السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
في صالون زياد الدريس، في منزله في باريس، سعدت بمقابلة عدد من السفراء العرب لدى منظمة اليونسكو. وسعدت أكثر حينما عرفت أن الدكتور زياد الدريس، سفير المملكة لدى اليونسكو، يقيم صالونه الثقافي شهرياً. في هذا الصالون، تجتمع أصوات ثقافية عربية مهمة، بعضها مقيم في باريس والآخر يكون في زيارة عابرة لفرنسا. ما أظن مثقفاً أو إعلامياً سعودياً مر بباريس من دون حضور مناسبة ثقافية من ترتيب سفيرنا النشط لدى اليونسكو. فإن فاتت الزائر جلسة أبي غسان الثقافية رتب له زيارة ممتعة لمقر اليونسكو في باريس. و إن لم يسعفك الوقت لحضور صالونه الثقافي أو زيارة مقره في اليونسكو فإنك غالباً ستحظى بجلسة ممتعة معه في مقهى باريسي أنيق. ومع أن الدكتور زياد ليس في حاجة لشهادتي، وهي أصلاً شهادة مجروحة بحكم الصداقة الطويلة، إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا أن نحتفي برموزنا الوطنية خصوصاً تلك التي تمثلنا في الخارج. أجزم أن مقولة «المسؤول الصح في المكان الصح» تنطبق على سفيرنا…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
أثناء الغزو العراقي للكويت تفاجأت النخب الكويتية، على اختلافها، الإسلامية والقومية، بالمواقف المخزية التي اتخذتها بعض النخب التي تنتمي لنفس تياراتها الفكرية في مختلف الأقطار العربية، بوقوف الأخيرة موقف المؤيد للغزو العراقي. عندها شعر الكويتيون بأن ارتباطاتهم الأيديولوجية والتنظيمية بالتيارات التي تمثلها تلك النخب لم تكن في محلها، وخصوصاً عندما وقفت النخب الخليجية بمختلف انتماءاتها الفكرية، مؤيدة للموقف الكويتي ورافضة تماماً لأي تبرير تجاه الموقف العراقي. وبعد تحرير الكويت أعادت كثير من النخب الكويتية تفكيرها في انتماءاتها الحَرَكية والأيديولوجية المرتبطة بالخارج، وأدركت أن لكلٍ حساباته الخاصة ومصالحه التي سيقدمها على حساب الآخرين حتى وإن عنى ذلك سلبهم ممتلكاتهم وأرضهم وأرواحهم، طالما أنهم لا ينتمون إلى أرض واحدة. واليوم يعيد المشهد نفسه ولكن على نطاق أوسع، جغرافياً وأيديولجياً، فالناظر إلى الانتماءات الفكرية لأبناء الخليج لا يكاد يجد انتماءً محلياً صِرفاً، بل بات كثير من الخليجيين يستوردون أيديولوجيات سياسية أو مذهبية أو عقائدية من الخارج، أي من دول الجوار والدول العربية، ثم…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
في إحدى القنوات الإخبارية تابعت تقريراً عن أماندا ، أماندا هي فتاة إندونيسية تقطن في جاكرتا ، وتضطر لاستخدام وسائل النقل العام في تنقلاتها عبر شوارع العاصمة ، تعرضت أماندا لحادثتي تحرش في الباص ، ما دفعها للالتحاق بفصول نسائية لتعليم مهارات الدفاع عن النفس ، وبحسب التقرير فإن أماندا ليست استثناءً فهنالك فالعديدات من بنات جنسها وجنسيتها أصبحن يرتدن هذه الفصول بهدف تعلم المهارات ذاتها . وبعيداً عن موضوع التحرشات الذي بات ظاهرة عالمية تشتكي منها السيدات ، فلا أدري لم قفزت إلى ذاكرتي مجدداً بعض قصص التعنيف ضد العاملات المنزليات من قبل ربات البيوت ، ما دفع الكثير من البلدان لإعادة النظر في شروط عقود عمل العاملات المنزليات وإضافة شروط أخرى جديدة بما يوفر لرعايا تلك الدول الحماية المطلوبة خلال فترة إقامتهم في بلد العمل ، وفي حال توصلت الجهات المعنية إلى تسوية فيما يتعلق بإعادة فتح باب الاستقدام مجدداً من بعض الدول التي تم إيقافها سابقاً ،…
