عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠
يقولون إن الأنوثة قدر المرأة، والذكاء فطرتها الأولى التي تولد بها، فكل امرأة أنثى بقدر ما تستطيع أن تكون، كما أنها ذكية بطريقتها الخاصة مهما كان الظرف المحيط بها ودرجة تعليمها وطريقة تربيتها، نتحدث عن الفطرة التي فطرها الله عليها، فكل مخلوق يخلق مزوداً بإمكانات وقدرات تمكنه من أن يستمر ويواجه ظروف وتقلبات الحياة. وبينما الرجولة اختيار وقرار، فإن الذكورة قدر بيولوجي لا أكثر، فالذكر يولد ذكراً دون أن يكون له يد في الأمر، هكذا يتكون ويخرج للدنيا. فيما بعد، أي بعد ولادته يتحصل هذا الذكر على تربية وتنشئة قِيمية خاصة تناسب تكوينه كذكر، وتعده لتحمل أعباء ذلك، لهذا يقال: ليس سهلاً أن تكون رجلاً! تعمل تلك التنشئة التي تلقاها على تعزيز وعيه بذاته وكينونته، هذا الوعي الذي يجعله يقرر أن يكون رجلاً لا مجرد ذكر، بما تعنيه الرجولة من أخلاق وقيم والتزامات. من هنا، عندما وقفت زوجة أحد مشاهير السينما لتقول كلمة في حقه يوم تسلّمه جائزة الأوسكار، قالت:…
الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠
أبت شمس يوم أمس، الثلاثاء، أن تشرق إلا وقت فارقت روح الأستاذ إبراهيم العابد، في رحلته الأخيرة في هذه الأرض، ليتركنا هنا في حيرة وحزن على هذا الرحيل المفاجئ الذي كان بلا أية مقدمات وبلا وداعٍ وبلا موعد للقاء قريب، كما تعودنا دائماً.. «نشوفك على خير بوباسم». الحزن في الوسط الإعلامي الإماراتي كبير، فغياب قامة بحجم ومكانة الأستاذ إبراهيم العابد، بلا شك يشكل فراغاً حقيقياً في المشهد الإعلامي، ففي سنواته الأخيرة، كما هو دائماً، وأثناء عمله مستشاراً لمعالي الدكتور سلطان الجابر عندما كان رئيساً للمجلس الوطني للإعلام، كان الأستاذ إبراهيم المستشار الخاص لكل إعلامي إماراتي وغير إماراتي، فمن يبحث عن معلومة ومن يريد أن يتأكد من خبر ومن يبحث عن مسؤول لا يعرفه ولا يمكنه التواصل معه، لا يحتاج إلا الاتصال بالأستاذ إبراهيم الذي كان يرد في كل وقت وفي كل ظرف وغالباً ما يكون عنده الجواب، وإذا لم يكن فإنه يبحث ويسأل حتى يأتي بالجواب وبالرد.. اليوم وبعد أن…
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠
كشف مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي أخيراً السبب الحقيقي وراء حادث تحطم المروحية التي كان يقودها الملياردير توماس جيه ستيورات بعد تحقيقات دامت ثلاثة أعوام، وذكر المجلس أن طفلته الصغيرة هي من تسببت في الحادث، بعد أن سمح لها، وعمرها 5 سنوات، بالجلوس في حضنه، حيث ركلت الطفلة عفوياً الأجهزة مما تسبب في المأساة. وتوفي الملياردير مع زوجته وطفلته وشقيق زوجته والطيار المساعد. تذكرت هذا الخبر الذي قرأته، عندما أراني أحد الأصدقاء، وهو يضحك، فيديو له وهو يقود سيارته وطفله الصغير الذي لا يزيد عمره على ثلاث سنوات جالس في حضنه يلعب بـ{الدركسيون}. فقلت له: حرام عليك يا شيخ، إذا لم تكن خائفاً على حياتك وحياة طفلك، ارحم حياة الآخرين الذين يسوقون سياراتهم أمامك وخلفك ونحوك، وليس لهم {لا في العير ولا النفير}. غير أن بعض الصغار لديهم مفهومية أكثر من بعض البغال أو الحمير - آسف أقصد الكبار - فقد أظهرت طفلة بريطانية عمرها سنتان شجاعة وذكاء كبيرين بعدما…
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠
عرفت عبدالله في الثمانينات. رجل مرحب، لطيف، منفتح على النقاش في وقت كانت النقاشات المباشرة تمثل لي ضرورة حيوية. كان وقتها يعمل مذيعا ومتعاونا مع جمعية الثقافة والفنون. معه في الجمعية صديق مصري مثقف اسمه مختار الكسار، لا أدري ما عملت الدنيا به. كنت أختلف إلى مختارٍ هذا في المساء في زيارات ثقافية وأخرج معه أحيانا. في تلك الأجواء تعرفت على عبدالله الزيد. كانت تجربة التفاعل المباشر معه مفاجئة، فبعكس لغته الحادة والمفاصلة في مقالاته تجاه الاتجاه التقليدي في الأدب، كان الرجل في تفاعلاته المباشرة مع الناس هشاً، بشاً، يقطر لطافة. حين يتحدث، ينسدل على وجهه ماء اللين وطيب المعشر. بدا وكأن صورته المرفقة في مقالاته، ذات الملامح الصارمة والمتوافقة مع لغة مقالاته، كأنها محاولة منه لتقليل شيء من لطفه البدهي حين يتعامل مع البشر. يمكن القول إن التناقض بين حدة لغة مقالاته وشدة لطفه يمثل ظاهرة مبهمة. توثقت - في تلك الأيام - علاقتي به. كان عمله في الجمعية…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠
«علّي صوتك بالغنا.. لسّه الأغاني ممكنة». هكذا رفع الفنان محمد منير صوته بالغناء في فيلم «المصير» للمخرج يوسف شاهين، كاسراً جدار اليأس والصمت، ثم أكمل: «.. ولسه يا ما في عمرنا». لكنّ هناك من يحاول أن يقنعنا بأن الأغاني لم تعد ممكنة في زمن «كورونا»، فقد اتخذت بعض المدارس البريطانية قراراً منعت بموجبه الطلاب من الغناء داخل الفصول الدراسية، والاكتفاء بالاستماع إليها عبر «يوتيوب»، أو الصمت خوفاً من انتشار رذاذ أفواههم في الهواء، ونقل فيروس «كورونا» داخل محيط الفصول والمدارس، في الوقت الذي فرضت السلطات فيه قيوداً جديدة في بعض مناطق الشمال ذات المستويات العالية من حيث عدد الإصابات والوفيات، مع معاودة الفيروس نشاطه، والانتشار بشكل واسع تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء. القرار الذي يهدف إلى حماية الأطفال من الإصابة بالفيروس وجد معارضة لدى بعض أولياء الأمور، الذين دعوا إلى تمكين أطفالهم من العودة إلى بيئة طبيعية وداعمة، بعد أن عانوا بما يكفي من الغياب عن المدارس.…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠
بعض إدارات المدارس تتعامل مع الطلاب وأولياء أمورهم في ما يتعلق بموضوع التعليم الهجين أو «الأونلاين» كما لو أنه منة من عندها، دون أن يدركوا أن هذا توجه مستقبلي، وهو ثمرة خيار رؤية قيادة تؤمن بالانطلاق بالمسيرة التعليمية نحو آفاق أرحب في إطار مسيرة نهضوية تركز على جودة التعليم وأساليبه وأدواته المواكبة للمستقبل، ومن بينها خيار التعليم عن بُعد الذي عجلت به جائحة «كورونا» التي تضرب العالم حالياً وتداعياتها والتحديات الناجمة عنها. لقد تسببت بعض إدارات المدارس في القطاعين بإلقاء ضغوط غير مبررة على الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، وهي تخترع كل يوم متطلبات جديدة ومتسارعة لا تدل أو تعبر عن شيء سوى حجم الإرباك والارتباك الذي تعانيه، ووسم حركة العمل والأداء فيها. وتزايدت هذه الضغوط مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 20 - 21، وقد ارتفعت شكاوى أولياء الأمور من الإدارات التي ترسل لهم «تعاميم» وأوامر مباشرة، ولكن تحت مسميات «استبانة»، وضرورة الرد عليها…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠
