الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
يذكر الكاتب الإنجليزي، كولن ويلسون، في كتابه "الإنسان وقواه الخفية"، أسطورة تدور حول قسيس يدعى ثيوفيلوس، رفض عرضاً قدم إليه ليكون أسقفاً بسبب خوفه من المسؤولية، ليقبل المنصب رجل آخر الذي ما إن استلم منصبه، حتى راح يعذب ثيوفيلوس أشد العذاب، إلى أن أشرف على الموت، فيتواصل معه يهودي عجوز شرير، استطاع أن يستحضر الشيطان، ويعرض على ثيوفيلوس إنكار عقيدته التى يؤمن بها، فينكر مريم ويسوع، اللذان قال عنهما الشيطان بأنهما يعذبانه وبمقابل ذلك يخلصه الشيطان مما هو فيه من عذاب. يوافق ثيوفيلوس على العرض، لتنقلب حظوظه، فيخلع منافسه ويصبح هو أسقفاً في مكانه. ولكنه بعد حين، بدأ يخاف من خلاصه الأبدي، فتاب وعاد الى إيمانه، وفي الأخير يحرق الشيطان. لن نذكر في هذا المقام، أولئك اللذين تعاقدوا مع الشيطان لأجل خلاصهم الفردي دون أن يلتفتوا للآخرين، فمصيرهم ومسألة بقائهم هي الأهم، وليموت، من يموت بعدهم، "أنا ومن بعدي الطوفان"، أمثال هؤلاء يحملون معهم دائماً مبررات قوية لأنفسهم يعتقدون أنها تكفي لبيع أرواحهم للشيطان. ولكن سنأتي على ذكر أولئك، الذين لا يهدد بقائهم أي خطر، بل يمتلكون كل شيء، ويتمتعون بكل متع الحياة، ورغم ذلك يلجأون الى التعاقد مع الشيطان، حتى أن الشيطان نفسه يستغرب من رغبتهم بالتحالف معه، فالشيطان، قد تعمد على مر العصور، بإيضاح طبيعته الشريرة، وأهدافه بنشر…
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لا داعي أن تشجعوا أبنائكم على القراءة، ففي بحث أجري في الغرب، من قبل الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو صندوق خيرى معني لزيادة الوعي لأهمية محو الأمية، لوحظ تصاعد مشاعر الإحراج من القراءة من قبل الأطفال والمراهقين، وتقول الدراسة أن خمس الأطفال والمراهقين، الذين أجريت لهم المقابلات، أفادوا أنهم يشعرون بالإحراج، إذا رآهم أصدقائهم وهم ممسكون بكتاب، كما أفادت الدراسة، أن 33% فقط من الشباب يعتبرون القراءة أمر عصري "كول" وتلك النسبة تنخفض إلى 14% وسط المراهقين في ما بين سن 14 و15 سنة. مما يعني أن عدد القراء في الأجيال الغربية الجديدة، آخذ في الانخفاض، وبذلك وبعد مضي عدة سنين، ستتشابه المجتمعات العربية والغربية في عدم قراءتها، وسنخرج نحن العرب من دائرة أمة لا تقرأ. غير أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، سواء عندنا أم عندهم، إذ أن الملاحظ حولنا وأينما وجهنا وجوهنا، هو ارتفاع نسبة قراء وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الذين يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، سواء وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، هم بعض من بقايا الجيل القديم، الذين ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الصوتية، أو كبار السن "الطيبين"، بينما الجيل الجديد، فأغلبه إن لم يكن جميعهم، لا يتبادلون الأحاديث مع بعضهم، وإنما يتواصلون، بالرسائل المكتوبة عبر أجهزتهم " بلاك بيري مسنجر، الواتس اب .. الخ". وهذا يعطينا…
