الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
ما لم نتصد للتحريض المذهبي والمناطقي بقوانين و أنظمة تعاقب مثيري الفتن الطائفية و الإقليمية و إلا سنبقى في دائرة الحوار الذي يتبخر عند أول محك. لا بد من إقرار قوانين صريحة تُجرم إثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو المناطقية. و الأهم أن يكون مبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات حقيقة على الأرض، تحميه قوانين صريحة وواضحة، فأن نتهم – مثلاً – من يطالب بالمساواة في الحقوق و في مشاريع التنمية أنه يحرض على الفتنة ونتجاهل من يحتكر المناصب والمزايا على فئته، من قريته أو قبيلته أو منطقته أو مذهبه، فإنما ننفخ في النار تحت الرماد. أو لكأننا نتهم من يبحث عن أبسط حقوقه في المشاركة الوطنية بإثارة الفتنة و نترك المذنب الحقيقي. وإذا كانت المسألة هكذا فلا داعي لإضاعة الوقت و الجهد في الدعوة لنبذ الطائفية و المناطقية و لنقل – صراحة – لكل من هو من خارج الطائفة أو الإقليم: كُل واحمد ربك! الصدق أننا بأمس الحاجة لسن قوانين تعاقب من يسلب الناس حقوقها و يقدم “الأقربون” على حساب المؤهلين وأهل الحق. هنا تهديد حقيقي لوحدة الأوطان واستقرارها! لا يهمني إن كنت تحبني أو لا تحبني لكن المهم ألا تستغل وظيفتك فتمنحني حق غيري لأنك تحبني أو تحرمني حقي لأنك تكرهني. في الوظيفة: احتفظ بمشاعر الحب والكره لنفسك.…
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢
من ضمن ما يُحسب لمسلسل «عمر» التليفزيوني تلك الإضاءات السريعة على الوجه الحضاري والإنساني المغيّب لديننا وتاريخنا. اقرأ هذه الأيام تعليقات على المسلسل وستجد في كثيرها إعجاباً بسماحة الدين في تعامل الصحابة الكرام مع المرأة ومع غير المسلمين في الجزيرة العربية وفي المناطق التي وصلها الفتح الإسلامي. ففي المشهد الذي يعاتب فيه الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– نفسه حينما أشار للنصرانية التي طلبت منه عوناً بأن تدخل الإسلام، ثم خشي الخليفة عمر أن يكون قد استغل حاجتها لدعوتها للإسلام مما قد يدخل في باب «الإكراه» في الدين وهو محرم، ما يعطي الدروس العظيمة في عظمة الإسلام وتسامحه. لماذا غُيبت هذه القصة عن تاريخنا الذي درسناه في المدارس والجامعات؟ وماذا عن قصة الصحابية الشفاء بنت عبدالله التي أوكل لها الخليفة عمر إدارة السوق ومراقبته؟ وماذا عن تعامل المسلمين الفاتحين مع نصارى الشام في حصار المسلمين لدمشق وانضمام عرب الشام، وهم على دين الروم، للقتال في صفوف المسلمين ضد الروم؟ بالتأكيد أن مسلسلاً تليفزيونياً مهما كلف إنتاجه لا يستطيع أن يكشف عن كل الوجوه الإنسانية العظيمة في تاريخ المسلمين أيام الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم) ومن تبعه من الصحابة الكرام. ولكن يبقى السؤال: من غيب هذا التراث العظيم من قصص حقيقية في التعامل الإنساني والحضاري مع المرأة في المجتمع…
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢
