الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤
تحظى الانتخابات الرئاسية الأميركية بزخم من المتابعات والتوقعات والتحليلات من مختلف جهات العالم، لأنها المؤثرة على من سيدير «البيت الأبيض»، مقر الرئيس الأميركي في واشنطن، الذي تحول بفضل ذاك الحريق القديم من اللون الرمادي إلى الأبيض، ثم ترسخ كواقع سياسي يعني إدارة شؤون بلدان كثيرة في العالم كون أميركا قوة عظمى أو كما أصبحت قطباً عالمياً وحيداً. طالما كانت المعركة الانتخابية الأميركية بين شعاري الحزبين العتيدين، الفيل والحمار، والتي لها قصة قديمة تزيد على القرن ضمن السباقات الماراثونية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن، وبعيداً عن مصطلحي «صناعة الانتخابات»، و«صنع الرئيس» المستخدم في أميركا بالذات، يغيب سؤال عن المتابعين غير المتخصصين، والذين يعتبرون الانتخابات الأميركية بمثابة مباراة محتدمة الوطيس، وانحيازهم لأحد المرشحين من دون معرفة حتى برنامجه الانتخابي، من الذي يقرر فوز الرئيس الأميركي، هل هم أفراد الشعب؟ أم أن هناك مؤسسات مختلفة ومتعددة في المجتمع الأميركي هي التي تقود مثل تلك الحملات بطريقة غير مرئية لتشكل في النهاية رأي أغلبية ستنتخب المرشح الذي يأملون فيه خدمة مصالح أميركا العليا، وإبقاءها سيدة العالم، والقوة العظمى فيه؟ شخصياً أميل إلى عمل تلك المؤسسات التي لها طابع التفكير الأيديولوجي، والدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتعمقة، والتي تعمل كحكومة ظل متوارية عن الأنظار، غير أن تأثيرها في نسيج المجتمع الأميركي كبير، خاصة وأن المجتمع الأميركي…
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤
يتقارب تاريخ وفاة الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بيوم، وانتخاب المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة رئيساً للدولة في يوم، وسم بتسميته يوم العَلم، وتلك وصية من المؤسس ومن خلفه بأن يكون هذا العلم الذي وحّدنا قطباً ومنارة نهتدي بها على الدوام، ونحتفي به كل عام. ولأنه من أجل كل شيء جميل في بلادي، ومن أجل تلك الراية التي لم تسع إلا في الخير، ولم تسلك إلا للخير، عوناً للصديق وسنداً للأخ، وخيراً عميماً ومغدقاً على الجميع ممن نتشارك معهم تلك الروح الإنسانية الغالية، بشارتنا التسامح، ورسالتنا المحبة، نقف في الثالث من نوفمبر كل عام صغيراً وكبيراً، قريباً وبعيداً نحيي العلم في يوم العلم، لأنه يستحق الكثير، ويستحق تذكر الرحمة على كل من شارك في البناء والتأسيس، وصياغة ألوان علمنا بفخر وشرف وصدق ووطنية، ونقف من أجل رئيس دولتنا «أبو خالد» فخر الرجال وعزهم وعزوتهم، رمز الخير والعطاء والسماحة وقبلتهم، ولأخوانه نخوة الدار، عن يمينه، وعلى الشمال، هم سيف وغمد، عين تغفو، وعين تحرس، وهم أجنحة الأحرار، بهم حلّقنا بعيداً في العالم، وهم رواسي الجبال بهم ذهبنا عميقاً في الوطن، ومن أجل أهل الدار، هم عمادها، وهم ذخرها، وهم المرتجى من كل شيء، والمؤمل في كل شيء، بهم ومعهم سيكون الغد أجمل، والوطن أكبر، والخطى المرسومة بختم زايد المؤسس،…