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
إن كنت ترغب بمعرفة اسرار المجتمعات الخليجية، فأنصحك ان تكون أجنبياً ليوم واحد، وسينكشف لك غطائها. كن أجنبياً، بمعني الأوربي، او الأمريكي، تَخَفى وغير من طريقة مشيك، ولكنتك، وادعي انك اجنبياً لترى العجب، كن أجنبياً حتى تسوق منتجاتك، ويقتنع بك أصحاب الشركات، كن أجنبياً، واضرب موعداً لتقديم فكرة جديدة، لأكبر الشركات في اي دولة خليجية، مع نسبة تسع وتسعون بالمائة لقبولها، وتنفيذها على الفور، مع حفظ حقوقك طبعاً، كن أجنبياً، وتوظف بسرعة البرق في القطاع الخاص، وتمتع ببدل استيقاظك، وبدل زحمة الصباح، وبدل حرارة الجو، ولا تستغرب ان منحت بدل لتنفسك. كن أجنبياً وأعمل مستشاراً في مجال غير مجالك، وكن أجنبياً، وستجد ان بعض المحلات التجارية تبيعك سلعها، بأسعار أقل من المعتاد، وحتماً ستفوز بالجائزة الكبرى، المرصودة للحملات الترويجية، كن أجنبياً وسيقربك ويثق بك المواطنون ويطلعوك على أسرارهم، فأنت "حتة أجني" لن تنقل اسرارهم الى شخص يعرفهم، وستحتفظ بها لنفسك، واذا حدث وألفت كتاباً عن اسرارهم بعد عودتك الى وطنك، سيكتفون بالتعبير عن صدمتهم فيك. كن أجنبياً، وستكشف الكثير من المنقبات نقابهن أمامك، فأنت مجرد أجنبي ولست رجلاً، ولا يشملك غطاء الوجه. كن أجنبياً، وسيحاول الجميع ان يثبت لك انهم مختلفون على أبناء جلدتهم، وربما تقبل احدهم فكرة ما منك، لمجرد ان يثبت لك بأنه ذو عقلية منفتحة، ويتقبل الأخر.…
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٣
لم يستطع أحد أصدقائي، بعد مشاهدة فيلم "جانغو متحرر"، إلا أن يتمنى أن يظهر من بين الفنانين العرب، مخرجا بقدرات ترانتينو، ليشفي غليلنا بفيلم ننتقم فيه من كل أعدائنا، الذين لا يتوانون في كل يوم عن إقصائنا وظلمنا. ثمة غضب كبير، يقبع في أعماق الشعوب التى مورس عليها الظلم في فترة ما في التاريخ، حيث ما يزال هذا الغضب يدفعهم إلى التمنى برجوع الزمن إلى الوراء للانتقام من الذين ظلموهم، بأعنف الطرق الممكنة، رغم أنهم ينتقدون وبشدة، العنف الذي وقع عليهم، ويصمون من مارسه ضدهم، باللاإنسانية، وبالوحوش عديمي المشاعر. ولعل كوينتين ترانتينو، استطاع ببراعته المعتادة، التقاط هذا الجانب من شعور الغضب، وتلك الرغبة الملحة للانتقام، وترجمها في فيلميه الآخرين " أوغاد شائنون" (أفضّل هذه الترجمة) و"دْجانغو" الدال صامتة، كما يطيب للممثل جيمي فوكس الذي أدى شخصية "جانغو" أن يكررها في الفيلم. لكوينتين أسلوب خاص في الإخراج، وكل من يشاهد أفلامه وإن لم يكن على دارية باسم المخرج، فإن طريقة إخراج الفيلم، ستشي وبشكل صارخ باسم ترانتينو، كما أنه يحب ان يظهر في مشهد بسيط جداً في أغلب أفلامه. ترانتينو، هو الوحيد الذي استطاع أن يغتال هتلر بل ويحرقه، وينتقم لكل اليهود على ما فعله بهم، ولم يقتصر على إحراقه فقط، وإنما تلاعب بكامل القيادة النازية، ودفعنا للضحك عليهم، والاغتباط بموتهم…
