آراء

بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

«طيران الإمارات»!

الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٢

ليس لهذا الاسم علاقة بشركة طيران الإمارات في دبي، لكنه الاسم الجديد الذي منحته سيدة فيليبينية لمولودها الذي ولدته في طائرة تابعة لطيران الإمارات كانت تحلق بها على ارتفاع آلاف الأقدام، وقد ذكرني هذا الخبر بقصة مشابهة سمعتها عن رجل من البادية، حمل زوجته إلى المستشفى القريب من هجرتهم، فرزقه الله ببنت أسماها «دختورة» على اسم الدكتورة التي ولدت زوجته. وقد عاشت الطفلة باسم «دختورة»، لكنها لم تصبح أبداً دكتورة، بل ربما أنها لم «تفك» الخط أبداً، لكن المثل يقول: «الصيت ولا الغنى»، لهذا تتجمل الأسماء حين يفقر الحال، لكن ليست كل الأسماء التي يختارها الأهالي لأ‍بنائهم تتجمل بالضرورة، فقد يحيلها البعض إلى تاريخ اجتماعي يعبّرون به عن معاشهم وثقافتهم وقيمهم، وقد شهدت المدارس التعليمية في مطلع التحديث صدمة بالأسماء، و فقرها للجمال جعل الناس تتساءل إن كان هذا الحال والأسماء مجانية، فما يكون حالها لو كانت «بفلوس»؟ فقد سمعنا قصصاً هي أقرب للطرف منها للحقائق، روتها بعض مديرات المدارس،…

من المطار تبدأ الحكاية!

الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٢

يمكنك أن تقرأ بعض ملامح أي بلد من مطاره. فهو مفتاحك الأول لقراءة بعض تفاصيل المشهد في البلد الذي تزوره. فإن كان نظيفاً ومرتباً فالاحتمال الأكبر أنك تزور بلداً نظيفة ومرتبة، وإن كانت الفوضى سيدة المشهد في المطار ففي الغالب هي السائدة في البلد كله. وإن قابلك موظف في المطار يبحث عن “بخشيش” لتسهيل أمورك فثق أنما هو حلقة في سلسلة طويلة من الباحثين عن “بخشيش”. يمكن القول إن المطار هو عنوان المدينة التي تزورها. وإن عوملت باحترام في المطار فالاحتمال الأكبر أن المعاملة ذاتها ستكون هي عنوان رحلتك. وإن صرخ في وجهك موظف الجوازات وحاول تعقيد أمورك بلا أي مبرر فكان الله في عونك: تلك هي بداية العذاب خلال زيارتك. أعرف أن التعميم خطأ. وأن ثمة استثناءات. لكنني أكتب هنا عن تجربة طويلة في مطارات الدول المتحضرة ومطارات الدول المتخلفة. أكره السفر للبلدان التي أستنفر فيها فريقاً من الأصدقاء والمساعدين لتوفير وقتي وأنا أعبر مطاراتها قدوماً أو مغادرة. وما…

حسن الحارثي
حسن الحارثي
كاتب سعودي

عمار بوقس .. خذلناه وأنصفوه

الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢

جاء عمار بوقس بعد أن قهر المستحيل، ليكشف بعضاً من عوارنا وتجنينا على أنفسنا وأهلنا، بعد أن رفضنا أن نعتبره واحداً منّا وهو الذي أصر على أن يفعل ذلك، وحقق أعلى درجات التميز من أجل أن يكون بيننا. حقق عمار ما يتعدى المستحيل، وحصل على الأول على دفعته في الدراسة الجامعية، وهو أكاديمياً يعني أنه يستحق أن يكون معيداً في الجامعة، لكن جامعة الملك عبدالعزيز، حيث تخرج، رفضت قبوله معيداً. وتحدث مخرج فيلمه بدر الحمود عن قصة تندى لها الجبين، حين أراد عمار أن يقابل مدير الجامعة قبل شهر رمضان، لكن مدير مكتبه اعتدى عليه لفظياً وطرده، وكاد أن يقع أرضاً، ذلك الإنسان الذي لا يتحرك فيه سوى لسانه. وخرجت قبل أيام قصة أخرى مع الشيخ الداعية محمد العريفي، أكدها معد في برنامج تلفزيوني حين قال إن العريفي رفض ظهور عمار بوقس في برنامجه «مسافرون»، ولو صدقت هذه الرواية فإن وزرها عظيم على العريفي الذي راح يثني على عمار بعد…

بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

نكتة بايخة

الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢

لا تستطيع أن تلوم شخصاً يطلق نكتة سخيفة لا تضحك لها، لكنك بالتأكيد تفهم لماذا يغضب سعودي يجيء ذكره في نكتة تصوره بأنه سخيف أو غبي. لكن نطاق الجنسيات توسع اليوم، فأدخل السوداني الذي اشتُهر بالكسل، والحوطي السعودي الذي تشنع عليه النكات بأنه قليل الفهم، وهو نفسه الصعيدي في النكات المصرية، والحمصي في النكات السورية، واليهودي في النكات الأوروبية. النكتة تختار الضحية من الضعفاء وقليلي الحيلة أو من الفئات التي تمثل العدد الأقل في المجتمع الذي يصنع النكتة، ويستسلم هؤلاء عادة لحملات التنكيت عليهم مع الوقت فلا يثورون في وجهك ولا ينتقمون، لكن المرأة تظل هي الضحية الأشهر في النكات والحكايات والأمثلة وحتى في الأحاديث الدينية الموضوعة والمنتحلة، فهي تفوق الشيطان في مكره والحية في تملُّصها والعقرب في قرصتها، وأما سبب تعاظم القوة عليها فلأن أغلب مَن يصنع النكات هم من الرجال، والمرأة بالنسبة إليهم من المستضعفين في الأرض حتى وقت قريب، لكن الواقع على ما يبدو قد تغير، إذ…

لماذا يغضبون؟

الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢

مهما حاولت، لا يمكنك أن تفهم تماماً معاناة لم تعشها. ولن تقوى على حل مشكلة لا تعرف – تمام المعرفة – كافة تفاصيلها. أسوأ ما في المسؤول أن يقرأ المشكلة على الورق. فكيف له أن يفهم – مثلاً – ملل الناس وإحباطهم من صفوف الانتظار الطويلة في المطار وهو لا يسافر مثلما يسافر الناس؟ وكيف لمسؤول أن يفهم غضب الناس من تردي أوضاع مستشفى حكومي وهو لم يزر مستشفى حكوميا طيلة عمره؟ القصد هنا أن المسؤول عن قطاع تنفيذي مطالب أن ينزل إلى الميدان ويفهم عن قرب مشكلات الناس مع قطاعه. أكثر ما يغيظني حينما أجد مسؤولاً يستغرب من غضب الناس على قطاعه وهو يعيش في برجه العاجي. ولو كان لي من الأمر شيء لفرضت على كل مسؤول في أي قطاع يعنى بمصالح الناس أن يعيش تجربة الناس مع قطاعه بكل تفاصيلها. فإن كان مسؤولاً في قطاع الطيران فعليه أن يسافر كما يسافر الناس. وأن «يتمرمط» في طوابير الانتظار لأن…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

«بائع البطيخ» الذي أكل الطبقة الوسطى!

السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٢

توقف أبو سلطان في محطة بنزين بالدرب، أخذت أتأمل المكان، بلدة بائسة بكل ما تعنيه الكلمة، محطة بنزين متواضعة، لا شيء يلفت الانتباه غير بلدة سعودية، فاتها قطار التنمية. ولكن ما لفت انتباهي هو انتشار الأجانب فيها من كل الأجناس، مثل أية مدينة سعودية أخرى، تجدهم في البقالة المتواضعة، خلف مقود سيارة النقل بجواري، يباشرون حفريات مشروع ما على الجانب الآخر من الشارع نصف المسفلت، بعضهم جالس على طرف الرصيف مسترخياً، إذ لا يبدو أن ثمة أعمالاً كثيرة هنا، عامل المحطة الذي ملأ خزان السيارة بالوقود الرخيص كان باكستانياً، تركنا ومضى إلى قائد عربة النقل البيضاء السوداني بجوارنا، وأخذ يكاسره لشراء حمولته من البطيخ، عاد إلينا ولم ينهِ الصفقة، ولكني سمعته يعرض عليه 700 ريال. تحرك أبو سلطان بسيارة الفورد البيضاء، ليصعد الطريق عائداً إلى أبها، حيث مكاتب صحيفة «الوطن»، التي كنت رئيساً لتحريرها وقتذاك. الدرب مدينة ساحلية في منطقة جازان جنوب المملكة. يفترض أن تكون سواحلها منتجعات سياحية لأهل…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