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤
- أعتقد جازماً أن اختراع «السيستم»، وتيسير دخوله في حياتنا العملية، كان يراد به التسهيل، وتوفير وقت وجهد الناس، والاندماج في منظومة الحياة العصرية بعيداً عن التعقيد الإنساني وصعوبة اشتراطاته، والبيروقراطية التي خلقها الموظفون المتكلسون، وما تجرّ وراءها من محسوبية ورشوة. - البعض من المتضررين من السيستم صار يرمي كل الأخطاء على السيستم، والأعطال المفاجئة في السيستم، وعدم رضا الناس عن بعض المعاملات بسبب السيستم وطريقته الجافة، وعدم فهمه للظروف الإنسانية، كل ما يعترف به هو فقط أن تكون كل الخانات معبأة بالطريقة التي يفهم ترجمتها. - اليوم لا شك هناك فراغ غير ممتلئ بين التطبيق القديم، وتطبيقات السيستم الرقمي أو الآلي، وهو أن الإنسان أحياناً بحاجة إلى التعامل مع الإنسان، يعني أخذ وعطاء أو صدّ وردّ، وأن السيستم كثيراً ما يغيظ المتعاملين الذين نَفَسهم قصير أو من متقلبي المزاج، يعني بالمحلية، مرات المراجع يريد أن يتفاتن أو يتعارك مع موظف مختبئ خلف زجاج سميك. - البنك يسحب من بطاقتك ثلاث مرات، ونفس المبلغ، بدون حتى رسالة نصية كالعادة، فتشك في الموضوع، خاصة والآن هناك سرقات عابرة للقارات ومن خارج المياه الإقليمية، فتتصل لتفهم، لكنك تجد الموظف الآلي أو يحيلونك للدخول على التطبيق الرقمي، فلا تجد جواباً شافياً، وليس هناك شرح مفصل عند السيستم، فتسمع نصيحة طلب المساعدة من أحد…
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤
ليس من شيء أثقل على صدر الإنسان، ومدعاة لحريق ماء العين مثل رؤية شخص ودعته الأضواء، وتناسل عنه الأصدقاء، وتنكر له المعارف، ونسيه من كان يقصده في عزه ومركز عمله، وهو اليوم وحيدٌ في تقاعده يحاول أن يتعثر في أي شيء ليعمله، ويمضي وقته بطيئاً ودون فائدة يعدها، يحاول أن يتصالح مع الأمراض التي خلفها القعود وخريف العمر، تماماً مثل مشاهدة شخص كان في يوم ما فارساً وخيّالاً من خيالي القبيلة، ينتخي إذا ما حزّت الحزّة، وسمع الصائح، وهو اليوم في الزمن الجديد يعمل حارساً لمدرسة ابتدائية تضيق به أسوارها وتصرفات العود الأخضر من الجيل الجديد، أو أن ترى عجوزاً كانت في صباها تزاحي الحجر، تعمل كل نهارها في البيت والنخل، وفي المساء تحمل على رأسها «قلالتين جت» مضحى لدبشها، وطفلاً على خاصرتها، تمشي من مطلع الهملة حتى المعترض، تُرَوّي من الفلج، وتصل إلى بيتها لتعد عشاءها، تتذكرها اليوم وهي في وحدتها وقد تناثر أبناؤها، ولم يتبق لها إلا خادمة إندونيسية تحاضيها وتراعيها، وتذكّرها بدوائها!. إذا كان النسيان والجحود يثقلان القلب، فكيف بالعقوق والنكران؟ مثل ذلك الشايب المرمي في دار العجزة، يعاني من عقوق الأولاد والخرف وتنكر الزمن، مثل أم أجبرتها زوجة الابن أن تدفن حياتها مبكراً في مأوى للمسنات بعيداً عن أحفادها وجاراتها والناس، مثل أخ كبير، كبّر إخوانه،…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