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
مرة حاورت الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي في مكتبه في بوسطن. وجاء الحوار إلى دور المثقف في صناعة التغيير. كان سؤالي يفترض “المثالية” في المثقف وفي أدواره. وكان تشومسكي يذكرني أن المثقف في آخر النهار إنسان، مثله مثل بقية الناس في مجتمعه، وليس نبياً أو من الملائكة حتى نصبغ عليه المثالية. المثقف -في إجابة- تشومسكي له قناعاته التي قد لا يتفق عليها الناس وبالتالي يصدمهم أحياناً بآرائه التي لا تتوافق مع آرائهم. وهو أيضاً صاحب مصالح ومخاوف تبدأ من خوفه على عائلته ولا تنتهي عند خشيته على نفسه من السجن أو الموت. استغرب هذه الأيام من بعض الناشطين، في المجالس الخاصة أو في قنوات التواصل الاجتماعي، وهم يتحدثون بمثالية مفرطة عن “القيم” و”المبادئ” و”الأخلاقيات” التي يفترضونها في المثقف. وهم يضعون معايير تلك القيم والمبادئ وفقاً لآرائهم ومواقفهم. فالمثقف الذي لا يتفق مع مواقفهم يصبح مباشرة في نظرهم عميلا وخائنا وليس عنده مبادئ! والسؤال هنا: من يُقيّم من؟ ومن يملك الحق في…
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
أخبار الصيف قاتمة وكل شيء عالق لا ينوي أن يمضي قدماً في طريق الحل، وقد لاحظت أن خيبة الصيف وضجره قد تسربت إلى نفوس الكثيرين، ولأنني أنوي أن أودعكم من أجل شهر إجازة فسأودعكم بواحدة من حكايات السفر والمطارات. منذ ثلاثة أعوام قضيت عطلة صيفية في لبنان جمعت خلالها كماً من الكتب، أحضرته معي إلى مكان إقامتي في دبي، وكان شهر رمضان قد بدأ. وبعد أن هبطنا من الطائرة لم أجد صندوق كتبي مع الحقائب التي جمعها لي العامل، بل وجدت بدلاً منه كرتوناً من الرطب فأعدته إلى موظف الخطوط السعودية شاكرة تعويضهم وأصررت على صندوق كتبي، فطلبوا مني أن أسجل بلاغاً في مكتب المفقودات بمواصفات كرتوني الذي يقارب حجمه حجم كرتون الرطب المهمل ففعلت وانتظرت أسبوعين، وكنت أتصل كل يوم بمكتب المفقودات وأسألهم: “هاه لقيتوا الصندوق؟ فأحصل على إجابة واحدة لا غير: لا”. بعد أن تأكدت من أن صندوقي “مفقود مفقود” كتبت مقالة بعنوان “ضاع الصندوق يا محمد” وهو…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
يصعب على أي مثقف أن ينأى بنفسه عن السياسة، خاصة حين يرى النظام الحاكم يحول بلده إلى لوحة سريالية مصطبغة بالأحمر، كما في سورية حيث تتباين المواقف، فحين بدأت الثورة في مارس 2011 لم يلتفت إليها كثير من مثقفي البلد، معتقدين أنها مجرد زوبعة في فنجان، ويبدو أنهم كانوا في قراءتهم للحدث مثل النظام الذي لم يستفد من مجريات "الربيع العربي"، ليكرر السلوك القمعي نفسه، فكبرت الثورة، وكلما ازداد القمع والقتل أكثر كبرت أكثر. ولأن الحالة السلمية لم تعد تنفع في مواجهة بالقتل، كان الرد المسلح من قبل جنود انشقوا عن الجيش لحماية أهلهم. وتطورت المعركة لتصبح الدولة كلها تقريبا جبهة قتال. وعلى الرغم من أن كل ذلك حدث وفق تطور منطقي لتداعيات وتصاعد الثورة، إلا أن عددا كبيرا من المثقفين ما زال يردد خطاب النظام، ومنهم من ينتظر أن تحسم المعركة ليحدد مكانه. لا يشكل المثقف السوري حالة خاصة، بل هي حالة لا تختلف عن غيرها في الدول القمعية.…