قاتل الله صراعاتنا السياسية كم أخرتنا كثيراً! انظر في خارطة العنف و التخلف الاقتصادي والفقر وكل مشكلات الدنيا تجد المسلمين اليوم في قلب التراجع. وتلك نتيجة طبيعية لإهمال التنمية وتقديم صراعات السياسة وألاعيبها. ولهذا تبقى أمنية أن تعقد قمم عربية أو إسلامية تدعم التضامن التنموي والعلمي بين المؤسسات العربية والإسلامية. يؤسفني أن أعترف بأن تلك أمنية «مثالية» وغير واقعية. فكيف يتحقق تضامن علمي وتنموي في ظل الصراعات السياسية والأزمات الداخلية في أغلب البلاد الإسلامية؟ وكيف يتفرغ للتنمية من شغله الشاغل كيف يحتكر المزيد من السلطة؟ لكن حقيقة العصر أن من يؤخر مشاريع التنمية لن يتقدم سياسياً. ومن شروط قوة الدولة خارجياً أن تكون قوية في الداخل. وكيف تكون الدولة قوية في الداخل إذا كان الاستبداد والفساد والفقر والبيروقراطية والعنصرية والطائفية وضعف التعليم أمراض متفاقمة تنخر في جسد الدولة؟ كيف ننتصر في الخارج إن كنا أصلاً مهزومين في الداخل؟ ولماذا كلما بحثنا عن نماذج نجاح تنموي في العالم الإسلامي قد لا نخرج عن تجربتي ماليزيا وتركيا؟ وإن كانت حساسيتنا عالية تجاه قراءة تجارب النجاح التنموي في أقصى الغرب أو أقصى الشرق، فلماذا لا نقرأ في تجارب النجاح القريبة منا لعلنا نتعلم أسرار النجاح ونأخذ بأسباب التفوق والتميز؟ المجتمعات التي تحقق لها «سلم أهلي» يضمن لها حرية حقيقية في التفكير والإبداع، مع…
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٢
لعلها تكهنات أكثر من كونها تسريبات تلك الأخبار التي تشير إلى إمكانية خروج قمة التضامن الإسلامي بتوصية تمنح بشار الأسد و عائلته و كبار مساعديه حصانة و ضماناً بالخروج الآمن من سوريا. تلك التوصية – إن صحت – ستزيد من عناد الديكتاتور و غطرسته. و بهذه التوصية، كأن العالم الإسلامي يقول لبشار: أنت بريء من دماء الآلاف من الأبرياء في سوريا. و فوق هذا نمنحك خروجاً آمناً أنت و رفاق الجريمة و لك كل المليارات التي أخرجت من سوريا و ما سيلحق بها! مثل هذه التوصية – إن تحققت – ستزيد من تعقيدات الحرب في سوريا وستعطي الإشارة الخطأ لبشار و جيشه. إنها ستصور العالم كله (على الأقل في عيون جيش بشار و شبيحته) كما لو كان في الموقف الأضعف. في هذه المرحلة الحرجة من عمر المقاومة في سوريا لن ينفع مع بشار سوى اللغة التي لا يفهم غيرها: القوة! فبدونها لن يتأثر و لن يبدأ عملياً في التصديق أن أيامه في سوريا معدودة. إن واحدة مما أُرتكب في سوريا من جرائم مرعبة بعلم و توجيهات بشار الأسد كفيلة بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية هذا إن أمهله القدر قبل أن يقتص منه السوريون. و إن خرج سالماً بعد كل هذه الجرائم المخيفة فتلك سابقة خطيرة في التاريخ الإنساني المعاصر. فكيف…
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢
أعرف شاباً سورياً يتواصل معي منذ زمن، يلح في كل حوار يجمعنا على أن نسبة الشباب المبدعين في سوريا تفوق التوقعات، لكنها – يقول- مكبوتة. اتفقت معه: لا إبداع من دون حرية، ولا إبداع في بيئة عنوانها العريض: الخوف! والخوف هنا يشمل كل شيء: الخوف من القمع ومن السجن ومن خسارة أي فرصة ومن كلام الناس ومن المجهول. يسألني: لماذا يبدع السوري خارج وطنه؟ وأرد عليه بسؤال مماثل: لماذا يبدع العربي خارج الوطن العربي؟ للنجاح أسبابه مثلما أن للفشل أسبابه. لكن حرية التفكير وكسر جدران الخوف داخل الإنسان تأتي على رأس القائمة. الحرية هي مفتاح الإبداع وطريق الإنجاز. حرية السؤال تقود لمزيد من الأسئلة، وفي السؤال حوافز للبحث والتقصي والنبش في المحاصر بالتابوهات والعيون اللوامة! لكنك لا تقوى على السؤال الحقيقي وأنت تخشى من تبعات السؤال. وفي البيئة التي ترسخت فيها ثقافة الرقابة يكون السؤال أحياناً جريمة، ويصبح الصمت حكمة. عرفت أطباء ومهندسين ومحاسبين عرباً نجحوا وتميزوا خارج العالم العربي. كثيرهم نجح وتميز ليس فقط لأنه وجد حاضنة ترعى إبداعه وتميزه ولكن -وهذا الأهم- لأنه أخيراً وجد بيئة ترحب بأسئلته وتحثه على الخروج من سجن الإجابات الجاهزة والمكررة. الإبداع يسود في الأجواء الضامنة لحرية الأسئلة وحرية التفكير وحرية الخروج من أسر المألوف والمعتاد. لن تقوم لأمة نهضة من دون حرية.…
