الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٢
لم يبهرني ما رأيت في اليابان قدر انبهاري بما رأيته في الصين قبل أسابيع قليلة. والسبب أنني توقعت ما رأيته في اليابان؛ هذه البلاد التي أدهشت العالم كله منذ عقود باقتصادها و صناعتها و سباقها مع الكبار. ما رأيته في زيارتي الأولى لليابان جاء تأكيداً لانطباعاتي المسبقة عنها. أما في الصين فما رأيته جاء عكس ما توقعته تماماً. أمة قررت أن تنهض و تتفوق. لكن من الظلم أن نتوقع أن تحقق الصين في سنوات قصيرة ما حققته اليابان بعد عقود طويلة من العمل و الكفاح. قراءتي المبدئية للفوارق بين التجربتين – وهي انطباعات أسجلها عبر المشاهدة السريعة – أستطيع تلخيصها في تشبيه اليابان بثري يتعامل مع الثراء بعقلية صاحب العراقة في التجارة و الرخاء. لم أشاهد في طوكيو ما رأيته في بكين من استعراض واضح في العمران الشاهق و في انتشار أفخم و أغلى السيارات الأوروبية. الماركات العالمية الشهيرة تشاهدها في أغلب شوارع و ميادين بكين الرئيسية. لكأن بكين تشبه…
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٢
الأخبار الواردة من دبي تقول إن هناك مليون سعودي متوقع وصولهم إلى دبي في الأيام القادمة لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك هناك. ومن يتابع قنوات دبي في هذه الأيام يلحظ من خلال الحوارات التي تجرى مع المسؤولين في الشرطة والجمارك والمرور والفنادق والمجمعات التجارية وكل الجهات المعنية بالسياحة والترفيه يلحظ أن ورش عمل قائمة وعملا يبذل ليل نهار ترحيبا واستعدادا بهؤلاء الزوار، والكل في دبي يحاولون أن يؤكدوا لنا أننا محل الاهتمام والاحترام، وأن الجميع حريص على تقديم كل ما يسهل علينا قضاء أيام سعيدة. وإن كان السعوديون من واقع تجربة يدركون حجم الاهتمام والترحيب بهم فإنهم يلحظون في هذا العام أن هناك قرارات جديدة صدرت لتتاح لهم فرص أكثر وأوقات أطول للاستمتاع بمهرجانات ومناسبات العيد، بما في ذلك مناطق التسوق والمهرجانات، بل إن سلطات دبي أعلنت للمقيمين من غير الخليجيين في دول المجلس أنه بمقدورهم زيارة دبي والحصول على تأشيرة الدخول في المطار. في العام الماضي كان عدد الزوار…
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٢
شاهدت عبر الفيديو تفاصيل افتتاح قمة الإعلام في أبوظبي التي اختتمت الخميس. لفت انتباهي خلو القاعة من «البشوت» إلا من بشت الأمير الوليد بن طلال وبعض من في معيته من أمثال صديقنا جمال خاشقجي. ولأن المتحدث الرئيسي كان بيل جيتس، وهو من هو في الثراء والإبداع وأعمال الخير، فلابد أن يثير إعجابنا بتواضعه وبساطته وعمق فكره. ليس للبشت «هيبته» في هكذا محفل. لكن الهيبة -إن كان لابد منها- هي للعلماء والمبدعين ممن بأفكارهم ومنجزاتهم نقلوا الإنسان من عصر إلى آخر. ولأن الأمير الوليد بن طلال من نجومنا الذين أبهرونا بجرأتهم ونجاحاتهم فلابد أن ننظر له دوماً كأبرز محفزي التغيير الإيجابي في منطقتنا. الوليد دائماً يسبق غيره في فتح أبواب كنا نظنها عصية. وهو الأكثر جرأةً في سلك طرق قليل من يسلكها قبله. ولهذا تساءلت: ماذا لو حضر الوليد افتتاح قمة أبوظبي بلا بشت؟ كيف سينظر له شباب السعودية؟ أعترف أنني شديد الإعجاب بالمسؤول الإماراتي، شيخاً ووزيراً ومدير إدارة، لتحرره من…
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