زمان وعلى أيامنا، وفي الصفوف الثانوية كنا ندرس في القسم الأدبي مادة الفلسفة، ومادة المنطق، ومن خلالهما مادة تسمى «الأخلاق»، راح الزمان، وجاء من شطب الفلسفة من المناهج، لأنها أم المعرفة، والمحرضة على الأسئلة، والداعية لسمو النفس، وتهذيب الأخلاق، والرقي بالإنسان من خلال الحق والخير والجمال، حارب أهل النقل الفلسفة، لأنها تعلم الأسئلة، وتعلم اليقين، والوعي بالإيمان بالخالق وبالإنسانية وبالأوطان، وتمنع الكفر، وتدعو للفكر، مضت السنون، ومناهجنا التعليمية كل يغرس فيها بذره وفكره في غفلة منا أو بسبب بساطتنا، وعادية الأمور، ولم نكن ننظر للأشياء بغير نظرتنا التي تحمل الطيبة وفعل الخير، وكنا نصدق كل من سمى باسم الله، وصلى على النبي، ولم يدر بخلدنا عن أي أجندات يمكن أن يحملها من آويناه في ديارنا، وأطعمناه من زادنا، وأصبح منعماً، وآمناً ومستقراً بيننا ومعنا، حتى اختلطت الأمور، وهاجت الدور، وعنك ودونك، حتى ابتلّت اللحى، ووصلت النيران بيوت الجيران، فتبينت لنا الأشياء، وانجلت الغشاوة عن العيون، وانشرحت الصدور، وإذا بالطلاب الذين لم يدرسوا الفلسفة، درسوا شيئاً غيرها، وإذا بالذين كنا نعوّل عليهم طرح أسئلة بشأن المستقبل والوطن ودروب تحضره، يخافون من الأسئلة، ويخافون ممن لقّنهم السمع والطاعة. تلك القضية.. من موجبات إعادة التفكير في تدريس الفلسفة للطلبة، وبالتدرج والتبسيط، ومن ضمنها مادة الأخلاق التي أفرحتني فكرة إدراجها في المنهج التربوي، لكن…
الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤
مرة.. ضاعت مني محفظتي في باريس، وأنا نازل من سيارتي في موقف بجانب العمارة، لكنه يطل على تقاطع شوارع، ومحط دوس الأرجل من المارة، انزلقت من جيب البنطال الواسع، موضة ذاك الوقت، وكانت عامرة بالنقود، والبطاقات، والهويات، وفجأة شعرت أن الإنسان في المدن الكبيرة عبارة عن رقم تعريفي، وورقة، وبطاقة، ومجموعة أرقام، وقعت المحفظة في يد شاب لم يرحمها، فأوصلها بعد مدة، ولكنها خاوية، ذاوية، فعنّت لي كتابة مقامة من مقامات الهمذاني في العيّارة والنشّالة، وفي وصف أمين الزمان الحرامي: أبدأها بالشكر والامتنان، لكلّ من سأل عن حالي، وتلمس أخباري، وأحوالي، في عزّ محنتي، وفقداني محفظتي، وسرقة أموالي، فالمعدن الطيب لا تفضحه النيران، يظل لامعاً براقاً على طول الأزمان، هذا ما غاب عن أصدقاء باريس والجيران، الذين اكتفوا بهزّ رؤوسهم، ورفع كتوفهم، دلائل التأسف والحسران، تذكرت أرض الخير وأهل الخير، وطن الجود والكرم والإحسان، تذكرت كيف إن اشتكى عضو تداعت بالسهر والحمى سائر أعضاء الأبدان، لم تدهشني المفاجأة، ولم يقعدني طلب المكافأة، فهذا دستور آخر الزمان، وليس لي في هذه العاقبة غير الصبر والسلوان. في بلاد الإفرنج، ليس هناك أخ فتنتخيه، ولا ابن عمّ فتنتصيه، الكلّ يركض وراء الوقت، والعمل، والمال، ولا قيمة لكلمة الرجال، الجميع يرقدون على القرش رقدة الجبان، لذلك اكتفيت بالتحسر والتذمر، ورفع أكف التضرع للمنان، عله…
