الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: لفت انتباهي في المظاهرات العراقية لوحة كتب فيها: "أكان الحاكم مسلم أم كافر لا يهم فالدولة وظيفتها توفير حياة كريمة وليس إدخالنا الجنة". وإذ أراني اليوم لست بصدد توضيح تعريف المسلم والكافر، لكني أجد نفسي سعيداً بوصول جيل الشباب إلى فكرة أن مهمة الدولة خدمة الناس في الدنيا، ومهمة الدين خدمتهم في الآخرة، مما يبشر ولو قليلاً، بتهاوي المطية التي ركبت عليها وما تزال حركات "الإسلام" السياسي، سواء من تعتبر نفسها "معتدلة" أم تلك المتشددة، حيث ما فتأت جميعها تستغل الإسلام للوصول إلى طموحاتها، شاغلة باسمه قلوب الناس قبل عقولهم، لتنفيذ مآربها، وبعناوين متعددة لا تخرج مهما تسترت عن هدف واحد هو الوصول إلى السلطة. والتنزيل الحكيم كان شديد الوضوح في أن {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة 256)، أي لا سلطة في الدين، حيث أن الدين لا يملك أدوات الإكراه، بينما السلطة من تملكها، فأنت تُقبل على دينك طواعية، لا يمكن لإنسان أن يعلم ما في…
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
نحن لا نلجأ عادةً إلى أن نعيد الضبط، إلا عندما تخذلنا الأشياء التي تمسكنا بها ثم أولتنا ظهرها، فيكون إعادة الضبط، هنا، حلاً بديلاً لانهيارنا، أو عندما نجد بدائل أفضل لما بين أيدينا. إعادة الضبط The Grate Reset تعني المواكبة والتكيّف والتأقلم مع المعطيات الجديدة، وإعادة صياغة العالم لأدواته وتحديث وإعادة تأهيل مهارات الأفراد، بما يتوافق مع الشكل الجديد لمنظومة الأعمال كافة. وقد يقال كان من المفترض أن نطوِّع التكنولوجيا في خدمة ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، لكن ما يحدث الآن، بسبب إجباري فرضته جائحة «كورونا»، وبتحوّلات بطيئة سبقتها أيضاً هي تحولات عصر المعرفة، هو أننا نسير في اتجاه تطويع كل شيء من أجل التواؤم مع التكنولوجيا، تماماً كما فعل النفط ذات يوم عندما صب الحضارة الإنسانية في قالبه وفرض عليها التأقلم مع معطياته. لقد فرضت مظاهر التكنولوجيا إعادة الضبط لكل شيء، والذي يفرض التأقلم والاستيعاب للآليات الجديدة التي انتهت إليها منظومة الأعمال، وإعادة تشكيل وصياغة لهوية المهن والوظائف، وبعد أزمة «كورونا»…
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
أحد الأخطاء في تطبيق التفويض هو أن المدير أحيانا لا يستطيع أن يمنع نفسه من التدخل والقيام بالمهام التي فوضها فتحصل ازدواجية قد تعيق الإنجاز. كما أن هذا التدخل يتسبب في إيجاد حالة من الارتباك، كونه يتعارض مع مبدأ إداري مهم وهو وحدة الأمر وهو أن يتلقى المرؤوس الأوامر والتوجيه من مصدر واحد. ينشغل الموظفون بنشاطات مختلفة، وأفكار ومناقشات ويتضح في نهاية المطاف أن كل ما سبق يصنف كنشاطات تقضي على الوقت لكنها ليست إنجازات. سبب هذه المشكلة هو عدم تحديد الأولويات وترتيبها، وعدم إدارة الوقت بما يتفق مع تلك الأولويات. بالنسبة للمدير، أحد الحلول التي تساعده على إدارة الوقت هو التفويض. وهذا المبدأ يتضمن إيجابيات كثيرة منها استثمار القوى البشرية، وتدريبهم ودعم ثقتهم بأنفسهم، وتعزيز الانتماء والولاء.. وتنمية مهاراتهم وإكسابهم الخبرة وتهيئتهم لمستقبل مهني أفضل لهم وللمنظمة. أحد الأخطاء في تطبيق التفويض هو أن المدير أحيانا لا يستطيع أن يمنع نفسه من التدخل والقيام بالمهام التي فوضها فتحصل ازدواجية…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