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
لا أعرف ما الجديد الذي يمكن أن يأتي به الأخضر الإبراهيمي في مهمته الجديدة في سوريا مبعوثاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذه الخطوة لن تخدم سوى بشار الأسد إذ ستعطيه مزيداً من الوقت، بغطاء أممي، لقتل مزيد من المدنيين وتدمير مزيد من الأحياء والمدن السورية. ثمة ما يشبه الإجماع الدولي على أن الحل في سوريا لن يتحقق قبل أن يغادر بشار وزمرته السلطة. وإن لم يفعل فذلك يعني مزيداً من سفك الدماء وإطالة أمد الحرب. وفي غالب الأحوال فإن بشار لن يرحل من طوع نفسه. فلا الروس جادون في الضغط عليه ولا الإيرانيون مستعدون للتفريط فيه. والأهم أن بشار ودائرته الخاصة غير مقتنعين أصلاً بفكرة الرحيل. بل يرون أن العالم كله يتآمر عليهم لسلبهم “حقهم” -الذي لا جدال فيه– في حكم سوريا بالحديد والنار. إذن أي خيار بقي أمام الثوار في سوريا؟ ليس ثمة بدّ من تسليح الجيش الحر علناً والاستمرار في دعمه عسكرياً وسياسياً. والدليل على جدوى تسليح الجيش الحر هي الضربات النوعية المهمة التي تبناها الجيش الحر على مدى الأسابيع القليلة الماضية، التي أحدثت فارقاً نوعياً في تمكين الثوار من السيطرة على مدن وأرياف سورية كثيرة، وفي رفع الروح المعنوية لدى الثوار في كل مكان من سوريا. وقصة صمود الثوار في حي صلاح الدين بحلب تشكل وحدها…
الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٢
يبدو أن تويتر يعمل عندنا مثل المنشار، طالع نازل مؤامرات! فكما جاءوا ببرامج تسهل عليك شراء متابعين وهميين -من أجل الفشخرة- خرجوا علينا ببرنامج آخر يكشف من يشتري المتابعين الوهميين. من جهة يغرونك بالخطأ ومن جهة أخرى يفضحون سرك على الملأ! كل هذا يأتي في صميم المؤامرة الأمريكية الصهيونية الأنجلوسكسونية التي تهدف لخلق الفتنة بيننا لتقسيمنا وإضعافنا. فبعد أن قسّموا أوطاننا وخلقوا فتنة بين الجار وجاره العربي هاهم اليوم يخلقون فتنة جديدة بين رواد تويتر السعوديين! فقد انقسمنا في تويتر إلى فريقين: فريق يفحط ليل نهار؛ يحاور خصوم الفكر ويرتفع ضغطه في الرد على تهم المخالفين، ثم يظل يراوح في دائرة الأرقام الصغيرة من المتابعين. وفريق تتضاعف أعداد متابعيه فجأة كما لو أن كل “عطسة” تأتي لصاحبها بألف متابع! والآن انكشف المستور فصار بعضنا يخشى أن يكثر عدد متابعيه فجأة لكيلا يأتيه السؤال بغتة: الأخ شاري؟ أجيب مباشرة: لا يا خوي، غلطان. دور على “شاري” بعيداً عنا! لكنني صدقاً أستغرب من بعض أولئك الذين يٌقيمون الناس حسب مظاهرهم التي منها أعداد المتابعين على تويتر. بل إن البعض يشير إلى أرقام متابعي بعض الوعاظ على تويتر كدلالة أخرى على أهمية فكرهم وقوة حضورهم في المجتمع. ومن يستطيع إنكار هذه الحظوة التي ينالها بعض الدعاة والوعاظ في مجتمع تربى أبناؤه على الانجذاب…
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