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣
من منكم يستطيع أن ينورنا متى أصبحت كرة القدم بمثابة حياة أو موت؟ ومتى اختزلت الوطنية في لعبة الكرة؟ في أي لحظة تاريخية تحولت كرة القدم إلى مناسبة للفوضى والكره والسب والاختلاف وزرع الفتن بين الأشقاء. يشعر الكثير من الخليجيين هذه الأيام بالاستياء على ما يحدث في دورة كأس الخليج، ليس بسبب المستوى الفني للمنتخبات ولكن في ما يحدث فيها من تعليق أثناء المباريات، وما تتبعه بعدها من حرب كلامية سخيفة في برامج التحليل الرياضي والفتن المقصودة وغير المقصودة التي تزرع في الجماهير. الغاية من بطولة كأس الخليج في انطلاقتها الأولى في مملكة البحرين العام 1970، كانت في المساهمة في تعزيز التعاون والروابط الأخوية بين الأشقاء، وكم شدوْنا جمعينا، في فترات انعقادها وبصوت واحد مفعم بالحب والإخلاص «أنا الخليجي .. خليجنا واحد.» وكم كنا نفرح ونشجع كل نجوم البطولة، بغض النظر عن البلد الذي ينتمون إليه، وطبعاً كنا نصاب بخيبة أمل، عند خسارة منتخبنا، ولكننا أبداً لم نكره المنتخب الفائز، ولم نتمن زوال كل من ينتمي إليه، أو نعتبر كل مواطنيه أعداء لنا، غايتهم تدميرنا، ومحونا من على خارطة العالم. لم نصب أبداً جل وطنيتنا في مجموعة لاعبين يتنافسون على لقب غال على قلوبنا، ولكنه بالأخير لقب رياضي لا نسبغ عليه ألقاباً أكبر من حجمه. أما اليوم فكأس الخليج باتت…
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣
" بما ان اشباع الجوع هي غريزة اساسية لأجل البقاء، اذاً والدك اشبع جوعه ليعيش، ويتمكن من إثبات ذاته، وسيلته كانت الطعام وغايته هو تحقيق أهدافه، ولم يكن العكس، الوسيلة هنا مشروعة والغاية نبيلة، فعليك ان تفخري به" كانت تلك الكلمات موجهة للطفلة الصغيرة، المحتارة، بين ما تراه وتستوعبه بعقلها الصغير، وبين ما قيل لها كحقيقة قد تفهمها في يومٍ ما،عندما تكبر. وقفت اليتيمة، تقرأ امام زميلاتها في اسبوعها الأول في المدرسة، " أحداث الصيف" وقالت فيما قالت:أبي كان رجلاً محباً ومعطاءً، وكان رجلاً حكيماً، يكثر من نصحي، لأتعرف من خلاله على الحياة فأتجنب الوقوع في الخطأ. كان دائماً ما يردد على مسامعي " أن الإنسان يأكل ليعيش، ولا يعيش ليأكل" ثم يتبع حكمته " على الإنسان ان يعيش من اجل تحقيق ذاته " وكنت أسئله عن كيفية تحقيق الذات، ليشرح لي ان يصبح الإنسان عضواً فعالاً في المجتمع ويسعى الى المساهمة الإيجابية في بناءه، وكنت انظر اليه فارغة فاهي لعدم استعابي، فيربت على كتفي ويمضى شارحاً، العمل طريقة مثلى في المساهمة في تطور المجتمع، والإخلاص فيه مطلب أساسي لتحقيق أهدافه، كلنا شركاء في بناء مجتمعاتنا، مهما صغر نوع العمل الذي نؤديه، اسهاماتنا تقاس بحسب قدراتنا، لا بحجم العمل ذاته، لذلك يمنحنا العمل لذة تحقيق الذات. كان أبي، يعلمني ان…