يقول رائد التنمية الذاتية، زيج زيجلر، إن الإنسان خلق للنجاح والإنجاز، وقد وهبه الله بذور العظمة، كما أنه يستطيع الحصول على كل شيء يريده في الحياة، إذا قام بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين في الحصول على ما يريدونه، يتناول زيجلر في كتابه «أراك على القمة» العديد من القيم المهمة، والطرق المجربة في إسعاد من حولنا، مبتدئاً بحب الله، والأسرة، والأصدقاء، والمجتمع. ويعد زيجر من الكتاب القلائل الذين يربطون النجاح والسعادة برضا الله، على اختلاف الديانات وأساليب العبادة، فالله واحد أحد في النهاية، ونحن لا نعرف ما سيأتي به الغد، ولكن نعرف جيداً من سيأتي لنا بالغد، لذلك علينا الثقة في الخالق والعمل بإيمان وحب في كل ما نقوم به، فالله، عز وجل، قد خلق لنا الحياة لخير وصلاح البشر، وسيكافئنا بقدر ما قدمناه للآخرين، وبقدر إسهامنا في قضاء حوائجهم، والوقوف بجانبهم للإسهام في بناء مستقبلهم ومنحهم فرص أفضل في الحياة. عندما أقرأ كلمات الشكر والثناء التي يوجهها زيجلر لمن ساعدوه…
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠
لكل منا لحظات يراجع فيها نفسه ليغير سلوكاً ما، وأجدني واقفاً في هذا المفترق فيما يخص الشاشات الصغيرة والسوشيال ميديا، وهناك أحداث تكون فارقة في حياتنا تتطلب منا التأمل وبدء رحلة داخل النفس، خصوصاً أن الرحلات خارجها أصبحت قريبة من المحال في زمن الوباء، ومع ذلك فالسفر إلى دواخل النفس هو أمر شخصي لا يهم القارئ كثيراً، المهم في تجربتي ما هو عام أو قد يكون مشتركاً مع أناس مثلي، وبهذا يكون للموقف من السوشيال ميديا معنى أوسع وتبعات أكثر عمومية تحث الآخرين على التأمل والتفكير. السبب الأول، الذي قد يشاركني البعض أهميته، هو أن دراسات كثيرة تشير إلى أن أدوات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما هي نوع جديد من الإدمان. فرغم النشوة الأولى والاحتفاء بأدوات التواصل كفكرة تؤدي إلى دمقرطة المعلومات، فإن نتائج الدراسات الأولية تشير إلى عكس ذلك. فالناس لا يكتب بعضهم إلى بعض من أجل تواصل يوسع من مساحات الإدراك، ولكنهم يكتبون لتلك الآلة أو الكومبيوتر…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
يتذكّر كثيرٌ مِنّا قصة ذلك الدب الذي قام بتربيته منذ صغره أحد الرعاة، وتعلّق بصاحبه كثيراً، وفي أحد الأيام، كان الراعي يأخذ قيلولة تحت إحدى الأشجار والدب يحرسه قريباً منه، فوقعت ذبابة على وجه الراعي، ولِفَرَطِ خوف الدب مِن أنْ يتأذى صاحبه أو ينزعج بمحاولاته لطرد الذبابة، اهتدى لحل لا يجعل الراعي يسمع شيئاً أبداً وهو يقوم بالقضاء على الذبابة المزعجة، فقد أخذ صخرة ضخمة وهوى بها بقوة على تلك الحشرة الجاثمة على وجه الرجل! لا تخلو حياة من مشاكل، ولا مسار من عراقيل، ولا فكرة من نقيض لها، وقد دَرَجَ البشر منذ مئات السنين على التعامل مع هذه «الـمُغيِّرات» بطرق مختلفة تبعاً لقوة ذلك المغيِّر ومدة بقائه الزمنية وأيضاً تبعاً للقابلية الفكرية والنفسية لدى الأفراد أو المجتمع المتأثر بتلك «الـمُغيِّرات»، ولكن في المجمل، فإن البشر يتغيرون ويُعيدون تشكيل سلوكياتهم وقولبة أفكارهم بمرور الزمن، ولا يعني إعادة تشكيل السلوك أو تبني قوالب جديدة للتفكير، الهجران التام لما سبق أو خطأ…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