مرة مشيت حول الحديقة مع صديق خليجي يعمل «وزيراً» في بلاده فسألني أحدهم مستغرباً: أليس هذا الوزير؟ ثم عبر مجدداً عن استغرابه: معقولة يمشي طبيعي حول الحديقة؟ سألته ساخراَ: و هل تريده أن يمارس رياضة المشي لابساً «بشت» المناسبات الرسمية؟ منصب الوزير، و من في مرتبته، أو أعلى أو أقل، إنما هي مناصب وظيفية، كلما ارتقى الموظف فيها زادت مسؤولياته. و كلما زادت مسؤولياته زادت توقعاتنا في تأهيله و قدراته على الإنجاز. و من يعمل صادقاً يقترب أكثر من الناس. فالعمل الجاد المقترن بالتواضع يرفع صاحبه في عيون و قلوب الناس. أما من يستعرض على الآخرين، بالمناصب أو الممتلكات، إنما يعبر عن نقص بداخله يريد – بوعي أو بدونه – أن يغطيه بالمظاهر والشكليات. والواثق من نفسه، وعقله، لا يغيره المنصب و لا كثرة الأموال. جلست و مشيت و سافرت كثيراً مع أصدقاء و معارف من فئة «معالي» و ما فوقها و أدركت أن التواضع من أسرار النجاح. فالتواضع الحقيقي – و ليس ذلك المصطنع – يعكس صدق صاحبه. صاحب المنصب الكبير الذي يمتاز بتواضعه و قربه من الناس يبقى قريباً من الناس بالمنصب أو بدونه. أما الغرور فإن نفع صاحبه يوماً فلابد أن يضره أشهراً و ربما سنين طويلة. و في المناصب العليا الإنجازات الحقيقية هي التي تبقى أما…
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٢
عاند القذافي، قبل بشار، المنطق والعقل فانتهى نهاية تليق به وبتاريخه الدموي. لا تجوز الشماتة في ميت لكن الحياة دروس وعبر. وكيف لا نقرأ في تجربة القذافي المليئة بالمتناقضات والجهالة والضياع؟ ولماذا يعاند بشار، و زمرته، المنطق والعقل؟ وكيف لبشار أن يحكم بلداً غالبية أهله يكرهونه وكل من حوله يبحث عن حبل نجاة؟ قبل فرار رئيس الوزراء، انشقاقات كبار وصغار الضباط باتت خبراً مألوفاً منذ أشهر. ما الذي ينتظره بشار؟ وأي عقلية تلك التي تصر على شعارها الجاهل: «بشار أو لا أحد»؟ ألم يكن ذلك منطق القذافي الأحمق: «يا أحكمكم يا أقتلكم»!؟ والحياة في كنف الديكتاتورية موت بطيء. وربك يمهل ولا يهمل. لقد انتصر الليبيون لأنفسهم من ظلم واستبداد سيطر على كل حراكهم على مدى أربعة عقود. فعلى ماذا يراهن بشار؟ أليس في نهاية القذافي أكبر عبرة لبشار وأمثاله من طغاة زماننا؟ أم أنه يراهن على الطائفة التي قد تتبرأ من جرائمه كما يسعى كبار ضباطه اليوم وهم يبحثون – مع الجيش الحر – عن أسلم الطرق للهرب والانشقاق؟ أم على روسيا التي تراقب بحذر إلى أين تتجه بوصلة الحراك الداخلي قبل أن تترك بشار خلفها وتفتح صفحة جديدة مع العالم العربي الجديد؟ أم أنه يراهن على إيران الغارقة في أزماتها الاقتصادية والمنشغلة بترقيع فضائحها الدولية؟ معقولة: ألا يرى بشار…
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢
ومن يستطيع فعلاً أن يعبر صراحة ومباشرة عن كل قناعاته وآرائه وهو يعيش في بيئة قامعة للفكر المختلف والرأي الجريء؟ أستغرب من بعض مثقفي “الإعلام الجديد” وناشطيه وهم يلومون مثقفين سوريين وفنانين لأنهم لم يقفوا مباشرة مع الثورة ضد نظام بشار القمعي من دون سؤال عن ظروفهم ومبرراتهم. ليس صحيحاً أن كل صامت على قمع “بشار”، من مثقفين وفنانين، إنما هم من فريق النظام الظالم. وحينما تتاح لهم فرصة “الهرب” من جحيم بشار جاء من يشكك: وما الذي أخّركم؟ ولو خرجنا قليلاً من التجربة السورية المؤلمة لوجدنا أيضاً بيننا من يستنكر على المثقف أو المفكر مواقفه أو مجاملاته أو صمته. وليت الأمر يتوقف عند الاستنكار ولكن يقفز البعض إلى نتائج قاطعة من مثل “لقد قبض ثمن صمته” أو “هو عميل” أو “خائن”! يا ساتر. طيب، ألا يمكن أن تكون قناعات هذا الإنسان على النقيض من قناعاتك؟ وإن كنت أنت ثائر على كل شيء حولك، لماذا تفرض في كل من حولك أن يكون على رأيك؟ وهل نحن نعيش في بيئة مثالية، ليس فيها رقابة رسمية ولا رقابة مجتمع أو رقابة “ناشط” متسلط يحكم على تاريخك من كلمة عابرة، أو يريد عمداً أن يفهمك بطريقته هو، حتى نفترض في هذا المثقف المسكين أن يكون حاملاً لسيف الصراحة والشعارات الكبرى حتى يرضيك ويرضي كل…