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢
ثمة الكثير من الذين لا يعرفون دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يصدقون ما يسمعون عنها، ويعتبرون الحكايات التي تحاك حولها ضرباً من الخيال، وهم غير ملومين، فالواقع الذي يعيشون فيه، يأبى استيعاب وتصديق الإنجازات التي يعلن عنها من حين لآخر. حدثني صديق بعد عودته من مدينة ميونيخ الألمانية، حيث سافر مع شقيقه كمرافقين لوالدهما المبتعث للعلاج عن التجربة التي مروا بها. تبدأ الحكاية بوصولهم إلى مطار ميونيخ، حيث كان في استقبالهم سائق من قبل السفارة، وفي طريقهم إلى الفندق أجاب السائق عن جميع أسئلتهم المتعلقة بالمدينة، كما أطلعهم على موعد زيارة البرفيسور المعالج. اتصلت به موظفة من السفارة فور وصولهم الفندق لتطمئن، ولتعلمهم بأنها المسؤولة عن ملف والدهم، وأن على أحدهم مراجعة السفارة لإنهاء الإجراءات واستلام مبلغ مالي يصرف لهم أسبوعياً. في يوم موعد البرفيسور أوصلهم سائق السفارة إلى المستشفى، وسلمهم هناك إلى مترجم عينته السفارة، وظل الأمر كذلك إلى أن تحدد موعد العملية التي تمت بحمدالله بنجاح. أخبرني محدثي أنه وفي إحدى المرات التي جاء فيها سائق السفارة لتوصيلهم إلى المستشفى سأله مدير الفندق عن ضيوفه من يكونون؟ وإن كانوا ينتمون للعائلة الحاكمة لدولة الإمارات، حتى يحظوا بكل هذا الاهتمام، فصدمه السائق بأنهم أناس عاديون. ويظهر أن المدير لم يصدق، ودفعه فضوله إلى سؤال صديقي بنفسه، فصدق على معلومات…
السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢
التاريخ:22/12/2012 العنوان: قصر الرئاسة، دمشق- سوريا لعناية: السيد/ بشار الأسد الموضوع: دعوة للمشاركة في لعبة المنطق لندخل في لب الموضوع مباشرةً، فلا سلام لك، وانت أدرى لماذا؟ نعم صحيح انت لم تعد تستحق السلام أو التحية، وكما لاحظت بنفسك من خلال معاملة العالم ومخاطبتهم لك، انه لا يوجد لقب فخامة الرئيس، يسبق إسمك، ولا دعاء حفظه الله يتبعه. وكما ستلمس بنفسك أيضاً في هذه الدعوة، ان عصر بروتوكلات الخطابة معك انتهى، ولذلك ربما ستجد لغة هذه الدعوة غريبة عليك بعض الشيء، لكننا ننصحك ان تتعود عليها، لأنك بصدد سماعها وقرأتها كثيراً، في الأيام القادمة. بشار، يوجد الكثرون بيننا يتساؤلون، ان كنت تشاهد الأخبار أم لا؟ فإذا كانت الإجابة، نعم، فرجاءً شاهد الأخبار باللغة العربية، فمهما كانت اللغة التى تعتقد انك تتحدثها وتفهمها جيداً، وتصر على مشاهدة الأخبار بها، لا توصل لك الحقيقة، أو ربما ببساطة انت تخدع نفسك عندما تعتقد انك تفهمها، اللغة الفارسية، لغة عريقة ضاربة في جذور التاريخ، وتحتاج لسنوات حتى تتقنها، ولو سمحت لا تتفلسف وتشاهد القناة الروسية، فإنك لن تفهمها هي الأخرى. شاهد قناة العربية أم قناة الجزيرة، ونصيحة أخرى، اذا شاهدت في هاتان القناتان، أمين عام، ذلك الحزب القريب منك، وهو يلقي، احدى خطاباته الرنانة، الفارغة، والعارية من اية منطق، لا تتحمس وتصر على ما…