تعاظمت قصة المعارض نافالني الروسي - البريطاني المتكأكئة من عدة سنوات بادعاء أن الاستخبارات الروسية حاولت تسميمه، ونجّاه الطب البريطاني من الموت. المحكمة البريطانية اتهمت ضباط مخابرات روسية بالعملية، وأصدرت على اثنين منهم أحكاماً غيابية. ودول الاتحاد الأوروبي سارت وراء بريطانيا في فرض عقوبات ذات طبيعة دبلوماسية على روسيا الاتحادية. والآن وليس عندما ثبتت الادعاءات بحكم المحكمة، أجابت روسيا بإجراء مماثل على دبلوماسيّي الدول التي تضامنت مع بريطانيا، وهو الأمر الذي تظلمت منه ألمانيا الاتحادية باعتبار أنه لا دخل لها في النزاع! في العادة، فإن العقوبات المتبادلة وخلال الحرب الباردة وما بعدها، كانت تجري في العالم الغربي بين الولايات المتحدة وروسيا السوفياتية ثم الاتحادية. إنما في العقدين الأخيرين تعددت المشكلات الأمنية والسياسية بين روسيا والأوروبيين، ومن جورجيا وأبخازيا وإلى المشكلتين المهمتين الأخيرتين في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وإلى روسيا البيضاء. وتقع كل هذه المشكلات بحسب المحللين تحت عنوان: عودة روسيا الدولة العظمى بمصالحها الاستراتيجية الباقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. وهو…
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
في بلد يصبح الإنسان محور الجدلية في تطوره، ورقيه، ونهوضه، وصعوده إلى هامات النجوم، وفي قلب الغيمة الممطرة، هذا الديدن، وهو مهماز العطاء الذي يميز الإمارات عن بقية الدول، وعندما يوضع الإنسان، مواطناً أو مقيماً في صميم العلاقات المتساوية والمتوازنة، والمتناغمة، والمنسجمة، ضمن سياق ثقافي، يختزن في أحشائه القناعة بأن وحدة الهدف، تقع في الثنايا، وأن الغاية هي صناعة مجتمع تتعانق في المشاعر كما هي أغصان الشجرة الواحدة، وكما هي أجنحة الطير التي تحلق في السماء لتلون وجه الأرض بزرقة سماوية صافية، نقية، شجية، ثرية، أثيرية، غنية بمعدن الحب، وتمضي في الحياة، كما هي قطرات الندى على وريقات اللوز. هذا هو معنى الحقوق، ولكن تبقى الواجبات هي النهر الذي يغذي أشجار الحقوق ويمنحها خضرتها، وينوعها، ويفوعها، ولدانتها، ونضوجها، وتأثيرها المباشر في البناء، والتطور، والنشوء والارتقاء. على كل من يمشي على عشب هذه الأرض تقع الواجبات، كما يستلهم الحقوق، ولا يمكن لكيان اجتماعي أن يحظى بالنضارة، البريق، الأنيق دون أن تتحد…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: على اختلاف تفاصيل الأحداث الجارية في العالم العربي، يمكن للمتتبع ملاحظة قاسممشترك واضح، وهو ميل الشعوب إلى التعايش بعيداً عن التفرقة الطائفية والمذهبية، ومللها بشكل عام من استخدام معتقداتها الدينية كمطية للمصالح السياسية هنا وهناك، سيما عندما تصاب بخيبة أمل من ملوك الطوائف تلك، وتواجه الواقع الاقتصادي السيء دونما حلول مباشرة. ولطالما كان تقسيم الشعوب إلى طوائف ومذاهب وملل وسيلة فضلى للسيطرة عليها، بحيث تستخدم الطائفية كسلاح جاهز للاستعمال بيد أي مؤامرة يراد لها أن تحاك، ويمثل الولاء هنا الغطاء الذي يبرر أي اقتتال قد يطال في أحيان كثيرة أفراد الأسرة الواحدة. ورغم أن الولاء لحزب أو زعيم أو طائفة لا ينبع من الدين دائماً، بل له منابع عديدة، إلا أنه حري بنا التعريج على مصطلح "الولاء والبراء" الذي يعد ركناً في الثقافة الإسلامية الموروثة، ويشكل أساساً معتمداً في