كان يعمل طاهياً في أحد الفنادق الشهيرة في الهند، وفي يوم من الأيام مرّ في قريته فرأى إناسا يأكلون من فضلات الآخرين في القمامة، فقال في نفسه: «ما الغاية من حياتي؟ وكيف أُطعمَ الناس كل يوم ولا أستطيع إطعام أهل قريتي!». فاستقال من عمله في عام 2002 وتفرّغ لإطعام الفقراء حتى اليوم. وفي مقابلة لقناة سي إن إن، قال (ناريانان كريشنا) الذي ينحدر من عائلة براهماتية، إنه يحرمُ عليه كبراهماتي هندوسي أن يقرب الفقراء والمعوزين أو يلمسهم، ولكنه عندما فكّر أيقن بأن في جسد كل إنسان 5.5 ليتر من الدم، مما يجعل الناس كلهم سواسية في عينيه. ولم تعد أشكالهم أو أعراقهم أو أديانهم تهمه، وكل ما يهمه هو إدخال السعادة على قلوب المحتاجين. حيث يصحو كل يوم ليحضر لهم الإفطار، ومن ثم يقوم بزيارة المنبوذين فيطعمهم ويغسل أجسامهم ويحلق شعورهم، ليشعرهم -على حد قوله- أنهم بشر مثلنا. ويضيف: «الطعام يُغذّي أجسامهم، والحب يغذي أرواحهم». ويُحكى أن المهاتما غاندي كان…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
لن أقاوم رغبتي الشديدة في أن أكتب «لقد قلتُ هذا من قبل»، بينما أتابع التحولات المثيرة الحاصلة داخل التيار السلفي في مصر. نعم لقد قلتُ هذا في مقال نُشِر هنا قبل أشهر عدة. توقعت فيه أن ينقسم السلفيون هناك، إلى ثلاثة أقسام بعدما يجربوا الديموقراطية وتجربهم، مجموعة منهم ستنضم لجماعة «الإخوان» التي باتت الحزب الحاكم (بعض السلفيين ضعفاء أمام إغراء الطاعة لولي الأمر)، ومجموعة ثانية تملّ السياسة فتعود إلى الدعوة والمساجد، والأخيرة، وهي الأقل حجماً، ستبقى مناكِفة لـ «الإخوان»، مصرّةً على أن ثمة دوراً سياسياً لها. قليل من أفراد المجموعة الأولى سيذوبون في جسم الجماعة، كأعضاء عاملين، لهم ما للأخ المسلم من مزايا وعليهم ما عليه من واجبات، في الغالب لن يكون عدد هؤلاء كبيراً، إذ إن «الإخوان» لا يحبذّون دخول الأعضاء المتقدمين في السن في جماعتهم وإن أبدوا استعداداً لبيعة وقسم، لكن حصل هذا في السابق ويمكن أن يحصل مجدداً. غالبية المتحولين سيكونون أعضاء مؤيدين وأنصاراً، بل لن يمانع…
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
اندلعت خلال الأيام الماضية نار ضروس، وسخنت تلك الحرب الباردة الممتدة لعقود، وخونت "الأرقام"، ونسفت الإحصاءات والدراسات، وفردت الصفحات "المشككات".. وأقصيت الحقيقة، وراح كل فريق يجهز نفسه بطريقته، ويرمي بسهام النقيض. بالمناسبة، أحدثكم عن "ثورة" بعض الصحف الورقية، والتي غضبت من أرقام وكالة "إبسوس" حيال التوزيع والانتشار، فالأولى تناصر، والأخرى تكاسر.. ويبقى القارئ هو الخاسر! بل هما الخاسران، بعد أن تفرغا لعراك لا يعني (سواهما)، ولا يصنع شيئا لمتلق يغرق بالبدائل، وتحيطه المصادر من كل صوب، صحف أخرى منافسة، ومواقع إلكترونية، وشبكات اجتماعية.. وأشياء أكثر أهمية، لا تجد في جنباتها وقتا للطعن أو التخوين، وهو الأمر الذي يجب أن يقوله "العقلاء" بصوت عال! بنفس التوقيت، وأثناء حدوث كل هذه المعارك، كان قادة "الإعلام الرقمي" في العالم يجتمعون في "قمة أبوظبي للإعلام"، بقيادة الساحر بل غيتس، يناقشون ثورة التقنية، ويرسمون خطط المستقبل، ويصنعون أبجديات الخارطة التقنية لهم ولنا.. يأتون من أقاصي المستديرة ليتحدثون عن أسواقنا، ويحملون معهم دراساتهم حولنا، وينثرون "الأرقام"…
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