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٢
يحكى ان كانت هناك عائلة صغيرة، تتكون من جدة، وإبنتها، وحفيدتها "ليلي ذات الرداء الأحمر"، تعيش في وئام وسعادة، الى ان قررت أم ليلى ان تسيطر على كل شيء، وتكوش على ثروة العائلة، فعزلت الجدة، واسكنتها في كوخ منعزل في أعماق الغابة، وأغلقت عليها الباب، وجعلت للباب قفل، به أرقام سرية، وأطلقت إشاعة مغرضة مفادها، ان الذئب الطيب الضعيف، هو وحش في حقيقته، ذو أنياب قاطعة، ومخالب حادة، ويحب أكل الفتيات الصغيرات. كانت ليلى فتاة مطيعة، تنفذ كل ما يطلب منها، دون مناقشة، لذلك لم تناقش أمها، حينما كانت تأمرها بتوصيل سلة الطعام الى جدتها. رغم انها كانت تستغرب التناقض من أمها، فهي ما فتأت تحذرها من الذئب الشرير، الذي يتربص بالفتيات الصغيرات، وفي ذات الوقت تتركها تأخذ الطعام لوحدها الى جدتها، برغم إحتمال مقابلة الذئب وجهاً لوجه. كانت تعليمات الأم لليلى ذات الرداء الأحمر، بسيطة، طبعاً الوحيدة التى أأتمنتها الأم، على الأرقام السرية لفتح باب الكوخ، كانت ليلى ولقد وصتها أمها، وكررت عليها مراراً وتكراراً ان لا تفشي سر الأرقام لكائن من كان، التعليمات كانت كالأتي: - تفتحين باب الكوخ بهدوء، وتضعين سلة الطعام عند الباب، دون ان تدخلي الى الداخل، ثم تعودين أدراجك بسرعة - ممنوع منعاً باتاً ان تتحدثي مع جدتك - اذا صادفتي الذئب فهربي بأقصى…
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢
بالنسبة للشركات العاملة في الدول الخليجية، لماذا لا تبادر بالمساهمة الإجتماعية " المسؤولية الإجتماعية" في تلك الدول؟ لم نسمع أو نقرأ يوماً مبادرة ببناء مدرسة أو حديقة عامة، او مساهمة حتى في كسوة العيد من الشركات الكبيرة المتخمة بالفلوس. نلمس قصوراً شديداً من جانب الشركات التجارية، والمصانع العاملة في الدول الخليجية، سواء منها الأجنبية ام الوطنية، من ناحية المساهمة الإجتماعية. لن نردد هنا اونمَن عليهم بأنهم يعملون في بيئة خالية من الضرائب، ويجنون الملايين بل المليارات من تجارتهم، وكل تلك الأرباح لهم لوحدهم، ليبارك الله لهم فيها، وهنيئاً لهم، ولكن ألا يستحون؟؟؟ أو حتى يشعرون بقليل من الحياء، ألا يتبادر الى اذهانهم أحياناً وهم يرتعون في ربوع هذه الدول وينعمون بكل هذا الأمن والأمان، على انفسهم واموالهم وعائلاتهم، انه ربما، أقول ربما حان الوقت لرد جزء ولو بسيط من الجميل لهذه المجتمعات التى احتضنتهم، وسهلت لهم أمورهم. نعلم ان جاوبهم المعتاد هو: هذا نتيجة كدحنا، واجتهادنا، وعقليتنا الفذة في ادارة اعمالنا، وانتم تحصدون منا الرسوم العالية ما ظهر منها وما بطن. ونحن نرد ونعلمهم، بأننا ندرك ذلك، كما ندرك ايضاً ان رسومنا ما ظهر منها وما بطن لا تصل حتى ما نسبته خمسة بالمئة من مجمل ارباحهم. كما اننا لا نطلب منهم، ولا نطالبهم بالمساهمة في بناء البنية التحيتية لبلداننا،…
