المؤسسون، ولكي تبقى الإمارات رمزاً للوحدة والمنعة وعنواناً للخير ومنارة للتقدم. ستظل ذكرى شهدائنا حية في وجداننا،…

الاكتشافات النفطية

الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠

لن تكون الاكتشافات الجديدة التي أعلن عنها في أبوظبي أمس، الأخيرة في سجل الإنجازات الضخمة والقفزات الكبرى التي حققها ويحققها قطاعنا النفطي، والتي عززت أمن الطاقة، ورسخت مكانتنا مورداً عالمياً أساسياً وموثوقاً لأجود أنواع النفط الخام. نقول ذلك، ونحن نتابع بإعجاب شديد التوسع الكبير لنشاطات واستثمارات شركة بترول أبوظبي العملاقة «أدنوك»، والنقلة النوعية في مختلف أعمالها، والتي حققت قيمة مستدامة من مواردنا، بفضل متابعة قيادتنا الرشيدة، وتوجيهاتها المستمرة لضمان مستقبل أمثل للإمارات والإماراتيين.  استندت هذه النقلة النوعية، إلى ركائز صلبة، معتمدة في المقام الأول على الارتقاء بالأداء، وزيادة المرونة، وتعزيز الربحية في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ورفع الكفاءة التشغيلية لأصولها ومنشآتها، وزيادة طاقتها الإنتاجية، والمحافظة على ميزاتها التنافسية، ما زاد من الاكتشافات النفطية، وعزز العائد الاقتصادي والنشاط التجاري، ورسخ جاذبية أبوظبي مركزاً عالمياً متكاملاً للطاقة. وكمراقبين، نتوقع لـ«أدنوك» نجاحات استثنائية في ظل «الاستراتيجية المتكاملة 2030 للنمو الذكي» التي تنتهجها على نحو يعزز مكانتها محركاً رئيساً لاقتصاد وطني يحقق تنمية مستدامة، ويزيد قناعتنا بدورها المركزي والمحوري الذي تقوم به، بما تملكه من إمكانات وخبرات استطاعت من خلالها ترسيخ مكانة العاصمة، ومنحها جدارة مستحقة. بالاكتشافات الجديدة، نمنح قطاعنا النفطي موارد جديدة، ونشير بجلاء إلى قدرتنا على تطويره، ومن ثم استثمار عوائده، فضلاً عن استدامة موقعنا القيادي في أسواق الطاقة كأحد أبرز القوى…

المدرسة الرقمية: رؤيتنا رسالتنا

الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠

لم تكن «المدرسة الرقمية» التي أُعلن عنها مؤخراً، إلا رسالة جديدة من الإمارات بأن «كورونا» لن يعوق مشروعها الحضاري أو رسالتها التي تحملها للعالم، وأن مقتضيات الإغلاق التي فرضها في بعض دول العالم لن تثنيها عن القيام بواجباتها تجاه الإنسان أياً كان وأينما كان. وكما كان قدرنا أن نربط العالم ونكون محطته الرئيسة، فإن قدرنا أيضاً أن نكون شغوفين بصنع مستقبل أفضل له، يتخلل فيه النورُ آفاقَ الإنسان، ويسير به نحو دروب المعرفة، بمبادرات تتجاوز عوائق الزمان والمكان والجائحة. المبادرة هذه المرة جاءت عبر «نافذة التعليم» بإنشاء أول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومعتمدة، في إطار سلسلة من المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية والتعليمية والإنسانية التي دأبت بلادنا على إطلاقها منذ نشأتها، ولم تتوقف حتى في ظل الجائحة التي تضرب العالم. ولأن النهج الإنساني قيمة لا تستغني بلادنا عنها، فإن المدرسة تستهدف بالمقام الأول الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالمية، وبطريقة ذكية ومرنة. الإمارات، وعبر المبادرة الجديدة، تصنع من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا فرصة جديدة، تشرع من خلالها نوافذ المعرفة للعالم، وتضع التعليم في متناول الجميع. ربما لا يعلم كثيرون أن قطاع الطيران إبان مختلف الأزمات التي ألمت بالمنطقة لم يتوقف لحظة، وكان همزة الوصل الوحيدة بين المنطقة والعالم، ليعود اليوم بالقدر ذاته من الشجاعة والاستراتيجية،…

عمان منّا ونحن منهم

الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠

نتشارك مع سلطنة عُمان حدود الجغرافيا، وتجمعنا روابط الدم والنسب والقربى والعادات والتقاليد، وعلاقات اجتماعية وثقافية ضاربة في عمق التاريخ، لذلك، فإن «عُمان منا ونحن منهم». وكما نحتفي مع الأشقاء في السلطنة بيومهم الوطني، تحت هذا الشعار.. نحتفي أيضاً بعلاقات تُواصل تطورها في ظل إرادة سياسية مشتركة وإطار من المبادئ والأهداف والقيم، التي يجمعها نسيج واحد، وتحمل طموحاً مشتركاً لمستقبل مشرق يسوده الخير والنهضة والتنمية، في ظل تاريخ واحد، وترابط اجتماعي أصيل، ومصالح مشتركة، ورؤى متوافقة، لم تعكر صفوها التقلبات الإقليمية والدولية، ولم تخضع يوماً إلا لمعايير الأخوة الصادقة. كإماراتيين، ننظر إلى السلطنة بتقدير كبير، ونستذكر بكثير من الإجلال الراحل الكبير السلطان قابوس، الذي أسس دولة عصرية لها حضورها اللافت في ميادين التقدم والبناء والنهضة والرقي والنبل الإنساني. ونثق في أن السلطنة تنطلق من هذه الإنجازات لتمضي بخطى واثقة نحو تحقيق المزيد بقيادة طموحة وإرادة صلبة في ظل جلالة السلطان هيثم بن طارق، الذي يعمل لإضافة عناوين جديدة لرصيد السلطنة الحضاري وفق المبادئ العُمانية الأصيلة والثوابت الراسخة التي تتخذ من الحكمة مبدأً ومن الاعتدال قيمةً، ومن العمل لاستقرار المنطقة وشعوبها منهجاً، مع رغبة صادقة في إعلاء شأن الإنسانية وسلامها، وتكريس ثقافة نبذ النزاعات والصراعات. نحتفي مع سلطنة عُمان بيومها الوطني، ونرسل رسالة للجميع بأن علاقاتنا نموذج استثنائي، وروابطنا القوية متأصلة…