وَلَّى: «يحيى بنُ أكثم» قاضياً على أهلِ: «جَبلة» فبلغَ هذا الأخيرَ أنّ: «الخليفةَ الرشيد» قد انحدرَ إلى البصرة، فقال القاضي لأهلِ: «جَبلة» إذا اجتازَ: «الرشيد» هَا هُنَا فاذكروني عندَهُ بخيرٍ، فوعدوه بذلك. غيرَ أنّهم أخلفوه الموعدَ، إذ لمّا جاءَ: «الرشيدُ» ناحيَتهُم تقاعدوا عنه ولم يكن له ذكرٌ بالمرّةِ. فما كانَ مِن: «قاضي جبلة» إلا أنْ سرّحَ لحيتَهُ وكبّرَ عِمّتَهُ، وخرجَ فرأى «الرشيد» في «الحَراقةِ» ومعه «أبو يوسف قاضي القضاة» فقالَ قاضي جبلة مِن بعدِ ما غيّر سحنتَهُ-: يا أميرَ المؤمنين ..نِعْمَ القاضي :«قاضي جبلة» عَدلَ فينا..وفعل كذا وكذا.. وجعلَ يُثنِي على نفسِهِ كثيراً بكلّ ما يُمكِنُ أنْ يُمدحَ به قاضٍ! فلما رآهُ:«أبو يوسف» حتى عَرفَهُ فضحِكَ كثيراً. فقال له «الرشيدُ»: مِمّا تَضحك؟ فقالَ «أبو يوسف»: يا أميرَ المؤمنينَ.. إنّما كانَ المُثْني على القاضي هو القاضي نفسُهُ!. فما كانَ من: «الخليفة هارون الرشيد» إلاّ أنْ راحَ في نوبةٍ مِن ضحكٍ فَحَصَ على إثرِها الأرضَ برجلِه مِن شدّةِ نوبةِ ضحكهِ!! ثم أمر…
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
عبّر رئيس البنك الدولي، “جيم يونق كيم”، عن أهمية فهم دروس الربيع العربي خصوصاً الأسباب التي أنتجته. قال أمس في حوار معه نظمته “الوول ستريت جورنال” في طوكيو إن الاقتصاد هو محرك الثورات. ولكي يتحقق استقرار سياسي لأي بلد لابد من تحقيق نمو اقتصادي مستمر مع التركيز على الشباب و فهم تطلعاتهم ثم التخطيط الواعي للمستقبل. و في كلامه تكرار لما كتبه و ردَّده عدد كبير من المعنيين بالتنمية في عالمنا العربي منذ عقود. المشكلة: إن الجميع في منطقتنا – بما فيهم السياسيون – يكررون الكلام عن أهمية الانتباه لقضايا التنمية و الاقتصاد و الشباب والتخطيط للمستقبل. لكنه مجرد كلام قليلاً ما فُعّل و تُرجم إلى برامج عمل تحقق نتائجها على الأرض. ملّ المواطن العربي من الوعود الكبيرة. و لم يتعب صانع القرار في أكثر من بلد عربي من إعطاء الوعود التي لا تتحقق. من هنا نشأت أزمة الثقة بين الطرفين حتى اشتدت حالة التذمّر قبل أن يصل الأمر –…
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢
الغرب محتاج إلى العالم الإسلامي والمسلمون بحاجة إلى الغرب؛ فلولا حضارة الإسلام لما وصل الغرب إلى ما هو عليه من تطور اليوم، ولولا تطور الغرب لما حصل العرب والمسلمون على ما ينعمون به من ثمار الحضارة الغربية العلمية. لذلك فإن ظهور خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين في أميركا وأوروبا، وبالصورة التي يتواصل نموها منذ نحو ثلاثة عقود، يحتاج قراءةً منهجية دقيقة، لأن مثل هذا الخطاب لا يحدث بصورة عفوية وتلقائية، بل عادة ما يأتي كنتاج لجهود وأفكار مدروسة. وفي اعتقادي أن الهدف منه هو صرف الانتباه عن الوعي الجديد الذي أخذ يظهر في العلاقة بين الشرق والغرب، والذي يفترض أن يتم تطويعه لخدمة الطرفين ولمنع حالة التوتر والصراع. إن تشجيع الكراهية للإسلام واستمرار تصاعدها، يعني وجود اتجاه لإيجاد قوة موحدة في وعي الغرب تنظر إلى الإسلام من زاوية الصراع والتناقض، وليس من زاوية التعاون والتكامل والاحترام المتبادل، رغم حقيقة أن اختلاف الخصوصيات الثقافية والدينية لا يعني بالضرورة وجود صراع أو تناقض،…
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢