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٢
ذكرت غولدا مائير رئيس وزراء حكومة إسرائيل 1969 الى 1974 مرة " إن العرب لا يحسب لهم حساباً حتى يتعلموا كيف يصطفون في الدور عند انتظار الحافلة" ونحن بدورنا نبشرها، بأنه لا داعي لشعبها ان يحسب لنا حساباً، فنحن ما زلنا لم نتعلم كيف نصطف في الدور، بل نكره النظام، ونعشق الفوضى. مازلنا بعدين جداً من الإنتظام في أي أمر، ما ان ننتهى من مسببات الفوضى لدينا، حتى نخترع علل اخرى لإحيائها، طمئني شعبك يا بنت مائير، وشجعيهم ان يمضوا فيما هم ماضون فيه، فنحن بعيدين جداً من ان تحسبوا لنا حساب، نحن للأن لم نستوعب ان لنا عدو واحد مشترك علينا مواجهته متحدين، فاخترنا الإنقسام، لتضيع جهودنا ما بين الضفة والقطاع. نحن بتنا علماء في الفوضى، نتفنن في إختراع معاني جديدة لها ، وكل انواع الفوضى جربناها بلا استثناء، وان كنتي تعتقدين ان الفوضى في طوابير الحافلات وامام افران الخبز، هي علتنا، فأنت مخطئة، نحن فوضيون في علاقتنا بأسرنا، بجيراننا، بشوارعنا، نحن فوضويون حتى في أكلنا، وفي صحتنا، نحن فوضيون في قرائتنا وانتقائنا للأفلام، وفي تمثيلنا وأغانينا، نحن فوضيون حتى في مياعتنا، ومن زود محبتنا للفوضى، أقحمناها في ثقافتنا، فصرنا نختلف على ما هو واضح، نحن فوضويون في تسوقنا، وفي احاديثنا الجانبية، نحن فوضويون لدرجة الإدمان، وحتى في إدماننا…
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢
ثمة مؤامرة كبرى تحاك في العالم ضد المنتجات الصينية، فالدول الصناعية الكبرى وبعد ان أدركت ان الصناعات الصينية يصعب منافستها، وذلك لتوافرها ورخص أسعارها، رغم عدم كفائتها، تنحت جانباً، وأفسحت المجال للصناعات الصينية لتغرق الأسواق، ولا يعد ذلك استسلاماً منها بقدر ما هي مؤامرة كبرى مدروسة، غرضها كشف الصناعة الصينية الركيكة على حقيقتها. هو تراجع تكتيكي، فهي متأكدة ان المستهلك مهما كانت درجة إهتمامه بالجودة، فإنه في الأخير سوف يتخلى عن كل ما صنع في الصين بعد اكتشافه بالتجربة بأنها صناعة واهية مزيفة " تقليد في تقليد". المنتجات الصينية مع احترامي لها، لا يُعتمد عليها، فكرتها تقوم على البهرجة التى تجذب العيون، أو على تقليد صورة طبق الأصل للشكل الخارجي لمنتج موجود، بمواد رخيصة ركيكة، لا تصمد مع الزمن، هي كالطبل صوتها عالي لكن من دون أية محتوى. وهاهم أولئك الذين، بهرجوا خطابهم الإنتخابي، بشعارات العدالة والحرية، وبشعارات الديمقراطية، وأعلنوا بأنهم سيقضون على الدكتاتورية للأبد، وانهم سيشركون الجميع في صنع القرار، وعلا صوتهم، فوصل للقاصي والداني، واغرقوا السياسة بشعاراتهم، فأعادوا تعريف فن الإنتخابات، وعلموا مخالفينهم درساً في استلاب عقول الشعوب، هاهم بدؤا يثبتون لنا بأنهم ما هم سوى منتج ركيك. منتج لا جودة له، بل عاطل، لا ينفع حتى للإستعمال الواحد، تكتشف عند اقتنائك له انه يحتاج الى طاقة تشغيلية…