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤
من الأخبار الجميلة الباردة على القلب، والبشارات المحفزة لطاقة الروح في خضم ما يدور حول عالمنا العربي، وغياب البوصلات الحقيقية الموصلة للتنمية الشاملة، والنهوض بالإنسان، ودعم مقومات الهوية الوطنية له، وليس مثل اللغة تُعنى بالهوية وتمثلها، إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وراعي الثقافة العربية، وسلطانها، الاحتفاء بمشروع اللغة العربية المتكاملة، والانتهاء من طباعة «المعجم التاريخي للغة العربية» الذي استمرّ العمل به طوال سبع سنوات متتالية، شارك في إنجازه والعمل عليه ليل نهار أكثر من 300 عالم، وما يقارب من 200 من الباحثين والمدققين والمراجعين، والمختصين في مجمع اللغة العربية، ومنشورات القاسمي، وأنه في 17 أكتوبر الحالي سيكون هذا المعجم المطبوع متاحاً على الشبكة العنكبوتية ليستطيع كل إنسان في العالم من محبي اللغة العربية والدارسين لها ولآدابها أو من أبنائها تعلم هذه اللغة بكل سهولة ويُسر من خلال جهازه النقال، وهذا أمر كان دونه خرط القتاد، ولم يأت سهلاً طيعاً، فقد بذلت فيه الأموال والجهود، وحظي بالمتابعة والإشراف، وتذليل كل العقبات، ليظهر في حلة قشيبة تُسر الناظرين، وتفرح الدارسين، وتزين مكتبات العالم بإرث إنساني كان في وقته الذهبي منارة إشعاع وتنوير سطعت على أوروبا الغاطسة في عصورها الوسطى المظلمة بالجهل ومقومات الحضارة. ولأن مكرمات سلطان الثقافة والمعرفة لا تتوقف، فبعد البشارة بشارة…
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤
أتساءل: لماذا زاد الحس الفكاهي عند الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث أصبح الجميع يتمتع بتلك الخاصية التي كانت في السابق ميزة ينفرد بها بعض الأفراد؟ اليوم كثير من الناس يفضلون أن يشاهدوا التعليقات أكثر من الحدث نفسه، لأنها تفتح لهم آفاقاً مستترة أقلها استدعاء الضحكة أو البسمة، طبعاً هناك بعض المشاركين من ثقلاء الدم الرقمي، لأن الحياة لا تخلو أيضاً، فتجده يريد لكل نكتة «كتالوجاً» خاصاً بها، ليستوعبها، وقد لا يضحك لها، لأن الأمور المتأخرة لا تجلب إلا الضجر عادة، وهناك أيضاً أشخاص، مهنتهم في الحياة تحويل الضحكة إلى مأتم، لأن لديه قضية كبرى، وهو بالتأكيد كبير المزايدين، فلو كانت حادثة لطفل في مكان ما، وهزت هذه الحادثة وجدان الناس، وتعاطفوا معها، وساندوا الطفل، فسيظهر لك واحد من أولئك الذين يغرفون من القدر الخطأ أو يظهرون من الظلام أو يكون لابداً وحده في حقل الذرة، ليقول: لا تنسوا أطفال فلسطين، فمعاناتهم أكثر من هذا الطفل! ليتحول الموضوع إلى مفترق آخر، ونهج جديد. في وسائط التواصل الاجتماعي هناك حس فكاهي عالٍ، حتى تعتقد أن وراءه أناس يتعبون، ويفكرون ليكتبوا النكتة أو يحولوا الموقف لـ«فانتازيا» مضحكة، مثلما كان يفعل بعض الموهوبين الذين يكتبون نكت الأفلام والمسرحيات للأبطال والنجوم، وبعض المشاهير كانوا يدفعون لهم مقابل كل نكتة أو موقف فكاهي مبلغاً لكي…