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢
فاتحة مذكراته جاءت كما يلي: «شكراً لحسادي وخصومي. أنتم من أسباب نجاحي. كلما فكرت بالتقاعس تذكرت أن ثمة من يترقب فشلي كي يحتفي وينتشي.وأنا قد أقسمت ألا أمنحكم فرصة للفرح!» للنجاح ضريبته. بل له أكثر من ضريبة. وفي مجتمعاتنا، حيث ينشغل كثير من الناس بالآخرين بدلاً من الانشغال بأنفسهم، يقضي البعض جل وقته يراقب الناس. ويشكك في إنجازات غيره. لكأنما نجاح الآخرين إعلان عن فشله. ثم يتحول هؤلاء إلى أعين تراقب كل ناجح حولهم ليس للاقتداء بالناجحين وإنما لحبك الأكاذيب من أجل التشكيك في نجاحات الناجحين. هؤلاء لا يفهمون أن نجاح غيرهم لا يعني بالضرورة فشلهم. كل ميسر لما خلق له. ولكل مجتهد نصيب. وكم من نشيط مجتهد صبور مات ولم يحالفه حظ. وكم من محظوظ أثمر صبره وجهده في تحقيق المبتغى. فلماذا يستفزك نجاح غيرك ويؤرقك؟ أم أن في ثقافتنا ما يؤجج المشاعر ضد الناجحين والمميزين؟ كم هو مرهق أن تكون ناجحاً في مجتمع يغار من الناجحين فيعبر عن غيرته بترويج الأكاذيب وتزوير الحكايات حول المميزين! وهكذا كان من ثقافتنا أن تخشى الأسرة على أبنائها الناجحين والمميزين من عيون الحاسدين. إننا مجتمعات تحارب – بوعي أو بدونه – كل ناجح في محيطها. ولدينا ألف طريقة نحارب بها النجاح تبدأ بـ«عين» الحسد ولا تنتهي عند الشك «الرسمي» في نوايا وأفكار…
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢
قرأت في «الوطن» أمس أن جهات عدلية وقضائية تدرس أفكاراً للقضاء على مشكلة تأخر المحاكم في البت في القضايا. سبب المشكلة الرئيسي هو في نقص كبير في الكوادر وتحديداً القضاة وكتاب العدل. ومع تقديري لحرص وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى على التأكد من توظيف القضاة وكتاب العدل المؤهلين إلا أن المسألة بحاجة للإسراع في إيجاد حلول عملية تسرع من إجراءات المحاكم. فالمحاكم اليوم من أكثر الجهات أهمية للمواطن وسرعة إنجاز المعاملات فيها لا بد أن تكون أولوية في الإصلاح الإداري الضروري. كثيراً ما أستغرب من تكدس المراجعين في بعض الأجهزة الحكومية والسبب عادة يرجع لقلة الموظفين الموجودين لخدمة المراجعين. أحياناً أعتقد أن المشكلة إدارية بالدرجة الأولى وليست نقصاً في الموظفين. إن رفع إنتاجية الموظف في الأجهزة الخدمية تحديداً قد تكون من الحلول العملية لمواجهة تكدس المعاملات وزحام المراجعين. وأحياناً تشاهد أكثر من كاونتر في بعض تلك الأجهزة لكن أغلبها مغلقة فيما المراجعون يتزاحمون حول موظف أو اثنين. في المطارات، على سبيل المثال، أستغرب كثيراً أن أرى صفوفاً طويلة أمام كاونتر الجوازات، تنتظر إجراءات ختم الجواز. ما الذي يمنع من تشغيل كل «الكاونترات» معاً في أوقات الذروة كما نرى في أكثر مطارات العالم؟ إن الإسراع في إنجاز معاملات الناس، في المرور والأحوال المدنية والمحاكم والجوازات، مسألة حيوية ليس فقط لتوفير الوقت…