تحديد العلاقة مع الآخر، حيث المعيار هو الشرك والتوحيد وفق المفهوم التقليدي للإسلام، وبناءً على رأي "ابن…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، اعتماد الرابع من فبراير من كل عام «يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية»، هو إقرار من المجتمع الدولي بأهمية المبدأ في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في العالم، وتحقيق تقدم وازدهار ورخاء الشعوب، وإقرار بدور الإمارات التي تبنت الأخوة الإنسانية منهاج عمل ومحوراً رئيساً من محاور سياستها الداخلية والخارجية، واعترافاً وتقديراً عالمياً عظيماً لصاحب الفكرة وحكمته ورؤيته الثاقبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الرابع من فبراير 2019 سجله التاريخ بحروف من ضياء ونور، بتوقيع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على وثيقة «الأخوة الإنسانية» مع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي حل ضيفاً على الإمارات وأهلها في أول زيارة للبابا لمنطقة الخليج والجزيرة العربية. توقيع الوثيقة التاريخية في عاصمة الإنسانية وفي رحاب صرح زايد المؤسس كان تأكيداً إماراتياً بالالتزام والحرص على إرث باني الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومؤسس صرحها الشامخ…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
التاريخ الإنساني المضيء الذي تصنعه الإمارات، يسجله العالم، اليوم، ضمن التقويم النبيل للبشرية جمعاء، ليكون تاريخاً تحتفي فيه الإنسانية وأجيالها بأجل معاني الحضارة وقيمها السامية في السلام والتعايش والأخوة والمحبة. هدية الإمارات للبشرية في العام الجديد، باعتماد الأمم المتحدة المبادرة، التي قدمتها بشأن الاحتفال بـ«يوم عالمي للأخوة الإنسانية» في 4 فبراير، تضيف إنجازاً مهماً لرسالة الإمارات العالمية ورؤيتها الإنسانية، التي باتت استراتيجية كبرى في فكر قيادتها، وأولوية قصوى في حقيبة دبلوماسيتها النشطة دولياً، لترسيخ الأخوة والتضامن عالمياً، وما هذا الإنجاز إلا ثمرة مثابرة الإمارات، التي حققت سبقاً تاريخياً في مأسسة نشر التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، لإيمانها العميق والأصيل بأهمية هذه القيم للارتقاء بالإنسان، وتعظيم شأنه وتمكينه وتنميته، وضمان مستقبله الأفضل. الرابع من فبراير تاريخ لا ينسى، فهو يوم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الاستثنائية، التي تم توقيعها في حدث تاريخي، استضاف فيه محمد بن زايد، راعي الأخوة الإنسانية، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
لم يعد بالإمكان «الصراخ» بما فيه الكفاية عما يحدث من استهتار صريح لحي طيبة في جدة. في كل مرة تتجه شكوى أهالي الحي إلى جهة بعينها، فتجد الردود الجاهزة الباردة «يبقى الحال على ما هو عليه»، وفِي أحيان يتبرأ المسؤول بحجة عدم الاختصاص، ليولي الناس وجوههم إلى جهة أخرى. وبعد الصراخ والطرق، لم يعد من جهة نولي وجوهنا إليها سوى الأمير خالد الفيصل، فيا سمو الأمير: منازلنا طفحت بالمياه الارتوازية «العميقة والسطحية» وشوارعنا لم تعد شوارع بل حفرا أصبحت مقابر لسياراتنا وإن لم تلتهمها، فالشقوق العميقة تتسبب في أعطال يومية، ومياه الصرف جرت في عروق الأرض فلم يعد هناك أرض صلبة، والأرض الرخوية أضرت بأساسات البيوت، وكأن هذا لا يكفي، فجيء بالأشياب والوايتات لتواصل تدمير الشوارع، وتخنق الشارع الرئيس الوحيد في الحي، والشكوى من سرعة سائقي الوايتات لا تخص حيا بعينه، أو طريقا بعينه، فهؤلاء مدوا حبل الاستهتار من غير حذر. كما أن المسطحات المائية المنتشرة في حي طيبة حدث…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