من ينقذ العولمة؟ كان هذا أحد الأسئلة الرئيسة التي طرحت صباح أمس في طوكيو. كرستيان لاقارد تؤكد أن ما يمكن إنقاذ العولمة هو التعاون الدولي الجاد لمواجهة الأزمات الاقتصادية. العولمة ليست موضوعاً اختيارياً نستطيع أن نكون جزءاً منه أو لا نكون. إنها قدر العالم اليوم وهي نتيجة طبيعية لهذا التداخل الكثيف في علاقات الدول التجارية وفي أنظمة الكون البنكية والمالية ناهيك عن تقنية التواصل المبهرة التي اختصرت الوقت وقصرت المسافات. لكن تظافر الجهود العالمية لابد أن ينصب على ما يوحد الجهد لمواجهة التحديات المهولة أمام الإنسانية في العقود القادمة على مستويات النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف وتطوير البنى التحتية والخدمات الصحية. لكن واقع التنافس العالمي يناقض طموحات -ونظريات- الباحثين عن رؤية “إنسانية” عالمية لمواجهة تحديات العولمة وإشكالاتها. السياسيون منشغلون كثيراً بأجنداتهم السياسية. من هنا تأتي أهمية أدوار القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لخلق مبادرات خلاقة تحث وتشجع الأجيال الشابة على الابتكار وتسمح لهم بفرصة أكبر للمشاركة في صناعة مستقبلهم. هناك مبادرات…
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
"الكتابة عملٌ انقلابي"! قالها شاعر العروبة الراحل نزار قباني عام 1973 خلال مقالات له في مجلة "الأسبوع العربي". يقول في موقع من الكتاب الصادر عام 1975:"إن تكون كاتباً عربياً، في هذه المرحلة الساخنة بالذات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي.. معناهُ أن تبقى متسولاً على رصيف لطفي المنفلوطي... وأبواب المقاهي التي يقرأ الراوي فيها قصة عنترة والزير سالم وأبي زيد الهلالي. وأن تكون كاتباً عربياً، في هذا الوطن الخارج لتوه من غرفة التخدير والعمليات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي، معناهُ أن تبقى حاجباً على باب السلطان عبدالحميد في الآستانة، أو عضواً في حكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، أو وزيراً بلا حقيبة في حكومة المحافظين في إنجلترا"! فهل يؤمن كُتابنا اليوم بهذا الشرط الانقلابي؟! وهل يمارسون الفعلَ الانقلابي على الأوضاع المتردية في الوطن العربي؟! وهل فعلاً أن الوطن العربي اليوم مختلف عما كان عليه عام 1975، حيث الحرب الأهلية اللبنانية التي مزّقت لبنان، وآثار عدوان 1967، وما تلاها من اجتياح إسرائيلي…
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
متابعة المسؤولين الإداريين لهموم المواطنين ونزولهم للميدان في النطاق الذي يتماشى مع صلاحياتهم ومسؤولياتهم ولا يتجاوزها سيكون خطوة رائدة تتفرد بها بلادنا، وبما أننا سباقون بكل شيء جميل وخلاّق ومتميز، لماذا لا نبتكر أفكاراً جديدة لخدمة مجتمعنا وتتبناها مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟ لماذا لا تستحدث بادرات جديدة وغير مسبوقة يقوم عليها شباب الوطن خاصة أولئك الذين يتبوأون مناصب قيادية في كافة مؤسساتنا ووزاراتنا، ونطلق على تلك البادرات مسميات تعكس الأهداف النبيلة لها كأن نسمي بادرة ما باسم (فرسان الإدارة في الميدان) على سبيل المثال لا الحصر؟ لمَ لا يتم إقامة ملتقيات يشارك فيها المواطنون من مختلف الفئات والشرائح العمرية ويتم تفعيل جمعيات ذات النفع العام على النحو الذي يخدم مجتمعنا، ويكرس تلك العلاقة التي تنادي بها قيادتنا الرشيدة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، لمَ لا نلغي الحواجز والجدران التي وضعها بعض ضيقي الأفق ممن يريدون أن يسرقوا منا المستقبل. ونمد أكفنا نحو كل ما هو أفضل؟! لا يمكن أن ننادي بتنمية…