اعترافات

السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٢

في آخر أيامه، كتب الفيلسوف جان جاك روسو كتابا سماه «اعترافات» تحدث فيه، بكل جرأة وتجرد، عن حياته بأدق تفاصيلها، وكان الدافع الحقيقي لتأليفه ذلك الكتاب هو ذنبٌ ظل يؤرقه أربعين عاماً. حيث كان يعمل خادماً لدى أسرة إيطالية عندما كان مراهقاً، وكانت تعمل في بيت الأسرة طاهية جميلة اسمها «ماريون» ولشدة تعلقه بها قام في يوم من الأيام بسرقة شريطة تخص سيدة المنزل ليهديها إياها، ولكن أمره كُشِف وتمت مواجهته من قبل أصحاب البيت، فما كان منه إلا أن كذب واتهّم ماريون بأنها التي سرقت الشريطة، فأدى ذلك إلى طردهما معاً من المنزل. ولقد ظلت تلك الحادثة تؤرق روسو حتى نهاية حياته، حيث كانت تراوده كوابيس حولها، ولم يكف عن تذكر صوت ماريون وهي تقول له حين اتهمها: «لقد كنت أظنك رجلاً طيباً يا روسو. إنك تشقيني كل الشقاء، ولكنني لا أتمنى أن أكون في موقفك». وعلى رغم ظلمه لها إلا أنها لم تتهمه في شيء، مما زاد معاناته…

بشار في التلفزيون!

السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٢

يقال إن بشار الأسد يقضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون. يتنقل من قناة إخبارية لأخرى. قليلاً ما ينام. فأخباره في التلفزيون تشغله. و هذا هو طبع الاستبداد. يختزل المستبد قضية وطن في شخصه. و في مستقبله. أو أنه ينتشي أن العالم كله يراقبه و يتحدث عنه. لعله في قرارة نفسه مقتنع أنها «شدة و تزول». من أوهمه أن ملايين السوريين الذين خرجوا ضده و مات منهم وتشرد عشرات الآلاف سيقبلون بحل سياسي بقاؤه فيه مضمون؟ مخطئ من يظن أن الحل السياسي ممكن في سوريا. العامل الحاسم في المأساة السورية هو الشعب السوري نفسه. فمن غير الممكن أن يحقق الجيش السوري الحر هذا الانتشار الواسع والتأثير الكبير في مجريات الأحداث على الأرض لولا أن الشعب السوري قد حسم أمره و قرر طرد الرئيس! و لو كان «أصدقاء» بشار الأسد في طهران وموسكو مخلصون في صداقتهم لكانوا وفروا له مبكراً مكاناً آمناً يشاهد منه التلفزيون ويتفرج منه على آثار الدمار المهول الذي…

بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

معركة «الحرمة» السعودية

السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٢

أن يُشنع على برنامج الا‍بتعاث بأنه طريق الشباب إلى الخمر والمخدرات، وأن جامعة الأميرة نورة مرتع للاختلاط غير المحمود، مما يثير الغضب والاستقالات، فلم يبق سوى أن تسمعوا غداً أن المواطن قد وجد لحم خنزير مختلطاً مع اللحم الحلال في السوبرماركت. هذه الدعاوى هي دعاوى المرجفين الذين يستمدون تألقهم ونجاحهم من العبث بطمأنينة الناس وإرهابهم بأن السقوف ستهبط فوق رؤوسهم، وأن عاقبة الأمور ستحيق بهم إن سكتوا على ما يحدث بين ظهرانيهم، وليس من بين هذا التيار من يخرج علينا ليشرح لنا كيف يتوسط الدعاة بزينتهم وبهرجتهم النساء الشابات في المحافل العلمية وفي المنتديات النسائية والاستقبالات، بينما يقلب الدنيا خبر أستاذ في كلية العلوم الصحية يدرس طالبات علوم التمريض وجهاً لوجه، لقاء بين أستاذ وطالباته في مكان عام وفي وضح النهار وفي مؤسسة علمية تتمدد على آلاف الكيلومترات وترفع لوحة جامعة ترصده العيون والحراس والحارسات، هذه الشائعة التي كذبتها مسؤولة في الجامعة وقالت بما معناه: «لم نبدأ الدراسة بعد فمتى…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