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
التليفزيون السوري يؤكد بالفم المليان أن مؤامرة “كونية” تحاك بالتعاون مع “هوليوود” لإنتاج عمل ضخم تكلفته 36 مليار دولار لتضليل الشعب السوري وإيهامه بأن النظام قد سقط. الاستخبارات الصينية، حسب التليفزيون السوري، هي من كشف عن هذه المؤامرة التي سميت “السقوط المدوي”. والرسالة هنا للشعب السوري تقول يا شعب لا تصدقوا أي شيء يقال إلا ما يقال في إعلام النظام الرسمي. وفوق هذا، حتى ولو خرجت بيانات في “الإعلام السوري الرسمي” تتحدث عن سقوط القصر الجمهوري وغيره من المؤسسات الرسمية فلا تصدقوها، لأن من بنود المؤامرة الكونية إنشاء محطات فضائية نسخة من المحطات السورية. أي أن هوليوود بتمويل خليجي، ستبني دولة افتراضية اسمها سوريا. أنا لم أستغرب ثانية واحدة أن أسمع مثل هذا الجنون والحماقة والسذاجة في دوائر الإعلام السوري الرسمي. فمنذ بداية الثورة في سوريا كان الإعلام السوري يزعم أن المظاهرات التي تظهرها الجزيرة والعربية من ميادين سورية ليست سوى “مسلسلات” تصور في تركيا وقطر والسعودية لتضليل السوريين وتحريضهم…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
قد يخطر في بال القارئ الكريم حالما يقرأ العنوان بأنني أنوي الإشارة إلى رواية الكاتب المعروف دان براون صاحب رواية شيفرة دافنشي المثيرة للجدل. إلا أنني في الواقع استعرت هذا العنوان لأشير إلى الطريقة التي يتعامل بها مجتمعنا بشقيه من أصحاب الصوت الأعلى، أي التيارين المحافظ والليبرالي، مع الكثير من قضاياه. فالتيار الليبرالي يحاول تصوير المواطنين والمقيمين في هذا البلد على أنهم ملائكة ويجب تشريع القوانين وإباحة الكثير من الأمور وفق هذا التصور، والعكس صحيح في حالة التيار المحافظ الذي يكاد يقدم سوء الظن في كل أمر مما يستدعي تحريم جل الأمور ولو كانت مباحة سداً لذرائع الشيطان الكامن في داخل كل فرد! فلو أخذنا نظرة التيار الليبرالي لقضية الاختلاط مثلاً, لوجدناه يقول إنه يؤيده بشكل كلي أو شبه كلي، سواء في التعليم أو العمل أو نشاطات الحياة المختلفة، وأن الأمر طبيعي جداً وما هي إلا فترة بسيطة ويعتاده المجتمع ولا تكون لدينا أية مشكلات. ويتناسى أن ثمة فطرة ورغبات…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
يمارس المثقف دوراً تنويرياً في حياة المجتمع، إنه يقود الحراك الثقافي نحو مستقبل أكثر وعياً وانفتاحاً وعدلا لوطنه وأمته، دوره ينطلق من فهمه للواقع الذي يفترض أن يكون مبنياً على نظرة علمية وأفق فكري يملكه وخلفية ثقافية، وتجارب غنية مر بها أو استفادها من قراءاته. وقد يكون ينتمي إلى مدرسة أيدلوجية يؤمن بأفكارها، لهذا يعد المثقف الحقيقي قدوة لأجيال، وقائداً يوجه عقول الأفراد المؤمنين بفكره نحو ما يراه الأصلح. ويحرص هذا المثقف على الثوابت التي ينادي بها، ويكون أول حرّاسها، ولا يتخلى عنها إلا إذا أثبت له الواقع أنها غير مجدية أو طوباوية أو أن الزمن تجاوزها ولا تصلح لواقع جيل جديد. لهذا فإن مكانة المثقف تعد كبيرة عند الفريق الذي يؤمن بفكره والدور الذي يؤديه في إصلاح المجتمع أو السعي به نحو واقع أفضل. وفي ثورات "الربيع العربي" كانت المجتمعات تبحث عن أصوات المثقفين البارزين فيها، تريد أن تسمع رأيهم وتحليلاتهم وإلهامهم فيما يحدث، وماهي الخطوة المقبلة التي لابد…