احتراف نشر الفوضى مهمة كبرى تتبناها تركيا إردوغان، للتغطية على كل الخسائر والفشل السياسي والاقتصادي العريض الذي تمر به، في واحدة من أسوأ مراحل تاريخها الحديث، وآيديولوجيا الإسلام السياسي، ووهم بسط النفوذ على الدول العربية. والشعارات القومية الرنانة لا تغطي عجز الاقتصاد ولا فشل السياسة. الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان صرح بكل وضوح بأنه «إذا لم يتم إخراج تركيا من السياق العام، فسيكون من الصعب للغاية التوصل إلى تسوية سلمية من خلال المفاوضات». وأضاف: «إذا لم يتم إيقاف تركيا، فسيؤدي ذلك إلى وضع غير مستقر للغاية في القوقاز، وستسيطر أنقرة على خطوط الأنابيب الدولية»؛ بينما يرى غيره أن الحل سيكون عسكرياً وسياسياً ضد أرمينيا. انحيازاً للفوضى، أعلنت تركيا مجدداً إعادة التنقيب في شرق المتوسط الذي توقفت عنه قبل فترة وجيزة، في تحدٍّ جديد للعالم وللاتحاد الأوروبي، وهذا البحث التركي اليائس والمستميت خلف النفط والغاز وطرق الأنابيب الدولية، هو ما يفسر كل التهور السياسي ودعم الفوضى في كل المنطقة، من أذربيجان إلى…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
كلما أفتح صفحات الثقافة بالصحف المحلية أجد موضوعاً يتكرر كثيراً، الكتاب الورقي يتفوق على الإلكتروني. أرى تحيزاً شديداً ضد الكتاب الإلكتروني، وعدم تقدير لوجود هذا الاختراع بين أيدينا. أيهما أهم الكتاب الورقي أم الإلكتروني؟ حتى لو رجَّحت المبيعات كفة الورقي، فإن المنطق - من وجهة نظري - مع الإلكتروني.. لماذا؟ شخصياً.. كنت ضد الكتاب الإلكتروني منذ ثلاثة أعوام فقط، لكن الانطباع الأول يصنع العجائب. في منتصف صيف هذا العام، أردت التحقق من معلومة، ومن خلال بحث سريع على «غوغل»، وجدت عنوان كتاب مفصل عن الموضوع الذي أبحث فيه. للعلم لم أكن في البداية أبحث عن أي كتاب. السؤال: هل أشغل سيارتي وأذهب إلى المكتبة الكبيرة في «دبي مول» لأسأل عنه. أم أبحث عنه في موقع المكتبة الإلكتروني؟ أم أطلبه بالإنترنت، وأنتظر يومين حتى يصل؟ ولو كان غير متوافر سيصل بعد أسبوع أو 10 أيام. السؤال قادني إلى آخر: في حال عدم توافره، هل من المعقول أن أنتظر كتاباً 10 أيام…
الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠
السلام عليكم، وبعد، «منذ صدور العدد الأول لمجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية وأنا أواظب على اقتنائها، وقراءتها ثم الاحتفاظ بها في مكتبتي، كمرجع أعود إليه حين أريده. ما لم أُقَدّرْه على مدى كل تلك الأعوام، هو قيمة أن أجد العدد كل شهر في الأكشاك وتكون لي الحرية في أن أقتنيه أو أن أغُضّ عنه الطرف. وخلال أشهر الحجر الصحي الأربعة، لم تكن لديّ تلك الحرية. فلم يكن لي أي خيار غير انتظار زواله وعودة النشاط إلى السوق، عله تكون هناك طريقة لاستدراك الأعداد التي تنقصني». المرسل: العربي الضاني/ أكادير- المغرب ذلكم جزء مقتطع لواحدة من عشرات الرسائل التي ترد إلينا كفريق تحرير في مطبوعة «ناشيونال جيوغرافيك العربية» والتي تحمل الامتنان لجهود الفريق والتقدير غير المحدود لدولة الإمارات صاحبة هذا السبق في إصدار النسخة العربية لكل الدول العربية، غير أن «الجائحة» كان لها وقع مختلف على متابعينا. فعندما واجهتنا في الربع الثاني من هذا العام، توقفت الكثير من المطبوعات سواء بسبب إجراءات…