ذكريات لا تهم أحداً

الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٢

انظر حولك، هل أنت بحاجة إلى كل الأغراض التي تحيط بك؟ كل الكتب في مكتبتك؟ ماذا عن المجلات القديمة، الأسلاك، الجوالات التي ما عدت تستخدمها، الشواحن التي لا تعرف لأي جوال؟ افتح الأدراج من حولك، فواتير قديمة، أقلام، صور، أدوية، كروت لمعارف لم تعد تذكرهم، تذكرة سفر لمكان لا تتذكر متى سافرت إليه ومع من، بل ثمة أجزاء من أجهزة تاهت، ربما لا تعرف ما هي. لنذهب إلى دولاب الملابس، لا توقف هنا، خاصة دولاب ملابس ابنتك أو زوجتك، هنا كله مهم، الأحذية، مستحيل، الحقائب، كله إلا الحقائب. هل تعرف متى ستتخلص من كل هذه الأشياء من حولك، الحقيقة لست من سيتخلص منها وإنما ورثتك، آسف «قلبتها نكد»، بعد الشر، الله يكتب لي ولك طول العمر. ولكن بالفعل هذا ما يحصل، أتذكر جاري في العمارة، كابتن طيار متقاعد، كان يعيش وحده، لست حشرياً بما يكفي لأن أساله أين زوجتك؟ الأسوأ لو سألته ماذا فعلت بزوجتك حتى تركتك حراً هكذا، كان…

الميرابي: نافذة الزمن الجميل!

الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٢

استفتحت نهاري يوم أمس بمقال أخي عبدالرحيم الميرابي وقلت: يا فضيحتاه! هل كان لابد من ذكر أرقام السنوات وبمن سبق مَن في الجامعة؟ فضحتنا يا “والدنا” القدير! وإن كنت ستجادل: من يكبر سناً، فسأترك للقارئ الكريم أن يتمعن في “الصورة” ويحكم بنفسه. أما إن كانت الذاكرة هي معيار العمر فسأعترف لك أنك غلبتني بدليل أنني لا أذكر تلك القصة التي أوردتها عن رسالة الجامعة. أو لعلك فعلاً –بحكم السنين– قد “لخبطت” بيني وبين أستاذنا الدكتور ساعد العرابي الحارثي، رئيس تحرير “رسالة الجامعة” وقتها، فهو من كان يحق له إقرار الزوايا في الرسالة. أو لعل “أخاك”، صاحب هذه السطور، قد حاول جهده ولم يُفلح! المهم أن العمر يركض والذاكرة تشيخ لكن وفاء أمثالك لا يشيخ. ولئن كنا قد خسرنا “طول بالك” في ذلك الزمن الجميل فها نحن نحتفي بها ونتعلم منها اليوم. وفي إصرارك على كتابة هذه الزاوية منذ عقود درسٌ جميل. فما ماتت فكرة آمن بها صاحبها. وما من “حلم”…

محمد خميس
محمد خميس
محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"

أريد ان أصبح طاغية

الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٢

يرى سارتر ان وجود الإنسان سابق على ماهيته، وأنه لمعرفة شخصية الإنسان وأفكاره وسلوكه يجب أولاً ان نعرف ماهيته، وماهية الإنسان لا تعرف إلا بعد وجوده، لذلك فالإنسان يوجد أولاً ثم يكَوِن ويشكل نفسه بعد وجوده، بمحض إراداته الحرة، وأنه لا يمكن معرفة شخصية الإنسان إلا من خلال ما ينجزه وما يقوم به من أفعال أثناء وجوده التاريخي والفعلي. واذا اخذنا هذه النظرية بوجه الإعتبار، واسقطانها على الطغاة فإننا سنتوصل الى نتيجة مفادها ان الطغاة هم من شكلوا ماهيتهم على ما هي عليه، وأقصد بالطاغية في مقامي هذا كل فاسد وظالم وديكتاتور وصل للسلطة بطريقة ما، فإذا كان الإنسان مشروع مستقبلي، يعمل على تجاوز ذاته ووضعيته وواقعه بإستمرا من خلال إختياره لأفعاله بكل إرادة وحرية ومسؤولية، كما يرى سارتر، فإنه بذلك يكون الطاغية هو من اختار بملأ إرادته ان يصبح طاغية. لم يحلم بشار الأسد يوماً ان يتخرج طبيب عيون، ولم يتمنى القذافي في طفولته ان يقود ثورة، ولا حتى…