سعيد الوهابييدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
أكثر من ثلاثين شهرا وفخامة رئيس رومانيا متوقف عن استخدام حسابه في تويتر ، وفجأة يوم السادس من هذا الشهر عاد وكتب في تويتر التالي “مع الحقيقة والدستور سنذهب إلى الاستفتاء”. في ذلك اليوم صدر قرار البرلمان الروماني المنتخب – بالطبع – بعزل الرئيس وأن يُقام استفتاء شعبي نهاية الشهر بحيث يحدد الشعب هل يريدون الرئيس باسيسكو أن يحكمهم أم لا؟! ، بدأت الحكاية كما تحدث في كل حكومة طبيعية حول العالم حين شعر بعض النواب في البرلمان أن الرئيس يستخدم سلطته التنفيذية بشكل خاطئ وفاسد فتوسط لحلفائه وأنه تعدى على صلاحيات رئيس الوزراء وفرض إجراءات تقشف من رأسه ، خلال الأزمة صدرت بيانات من واشنطن ومفوضية الاتحاد الأوربي وألمانيا والبيانات الثلاثة تصر على ثلاثة أشياء فقط : استقلال القضاء ، سيادة القانون ، الديموقراطية .. وبقية الكلام رتوش ، الاتحاد الأوربي أضاف أنه سيؤجل انضمام رومانيا إلى اتفاقية الانتقال ” الشنجن ” حتى تمر الأمور بطريقة سلسة ديموقراطية. ما…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
مع أنه كثيرا ما كان ينتقد سلبيات النظام، إلا أن المسلسل السوري الناقد "بقعة ضوء" لم يتطرق لأحداث الثورة السورية خلال عرضه في رمضان الماضي، رغم كثرة المفارقات التي يمكن الاستفادة منها من غير انحياز لطرف بعينه، وننتظر ذلك في نسخته التاسعة التي تعرض حاليا، فالبقع الضوئية كثيرة.. ومنها ما شد اهتمامنا طوال الأيام الماضية. بعضها قابل لأن يكون دراميا، وبعضها هو "الدراما" ذاتها.. ومن هذه الأخيرة أنه ولأول مرة منذ بداية الثورة سيطرت الأزمة السورية على شاشات تسمر أمامها الناس لمتابعة أحداث تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق. ولأول مرة في تاريخه يقوم التلفزيون السوري ببث الحقائق والاعتراف بها مع ملاحظة تأخره عن الآخرين في ذكر أسماء القتلى في الأخبار التي كانت تأتي على دفعات. ورغم أنه بادر ببث خبر تفجير المبنى بعد دقائق من حدوثه، إلا أن الحقيقة ظلت غائبة والأمور ضبابية، إذ لم يبث صور موقع التفجير الذي نسبه إلى انتحاري، ولعله ضرب الرقم القياسي في زمن…
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢
ليس جديداً أن أكتب عن إعجابي الصادق بما تشهده الإمارات من تنمية متواصلة على أكثر من صعيد. وأكتب هذا الكلام عن خبرة ومعايشة طويلة وليست وليدة لحظة أو زيارة عابرة. للتو أعود من “سفرة طويلة” شملت البرازيل وفرنسا. اكتشفت خلال رحلتي أن الإقامة في الإمارات قد رفعت كثيراً من سقف توقعاتنا. في باريس تنتظر أحياناً لساعات قبل أن توفق بتاكسي فيما يأتيك في دبي بلمحة بصر. والانتظار الطويل في طوابير المطارات التي مررت بها يضطرني فجأة للمقارنة بمطارات الإمارات حيث لا تستغرق المسألة سوى دقائق قصيرة إلا وأنت خارجها. وكلما انتظرت طويلاً لتفعيل خدمة الإنترنت البطيئة في أكثر من مكان مررت به خلال رحلتي قلت: الله عليك يا الإمارات! وحينما كنت أقود سيارتي في شوارع باريس، وكنت على أعصابي خوفاً من فوضى السير من كل اتجاه، هدأت من روعي وقلت: كلها أيام وأعود لمتعة القيادة في شوارع دبي وبين دبي وأبو ظبي. هذه الأمثلة ليست “تفاصيل صغيرة”! تلك من صميم…