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠٢٤
- انتهت الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس بعد أسابيع حافلة بالمفرح والمبكي والمضحك وحسن الحظ وسوء الحظ، والتهليل بالنجاح، ونقد المطروح واستهجان فقرات حفل الافتتاح والإشادة بحفل الختام، انطفأت الشعلة، وتم تسليم العلم ليسافر إلى لوس أنجلوس التي تستضيف نسخة 2028، في حين ستبدأ الألعاب البارالمبية بعد أسبوعين في باريس. - هناك دورة ألعاب أولمبية أخرى شتوية منتظرة في ميلانو عام 2026، وكانت قديماً تقام الألعاب الصيفية والشتوية في نفس العام منذ 1924 إلى 1992، قبل إقرار أن تكون منفصلة ومتناوبة. - عدد الرياضات المدرجة في أولمبياد باريس كان 32، وهذه الأعداد تختلف من دورة إلى أخرى، حيث ستكون لعبة «البيسبول» في دورة لوس أنجلوس حاضرة بقوة، في حين ستغيب لعبة «البريك دانس» التي ظهرت في دورة باريس، وغابت عنها لعبة الكاراتيه. - الدول المشاركة 203 من خلال اللجان الأولمبية الوطنية في العالم، بالإضافة إلى اللجنة الدولية للاجئين والنازحين التي أقرت عام 2015 لتكون سقفاً ومظلة لكل من يحل ببلده خراب أو كوارث أو حروب. - عدد اللاعبين المشاركين 11 ألف رياضي، شاركوا في 329 حدثاً رياضياً، وتبقى الولايات المتحدة ولجنتها الأولمبية دائماً حاضرة بالفريق الأكثر عدداً والأقوى والأسرع، وقد تعادلت مع الصين في الميداليات الذهبية بأربعين ميدالية ذهبية، وإجمالي الميداليات الذهبية يعد المقياس الحقيقي للتفوق في دورات الألعاب الأولمبية،…
الأحد ١١ أغسطس ٢٠٢٤
هم فئة جديرة بالتكريم والتحفيز والنظر لهم بمزيد من الاحترام؛ لأنهم يقومون بعمل يعف عنه الكثير، ويؤدون واجبهم تجاه نظافة المدن واستدامتها على الدوام؛ لذا الأمم المتحضرة تجل أعمالهم، وتخصص لهم العديد من الجوائز والشهادات السنوية والمكافآت، ولا تخجل مدينة متقدمة من أن تنصب تمثالاً لأحد عمال النظافة تقديراً لهذه المهنة الكريمة، وإن عدها الكثيرون مهنة بسيطة، لكن من بيوت عمال النظافة ظهر الكثير من نوابغ المجتمعات في العديد من التخصصات، وهذا التميز كان بفضل حرص عامل النظافة على تعليم ابنه وابنته من أجره البسيط، وإن اختلفت عند بعض الأبناء المعادلة حينما كبر البعض وتكبر على المهنة، وظهر عليه الخجل من مهنة أبية، في حين بعض الأبناء كانت الشهادة تتويجاً وقبلة دائمة على رأس الأب المكافح. غضب عمال النظافة عادة لا يأتي بخير، بل يجلب الأمراض للمدن؛ لذا تتحاشى الكثير من المدن الكبيرة غضبهم أو من محاولة إغضابهم، لأن القمامة ستتكوّم أرتالاً، وتعج الشوارع بالمخلفات، مستدعية الجرذان والقوارض من تحت الأرض لتعيث في المدن خراباً وأمراضاً، وقد جرّبتها مدن مثل لندن وباريس وبيروت وبعض العواصم الأوروبية، فكانت كارثة عطلت دورة الاقتصاد، وقطعت الأرجل من زيارة المكان، وعجز الناس عن تنظيف بيوتهم، والمحافظة على طهارة مدنهم، ساعتها عرفوا قيمة عامل النظافة الذي يستيقظ ليلاً حين ينام الآخرون، ويكنس وينظف الشوارع، ويأتي…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤
* اليوم تكثر شكاوى المسافرين العرب، خاصة العائلات الكبيرة في أسفارها صيفاً باتجاه الدول العربية أو دول أوروبا، ولسان حالهم يقول: أين السفر زمان من الآن؟! أقل الشكاوى تأتي من الأشخاص المسافرين إلى أميركا، فأميركا ما زالت على أسعارها الرخيصة والخيارات المختلفة، ما عدا مدن العلاجات ومراجعة المستشفيات التي يسيطر عليها مهاجرون عرب وهنود، ميزة السفر إلى أميركا تلك البساطة في الأشياء، يمكن أن تستهلك «جينز وتي شيرت» طوال ثلاثة أيام، ولن يسأل عنك أحد، يمكن أن يكون أكلك في مطاعم الـ«جنك فود»، ولن ينكر عليك أحد، وتسكن في «موتيل» بدلاً من «هوتيل» ولا أحد عنك «ناشد يا ابن راشد»، الشعب الأميركي في الغالب ودودون، ومبتسمون، وروح الفكاهة مسيطرة عليهم، وهي مدخل لتعارف كل الغرباء، ومدنها سرعان ما تألفها، وتقود سيارتك فيها، ولا تصرف إلا ما تريد، ولا تقول إن أحداً سيضحك عليك أو يغشك. * المسافرون إلى الدول العربية، ما زالت المشكلات القديمة والشكاوى القديمة تتجدد وتتكرر مع غلاء دون أي مبرر، وخدمات أقل من الأول، ونظافة غير بائنة، لا ضمانات ولا مؤشرات أمان في كل الأمكنة والوسائل، يمكن أن تحدث المصائب في كل لحظة ومن أبسط الأشياء، والجماعة ما زالوا يُفلُّون جوازات السفر تفلية، ويشعرون القادم إليهم بأنه شبه متهم أو مشكوك في أمره، والشحاذون كثروا، وفي كل…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤
هذه قصة حدثت وستحدث في الحياة، كأن تكون تحمل اسماً ذا هيبة، وزدت عليه من وقارك وحشمتك وسيرتك العطرة مهابة، وفجأة يظهر لك في الحي أو القرية أو المنصات الرقمية شخص شبه هلامي، وبدون ملامح، ويشتغل في التجارة الحرة، ويبدأ يضارب عليك في كل مجال من مجالات الحياة حتى يخلط الناس بينك وبينه، بالرغم من أنكما لا تعرفان بعضكما بعضاً، ذاك بالتأكيد من موجعات الأمور، ومن المحزنات أن تلقى واحداً يحمل اسماً مثل اسمك أو متخذه اسماً فنياً للشهرة أو هو قناع لا تعرف من خلفه، ويظل يسجل على ظهرك سيئات الدنيا، وعقاب الآخرة، واضعاً مقابل اسمك الموقر الذي فيه خير ما حُمّد وعُبّد، وكله تقوى وورع صورة لشخص معضّل، شغل كمال أجسام، ورفع حديد وأثقال، وأنت ما يخصك بالموضوع، وَيَا دوب صحتك على قد حالك، وتشكو من نقص فيتامينات ضرورية باستمرار، ولا قد زرت صالة «جيم» أو حملت ثقلاً أكثر من هَمّ تدريس الأولاد، وَيَا ليتهم فالحين في الرياضيات أو الفيزياء ليقيلوك من مكابدة الحياة في شيخوختك شبه المبكرة، وخاصة ذاك المدربح اللي عنده لفّة السندويتش أحسن من أي معادلة حسابية، ومثلك أيضاً لا يعترف بأكل الخيول الذي يصّرطونه هؤلاء القوم ذوو الكتل العضلية في «بالديات بلاستيكية»، وتلك الحبوب المقوية التي يَغرّونها على الريق، وبعدها ينتفخون ويتورمون حتى يصبح…