مرت علينا هذا الأسبوع الذكرى الأولى لرحيل العلامة محمد شحرور، المفكر المفسر الذي أطلق موجات ضخمة من النقاش حول مفاهيم استقرت قرونا متوالية. غرضي ليس تبجيل المرحوم شحرور، مع أنه جدير به. قد يؤدي تمجيد الأشخاص إلى تصنيمهم، بحيث يمسي عسيرا تجاوز آرائهم. إن قيمة المفكر رهن بما يفتح من آفاق جديدة، تمكن المتلقي من تجاوز موقعه في تاريخ المعرفة. كما لا أنوي تكرار الآراء القيمة للمرحوم، فهي منشورة ومشهورة. ما يهمني حقا هو تفصيح الفكرة التي ربما لم يصرح بها، لكنها تلوح للمتأمل بين السطور أو في النهايات غير الواضحة. لقد أشرت في مقالات سابقة إلى ما ظننته عناصر رئيسية في تفكير المرحوم شحرور، وبينها باختصار شديد: أ) إن الحياة تجربة، وب) إن الدين يعالج جانبا من قضايا الحياة، كما إن العلم يعالج جانبا آخر، والفن يعالج جانبا ثالثا، وكذا الأخلاق والأسطورة. وت) إن الإنسان – كل إنسان – شريك فاعل/ متفاعل في تلك التجربة، في تطوير مساراتها…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: بعث الله تعالى رسوله محمد (ص) حاملاً رسالة للعالمين، ختم بها الرسالات وأعلن بصريح العبارة اكتمال الإسلام ووصول الإنسانية لسن الرشد، بحيث بات بإمكانها الاعتماد على ذاتها في العيش دونما رسالات جديدة، وفق هدى من الله رسمت خطوطه الوصايا التي تراكمت عبر التاريخ، تدريجياً منذ ابتداء الأنسنة، وانسجاماًمع اتساع المدارك والمعارف. ولم توجه هذه الرسالة للعرب دون غيرهم، ولا لسكان الشرق الأوسط فقط، وإنما للناس جميعاً {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} (الأعراف 158)، وباعتبارها الخاتم فهي بالضرورة تحمل أحكاماً ستتناسب مع مختلف الأزمان وحتى قيام الساعة، لا تتغير بتغير الظروف، ويمكن للمتمعن بآيات التنزيل الحكيم ملاحظة أن الإسلام واسع النطاق، يضم تحت جناحيه كل من آمن بالله وعمل صالحاً {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت 33)، والعمل الصالح مفتوح للإبداع قدر ما نشاء. ولما كان الإسلام دين شامل، أكد الله تعالى أنه دين الفطرة…
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
كل ما أنتجه مرض «كورونا» يدعو إلى المقت والألم، ولكن في طيات هذا الوباء، وفيما تحت ملاءته الساخنة، تعلمنا كم هي بلادنا رائعة وهي تفرش شرشف الحرية أمامنا، وكم كنا نرغد براحة واسعة لا تسعها الدنيا، وكم هي الحرية في بلاد تنعم بكل مقومات الحياة الباذخة، المترفة، الثرية بكل ما تهفو إليه النفس وتتمناه. بلاد تفيض بمعاني الحياة الرائعة، وتطفو على موجة من المدهشات، المذهلات، ما يجعلك تشعر بأنك ضيعت عمراً، والأشياء الجميلة كانت تفلت من بين رموشك، كما تنزلق الأجنحة نحو منخفضات سحيقة. اليوم وأنت في ظل مخاوف «كورونا»، وما يتبعها من احترازات، تحس بأنك خنت حريتك، وأنك بعت عمرك بثمن بخس، عندما انكفأت في مكانك، أو أجلت مواعيد السياحة الداخلية، تشعر أن الحياة في بلدك سلبت منك، وعندما أهملت النظر إلى كل مكان من هذه المساحة الجغرافية المطوقة بقلائد من جمال، وأساور من رونق لا مثيل له إلا هنا في الإمارات، هذه الحرية التي تتوخاها اليوم، تبدو مثل…